في فصلٍ جديدٍ من تاريخ الهيمنة والاستعمار، شنت الولايات المتحدة عدوانًا غادرًا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، هذا الهجوم يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن واشنطن لم تكن يومًا مجرد داعمٍ للكيان الصهيوني، بل شريكٌ أصيل في جرائمه بحق شعوب المنطقة، جاء هذا العدوان السافر في محاولةٍ يائسة لمعاقبة اليمنيين على موقفهم المبدئي في دعم فلسطين، وعلى تصدرهم لجبهة المواجهة ضد المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة.

لم يكن هذا العدوان الغاشم سوى حلقةً جديدةً في مسلسل العربدة الأمريكية، ومحاولةً فاشلةً لإخضاع شعبٍ لم يعرف الهزيمة يومًا، فالولايات المتحدة، التي عجزت عن كسر إرادة اليمنيين عبر الحصار والتجويع، لجأت إلى صواريخها وطائراتها، متوهمةً أن بإمكانها فرض معادلات جديدة بالقوة. لكنها تناست أن هذا الشعب، الذي واجه تحالفًا عالميًا طيلة سنوات، لا تزيده النيران إلا بأسًا، ولا يولد من تحت الركام إلا أكثر إصرارًا على المواجهة. ما جرى ليس مجرد عدوان، بل إعلان عجزٍ أمريكي أمام صمودٍ يُربك حسابات الطغاة، ويُفشل كل رهاناتهم الواهمة على إخضاع اليمن.

إن ما حدث يكشف بوضوح أن الولايات المتحدة لم تعد تملك سوى سلاح القوة الغاشمة، بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها عبر الحصار السياسي والاقتصادي. فحين تعجز واشنطن عن فرض مشاريعها بالضغوط الدبلوماسية، تلجأ إلى القصف المباشر، ظنًا منها أن بإمكانها إخضاع الشعوب الحرة كما تفعل مع الأنظمة التابعة لها. لكن اليمن ليس من تلك الدول التي تُشترى مواقفها أو تُلوى ذراعها، بل هو أرضٌ عصيةٌ على الانكسار، وشعبٌ لا يُهادن في قضاياه المصيرية.

لقد تجاوز العدوان الأمريكي على اليمن البعد العسكري ليصبح إعلان حربٍ على كل مشروع مقاوم في المنطقة، ومحاولةً لترسيخ هيمنة واشنطن بأي ثمن، لكن ما لم تدركه الإدارة الأمريكية هو أن هذه الاعتداءات لن تزيد اليمنيين إلا ثباتًا، ولن تدفعهم إلا نحو مزيدٍ من الصلابة في مواجهة كل مشاريع الاحتلال والاستعمار الجديد. فمن أراد كسر إرادة هذا الشعب، فهو كمن يحاول تحطيم الجبال بأيدٍ واهنة، ومن راهن على إخضاعه، فقد حكم على نفسه بالهزيمة المحتومة.

في اليمن، لا تُكسر الإرادة بالقصف، ولا تُطفأ جذوة الصمود بالنار، من راهن على إخضاع هذا الشعب بالحديد والنار، لم يقرأ تاريخ اليمن، ولم يدرك أن هذه الأرض مقبرةٌ لكل غازٍ ومستعمر، هنا، لا تُكتب المعادلات بالقوة، بل تُرسم بدماء الأحرار، ولا مكان فيها للضعفاء والمتخاذلين. فليحشد المعتدون أساطيلهم، وليزجّوا بترساناتهم، فلن يحصدوا إلا الخيبة، ولن يجدوا إلا الموت الزؤام على يد رجالٍ لا يعرفون إلا النصر أو الشهادة، فاليمن ليس مجرد أرضٍ تُغزى، بل هو قدرٌ أسود يلاحق الطغاة، وقوةٌ لا تُكسر، وإرادةٌ لا تُقهر!

إن الشعب اليمني، الذي يواجه أعتى قوى العدوان، يؤكد يومًا بعد يوم تمسكه بقضيته الفلسطينية، رافضًا كل محاولات التطبيع والتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الموقف الثابت يعكس أصالة الشعب اليمني ورفضه لكل أشكال الظلم والاضطهاد، ويثبت أن اليمن سيظل سندًا لفلسطين وقضيتها العادلة مهما كانت التضحيات.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أكثر من 40 شهيداً وجريحاً مدنيا بجرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم 10 يونيو

يمانيون || تقرير:

استشهد وأصيب عشرات المدنيين اليمنيين بجرائم ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومرتزقته الخونة بحق الشعب اليمني في عدد من المحافظات في مثل هذا اليوم 10 يونيو من سنوات العدوان العشر الماضية.

ففي 10 يونيو عام 2015:

استشهد أربعة مواطنين جراء استهداف طيران العدوان الطريق العام بمديرية رازح في محافظة صعدة، وشن عدة غارات على منطقة الشعف بمديرية ساقين.

واستهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي مناطق المزرق وجبل النار والملاحيظ والمغيالة وتعشر وشقدم وبرم والجبل الأحمر والمنزالة في المحافظة نفسها.

واستشهد مواطن وجرح أربعة آخرون بينهم امرأة جراء قصف طيران العدوان مبنى المجمع الحكومي وسوق مديرية قفلة عذر في محافظة عمران، كما استهدف جبل إيهر المطل على مركز المديرية وحصن نواش التاريخي.

واستشهد أحد الفنيين وحارس محطة تحويل كهرباء خور مكسر في محافظة عدن جراء عدة غارات شنها الطيران على المحطة ما أدى إلى تدميرها بالكامل.

وفي 10 يونيو عام 2016:

شن طيران العدوان غارتين على مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، واستهدف بغارتين إحدى الآبار الارتوازية في المديرية نفسها.

وألقى طيران العدوان قنبلة صوتية في مديرية القناوص بمحافظة الحديدة، وشن أربع غارات على جبل هيلان الاستراتيجي بمديرية صرواح في محافظة مأرب.

وقصف المرتزقة بالصواريخ والمدفعية منطقة مبدعة وبني عابد والمدارج بمديرية نهم في محافظة صنعاء.

وفي 10 يونيو عام 2017:

شن طيران العدوان في محافظة صعدة أربع غارات على منطقة البقع بمديرية كتاف، وغارة على وادي شعير وأربع غارات على منطقتي مندبة وآل مجدع بمديرية باقم، وغارة على منطقة الملاحيظ بمديرية الظاهر.

كما شن غارة على الطريق العام المؤدي لمنطقة مران بمديرية حيدان وغارة على جبل الدود في جيزان، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي مناطق متفرقة من مديرية شدا.

واستهدف الطيران المعادي بتسع غارات مناطق بني بارق، الحول والتبة السوداء بمديرية نهم في محافظة صنعاء، خلفت أضراراً في مزارع المواطنين ومنازلهم.

وشن طيران العدوان سبع غارات على الطريق العام ومنطقتي المشجح والربيعة بمديرية صرواح في محافظة مأرب، وغارة على سيارة مواطن في منطقة شعبو بمديرية الوازعية في محافظة تعز، وغارة شرق يختل في مديرية المخا.

وفي 10 يونيو عام 2018:

استشهد طفل بنيران مرتزقة العدوان بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز.

وأصيبت امرأة في قصف للمرتزقة بالمدفعية على منازل المواطنين بمديرية المتون في محافظة الجوف، كما استهدف المرتزقة بالأسلحة الرشاشة منطقة حوامرة بمديرية كرش في محافظة لحج.

وأصيب عدد من المواطنين بينهم أطفال جراء غارة شنها طيران العدوان عليهم أثناء نزوحهم في الطريق العام بمنطقة الحسينية مديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة.

وأصيب رجلان وامرأة وطفل بجروح وتضررت ممتلكات المواطنين جراء غارتين شنهما طيران العدوان على مديرية شدا الحدودية في محافظة صعدة.

وشن الطيران المعادي غارتين على منطقتي الحجلة والأزهور بمديرية رازح الحدودية، وغارتين على منطقتي آل عمار وعكوان بمديرية الصفراء، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي مكثف قرى ومنازل المواطنين في رازح ومنبه الحدوديتين.

طيران العدوان شن ثلاث غارات على مديرية نهم في محافظة صنعاء، استهدفت إحداها منزل مواطن في قرية البدرات.

وفي 10 يونيو عام 2019:

استشهد طفلان وجرح ثالث، جراء استهداف مرتزقة العدوان بقذائف المدفعية منزل المواطن عبدالحميد التهامي في قرية الجبجب بمديرية قعطبة في محافظة الضالع.

واستشهد طفل جراء استهداف المرتزقة بالأسلحة الرشاشة الأحياء السكنية في منطقة السلخانة بمديرية الحالي في محافظة الحديدة، وقصفوا باتجاه سيتي ماكس وما جاوره بالمدفعية والرشاشات المتوسطة، وبثلاث قذائف هاون والعيارات المتوسطة مدينة الشعب.

وقصف المرتزقة مطار الحديدة بالعيارات الرشاشة، وكثفوا قصفهم للأحياء السكنية في شارعي الخمسين وصنعاء بالمدفعية والعيارات الرشاشة، ومشطوا بالعيارات الخفيفة والمتوسطة قريتي الزعفران ومحل الشيخ في كيلو 16 بمديرية الدريهمي

واستهدفت زوارق العدوان الحربية المنتزه العام بدوار الجمل.

وشن طيران العدوان سبع غارات استهدفت أماكن متفرقة بمديرية كتاف الحدودية في محافظة صعدة، خلفت أضراراً في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة، كما شن 12 غارة على مديريتي حرض وميدي في محافظة حجة.

واستهدف المرتزقة بالمدفعية مزارع ومنازل المواطنين بمديرية صرواح في محافظة مأرب.

وفي 10 يونيو عام 2020:

استشهد ثلاثة مواطنين بغارة لطيران العدوان استهدفت سيارة في منطقة العقيق بمديرية كتاف في محافظة صعدة.

وأصيب مواطن بجروح بليغة بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان في منطقة بني صياح بمديرية رازح الحدودية، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي قرى آهلة بالسكان في مديرية رازح الحدودية.

وأصيب مواطن وزوجه واثنان من أطفالهما في قصف طيران العدوان منطقة الصباحة بمديرية بني مطر في محافظة صنعاء بقنابل عنقودية.

وشن طيران العدوان خمس غارات على مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، وأربع غارات على منطقة صلب بمديرية مجزر في محافظة مأرب.

وقصف المرتزقة بـ 112 صاروخاً وقذيفة وبالأعيرة النارية المختلفة، مناطق متفرقة في محافظة الحديدة.

وفي 10 يونيو عام 2021:

استشهد مواطن وأصيب اثنان بقصف مدفعي سعودي استهدف منطقة آل الشيخ بمديرية منبه في محافظة صعدة، فيما أصيب مواطن جراء قصف مماثل على منطقة الرقو في المديرية ذاتها، وشن الطيران 14 غارة على منطقة الفرع بمديرية كتاف وغارة على مديرية الظاهر.

وأصيب طفلان جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان في منطقة الفرش بمديرية حرض في محافظة حجة، فيما شن الطيران غارة على منطقة بني حسن في مديرية عبس.

وشن طيران العدوان ثلاث غارات على مديرية مدغل وغارة على مديرية صرواح في محافظة مأرب.

وفي محافظة الحديدة، شن الطيران التجسسي ثلاث غارات على الدريهمي والجبلية، واستحدث المرتزقة تحصينات قتالية في الفازة والجبلية، وقصفوا بـ 17 قذيفة مدفعية وبالأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة.

وفي 10 يونيو عام 2022:

استشهد المواطن محمد محمد عزي النجار جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان خلال رعيه للأغنام في وادي نوع بمديرية صرواح في محافظة مأرب.

واستحدث مرتزقة العدوان تحصينات في منطقة الكدحة بمحافظة تعز، وقصفوا بالمدفعية الروضة والبلق الشرقي بمحافظة مأرب، وغرب حرض والشبكة وشمال المنجورة والهمداني بمحافظة حجة، ورازح والمدافن والغور وباقم بمحافظة صعدة، كما استهدفوا بالمدفعية مديرية ناطع بمحافظة البيضاء، وجبل قمبورة والصيابة والعمود بوادي جارة في جيزان والشبكة بنجران.

وأطلق المرتزقة النار على منازل المواطنين ومناطق متفرقة في محافظات مأرب، تعز، حجة، صعدة، الضالع، البيضاء وجبهات الحدود.

وشن الطيران التجسسي غارتين على مقبنة في تعز، وحيس بالحديدة، فيما استحدث المرتزقة تحصينات قتالية في حيس والجبلية، وقصفوا بـ 12 صاروخاً وقذيفة مدفعية وبالأعيرة النارية المختلفة مناطق متفرقة في محافظة الحديدة.

وفي 10 يونيو عام 2023:

شن الطيران التجسسي خمس غارات في محافظة الحديدة وقصفوا بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة.

جرائم العدوان في مثل هذا اليوم

مقالات مشابهة

  • مواطنون من مختلف المحافظات:الظروف المعيشية التي خلفها العدوان والحصار زادتنا تراحماً وألفة في العيد
  • جبهة تحرير فلسطين:العدوان الصهيوني على اليمن عجز وإفلاس أمام الردع اليمني
  • أكثر من 40 شهيداً وجريحاً مدنيا بجرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم 10 يونيو
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تُدين بشدة العدوان الإسرائيلي الجديد على ميناء الحديدة اليمني
  • برؤوس حربية ثقيلة.. عدوان اسرائيلي على اليمن لأول مرة من البحر
  • عدوان إسرائيلي غاشم يستهدف ميناء الحديدة.. التفاصيل الكاملة
  • مابعد  الاربعين دقيقة….؟؟؟ماذا دار في المكالمة وماذا  سيحصل في المنطقة…؟؟؟
  • غارتان على ميناء الحديدة.. عدوان إسرائيلي جديد ضد اليمن
  • نحو 50 شهيداً وجريحاً مدنيا بجرائم ارتكبها العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم 9 يونيو
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة