دلائل الفشل الأمريكي تتصدّر واجهة المشهد في أول أسبوع للعدوان الجديد على اليمن
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
يماتيون../
بعد أقلَّ من أسبوعٍ على بدء العدوان الأمريكي الجديد ضد اليمن؛ بهَدفِ إسناد العدوّ الصهيوني، وبالرغم من حملة التهديدات والتهويلات التي رافقته، بدأت النتائج العكسية تستحوذ على المشهد بسرعة، من خلال المخاوف المعلنة من خطر استنزاف موارد الجيش الأمريكي، وَأَيْـضًا التأكيدات المتزايدة على عدم جدوى وسائل “الردع” الأمريكية، في ظل الزخم الكثيف للعمليات اليمنية ضد العدوّ الصهيوني وضد الولايات المتحدة معًا؛ الأمر الذي أكّـد على أن واشنطن لا زالت عالقة في واقع “الهزيمة” التي مُنِيَت بها الإدارة السابقة أمام اليمن، وأن هذا الواقع ليس قابلًا للتغيير.
على عكس حملة التهويل الإعلامي التي تشنها إدارة ترامب بالتزامن مع عدوانها على اليمن، والتي تستخدم فيها مصطلحات مثل “الإبادة” و”انتهاء الوقت” وما شابه ذلك لتصوير حملتها كضربة قاضية ضد القوات المسلحة اليمنية، جاءت التحليلات والتصريحات والتسريبات الموضوعية حول جدوى العدوان وأفقه العملياتي لتؤكّـد، بعد أَيَّـام قليلة فقط من انطلاقه، فشله الذريع في تحقيق أهدافه الرئيسية المتمثلة في الإضرار بالقدرات العسكرية اليمنية بما يساهم في وقف عمليات الإسناد لغزة.
وكان مما أسهمَ بشكل رئيسي في تعجيل هذا التقييم، هو العمليات العسكرية المكثّـفة التي نفذتها القوات المسلحة خلال الأسبوع الماضي، والتي واكبت فيها العدوان على غزة وعلى اليمن بشكل متزامن، بضربات مكثّـفة على حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) والسفن الحربية التابعة لها شمال البحر الأحمر، وَأَيْـضًا باستهداف العمق الصهيوني بوتيرة عالية وصلت إلى حَــدّ تنفيذ ضربتين بصواريخ (فلسطين2) خلال 24 ساعة يوم الخميس، وهو ما أَدَّى إلى تعطيل حركة مطار “بن غوريون” مرتين، وأجبر الملايين من الصهاينة على الهروب إلى الملاجئ، نتيجة تفعيل الإنذارات في مئات المناطق وسط الأراضي المحتلّة، بما فيهم مجرم الحرب نتنياهو الذي اضطر لمغادرة مبنى “الكنيست” بعد انطلاق صافرات الإنذار للوصول إلى منطقة آمنة.
هذه العمليات عكست حقيقة لا يمكن الالتفاف عليها وهي أن العدوان الأمريكي على اليمن، برغم كثافة غاراته، لم يؤثر على جاهزية وقدرات القوات المسلحة اليمنية أبدًا، لا على مستوى الهجمات البحرية ولا على مستوى الضربات المباشرة ضد كيان العدوّ، وهو ما يشكل نسخة من الواقع الذي كانت إدارة بايدن تعيشه في حملتها الفاشلة ضد اليمن؛ بهَدفِ تحييد جبهة الإسناد اليمنية لغزة، مع فارق أن إدارة ترامب بدأت تواجه تأثيرات الفشل من أعلى مستوى واجهته الإدارة السابقة، وهو ما يعني أن رصيد خسائرها سيكون أكبر إذَا واصلت العدوان على اليمن خُصُوصًا في ظل الإنذار الواضح للسيد القائد بالذهاب إلى خيارات تصعيدية إضافية.
ما عكسته العمليات العسكرية اليمنية، تم التعبير عنه أَيْـضًا بوضوح وبشكل صريح في تقارير نشرتها وسائل إعلام أمريكية قبل أَيَّـام، تناولت التأثيرات المترتبة على فشل العدوان الجديد، وعلى رأسها خطر استنزاف الموارد بدون تحقيق أية نتائج، حَيثُ ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن الحملة الجديدة ضد اليمن “تصطدم بقيود سياسية وصناعية أمريكية، بما في ذلك مخزونات محدودة من الأسلحة الدقيقة، وأزمة إقليمية أوسع نطاقًا، وقوة من غير المرجح أن تتراجع، حتى في مواجهة قوة عسكرية عظمى” مشيرة إلى أن الحملة “قد تؤدي إلى إجهاد إمدَادات الأسلحة الأمريكية، التي تكافح بالفعل لمواكبة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا على مدى ثلاث سنوات، والجهود السابقة ضد اليمن، وإمدَادات الصواريخ للهجمات الإسرائيلية في غزة، والدفاعات ضد الهجمات الإيرانية”.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولة العليا في البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط خلال إدارة بايدن، دانا سترول، قولها: “نحن نعلم أن صناعة الدفاع لا تواكب معدل الإنفاق سواء من جانب الجيش الأمريكي أَو لدعم حلفاء وشركاء الولايات المتحدة مثل أوكرانيا وإسرائيل”.
وفي السياق نفسه، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن هناك مخاوف من أن تتحول الحملة الجديدة ضد اليمن إلى “لعبة مكلفة” ونقلت عن خبراء قولهم: إن “استنزاف مخزونات الذخائر الثمينة اللازمة لحرب مستقبلية في المحيط الهادئ ليس أفضل استخدام للموارد الأمريكية المحدودة”.
هذه المخاوف لم تأتِ على سبيل المبالغة، بل استندت إلى النتائج الفاضحة لحملة إدارة بايدن ضد اليمن، والتي كلفت أكثر من 5 مليارات دولار، واستهلكت من صواريخ الدفاع الجوي المكلفة أكثر مما تم استخدامه في ثلاثة عقود، وهو ما أجبر وزير البحرية الأمريكية الجديد على الاعتراف بوجود فجوة في مخزونات هذه الصواريخ المهمة التي لا يتم إنتاجها إلا بأعداد محدودة سنويًّا.
وبالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ إدارة ترامب، مثل سابقتها، لا تملك أي إنجاز تقدمه كثمن يستحق هذا الاستنزاف، فبرغم التهديدات والتهويلات واستخدام مصطلحات “حاسمة” في المقابلات والتصريحات، لا يوجد عمليًّا ما يمكن اعتباره مؤشراً على إمْكَانية النجاح في تحقيق أي هدف من أهداف العدوان، وهو ما يجعل مختلف الخبراء والمحللين والمسؤولين الأمريكيين السابقين يتمسكون بحقيقة أن القوات المسلحة اليمنية قد أثبتت قدرة كبيرة على الصمود في وجه حملات القصف، وهي الحقيقة التي أشار إليها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عقب العدوان الجديد، عندما تحدث عن “التجربة الجهادية” التي يعيشها اليمن منذ سنوات.
هذا أَيْـضًا ما أقر به القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، جوزيف فوتيل، الذي قال في تصريحات لمعهد الشرق الأوسط الأمريكي قبل أَيَّـام: إنه “لا ينبغي الاستهانة” بالقوات المسلحة اليمنية؛ لأَنَّها “تعرف كيفية حماية مواردها وأصولها للبقاء؛ مِن أجلِ القتال” في مقابل عدم قدرة الولايات المتحدة على شن حملة طويلة، حَيثُ اعتبر فوتيل أن هذا الخيار سينطوي على مخاطر قد تصل إلى “إصابة سفينة حربية أَو فقدان مقاتلات، أَو خسائر في الأرواح”.
ولعل أكثر الاعترافات تأثيراً، تلك التي جاءت من داخل كيان العدوّ الصهيوني الذي تهدف إدارة ترامب إلى إسناده من خلال العدوان على اليمن، حَيثُ أعادت الصواريخ اليمنية على عمق الأراضي المحتلّة قطعان المغتصبين الصهاينة بسرعة إلى الروتين المرهق والمرعب للهروب إلى الملاجئ بالملايين، وهو الروتين الذي كان يفترض بالولايات المتحدة أن تخلِّصهم منه؛ الأمر الذي قاد إلى اعترافاتٍ سريعة بحتمية فشل إدارة ترامب، حَيثُ قالت القناة العبرية الثانية عشرة، يوم الخميس: إن التهديدات والهجمات الأمريكية على اليمن فشلت في منع إطلاق الصواريخ من اليمن، مشيرة إلى أن الارتباط بين العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وبين وقف إطلاق النار في غزة لا زال قائماً، فيما اعتبر المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الصهيوني داني سيترينوفيش، أن هجمات الخميس كانت “دليلاً” على عدم فعالية “التهديدات والغارات الجوية” في مواجهة اليمن.
وبالنظر إلى أن هذه الاعترافات هي حصيلة أقل من أسبوع واحد فقط من العدوان على اليمن، يمكن القول إن فشل إدارة ترامب قد أصبح أمراً واقعاً وأن وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة لا يزال وسيبقى خياراً أكثر واقعية من “ردع اليمن”.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة إدارة ترامب العدوان على على الیمن ضد الیمن وهو ما
إقرأ أيضاً:
بين التأييد والنقد.. تصريحات العليمي عن الحوثيين وطائرات اليمنية تُثير الجدل في اليمن
أشعلت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بشأن طائرات الخطوط الجوية "اليمنية" المختطفة مع جماعة الحوثي، جدلاً واسعا بين أوساط اليمنيين.
وقال العليمي في مقابلة مع قناة RT الروسية إن الحوثيين هددوا بقصف مطار عدن والمطارات الأخرى إذا لم تُعد الطائرة الناجية والأخيرة من عمّان إلى صنعاء، رغم عدم جاهزية المطار بعد قصفه مطلع مايو الماضي، من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن "الحكومة نقلت بعض الركاب إلى عدن بالحافلات على نفقتها، لكن الحوثيين رفضوا وأصروا على عودة الطائرة مهددين بتوسيع الاستهداف، لتعود الطائرة وتقصف من الاحتلال مؤخرا".
وتابع "قلنا لهم دعونا نُخرج الطائرات إلى عدن أو حضرموت أو السعودية أو حتى إلى سلطنة عمان، فقط حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، لكنهم رفضوا، فجاءت الضربات الإسرائيلية وأحرقت الطائرات الثلاث في أرض المطار"، مضيفاً أن طائرة رابعة أُرسلت بعد أيام، وتم تدميرها لاحقاً بنفس الطريقة بسبب الإصرار الحوثي على تعطيل أي نشاط لا يخضع لسيطرتهم الكاملة.
بين التأييد والانتقاد توالت ردود فعل اليمنيين، بشأن تصريحات العليمي، منهم من اعتبرها ضعفا يعكس عجز وفشل الحكومة الشرعية، بينما آخرون يرون ذلك مكاشفة للواقع الذي تعيشه البلاد والدور المناط الذي رسمته كلا من السعودية والإمارات لقيادات الدولة على حساب تنفيذ مشاريعها في اليمن.
وفي السياق قالت الكاتبة والروائية فكرية شحرة "هذا ليس رئيس جمهورية مطلقا.. رئيس الجمهورية يمكنه إصدار قرارات تقلب الأمور رأسا على عقب".
وأضافت "هذا موظف فاشل يشتكي من تهديد مديره السافل".
أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحديدة، فيصل الحذيفي كتب "شخص في منصب رئيس يقول الفضائح دون خجل، يقول لم نستطع استرجاع الطائرة من عمّان إلى عدن فقد هدد الحوثي بقصف مطار عدن وبقية المطارات إذا رفضنا إعادتها لصنعاء".
وأضاف "طبعا هذا الكائن يمثل شرعية دولة معترف بها، ومعزز بالقرار 2216 وفق الفصل السابع المسلط ضد الحوثيين وحلفائهم، باستطاعته -وفق الحذيفي- مخاطبة المنظمات الدولية ودول العالم وشركات النقل البحرية والجوية بعدم التعاطي مع الحوثيين وتشديد الحصار الجوي والبحري والبري ضدهم وإخضاعهم إلى سلطة الدولة دون حرب".
وتابع "باستطاعته مخاطبة المنظمة الدولية للاتصالات بإغلاق برتوكول الهاتف والنت ونظام البريد وسحب شركة الاتصال وشراء معدات لتشغيل الاتصالات من أي محافظة بحرية قريبة من الخطوط الدولية (الألياف الضوئية)". مردفا "باستطاعته إلغاء العملة القديمة وإغلاق السويفت الدولي والمحلي في التحويلات المالية".
وأردف "بإمكانه صرف رواتب الموظفين في كل اليمن بما في ذلك مناطق الحوثيين بالعملة الجديدة الشرعية، ومنع تحويل أي عملة أجنبية من مناطق الشرعية لمناطق الحوثيين، باستثناء العملة الجديدة".
وقال "باستطاعته شراء مضادات الطيران المسير وشراء طيران هجومي مسير بشكل رسمي من دول حليفة أو تهريب السلاح إلى مناطق الشرعية مثلما يهرب الحوثي نفسه سلاحه عبر مناطق الشرعية، باستطاعته التوجيه الحاسم في تحريك كل الجبهات للزحف نحو صنعاء واستعادة الارض شبرا شبرا دون توقف".
القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع قال "رشاد العليمي صارح الشعب فهاجموه، بالأمس كنا نطالب قيادات الشرعية بأن تصارح الشعب بحقيقة ما يجري ولما نطق العليمي بالحقيقة وأشرك الشعب معه في حقيقة الواقع وكيف أن الشرعية أصبحت مكشوفة الظهر وما لم يقله صراحة نقرأه بين السطور، فهو يريد يوصل رسالة بأن التحالف الذي جاء لنصرة الشرعية لم ينتصر سوى للحوثي وأن المجتمع الدولي غض الطرف عن جرائم الحوثي، ومازال".
وأضاف "أمام ذلك المشهد البائس الذي ظهر فيه العليمي ليته تحلى بالشجاعة وقدم استقالته حتى لا يكون مسؤولا عن هذه الانهيارات المتتالية، خاصة بعدما أدرك العجز الذي وصل إليه، فلا يكفي أن تجنب البلد مزيدا من الدمار بالخضوع لتهديدات الحوثيين وفي الوقت نفسه تعطي مشروعية للتحالف والمليشيات ليعبثوا بالقرار الوطني".
وأكد أن الحوثي لم يكن ليصل إلى هذا المستوى من التهديد مالم تكن قيادات الشرعية قد فرطت بالقرار الوطني للرياض وأبو ظبي وفرطت بحق احتكار القوة لصالح المليشيات.
وتابع "صحيح أن العليمي لا يتحمل هذه المسؤولية وحده، خاصة وأن الشرعية ولدت بعيب خلقي تمثل بتسليم القرار منذ الرئيس هادي ووزير داخليته آنذاك حسين عرب، لكن كل الذين تتابعوا في الحكومات المتعاقبة ساهموا في التفرغ لنهب خيرات البلد وسرقتها وتوزيع الوظائف على الأقربين والموالين وتجاهلت حاجات الناس والبنية التحتية".
واستدرك: هو العليمي قد قال إنهم أعجز من العجز ذاته، فهل مازال المغردون على قناعة بأنهم قادمون إلى صنعاء، وهل مازال من استخف الله عقولهم يعتقدون بأن هناك معركة مع الحوثيين، وفي الوقت نفسه، هل يظن البعض بأنهم سيصلون إلى تعايش وسلام مع الحوثيين، والأهم من هذا كله، هل سننتظر كثيرا لتلك النخب التي تجمعت في تكتل وطني جامع حتى تعلن عن نفسها، أم أن العجز قد أصاب الجميع؟!.
المحلل السياسي ياسين التميمي كتب "واحدة من أفضل ما صدر عن الرئيس العليمي، أنه أوضح للناس لماذا تم تدمير الطائرات الأربع في مطار صنعاء ولماذا احتفظ الحوثة بهذه الطائرات أصلاً".
وقال "ببساطة بعضاً من الصواريخ التي يتم إطلاقها باتجاه فلسطين المحتلة يمكن توجيهها نحو مطارات عدن وحضرموت والمخا، وربما مطارات جدة والرياض وأبو ظبي". وأضاف "الإقرار بهذه الحقيقة يضع الجميع أمام مسؤوليتهم، فالحوثة حصلوا على كميات من الصواريخ ويستخدمونها ما استطاعوا للوصول إلى أهدافهم السياسية ويستغلون بالإضافة إلى ذلك التصدع الهائل في معسكر الشرعية وسوء أداء من تم فرضهم كقادة لهذه الشرعية".
ويرى التميمي أن "الحل العملي والمثالي أيضاً للخروج من ربقة الوصاية العنيفة لصواريخ الحوثة هو فرض حصار بحري وبري عليهم لمنع وصول المزيد من الأسلحة إليهم، وتهيئة الجبهات لخوض معركة الخلاص من هذه الجماعة الانقلابية، وإعادة الأمور إلى نصابها".
وقال "لا يبدو أن هذه الاجراءات متاحة بسبب فقدان الشرعية للسيطرة والموارد والكفاءة، وبسبب الانسحاب العملي لحلفاء الشرعية من خيار الحرب، لهذا ستبقى الأمور على ما هي عليه، والتشبيك من قبل الأطراف الإقليمية والدولية سيظل يمنح الحوثة المزيد من الماسيّ مقابل تأجير وتوظيف الأرض التي وضعت بين أيديهم بفعل المؤامرات والأحقاد".
وختم التميمي منشوره بالقول "لذلك يمكنكم أن تستمروا في تأنيب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ما شئتم من الوقت، ولكن هذا لن يغير من حقيقة أن التراجع عن تنفيذ قرارات البنك المركزي وتسليم الطائرات، لم يكن بسبب تهديدات الحوثيين فقط، بل بسبب الضغوط التي مورست من قبل واشنطن وبالتبعية من قبل الرياض، وبسبب وجود أطراف إقليمية ومحلية ترى أن من المصلحة بقاء الحوثة لا هزيمتهم".
الصحفي رضوان الهمداني، قال "حملة ترقيع بعد اعتراف رشاد العليمي برضوخه لتهديدات الحوثي، لم يتبق ممن أعرفهم إلا أحد الاصدقاء ليتحفنا الليلة عن الابعاد السيكولوجية والبيولوجية والجيولوجية والزعبلوطية لحديث فخامته".
وأضاف "لكنه ترقيع بلا انسجة ضامة، ونفاق مبتذل يضغط على الرأس، ويعيد التأكيد على أن الحوثي لم يأت من فراغ؛ بل نتيجة طبيعية لعهر جماعي من نخب سياسية واعلامية لعمال البسطات وقطط الشوارع والكلاب المشردة".
وقال رضوان الحقيقة: أن قطعة الدانتيل الشفافة التي حجبت عورة الشرعية من بعيد، أسقطها العليمي فبانت سوأتها، وبدت عارية من كل شيئ، فلا غموض استراتيجي يربك حسابات العدو، ولا رأس صلب ولا قلب شجاع".
وزاد "أتمنى من العليمي مغادرة المشهد إن كان يحمل لهذا الشعب وهذه المخروبة أي ذرة من احترام". وقال "لا يليق بك هذا الاداء الباهت والظهور الرث والحزين، قدم استقالتك ارجوك، لا أعلم كيف ولمن ستقدمها، فلا برلمان ولا دولة، لكن لا يجب أن تبقى في الواجهة فيطمع بنا الحليف قبل العدو، غادر من فضلك، ولليمن رب يحميه".
د.صالح الصريمي الناشط الحقوقي غرد بالقول "كان الرئيس على عبدالله صالح بمثابة الغطاء للكثير من الشخصيات الضعيفة، التي كانت حوله فكان هو الرئيس وهو رئيس الوزراء وهو الوزير، وكانت النهاية أن تركته تلك الشخصيات الضعيفة بمفرده".
وأضاف "نفس الشخصيات التي اعتمد عليها الرئيس صالح هي من تتحكم اليوم بالمشهد ولم يتغير شيء، ولا يزال الوطن والمواطن يدفع ثمن ذلك الضعف".
حمزة المقالح علق بالقول "أنا مع سحق مليشيا الحوثي وتحرير المجتمع المخطوف من قبضته بمعركة حقيقية جادة، بقيادة واحدة بمشروع واحد ، بأهداف واضحة تصون وحدة اليمن و استقلاله".
وأضاف "لكني اسأل ماذا لو كان من ضرب الطائرات المدنية الرابضة في المطار هو التحالف العربي رغم اني ارفض هذا الفعل وأدينه، ماذا كان موقف المنظمات الانسانية منه؟ وماذا هو موقفها اليوم؟
على الجانب الأخر دافع القيادي في حزب المؤتمر كامل الخوداني، على رشاد العليمي وتصريحاته وقال "هونوا عليكم لم يخطئ الرئيس رشاد العليمي عن تهديد الحوثيين قصف مطارات المناطق المحررة فنحن نتعامل مع عصابة تمتلك الصواريخ ولا تمتلك أدنى مقومات الشرف والكرامة والاخلاق ولا يهمها المواطن ولا مقدرات الوطن وعلى استعداد تدمير كل شيء". حد قوله.
وأضاف "لا يعتبر هذا ضعف بقدر ما هو مسئولية، مسئولية مقدرات وطن، ومسئولية مواطنين وبلد، وهذا ما لا تمتلكه مليشيا الحوثي".