هل يقبل السودان تهجير أهالي غزة إليه؟ وزير الخارجية يجيب
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
أكد وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن بلاده لن تكون جزءًا من أي مشروع لتوطين الفلسطينيين من غزة في السودان.
وجاء ذلك ردا على التسريبات الصحفية التي تحدثت عن طلب أمريكي إسرائيلي يقترح تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى السودان.
وأضاف الشريف في حديثه لموقع "الجزيرة نت" أن السودان لم يتلق أي اتصال رسمي حول هذه القضية، مشيرًا إلى أن "هذه الفكرة لم تُطرح في أي لقاءات رسمية، والموقف السوداني الثابت هو دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية".
وفي إطار دفاعه عن موقف السودان، أشار الشريف إلى أن الموقف السوداني في هذا الشأن كان واضحًا في القمة العربية التي انعقدت في القاهرة في 4 نيسان / أبريل الماضي، حيث تم رفض فكرة التهجير بشكل قاطع، وتم وضع خطة شاملة لإعمار غزة في إطار مشاركة سودانية فعّالة. وقد تبنى الاجتماع الوزاري الإسلامي الذي تلاه في جدة الموقف نفسه، مؤكدًا على أهمية الإعمار بدلاً من التهجير.
وأوضح الوزير السوداني أن بلاده لا تسعى لبناء علاقاتها مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى على حساب القضية الفلسطينية، قائلاً: "العلاقات بين الدول تُبنى على المصالح المتبادلة، ونحن نتمسك بموقفنا الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين".
وأضاف أن العلاقات مع واشنطن بدأت تشهد تحسنًا، حيث هنأ الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور فوزه، وأرسل الشريف أيضًا رسالة تهنئة إلى وزير الخارجية الأمريكي الجديد، معبّرًا عن استعداد السودان للتواصل والعمل على تعزيز هذه العلاقة.
على صعيد آخر، تطرق الوزير السوداني إلى الوضع الداخلي في البلاد، وتحديدًا محاولات ميليشيا "الدعم السريع" لتشكيل حكومة موازية.
حيث أكد الشريف أن هذه المحاولات "ولدت ميتة" ولن يكون لها أي تأثير على مستقبل السودان.
وشرح أن المحاولة جاءت نتيجة لانتصارات القوات المسلحة السودانية وتحقيقها تقدّمًا في معركة ضد "الدعم السريع"، فضلاً عن الشعبية المتزايدة لمواقف الحكومة السودانية في القضايا الإقليمية والدولية. ورغم دعم بعض القوى المحلية والإقليمية لميليشيا "الدعم السريع"، إلا أن الحكومة السودانية رفضت هذه المحاولات بشدة، مشيرًا إلى أن العديد من الدول والمنظمات الدولية دعمت موقف السودان في رفض الاعتراف بحكومة موازية.
وأكد الشريف أن الاعتراف الدولي هو "أكسجين الحياة" لأي حكومة أو كيان سياسي، وأضاف أن رفض الاعتراف بالحكومة الموازية يجعلها "حكومة بلا حياة". وأوضح أن جميع الدول التي زارها المسؤولون السودانيون أكدت دعمها لسيادة السودان ورفضها التام لهذه المحاولة.
فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أكد الشريف أن السودان يسعى لتحقيق توازن في سياسته الخارجية، حيث يعزز العلاقات مع الغرب والشرق في آن واحد. وأوضح أن العلاقات مع روسيا "لا تأتي على حساب علاقاتنا مع أمريكا أو أي دولة أخرى"، حيث يوجد تعاون اقتصادي وثقافي بين السودان وروسيا، وأن العديد من الشركات الروسية تعمل في السودان في مجالات متعددة. وأشار أيضًا إلى أن العديد من الطلاب السودانيين يدرسون في روسيا، وهو ما يعكس قوة العلاقة بين البلدين.
وأضاف الشريف أن السودان لا يرغب في جعل علاقاته مع إيران مصلحة ثانوية أو تبعية لعلاقته مع دول أخرى مثل السعودية. حيث أكد أن "علاقاتنا مع إيران قائمة على مصالح مشتركة ولا تؤثر على علاقاتنا مع السعودية أو أي دولة عربية أخرى".
وتحدث الشريف أيضًا عن تطورات الوضع مع جنوب السودان، مشيرًا إلى أن هناك توترات ناتجة عن بعض الحوادث التي وقعت مؤخراً بين السودانيين والجنوبيين، خاصة بعد قضية الإعدامات السريعة لأشخاص من جنوب السودان في مدينة ود مدني، والتي أسفرت عن مشاعر عدائية في جوبا. وأكد الوزير السوداني أن السودان لا يتدخل في الشؤون الداخلية لجنوب السودان، ولكنه يحرص على استقرار العلاقات بين البلدين كجارين مهمين. ورغم بعض التصعيد في العلاقات بسبب الصراع الداخلي في جنوب السودان، إلا أن هناك حرصًا من قبل الخرطوم على الحفاظ على استقرار الجنوب.
وفي الختام، أكد الشريف أن السودان لا يخضع لأي ضغوط من أي دولة كانت، وأن السياسة السودانية تقوم على مبدأ الاستقلالية، مشددًا على أن السودان سيتابع مصالحه الوطنية بشكل كامل دون أن يؤثر ذلك على علاقاته مع أي دولة. وأشار إلى أن السياسة السودانية في الوقت الراهن تسعى لتحقيق السلام والاستقرار لصالح الشعب السوداني، والعمل على تطوير العلاقات مع الدول المختلفة في إطار المصلحة الوطنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السوداني السودان تهجير اهالي غزة وزير الخارجية السوداني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العلاقات مع أن السودان ا إلى أن أی دولة
إقرأ أيضاً:
مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
أكد مساعد وزير الخارجية مسؤول ملف السودان بالخارجية المصرية السابق السفير حسام عيسى أن العدوان المشترك بين مليشيا الدعم وقوات خليفة حفتر على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا هو محاولة لجر مصر للحرب في السودان.
وقال عيسى سفير مصر السابق بالخرطوم، في تصريح خاص لموقع “المحقق” الإخباري، إنها محاولة لنقل الحرب للحدود المصرية السودانية، مشدداً على أن القيادة المصرية لن تنجر لحرب خارج حدودها، مضيفاً “كانت هناك محاولات عديدة في السابق لجر مصر مثلما حدث في مطار مروي في بداية الحرب، وادعاء الدعم بأن مصر ستشارك بطيرانها،
وكذلك مزاعم قائد قوات المليشيا محمد حمدان المتكررة بتدخل مصر في الحرب بالسودان”، مؤكداً أن هذه الاتهامات عارية تماما من الصحة، مشيراً إلى العلاقات الجيدة بين مصر وحفتر، وقال إن حفتر له قراراته التي تتوافق مع مصالحه.
كما أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن مصر قادرة على حماية حدودها،
وقال تقديري أن مصر لن تنساق إلى هذا المستنقع، وموقفنا واضح في الدفاع عن الأراضي المصرية ولن نُجر إلى حرب إقليمية، مضيفاٍ أن موقف مصر الأساسي هو إيقاف القتال ووقف إطلاق النار في السودان والبدء في إعادة تعمير البلاد، موضحا أن هدف المليشيا من الدخول في المثلث الحدودي هو نقل الحرب إلى مناطق أخرى، بعد هزائمها في المناطق ذات الأهمية الكبرى في وسط السودان (الخرطوم – الجزيرة – سنار وغيرها)،
وقال إن شمال وغرب كردفان الآن تشهد عمليات كر وفر، ولذلك كان لابد من فرقعة إعلامية وسياسية لنقل الحرب لمناطق جديدة تحت سيطرة الجيش لرفع الروح المعنوية للمليشيا، لافتاً إلى أن هجمات الطيران السوداني على مطار نيالا كبدت الدعم خسائر فادحة،
وقال إن نقل الحرب للمثلث الحدودي تهدف لتشتيت جهود الجيش السوداني في مناطق جديدة
القاهرة – المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب