الجزائر تندد برفض فرنسا تسليمها وزيرا متهما بقضايا فساد
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
نددت الجزائر، الخميس، برفض فرنسا تسليم الوزير السابق عبد السلام بوشوارب، الذي أدانه القضاء الجزائري في قضايا فساد، معتبرة أن الموقف الفرنسي يعكس "غيابًا تامًا للتعاون" في مجال المساعدة القضائية المتبادلة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان رسمي إن الحكومة أخذت علماً بقرار القضاء الفرنسي رفض تسليم بوشوارب، الذي كان يشغل منصب وزير الصناعة والمناجم بين عامي 2014 و2017 خلال عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وكانت الجزائر قد قدمت منذ أكتوبر 2023 ستة طلبات رسمية إلى السلطات الفرنسية لتسليم بوشوارب، البالغ من العمر 72 عامًا، والذي يقيم في جنوب شرق فرنسا منذ عام 2019. وقد صدر بحقه خمسة أحكام بالسجن، مدة كل منها 20 عامًا، كما يلاحق في قضية سادسة تتعلق بمخالفات مالية واقتصادية.
غير أن محكمة الاستئناف في "إكس-آن-بروفانس" رفضت الطلب الجزائري، وأغلقت الملف نهائيًا صباح الأربعاء، مشيرة إلى "تداعيات ذات خطورة استثنائية" قد تنجم عن تسليمه، بسبب تقدمه في السن ووضعه الصحي.
وانتقدت الجزائر بشدة موقف باريس، معتبرة أنه يمثل عرقلة للجهود المبذولة لاسترجاع الأموال المنهوبة، مشيرة إلى أن السلطات الفرنسية لم تتعاون معها في هذا الملف رغم وجود العديد من الاتفاقيات الدولية والثنائية المخصصة لهذا الغرض.
وأكدت وزارة الخارجية أن الجزائر "تحتفظ بحقها المشروع في اللجوء إلى سبل الانتصاف القانونية الأخرى الممكنة"، لمواصلة مساعيها لاستعادة الأصول المختلسة، التي قالت إنها لا تزال تواجه "مماطلات ومراوغات غير مبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي".
وكشفت الوزارة أن فرنسا لم تتجاوب مع 25 طلب إنابة قضائية قدمتها الجزائر ضمن جهودها لاستعادة الأموال المهربة، في حين أن "شركاء أوروبيين آخرين يتعاونون مع السلطات الجزائرية بكل إخلاص وصدق ودون أي خلفيات أو دوافع خفية بخصوص مسألة الأملاك المكتسبة بطرق غير شرعية".
خلاف دبلوماسي يتجدديأتي هذا التوتر الجديد ليعكس طبيعة العلاقات المعقدة بين الجزائر وفرنسا، التي تشهد بين الحين والآخر توترات بسبب ملفات تاريخية وقضائية. كما أن هذا التطور قد يلقي بظلاله على التعاون بين البلدين في ملفات أخرى، مثل قضايا الهجرة والتبادل التجاري والأمن الإقليمي.
ويُنظر إلى ملف استرجاع الأموال المنهوبة على أنه من بين الأولويات الكبرى للحكومة الجزائرية، التي تسعى إلى محاربة الفساد الذي تفشى خلال حقبة بوتفليقة، إلا أن العقبات التي تواجهها على المستوى الدولي، لا سيما مع فرنسا، تزيد من تعقيد المهمة، ما قد يدفعها إلى تصعيد دبلوماسي أو البحث عن وسائل قانونية أخرى لتحقيق أهدافها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجزائر فرنسا باريس ماكرون المزيد
إقرأ أيضاً:
235 مسيرة جماهيرية حاشدة بالحديدة تندد بأستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الفلسطينية
الثورة نت / يحيى كرد
شهدت محافظة الحديدة، عصر اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة في 235 ساحة بمختلف مديريات المحافظة، تحت شعار: “ثبات مع غزة.. وجهوزية واستنفار في مواجهة العدوان”، في موقف شعبي موحد يؤكد التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني ويعبّر عن استعداد جماهيري واسع لمواجهة التصعيد الصهيوني المتواصل.
وشملت المسيرات مديريات مربع المدينة بشارع الميناء، إلى جانب سائر مديريات وعزل وقرى ومناطق المربعات الجنوبية ، والشرقية ، والشمالية للمحافظة. في أجواء حماسية تعكس الوعي الشعبي بالمسؤولية تجاه فلسطين.
وخلال المسيرات بمشاركة محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، ووكلاء المحافظة أحمد مهدي البشري، ومحمد حليصي، وعلي الكباري، إلى جانب عدد من العلماء، والشخصيات الاجتماعية، والقيادات العسكرية والأمنية. ورفع المشاركون الأعلام اليمنية والفلسطينية، مرددين شعارات وهتافات غاضبة تندد باستمرار الجرائم الوحشية التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة،
مؤكدين أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم يعد حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، تنفذ بدعم أمريكي وغربي، وبتواطؤ وصمت مخزٍي من الأنظمة العربية والإسلامية.
وفي المسيرات، دعا المحتشدون شعوب العالم الحرة والمنظمات الدولية والإنسانية إلى التحرّك الفوري والعاجل لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة إلى سكان غزة المحاصرين، مؤكدين أن السكوت على هذه الجرائم يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الحر .
وجدد أبناء محافظة الحديدة تأكيدهم على موقفهم الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة، والاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم الممكنة، حتى زوال الاحتلال ورفع الحصار بشكل كامل عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
كما جدّد المشاركون تفويضهم الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لاتخاذ ما يراه مناسبًا من خيارات وخطوات دفاعًا عن اليمن وفلسطين والمستضعفين في كل مكان، في ظل صمت الأنظمة الرسمية وتآمرها.
ودعا المتظاهرون القوات المسلحة اليمنية إلى تكثيف ضرباتها الاستراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، دعمًا للشعب الفلسطيني ومقاومته، وردعًا للعدو الصهيوني، حتى وقف العدوان وإنهاء الحصار على غزة بشكل كامل.
كما تناول المحتشدون ذكرى فاجعة كربلاء الخالدة، مؤكدين أنها تمثل أحد أعمق الجراح في ذاكرة الأمة الإسلامية، حيث تعرّض آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لانتهاك صارخ تمثّل في استشهاد الإمام الحسين بن علي عليه السلام، حفيد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة.
وشدّدوا على أن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في العاشر من محرّم و عدد من أهل بيته وأصحابه في كربلاء، كان جريمة تاريخية مروّعة ارتكبت بحق القيم والمبادئ الإسلامية، وبحق رموز الرسالة المحمدية الذين يمثلون الامتداد النقي للإسلام.
وأكدوا أن واقعة كربلاء لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت ثورةً إيمانيةً في وجه الطغيان الأموي، وصراعا خالدا بين الحق والباطل، لا تزال صداها يتردد حتى اليوم في كل معركة يخوضها المظلومون ضد الظالمين.
وأدان البيان الصادر عن المسيرات بأشد العبارات الجرائم الوحشية وغير المسبوقة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأبرياء في قطاع غزة، واعتبروا تلك الجرائم امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات الممنهجة المرتكبة بحق الإنسانية والقيم والشرائع السماوية،
مؤكدين أن الغطاء السياسي والدعم العسكري الأمريكي و الغربي شجّع الاحتلال على الاستمرار في عدوانه.
وحمّل البيان الأنظمة العربية والإسلامية المسؤولية الأخلاقية والتاريخية نتيجة صمتها المشين، معتبرا أن هذا التخاذل شجّع الكيان الغاصب على ارتكاب مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وجدد أبناء الحديدة، من خلال البيان، تأكيدهم مواصلة دعمهم اللامحدود للمقاومة الفلسطينية الباسلة، وتوفير كل ما يمكن من إمكانات ومواقف حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة بشكل كامل ونهائي.
كما دعا البيان القوات المسلحة اليمنية إلى مواصلة وتوسيع عملياتها العسكرية في العمق الصهيوني، دعمًا وإسنادًا مباشرًا للمقاومة الفلسطينية، حتى تحقيق الردع الكامل ووقف آلة القتل والدمار ضد المدنيين الفلسطينيين.
وتطرق البيان جانب من فاجعة كربلاء، معتبرين أن جريمة قتل الإمام الحسين عليه السلام تمثل قمة الظلم التاريخي الذي يعيد الاحتلال الصهيوني اليوم إنتاجه بحق الشعب الفلسطيني، ما يؤكد وحدة المعركة بين قوى الحق والإيمان من جهة، وقوى الباطل والاستكبار من جهة أخرى.