جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-28@12:37:44 GMT

نقض المواثيق والعهود

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

نقض المواثيق والعهود

 

 

محمد بن رامس الرواس

لطالما كانت مسألة الالتزام بالعهود والعقود من أبرز القيم الأخلاقية والمبادي الإنسانية التي تؤسس للعلاقات بين الدول والمجتمعات، غير أن التاريخ يعجّ بالشواهد التي تبرز ممارسات اليهود التي اتسمت بنقض العهود والمواثيق، واليهود من أكثر الأقوام الذين ارتبطت بهم هذه الصفة عبر العصور السابقة واللاحقة حتى إنهم نقضوا عهدهم مع أنبيائهم ووصل الأمر إلى نقضه بينهم قال تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ* ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (البقرة: 84).

إن نقض العهود يؤدي إلى فقدان الثقة في أي نظام سواء كان اجتماعيا أو سياسيا ويؤدي إلى خلق أجواء من التوتر والصراعات المُستمرة. فالجماعات والدول والشعوب التي لا تلتزم بتعهداتها تواجه دائماً أزمات دبلوماسية وعزلة دولية، فضلًا عن تأجيج النزاعات المُسلحة من حولها.

قبل الاسترسال في المقال أودُ العودة قليلًا الى مقال لنا نشرته جريدة الرؤية الغراء بتاريخ 2 سبتمبر 2024، بعنوان "قراءة في السيكولوجية الإسرائيلية"، تضمن الإشارة إلى سمات الشخصية الإسرائيلية التي لا تعيش إلا في ظل الصراعات والحروب وممارسة الفتن وذلك بسبب عدم مقدرتهم على التعايش السلمي مع المجتمعات البشرية، مما جعلهم يتسمون بعدة صفات عدوانية ومنها نقض العهود والمواثيق، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم من خلال علاقتهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة مصداقًا لقوله تعالى: "الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ" (الأنفال: 56).

ولقد ورد في محكم التنزيل من المولى العزيز القدير أن اليهود اشتهروا بنقض العهود، سواء مع الأنبياء أو مع الشعوب التي عاشوا بينها ووردت عدة آيات تشير إلى هذه الصفة، منها قوله تعالى:

"أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ" (البقرة: 100).

وهذا يشير إلى أن اليهود عبر التاريخ كان ديدنهم ولا يزال نقض العهود التي يُبرمونها، ومن الأمثلة الشهيرة في السيرة النبوية الشريفة نقض يهود بني قريظة للعهد مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام خلال غزوة الأحزاب، حيث تحالفوا مع قريش ضد المسلمين رغم اتفاقهم السابق على عدم الاعتداء.

لم تتغير هذه السياسة كثيراً في العصر الحديث إذ يقوم الكيان الصهيوني اليوم بانتهاك الاتفاقيات الدولية ونقض المعاهدات كان آخرها قبل ثلاثة أيام عندما نقض ميثاق صفقة الهدنة وقام ببدء الحرب مرة أخرى على قطاع غزة.

إن السياسة الإسرائيلية تعتمد على تغيير مواقفها ونقض عهودها برغم الاتفاقات الدولية مما يعكس صفاتهم المتأصلة والمتجذرة بهم في استمرار نهج نقض العهود وعدم الالتزام بالمواثيق.

ختامًا.. إنَّ الالتزام بالعهود والعقود هو أحد أهم المبادئ التي قام عليه الاتفاق بين حماس وإسرائيل في شهر يناير 2025 من الجانب الفلسطيني الذي لم ينقض عهده ولا اتفاقياته ولم يخل بمبادئه ولا قيمه ولا أعرافه إلى أن خرقت دولة الكيان الإسرائيلي بالأمس القريب لهذه الاتفاقية التي تمت برعاية دولية من الولايات المتحدة ومصر وقطر والتي تضمنت تبادل الأسرى ودخول المساعدات لغزة وتوقف دائمًا لإطلاق النار، لكن التاريخ اليوم يُقدم لنا فصلا جديدا من نقض العهود من اليهود.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب

#سواليف

قال عضو المكتب السياسي لحركة #حماس، عضو وفدها التفاوضي غازي حمد، إن الحركة تنتظر توضيحات من الوسطاء بشأن #انسحاب #الوفد_الإسرائيلي من #مفاوضات #وقف_إطلاق_النار في #غزة، والتصريحات الأمريكية الأخيرة.

وأكد حمد، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي لحماس، أن الحركة تسعى للتوصل إلى #اتفاق_شامل لوقف إطلاق النار في القطاع.

وأوضح أن حماس فوجئت بمواقف الولايات المتحدة وإسرائيل الأخيرة.

مقالات ذات صلة القوات المسلحة: تطبيقات لمتابعة حالات المرضى وتنظيم مواعيدهم 2025/07/27

ولفت حمد، إلى أن الحركة تسعى لمعرفة ما إذا كان بالإمكان استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها.

وقال: “ننتظر من الوسطاء توضيحا للموقف بعد انسحاب وفد #الاحتلال الإسرائيلي والتصريحات الأمريكية الأخيرة، ونأمل أن تعود المفاوضات إلى مسارها الصحيح وتستأنف بشكل جدي ومثابر خلال وقت قريب لإنهاء هذه المعاناة الطويلة”.

والجمعة، ادعى ترامب، أن حركة حماس “لم تكن ترغب حقا في التوصل إلى صفقة”، غداة انسحاب وفدي الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة بشأن إعادة الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

فيما زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مساء الخميس، أن رد حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار بغزة يُظهر “عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق”.

وأضاف حمد: “نعمل من أجل استمرار المفاوضات، لأننا نرغب في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان و #الحرب_المجرمة على #غزة، ونبذل جهدا كبيرا مع الأشقاء في #مصر و #قطر لإبقاء العملية التفاوضية قائمة”.

وانتقد عضو وفد حماس التفاوضي، بشدة التصريحات الإسرائيلية الرسمية، خاصة من قبل وزراء في الحكومة اليمينية، واصفا إياها بأنها “تعكس رغبة واضحة في مواصلة العدوان”.

كما أشار إلى أن “حماس قدمت مواقف إيجابية بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار”.

ولفت حمد، إلى أن الوسطاء أكدوا أن الاتفاق كان قريبا قبل الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ.

وتابع: فوجئنا بتصريحات ترامب “حين يتحدث عن القضاء على حماس، وهي تصريحات غير مبررة وغير منطقية ولا أساس لها ولا رصيد لها من الصحة”.

وأوضح أن الوفد الفلسطيني قدم رؤى واضحة في كل الملفات المطروحة، بما يشمل المساعدات، والضمانات، لاستمرار المفاوضات في مرحلة ما بعد 60 يوما، من وقف إطلاق النار الذي كان محتمل.

وأضاف أن “الولايات المتحدة أظهرت خلال الجولة الأخيرة تشددا، واعتمدت لغة التهديد والوعيد”.

وفيما يخص المساعدات الإنسانية، قال حمد، إن إسرائيل حاولت فرض شروط وقيود صارمة على آلية إيصال المساعدات، “لكننا طالبنا بأن تستند هذه العملية إلى اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025، بحيث تشرف عليها الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية”.

كما تطرق إلى قضية خرائط الانسحاب، موضحا أن “الاحتلال سعى إلى السيطرة على نحو 40 بالمئة من قطاع غزة وتوسيع المناطق العازلة، لكن الوفد الفلسطيني نجح في دفع هذا الطرح إلى الوراء، وتقديم رؤية مقبولة”.

وأكد حمد، على أن الاحتلال يريد ترك الباب مفتوحا لعودة الحرب، ورفض تضمين أي التزام بوقف دائم لإطلاق النار، “لكننا عملنا على وضع سدّ منيع أمام تجدد العدوان، ورفضنا الشروط الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع لا يمكن القبول به”.

وأوضح: “نحن كنا أمام خيارين: إما أن نذهب إلى اتفاق هزيل وسريع، وإما أن نتفق على الذهاب إلى اتفاق جيد”.

وقال حمد، إن الاحتلال كان يهدف عبر المفاوضات إلى تثبيت ما يتحدث عنه والمعروف بـ”المدينة الإنسانية” ومراكز توزيع المساعدات، “لكننا نجحنا في إنهاء هذه المنظومة التي سقط بسببها أكثر من ألف فلسطيني”.

وبشأن العملية التفاوضية، أوضح حمد، نتفاوض على اتفاق مؤقت مدته 60 يوما، يتضمن خرائط لإعادة انتشار الاحتلال ووقف إطلاق النار دائم، على أن يتبعها اتفاق نهائي ينص على انسحاب شامل ووقف للحرب.

وأشار إلى أن الحركة ما تزال تعول على دور الوسطاء، لا سيما مصر وقطر، لضمان تنفيذ الاتفاق.

ودعا حمد، الدول العربية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود التهدئة ومنع إسرائيل من مواصلة حربها على غزة.

والجمعة، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري، دون تسميته، قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة “ستستأنف الأسبوع المقبل بعد دراسة عرض حماس”.

يأتي ذلك وسط غموض بشأن مصير المفاوضات، عقب إعلان إسرائيل وويتكوف، سحب فريقي بلديهما للتشاور من العاصمة القطرية الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ”عدم الرغبة” في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها “باستكمال المفاوضات (التي بدأت بالدوحة في 6 يوليو/تموز الجاري).

كما قالت مصر وقطر، في بيان مشترك، الجمعة، إن تعليق المفاوضات بشأن قطاع غزة لعقد المشاورات قبل استئناف الحوار مرة أخرى يعد أمرا طبيعيا في سياق هذه “المفاوضات المعقدة التي أحرزت بعض التقدم”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • مئات الحاخامات اليهود يوجهون رسالة لـإسرائيل ما مطالبهم؟
  • مئات الحاخامات اليهود يطالبون إسرائيل بوقف التجويع وقتل المدنيين
  • عالم المصريات: اليهود يعانون عقدة الحضارة المصرية
  • وزارة الداخلية: مخالفة تجاوز المركبة للمسارات تُربك حركة السير وتُعرض السلامة للخطر
  • هيئة الرقابة تبحث سبل تطوير المطارات وتعزيز كفاءة التشغيل
  • إيران: تعليق التعاون مع الوكالة الذرية يجب أن يتم وفقا للقانون
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • آمنة الضحاك : نجدد الالتزام بحماية النظم البيئية لأشجار القرم
  • شركة طيران تتعرض لهجوم بسبب طردها لعدد من اليهود..فيديو
  • الرئيس الفلسطيني يشكر المملكة على جهودها التي أسهمت في الالتزام الفرنسي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين