كيف أصبحت كينيا نقطة إستراتيجية لتهريب المخدرات المكسيكية؟
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
كشفت الحكومة الأميركية في تقرير حديث عن تفاصيل مذهلة حول نشاط عصابات المخدرات المكسيكية في كينيا.
أبرز ما ورد في هذا التقرير هو الكشف عن وجود مختبر ضخم لإنتاج مخدر "الميثامفيتامين" يديره الكارتل المكسيكي الشهير (خاليسكو الجديد) "CJNG".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: عقد سري قد يسمح لأميركا بوقف استخدام طائرات إف-35 الألمانيةlist 2 of 2صحف إسرائيلية: الانقسام الداخلي المتزايد قد ينتهي بحرب أهليةend of listوقد سلطت هذه الاكتشافات الضوء على دور كينيا كحلقة وصل إستراتيجية في شبكة تهريب المخدرات العالمية.
ووفقًا للتقرير الصادر عن الحكومة الأميركية، فقد بدأ كارتل خاليسكو في استخدام كينيا كمركز لتصنيع الميثامفيتامين في وقت سابق من العام الماضي.
وعلى الرغم من أن العصابة المكسيكية كانت معروفة عالميا بارتباطها بالأنشطة الإجرامية في أميركا الشمالية، فإن التحليل الأخير يوضح مدى توغل هذه العصابات في المناطق الأفريقية.
فقد نُفذت حملات دهم للمختبرات في شمال كينيا حيث عثر على مئات الكيلوغرامات من المخدرات المصنعة، مما أثار صدمة في المجتمع الأمني المحلي والدولي.
وتكشف التقارير أن المختبرات التي كانت تديرها العصابة المكسيكية مجهزة بأحدث المعدات لتصنيع الميثامفيتامين، وأن الكارتل كان ينقل المخدرات عبر شبكات إجرامية إلى أسواق أخرى، منها الولايات المتحدة الأميركية.
إعلانكما تم تحديد أن هذه الأنشطة لم تقتصر على كينيا فحسب، بل كانت جزءًا من خطة إستراتيجية لتوسيع نطاق الإنتاج في قارة أفريقيا التي تعد سوقًا واعدة في تجارة المخدرات الدولية.
وفي ضوء هذه المعلومات المدهشة، أصدرت مديرية التحقيقات الجنائية في كينيا بيانًا أكدت فيه أنها بدأت تحقيقات شاملة لملاحقة أفراد العصابة المكسيكية الذين كانوا يقفون وراء هذه الأنشطة الإجرامية، كما أشارت إلى أنها تتعاون بشكل وثيق مع الوكالات الأمنية الدولية لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود.
وأضافت المديرية أنها قامت بدهم مواقع متعددة في شمال كينيا حيث عثر على مختبرات تستخدم لتصنيع الميثامفيتامين، بالإضافة إلى كمية ضخمة من المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج المخدرات.
وتؤكد الأجهزة الأمنية أن عمليات ضبط هذه المواد والمعدات ستكون خطوة كبيرة في حرب كينيا على المخدرات.
Inside The Mexican Drug Cartel Lab:
NTV team visits the dangerous Mexican cartel lab, establishes that it had strategically been set up next to a water source, was surrounded by three fences, making it entirely invisible to locals.#NTVTonight @david_muthoka7 pic.twitter.com/su5hZCGTGV
— NTV Kenya (@ntvkenya) March 20, 2025
تهديدات المخدرات الدوليةوتعدّ كينيا، التي كانت حتى وقت قريب دولة ذات استقرار نسبي في مجال مكافحة المخدرات، الآن في مرمى الأنشطة الإجرامية العالمية، فقد أدى اكتشاف مختبرات تصنيع المخدرات إلى تحفيز الحكومة الكينية على اتخاذ تدابير جديدة لتعزيز الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة.
ومن بين هذه الإجراءات تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى في مجال مكافحة المخدرات، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الموانئ والمطارات لمراقبة عمليات تهريب المخدرات.
وفي هذا الصدد، قال العديد من الخبراء الأمنيين إن "كينيا يجب أن ترفع من مستوى استعدادها لمواجهة تهديدات المخدرات الدولية، خاصة في ضوء تورط العصابات المكسيكية والتهديدات الأخرى التي قد تنشأ نتيجة لهذه الأنشطة".
إعلانوتؤكد السلطات الكينية أن مكافحة المخدرات تتطلب جهدًا منسقًا بين الدول، نظرًا لامتداد شبكات تهريب المخدرات عبر القارات.
وفي هذا السياق، شددت الحكومة الكينية على أهمية التعاون بين الدول المختلفة، خاصة في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز القدرات الأمنية الوطنية.
ومع تصاعد التحديات الأمنية التي تواجهها، من المتوقع أن تزداد الضغوط على الحكومة الكينية لمواجهة هذا التهديد الأمني المتنامي، ويجب أن تظل الجهود مستمرة لتعقب العصابات المرتبطة بتجارة المخدرات، سواء على مستوى المنطقة أو في السياق الدولي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات تهریب المخدرات
إقرأ أيضاً:
مدير المستشفيات الميدانية في غزة: مراكز توزيع المساعدات أصبحت مصايد للموت
وصف مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، مراكز توزيع المساعدات الحالية بأنها أصبحت "مصايد للموت وليست مراكز لتوزيع المساعدات"، محذرًا من انهيار كامل في المنظومة الصحية بالقطاع.
وأكد الدكتور الهمص خلال مداخلة للجزيرة أن الوضع الحالي لتوزيع المساعدات يختلف جذريا عن الآلية الآمنة السابقة، موضحًا أن السكان اعتادوا مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزيع المساعدات بطريقة آمنة عبر نقاط وضعتها الوكالة في داخل مخيمات النازحين وبالقرب منهم، حيث لا يضطر النازح إلى الذهاب لمناطق خطرة ويتعرض للموت.
وأشار إلى خطورة الوضع الحالي، مؤكدًا أن ما حدث بالأمس كان خطيرًا جدا؛ أن تصل الحالات إلى 31 شهيدًا و200 إصابة، واصفا الأمر كأنه متعمد ومخطط له لقتل أبناء الشعب الفلسطيني عبر هذه النقاط.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، كشف الدكتور الهمص عن الوضع المأساوي في المستشفيات، قائلا إن "المستشفيات مكتظة بالجرحى، وأقسام العناية المركزة ممتلئة، ولا يمكن إدخال أي مريض جديد إلا باستشهاد أحد الجرحى أو بموت أحد المرضى".
وفي السياق ذاته، أوضح أن الأطفال في داخل أقسام العناية هم العدد الأكبر، مشيرًا إلى استمرار استهداف الأطفال إذ تقوم طائرات الاستطلاع بإلقاء قنابل على الأطفال، ويستشهد منهم عدد كبير وينقلون إلى مستشفى الشفاء المحمل بالأساس بأعباء كبيرة ولا يستطيع استقبال أعداد كما هو الحال الآن.
إعلانوفي تطور كارثي يزيد من معاناة المرضى، أعلن الدكتور الهمص فقدان آخر مركز لغسيل الكلى في شمال القطاع، قائلا إن "المركز الوحيد المتبقي في منطقة شمال قطاع غزة، الذي كان يخدم مئات من مرضى الفشل الكلوي، قد فقدناه كليا".
وحذر من تداعيات مدمرة على مرضى الفشل الكلوي، موضحًا أن مستشفى الشفاء لا يتسع إلا لـ18 سريرًا، و"الآن سنرجع إلى أيام مدينة رفح، حيث تقليل عدد مرات الغسيل وتقليل عدد ساعات الغسيل، وسيموت هؤلاء المرضى من دون إمكانية تقديم الخدمة لهم".
وأوضح أن ذلك زاد من الخسائر البشرية الفادحة، مؤكدًا أن 41% من هؤلاء المرضى قد توفوا بسبب عدم وجود غذاء سليم وبسبب عدم وجود سرير للغسيل الكلوي.
حرب التجويع
وعلى صعيد متصل، أوضح الدكتور الهمص خطورة أزمة التغذية، مؤكدًا أن حرب التجويع تضرب أبناء الشعب الفلسطيني عامة وتضرب كل المراحل العمرية.
وأشار إلى أن القطاع الصحي فقد 60 طفلًا بسبب سوء التغذية، كما أن 300 حالة من كبار السن من أصحاب المناعة الضعيفة قد توفوا ولم يتم تسجيلهم من سوء التغذية، لكنهم توفوا بسبب عدم توفر الغذاء وعدم توفر العلاج.
وأكد أن الأزمة امتدت حتى إلى الشباب الذين يُعتمد عليهم في أعمال الإنقاذ، والتبرع بالدم لإنقاذ الأرواح، ولحمل الشهداء والجرحى، موضحا أن أجسامهم صارت هزيلة وأصبحوا يعانون من فقر الدم.
وفي إطار الأزمة الصحية الشاملة، حذر الدكتور الهمص من توقف الخدمات الطبية بسبب نقص الأدوية والمستلزمات، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إعاقة إيصال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة كلها.
وحذر من أن نقص الأدوية تعدى 50% ونقص المستلزمات تعدى 70%، لافتا إلى أن الاستمرار على هذا الحال يعني توقف الخدمات في داخل المستشفيات.
معاناة الكادر الطبي
وفي الجانب الإنساني المؤثر، قدم الدكتور الهمص مثالًا صادمًا عن معاناة الكادر الطبي، مستشهدًا بحالة الدكتورة آلاء النجار التي تأتي من بعد نحو 5 أو 6 كيلومترات مشيًا على الأقدام، وتسمع عبر الأخبار أن أولادها وزوجها قد فُقدوا، والآن فقدت 10 من أفراد عائلتها.
إعلانوكشف عن خسائر بشرية فادحة في الكادر الطبي، بلغت 1420 شهيدا من الطواقم الطبية، وأكثر من 400 معتقل في سجون الاحتلال تعرضوا لأشد أنواع العذاب.
كذلك أشار إلى أزمة الرواتب، موضحًا أن الموظفين الذين يتقاضون رواتب من قطاع غزة كل 3 أشهر يتقاضون راتبًا واحدًا لا يتعدى 250 دولارًا، إضافة إلى أن الموظفين الذين يتقاضون رواتب من رام الله تُؤخذ منهم نسبة كبيرة من الخصومات عبر من سماهم "مصاصي الدماء".
وناشد الدكتور الهمص المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تقوم بدورها لحماية المستشفيات والمراكز الطبية، وحماية الطواقم الطبية، ودعم غزة بطواقم طبية أجنبية، إضافة إلى دعم هذه الطواقم الطبية بالأمان في داخل المستشفيات حتى تستطيع تقديم الخدمة.
ودعا إلى رفع كل الحظر والحصار عن المستشفيات وعن المنظومة الصحية وعن أبناء الشعب الفلسطيني، وإدخال كل ما يحتاجه من طعام وغذاء وماء وأدوية وعلاج ووقود، حتى يستطيع أن يعيش بكرامة.