بعد نحو سنة ونصف من الفشل الاستخباراتي والأمني الواسع في "إسرائيل" جراء عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اختارت حكومة الاحتلال الخروج إلى هجوم مفاجئ ضد حركة حماس، بدلا من إتمام صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار.

وقال الخبير الاستراتيجي في صحيفة "معاريف" أفرايم غانور: إنه "لا يوجد إسرائيلي لا يريد أن يرى نهاية حكم منظمة الإرهاب في القطاع مثلما لا يوجد إسرائيلي لا يريد أن يرى مخطوفين يعودون إلى الديار، لكن بدلا من عمل شيء ما حقيقي في هذا الشأن، تلقينا مرة أخرى القرارات ذاتها لحكومة عديمة الشخوص والقدرات، اختارت أن تخوض حربا لا نهاية لها وهجوما لا غاية له".



وأضاف غانور في مقال له أنه "لا حاجة لأن يكون المرء خبيرا في شؤون الإرهاب كي يفهم بأن الحرب ضد حماس هي مثل مكافحة الأعشاب الضارة ذات قدرة البقاء العالية، التي يصعب إبادتها، ويكفي أن نرى الصراع الذي لا ينتهي ضد حماس في الضفة الغربية".


واعتبر أنه "لأجل التخلص من حماس في قطاع غزة ينبغي اقتلاعها من الجذور، ولأجل اقتلاعها من الجذور يجب قبل كل شيء التخلص منها كجسم سلطوي وكمن تدير الحياة في قطاع غزة، هذا للأسف، لم تتمكن هذه الحكومة من تنفيذه بشللها الكبير".

وأكد أن "الهجوم المفاجيء لن يؤدي إلى القضاء عليها، فهو يستهدف أساسا إجازة ميزانية الدولة، التي يجب أن تقر حتى نهاية الشهر وإلا يكون التوجه إلى الانتخابات، وهذا الهجوم استهدف تلبية نزوات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير الذي عاد إلى الائتلاف وسيساهم الآن في نصيبه الهام في إجازة الميزانية".

وأوضح أنه "فضلا عن ذلك، هذا الهجوم المفاجيء يفترض أن يشتت الانتباه، في ضوء الغضب الشديد الذي نشأ في هذه الأيام في أوساط جمهور غفير جدا في إسرائيل في أعقاب بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن نيته إقالة رئيس الشباك رونين بار".

وبيّن أنه " في هذا الهجوم أيضا ما يشتت الانتباه عن المطلب لاقامة لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر وعن المحاولة لإجازة قانون التملص من الخدمة.. وبكلمات أخرى نوع من المخدر الذي تعطيه هذه الحكومة للجمهور في لحظات الازمة فيما تهتز أساساتها".


واعتبر أنت "الأفظع من كل شيء هو أن هذا الهجوم يعرض للخطر بشكل حقيقي مخطوفينا الأحياء الذي نجوا حتى اليوم من عذابات الأسر في أنفاق حماس، والسؤال الكبير الذي يجب أن يُسأل هنا هو هل أعطت هذه الحكومة الرأي في ذلك؟ فضلا عن ذلك كيف يساهم هذا الهجوم في إعادتهم؟ فقد سبق أن تعلمنا بأن بالقوة لن يكون ممكنا إعادة المخطوفين. وحتى مئات القتلى من حماس والتصفية المركزة لكبار المسؤولين في قيادة المنظمة لن يعيدوا لنا المخطوفين، حين يكون واضحا أن حماس لن تحرر كل المخطوفين دون اتفاق يضمن استمرار وجودها في القطاع، في مثل هذه المكانة أو تلك".

وأكد أنه "من يوهم نفسه بأن في هجوم مفاجيء جوي أو في مناورة برية متجددة ما، سننهي حماس ونعيد مخطوفينا، يبدو أنه لم يتعلم بعد من هي حماس، والأكثر إقلاقا هو أن نتنياهو بدلا من أن يحرر المخطوفين وبعد هذا يهاجم حماس، يفضل ببساطة تمديد الزمن.

وختم بالقول: "لقد سبق لهذا أن قيل وكتب من الكثيرين مرات عديدة، لكن في أعقاب هذا الهجوم المفاجيء يجب أن نعود لنكرر هذا المرة تلو الأخرى: الزمن يعمل بشكل واضح ضد مخطوفينا، وعليه، قبل كل شيء يجب إعادتهم، وكل ساعة تمر وكل هجوم كهذا يزيد الخطر على حياتهم، غير أن الاستنتاج البشع، وهذا أيضا ليس جديدا، هو أن بقاء الحكومة أهم لنتنياهو من المخطوفين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيل الاحتلال غزة نتنياهو إسرائيل غزة نتنياهو الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الهجوم

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: محاكمة نتنياهو قد تستغرق عاما

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيبدأ الثلاثاء الجزء الأهم من محاكمته، ولن يسمح له بالتحدث مع محاميه خلال الاستجواب.

وأضافت أن نتنياهو سيجبر خلال محاكمته على الإجابة عن أسئلة صعبة، في عملية قد تستغرق عاما كاملا.

ويواجه نتنياهو -الصادرة بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولة- اتهامات بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة في 3 قضايا منفصلة، تُعرف بالقضايا 1000 و2000 و4000.

ويتعلق أحد ملفات الاتهامات بحصول نتنياهو وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال أثرياء، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهذه الشخصيات في مجالات مختلفة.

كما يُتهم في ملف اتهام آخر بالتفاوض مع أرنون موزيس، ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الخاصة، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

أما ملف الاتهام الثالث فيتعلق بتقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي شاؤول إلوفيتش الذي كان أيضا مسؤولا في "شركة بيزك للاتصالات"، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

وأدت تلك القضايا إلى سنوات من الاضطرابات السياسية في إسرائيل، وصعّبت تشكيل أغلبية مستقرة في الكنيست، وأسفرت عن إجراء 5 انتخابات في أقل من 4 سنوات.

وكان المستشار القضائي السابق للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت قدّم لائحة الاتهام ضد نتنياهو في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكن نتنياهو نفى جميع التهم الموجهة إليه، مدعيا أنها جزء من "حملة سياسية تهدف إلى إطاحته".

إعلان

مقالات مشابهة

  • توثيق لحقوق الإنسان: نستنكر بأشد العبارات الهجوم الإجرامي الذي شنته ميليشيا الدعم السريع على مستشفى “الضمان”
  • إعلام إسرائيلي: حماس لم تغلق الباب بشأن المفاوضات وترامب بحاجة لإنجاز
  • والد أسير إسرائيلي يطالب ترامب بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • والد أسير إسرائيلي بغزة يطلب من ترامب إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • أرجوكم أجبروا نتنياهو .. والد أسير إسرائيلي يدعو ترامب للإفراج عن ابنه
  • إعلام إسرائيلي: محاكمة نتنياهو قد تستغرق عاما
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • خدعة نتنياهو الجديدة ومقترح ويتكوف
  • خبير: ترامب بدأ يفقد ثقته في نتنياهو.. فيديو
  • خالد عكاشة: الأوضاع في غزة معقدة.. ونتنياهو يستخدم الحرب لتثبيت حكومته