شبكة انباء العراق:
2025-05-21@02:57:37 GMT

كيف نعيش بوعي في عالم المنصب والمال!!

تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT

بقلم : تيمور الشرهاني ..

الكثير في هذا العالم يلهث وراء الماديات، إلى جمع الثروة والوصول إلى المناصب العليا، ويغفل البعض عن حقيقة أساسية: أن كل شيء في هذه الحياة زائل. المال، الجاه، السلطة، كلها أمور مؤقتة، قد تأتي اليوم وتذهب غداً. ومن هنا تأتي الحكمة العميقة التي تقول: “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”، تذكيراً بأن ما نحن فيه اليوم قد كان لغيرنا بالأمس، وسيكون لغيرنا في المستقبل.


كثيرون يقعون في فخ الغرور عندما يصلون إلى مناصب مرموقة أو يجنون ثروات طائلة. يظنون أنهم أصبحوا فوق الجميع، وأنهم محصنون ضد تقلبات الزمن. لكن التاريخ يعلمنا أن المنصب والمال ليسا ضمانة للبقاء أو السعادة. فكم من عظيم سقط من علياء مجده، وكم من غني أصبح فقيراً بين ليلة وضحاها.
المنصب والمال أدوات يمكن أن تُستخدم لفعل الخير وتحسين حياة الآخرين، لكن عندما يصبحان غاية في حد ذاتهما، يتحولان إلى عبء يثقل كاهل صاحبهما. الغرور بالمنصب أو الثروة يجعل الإنسان يفقد تواضعه، وينسى أن كل ما لديه هو مجرد عارية ستعود إلى أصحابها الحقيقيين في النهاية.
بيد أن الحياة في جوهرها سلسلة من التغيرات والتحولات. ما نراه اليوم ثابتاً قد يتبدل غداً ، وما نعتقد أنه دائم قد يزول في لحظة. هذه الحقيقة يجب أن تذكرنا بالتواضع وعدم الغرور. فإذا كنا اليوم في موقع القوة أو الثراء، فلننسَ أن هذا الموقع كان لغيرنا في الماضي، وسيعود لغيرنا في المستقبل.
الإنسان الحكيم هو الذي يعيش حياته مدركاً هذه الحقيقة، فلا يتكبر على الآخرين، ولا ينسى فضل من ساعده في الوصول إلى ما هو عليه. بل يعمل على استخدام ما لديه من نعم لخدمة الآخرين، وترك أثر إيجابي في العالم.
فالتواضع هو الذي يجعل الإنسان محبوباً ومحترماً، حتى بعد زوال منصبه أو ثروته. التاريخ لا يذكر العظماء لثرائهم أو مناصبهم، بل يذكرهم لأفعالهم وأخلاقهم. فالإنسان الذي يعيش بتواضع، ويقدم العون للآخرين، يترك أثراً طيباً في قلوب الناس، وهذا هو الخلود الحقيقي.
وعندما ندرك أن كل شيء زائل، نعيش حياتنا بمنظور مختلف. نتعامل مع الآخرين باحترام وتقدير، ونستخدم ما لدينا من نعم لتحسين حياة من حولنا. نعلم أننا مجرد عابري سبيل في هذه الحياة، وأن ما نتركه من أثر طيب هو ما سيخلد ذكرانا.
هذه العبارة “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك” ليست مجرد حكمة، بل هي تذكير قوي بعدم الغرور بالمنصب أو المال. فكل شيء في هذه الحياة زائل، وما نحن فيه اليوم قد كان لغيرنا بالأمس. لذلك، علينا أن نعيش بتواضع، وأن نستخدم ما لدينا من نعم لخدمة الآخرين. فالسعادة الحقيقية تكمن في العطاء، وليس في التملك، والخلود الحقيقي يكمن في الأثر الطيب الذي نتركه في قلوب الناس.
فلنعش حياتنا بوعي، ولنكن على ذكر دائم بأن كل شيء زائل، إلا ما قدمنا من خير للآخرين.

تيمور الشرهاني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کل شیء

إقرأ أيضاً:

عالم بالأزهر: أصحاب القلوب التقيّة أول من يدخلون الجنة

القاهرة

أكد الدكتور السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الإسلام جعل نقاء القلب شرطًا أساسيًّا للفوز برضا الله ودخول الجنة، مستشهدًا بقول رسول الله ﷺ: “يدخل الجنة أقوام قلوبهم كقلوب الطير”.

وفي لقائه ببرنامج” الستات ما يعرفوش يكدبوا” على قناة CBC، أوضح عرفة أنّ خفة القلب المشار إليها في الحديث تعني خلوه من الضغائن وتعلقه بالتقوى والورع.

وأضاف مؤكدًا: “القلب إناء؛ إن امتلأ إيمانًا وتقوى أثمر خيرًا، وإن تشبع نفاقًا وطغيانًا أخرج شرًّا”.

وأشار إلى أنّ القرآن ذكر القلوب أكثر من 125 مرة، ليرسخ حقيقة أن معيار القبول عند الله ليس المظهر الخارجي بل نقاء السريرة، مستشهدًا بقوله تعالى:” إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”.

وشدد على ضرورة صيانة القلب من الفتن والمعاصي، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: “تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا”، وختم بدعوة المسلمين إلى مجاهدة النفس والابتعاد عن الذنوب التي قد تألفها القلوب حتى تُظنّ خيرًا.

إقرأ أيضًا

داعية مصري يثير الجدل: لا يوجد نص قرآني يمنع المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة

مقالات مشابهة

  • اليمن في كفة والمال العربي في كفة
  • "حافظنا علي تراثه الفني لأكثر من 48 عامًا ولم نفعل مثل الآخرين.. وكنا نتمنى زواجه من السندريلا".. بيان جديد من أسرة العندليب
  • «المرور»: تجاوز الإشارة الحمراء مخالفة وخطر يهدد سلامة الآخرين
  • دُعيتُ لإدخاله عالم السياسة.. تفاعل على ما قاله سفير أمريكي سابق حول لقائه بالشرع عام 2023
  • العمري: لا أستبعد تعيين الجماز في نفس المنصب بالاتحاد
  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه
  • مظاهرات ضد حماس في غزة.. “بدنا نعيش.. وقفوا الحرب والتهجير”
  • تداخل التقنيات الحديثة في عالم التداول
  • عالم بالأزهر: أصحاب القلوب التقيّة أول من يدخلون الجنة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء