حكام غرينلاند يهاجمون الزيارة المرتقبة لمسؤولين أمريكيين: عدوانية للغاية
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
(CNN)-- أكد رئيس وزراء غرينلاند أن الزيارة المقررة لمسؤولين أمريكيين، بمن فيهم السيدة الثانية أوشا فانس للجزيرة، "عدوانية للغاية"، وتمثل تدهورا جديدا للعلاقات إلى مستوى غير مسبوق بعد تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بضم الإقليم الدنماركي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن أوشا فانس، زوجة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ستزور غرينلاند هذا الأسبوع لمشاهدة السباق الوطني للزلاجات التي تجرها الكلاب في الجزيرة، و"الاحتفال بثقافة غرينلاند ووحدتها".
ووصف رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيدي، في مقابلة لصحيفة "سيرميتسياك" الغرينلاندية، الأحد، زيارة الوفد الأمريكي للجزيرة بأنها "عدوانية للغاية"، وأبدى اعتراضه بشكل خاص على زيارة والتز.
وقال إيجيدي: "ماذا يفعل مستشار الأمن القومي في غرينلاند؟ الغرض الوحيد هو إظهار نفوذه علينا، وأضاف: "مجرد وجوده في غرينلاند سيؤجج بلا شك ثقة الأمريكيين بمهمة ترامب - وسيزداد الضغط".
وسلطت فكرة ترامب لضم غرينلاند الضوء الدولي على الإقليم، الذي يحتوي على مخزونات هائلة من المعادن الأرضية النادرة المهمة للصناعات التكنولوجية المتقدمة، وأثارت تساؤلات حول مستقبل أمن الجزيرة في ظل تنافس الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ في القطب الشمالي. وأعرب ترامب مرارا وتكرارا عن اهتمامه باستيلاء الولايات المتحدة على الجزيرة بالقوة أو بالضغط الاقتصادي، حتى مع رفض الدنمارك وغرينلاند بشدة للفكرة.
وقال ترامب في تصريحات أدلى بها أمام جلسة مشتركة للكونغرس في وقت سابق هذا الشهر: "أعتقد أننا سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى".
وقال إيجيدي، الذي دافع عن استقلال غرينلاند عن الدنمارك، إن جهود سكان غرينلاند الدبلوماسية "تتعارض مع مساعي دونالد ترامب وإدارته لامتلاك غرينلاند والسيطرة عليها".
وهُزم الحزب اليساري الحاكم الذي يتزعمه إيجيدي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه لا يزال رئيسا للوزراء لحين تشكيل ائتلاف حاكم جديد.
وقال ينس فريدريك نيلسن، الذي من المرجح أن يكون الزعيم القادم لغرينلاند بعد فوز حزبه في الانتخابات، إن توقيت الزيارة الأمريكية يظهر "قلة احترام".
وأضاف نيلسن لصحيفة "سيرميتسياك": "الحقيقة هي أن الأمريكيين يعلمون جيدا أننا ما زلنا في مرحلة تفاوض وأن الانتخابات البلدية لم تنته بعد، ومع ذلك يستغلون الفرصة لزيارة غرينلاند، مرة أخرى، مما يدل على عدم الاحترام لسكان غرينلاند".
ووصف البيت الأبيض زيارة السيدة فانس بأنها زيارة ثقافية، وقال إن السيدة الثانية "ستسافر إلى غرينلاند مع ابنها ووفد أمريكي لزيارة المواقع التاريخية، والتعرف على التراث في غرينلاند، وحضور سباق (أفاناتا كيموسرسو)، وهو سباق وطني للزلاجات التي تجرها الكلاب في غرينلاند".
وجاء في بيان البيت الأبيض: "السيدة فانس والوفد متحمسون لمشاهدة هذا السباق التاريخي والاحتفال بالثقافة والوحدة في غرينلاند".
وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد أرسلت وفدا إلى سباق زلاجات الكلاب من قبل، ناهيك عن مجموعة تضم سيدة ثانية.
وحكمت الدنمارك غرينلاند كمستعمرة حتى عام 1953، عندما حصلت الجزيرة على سلطات أكبر في الحكم الذاتي. وفي 2009، نالت المزيد من الصلاحيات المتعلقة بالمعادن والشرطة والمحاكم، ولا تزال الدنمارك تسيطر على الأمن والدفاع والسياسة الخارجية والنقدية. كما تستفيد غرينلاند من عضوية الدنمارك في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقالت رئيسة وزراء الدنمارك، ميت فريدريكسن في تعليق مكتوب لوكالة "رويترز" إننا نأخذ زيارة الوفد الأمريكي "على محمل الجد"، وأضافت أن الدنمارك تريد التعاون مع الولايات المتحدة، ولكن يجب أن يقوم ذلك على "المبادئ الأساسية للسيادة".
وأعلن سياسيون في غرينلاند مرارا وتكرارا معارضتهم للضم، إلا أنهم منفتحون على إبرام صفقات مع الولايات المتحدة لاستخراج المعادن النادرة، وتوسيع السياحة، وتعزيز العلاقات الدبلوماسية، والاستثمارات الأخرى.
وأظهر استطلاع للرأي أُجري في يناير/كانون الثاني الماضي، أجرته صحف دنماركية وغرينلاندية، أن 85% من سكان غرينلاند لا يريدون أن يصبحوا جزءا من الولايات المتحدة، واعتبر نحو نصفهم أن اهتمام ترامب بالجزيرة يشكل تهديدا.
وتصدر نجل الرئيس، دونالد ترامب الابن، عناوين الصحف بزيارته إلى غرينلاند في يناير.
وكتب ترامب الابن على مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت: "غرينلاند مكان رائع، وسيستفيد شعبها استفادة هائلة إذا أصبحت جزءا من أمتنا. سنحميها ونعتز بها من عالم خارجي شرس للغاية. لنجعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى!".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية دونالد ترامب الولایات المتحدة فی غرینلاند
إقرأ أيضاً:
بعد تهديدات ترامب.. أمريكا تعلن التوصل لاتفاقات تجارية مع كمبوديا وتايلاند
(CNN)-- قال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، مساء الأربعاء، إن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاقيات تجارية مع كمبوديا وتايلاند.
وقال خلال مقابلة مع شون هانيتي، مذيع قناة "فوكس نيوز": "لقد أبرمنا اتفاقيات تجارية مع كمبوديا وتايلاند"، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وجّه ترامب رسالتين إلى تايلاند وكمبوديا يهدد فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة 36% على معظم صادراتهما إلى الولايات المتحدة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقيات قبل الأول من أغسطس /آب.
وسبق أن هدد ترامب كلا البلدين بأنه لن يكون هناك أي اتفاق تجاري حتى يتوقفا عن القتال.
ودخلت الدولتان الواقعتان في جنوب شرق آسيا في اشتباكات دامية استمرت لأيام الأسبوع الماضي على حدودهما المتنازع عليها. واتفق مسؤولون من الجانبين على وقف إطلاق النار عقب محادثات عُقدت، الاثنين الماضي، في ماليزيا.
وقال لوتنيك: " دونالد ترامب حل الحرب بين تايلاند وكمبوديا".
ومن جانبها، أعلنت تايلاند، الخميس، أنها لا تعرف بعد نتائج اتفاقية التجارة مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن زعم وزير التجارة هوارد لوتنيك التوصل إلى اتفاق مع البلاد.
وقال وزير المالية التايلاندي ونائب رئيس الوزراء، بيتشاي تشونهافاجيرا، في منشور على فيسبوك، الخميس: "نود توضيح أن النتائج الرسمية لم تُعلن بعد، ولكننا نتوقع إخطارنا خلال 24 ساعة".
ورغم عدم الإعلان عن أي تفاصيل للاتفاق حتى الآن، أكد بيتشاي أن فريق التفاوض في البلاد قد عمل بأقصى طاقته، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة شريك تفاوضي "صعب" و"معقد".
وقال في بيان منفصل: "لقد اقترحنا شروطًا تجدها تايلاند مقبولة، بهدف الحفاظ على المصالح العليا للبلاد".
وأعرب رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومتام ويتشاي، الخميس، عن تفاؤله بشأن مكالمته الأخيرة مع ترامب، وقال إن المناقشات الثنائية كانت "جيدة".
وأضاف: "أعتقد أن النتيجة ستكون جيدة".
ولم يُدلِ الكمبوديون بأي تعليقات علنية حتى الآن.