رفض أوروبي طلب بوتين وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وأوربان يغرد خارج السرب
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
ورغم طلب بوتين، يصر الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن يكون لأوكرانيا "قدراتها العسكرية والدفاعية القوية"
رفض الاتحاد الأوروبي مطلب فلاديمير بوتين بضرورة وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بشكل كامل في إطار المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهو ما وافق عليه الرئيس الروسي بشكل جزئي فقط.
وقد أصرّ بوتين على طلبه خلال مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب يوم الثلاثاء، عندما وافق على وقف الهجمات ضد البنية التحتية للطاقة، وهو أقلّ بكثير من وقف إطلاق النار الواسع وغير المشروط الذي أقرته الولايات المتحدة وأوكرانيا الأسبوع الماضي في السعودية.
وقال الكرملين في معرضه تعليقه على المكالمة الهاتفية: "تمت الإشارة إلى أن الوقف الكامل لتزويد كييف بالمساعدات العسكرية والاستخباراتية الأجنبية يجب أن يصبح الشرط الرئيسي لمنع تصعيد النزاع وإحراز تقدم نحو حله بالوسائل السياسية والدبلوماسية".
ولكن قادة الاتحاد الأوروبي، باستثناء زعيم واحد، رفضوا الخميس هذا المطلب بشكل قاطع.
Relatedبوتين يؤكد سيطرة قواته على كورسك ويصف الجنود الأوكرانيين فيها بـ"الإرهابيين"الإفراج عن المئات من أسرى الحرب في إطار عملية تبادل بين روسيا وأوكرانيا معلومات استخباراتية أمريكية: الجنود الأوكرانيون ليسوا "محاصرين" في كورسكالكرملين: بوتين يوافق على تعليق الضربات على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية لمدة ثلاثين يومًامكالمة بوتين وترامب تشعل الجدل: هل تلوح فرصة للسلام أم استمرار للأزمة؟"بوتين يلعب"... الزعماء الأوروبيون يرفضون مطالب موسكو بوقف المساعدات عن أوكرانيا ويتعهدون بدعمهافي الاستنتاجات التي تم تبنيها خلال قمة في بروكسل، أكد رؤساء الدول والحكومات من جديد التزامهم بمواصلة تقديم الأسلحة والذخيرة لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية على مقاومة الغزو الروسي الشامل.
وجاء في النص: "يحافظ الاتحاد الأوروبي على نهج "السلام من خلال القوة"، والذي يتطلب أن تكون أوكرانيا في أقوى وضع ممكن، مع قدراتها العسكرية والدفاعية القوية كعنصر أساسي".
"ويدعو الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود على وجه السرعة لتلبية الاحتياجات العسكرية والدفاعية الملحة لأوكرانيا."
وقبل انعقاد القمة، قال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي: "سنواصل دعم أوكرانيا الآن، وفي المفاوضات المستقبلية، وخاصة في وقت السلم."
وصادق 26 زعيمًا على الاستنتاجات المتعلقة بأوكرانيا على شكل "مقتطف" غاب عنه الإجماع لأن فيكتور أوربان رفض مرة أخرى التوقيع عليها.
وقد أمضى رئيس الوزراء المجري الأسابيع الماضية في انتقاد سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا، مشيرًا إلى أن تنصيب ترامب قد جعلها غير صالحة. ويعتبر أوربان من أشد المنتقدين للمساعدات العسكرية المقدمة إلى كييف، وقد أعاق بمفرده لمدة عامين تقريبًا سداد المبالغ من خلال صندوق مشترك للاتحاد الأوروبي بقيمة 6.6 مليار يورو. كما هدد مرتين بعرقلة تمديد عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، ولم يُلن موقفه إلا في اللحظة الأخيرة.
وقد اعتاد المسؤولون والدبلوماسيون في بروكسل على معارضة بودابست ولجأوا إلى صيغة "المقتطف" للسماح للـ26 بالحفاظ على نص طموح، بدلاً من اللجوء إلى لغة مخففة قد يكون أوربان على استعداد للتسامح معها.
يرحب النص الذي تمت الموافقة عليه يوم الخميس بمبادرات ترامب الدبلوماسية و"يدعو روسيا إلى إظهار إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الحرب"، ويثير شبح فرض عقوبات جديدة كوسيلة "لتكثيف الضغط" على الكرملين.
كما تلتزم الدول الـ26 أيضًا بدعم "جهود الإصلاح التي تبذلها أوكرانيا في طريقها نحو عضوية الاتحاد الأوروبي"، وهو هدف أبطأ أوربان تحقيقه باستخدام حق النقض (الفيتو).
خلال خطابه عبر الفيديو أمام قادة الاتحاد الأوروبي، وجّه فولوديمير زيلينسكيي انتقادًا مبطّنا إلى المجر بسبب عرقلتها.
وقال زيلينسكي يوم الخميس: "من المؤسف أن أقول هذا، ولكن هناك حاجة أيضًا إلى بعض الضغط داخل أوروبا نفسها لضمان أن أي شيء وُعدنا به - يحدث بالفعل". "إنه ببساطة أمر معادٍ لأوروبا عندما يعرقل شخص واحد قرارات مهمة للقارة بأكملها أو التي تم الاتفاق عليها بالفعل".
وأضاف: "كما أن الجهود الأوروبية التي يجب أن تجلب المزيد من الأمن والسلام يتم عرقلتها باستمرار. وأعتقد أن هذا خطأ".
وكان الرئيس ترامب قد رفض مطالبة بوتين بالوقف الكامل للمساعدات العسكرية، ووعد بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي بمساعدة أوكرانيا في إيجاد أنظمة دفاع جوي إضافية لحماية البنية التحتية المدنية "خاصة في أوروبا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ليلة ثانية من الاحتجاجات في إسطنبول تنديدا باعتقال رئيس بلدية المدينة أكرم إمام أوغلو صديق طفولة ماسك: أصبح الرجل الذي كان يزدريه زيارة أمريكية غير مسبوقة إلى أفغانستان واجتماع مع حركة طالبان في كابول فلاديمير بوتينالمجرروسياأوكرانيامؤتمر قمة الإتحاد الأوروبيالاتحاد الأوروبيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس روسيا قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي غزة دونالد ترامب حركة حماس روسيا قطاع غزة فولوديمير زيلينسكي غزة فلاديمير بوتين المجر روسيا أوكرانيا مؤتمر قمة الإتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب حركة حماس روسيا غزة فولوديمير زيلينسكي قطاع غزة إسرائيل تركيا علم النفس رجب طيب إردوغان سوريا بشار الأسد الاتحاد الأوروبی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي.. حذر ودعوة للتهدئة بشأن التصعيد الإيراني الإسرائيلي
باريس- بينما استيقظ العالم اليوم على تصعيد عسكري إسرائيلي إيراني متبادل، وجدت أوروبا نفسها في موقف دقيق تحاول من خلاله الحفاظ على توازن صعب بين الاستقرار الإقليمي والمصالح الإستراتيجية والالتزام بالقانون الدولي.
وشنت إسرائيل هجمات ليلية على 12 موقعا إيرانيا، بما في ذلك منشآت نووية، في عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، ووصفتها طهران بأنها "إعلان حرب".
وفي ظل غياب خطة أوروبية موحدة تجاه الشرق الأوسط، تبقى ردود الفعل الحالية مقتصرة على الكلمات بدون مواقف فعالة، وبيانات تدعو للتهدئة وتنتظر ما ستؤول إليه التطورات الدبلوماسية والميدانية.
موقف حذروممثّلا بالمفوض الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أصدر الاتحاد الأوروبي بيانات تعكس مدى القلق البالغ مما يحدث، مؤكدا أن "دوامة العنف بين إسرائيل وإيران قد تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية واسعة".
وبدا رد الثلاثي الأوروبي -فرنسا وألمانيا وبريطانيا- حذرا في التعامل مع الهجوم، وهي الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني المتعثر لعام 2015.
فقد احتفظت فرنسا بموقف متوازن، إذ دعا وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى "خفض التصعيد"، محذرا من أن "أي استهداف مباشر للأراضي السيادية يفتح الباب أمام انفجار واسع يصعب احتواؤه".
إعلانفي المقابل، بدت ألمانيا أكثر تحيزا للموقف الإسرائيلي، ووصف المستشار فريدريش ميرتس حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بأنه "غير قابل للتفاوض"، مشيرا في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني إلى أن ضرب أهداف داخل إيران "ينطوي على مخاطر كبيرة تهدد استقرار المنطقة بأكملها".
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن "التقارير عن هذه الضربات مثيرة للقلق، ونحث جميع الأطراف على التراجع وخفض التوترات بشكل عاجل".
ويعد الموقف البريطاني مختلفا، إذا أكد مسؤولون دفاعيون عدم مشاركة الطائرات البريطانية في الدفاع عن إسرائيل من أي هجمات إيرانية مضادة في الوقت الحالي، وهو عكس ما حدث العام الماضي عندما أعلن سلاح الجو الملكي البريطاني استعداده للاشتباك مع أهداف إيرانية.
وفي اليوم السابق، قدم الثلاثي الأوروبي قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على أن إيران لا تزال غير ملتزمة بالكشف عن عملها في تخصيب المواد القادرة على صنع الأسلحة النووية، في حين هددت طهران بتسريع تخصيب اليورانيوم في منشآتها للتجارب النووية.
وبينما يعكس الموقف الأوروبي مزيدا من التحالف الإستراتيجي مع إسرائيل والرغبة في تجنب الانجرار إلى حرب أوسع، تدرك أوروبا أن أي تصعيد أكبر قد ينسف ما تبقى من المفاوضات النووية.
ويشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة ضبط النفس والعودة إلى الحوار، مسلطا الضوء على المخاوف الحقيقية من تقويض الجهود الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني وأن "التوصل إلى حل دبلوماسي أصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".
وفي هذا السياق، يرى توماس غينولي، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية في مدرسة "سنترال سوبيليك"، أن الحل العقلاني والنهائي للمشكلة يتطلب التفاوض على الأخذ والعطاء، بدل الحل العسكري المتمثل في القصف بين كلا الطرفين.
إعلانويتوقع غينولي، في حديث للجزيرة نت، أن الموقف الأوروبي سيتمثل في اقتراح العودة لأسلوب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أي التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني في مقابل مستوى العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
من جانبه، يعتقد رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا، إيمانويل ديبوي، أنه لا يوجد حل دبلوماسي ممكن، ويقول "نحن في وضع مختلف اليوم، حيث يلجأ فيه الطرفان المعنيان، إيران وإسرائيل، إلى المواجهة المباشرة عمدا، بدلا من ضمان عدم خوضهما حربا فعلية".
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر ديبوي أن إمكانية الحوار في الظروف الحالية منعدمة بين الولايات المتحدة وإيران، مفسرا ذلك بالقول إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب اضطر للاعتراف بذلك، قائلا إن بعض المفاوضين الإيرانيين الذين حضروا إلى فيينا لديهم فكرة كسب الوقت وعدم التفاوض".
تهميش إستراتيجيوفي مؤتمر صحفي، صرحت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بأنها تحدثت مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مشيرة إلى أن بروكسل مستعدة لدعم أي جهود دبلوماسية لتهدئة الوضع الذي وصفته بـ"الخطير" في الشرق الأوسط.
وفي غضون ذلك، من المفترض أن يجتمع قادة مجموعة السبع نهاية هذا الأسبوع في كندا، لإجراء محادثات موسعة حول الوضع في المنطقة مع الولايات المتحدة، التي تظل الطرف الأكثر فعالية فيما يتعلق بإيران، مما يعني بقاء أوروبا في دور تفاعلي وهامشي.
وتعليقا على ذلك، يرى إيمانويل ديبوي أن الأميركيين لن يوقعوا على أي قرار يُتخذ مع الأعضاء الستة الآخرين، متوقعا وجود موقف أكثر ميلا لدعم الموقف الإسرائيلي، سواء في إيطاليا أو ألمانيا.
أما بالنسبة لفرنسا، فيعتقد رئيس مركز الاستشراف والأمن في أوروبا أن باريس ستجد صعوبة في التحرك في هذا الاتجاه، لأنها تنتظر اللحظة الحاسمة للاعتراف بدولة فلسطين "لذا، لن يكون هناك قرار ملزم بالإجماع من مجموعة السبع".
وأكد المتحدث أن الدول الأوروبية لا تملك النفوذ الكافي لمحاولة ليّ ذراع إسرائيل لتجنب الدخول في صراع أو مواجهة مباشرة، معتبرا أن ما يحدث الآن يؤكد إلى حد ما هذا التهميش الإستراتيجي لأوروبا.
وفي ظل ازدياد تباعد الأوروبيين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- بسبب عدم تطبيق وقف إطلاق النار، قال ديبوي إن الدول الأوروبية تجد نفسها في موقف حرج للغاية لأن "عليها دعم إسرائيل، خاصة بعد تأكيد الضربات الإيرانية التي ستتصاعد، وسيكون من الصعب تحدي الموقف الإسرائيلي".
إعلان