(CNN)-- أُطلق سراح المخرج الفلسطيني الحائز على جائزة الأوسكار، حمدان بلال، الثلاثاء، بعد اعتقاله علي أيدي جنود إسرائيليين، عقب الاعتداء عليه.

وأفاد زملاؤه وشهود عيان أن المخرج الفلسطيني المشارك في فيلم "لا أرض أخرى"،أنه تعرض للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، واقتاده جنود إسرائيليون.

وصرح باسل عدرا، المخرج المشارك لبلال، لشبكة CNN أنه توجه إلى منزل زميله في قرية سوسيا بالضفة الغربية يوم الإثنين، بعد أن اتصل به في حالة استغاثة. ووصل ليراه يُقتاد للاعتقال مع شخص آخر على الأقل.

وأضاف عدرا أن مجموعة من المستوطنين كانوا خارج منزل بلال، وكان بعضهم يرشقون الحجارة. وأضاف أن الشرطة والجيش الإسرائيليين كانوا أيضًا خارج المنزل، وكان الجنود الإسرائيليون يطلقون النار على كل من يحاول الاقتراب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه وصل إلى موقع "مواجهة عنيفة" بين فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يرشقون بعضهم البعض بالحجارة. وأضاف أن الشجار اندلع بعد أن "رشق عدد من الإرهابيين المواطنين الإسرائيليين بالحجارة، مما أدى إلى إتلاف مركباتهم". وأُخذ 3 فلسطينيين وإسرائيلي للاستجواب بعد أن رشق "عدة إرهابيين" قوات الأمن بالحجارة، حسبما ذكرت التقارير.

وقال يوفال أبراهام، وهو مخرج مشارك آخر في الفيلم، وهو إسرائيلي، إن بلال أُصيب بجروح في رأسه وبطنه، ولم يُسمع عنه شيء منذ ذلك الحين. ولم يشهد أبراهام الحادث بنفسه.

وقال محامي بلال لشبكة CNN إنه كان على وشك الإفراج عنه بعد ظهر الثلاثاء بعد احتجازه طوال الليل لدى الشرطة في كريات أربع، وهي مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية.

وتواصلت CNN مع السلطات الإسرائيلية للحصول على مزيد من التفاصيل حول احتجازه.

وقال 5 ناشطين أمريكيين من مركز" اللاعنف اليهودي "(CJNV)، كانوا موجودين أيضًا في مكان الحادث يوم الاثنين، إنهم تعرضوا أيضًا لاعتداء من قبل مستوطنين إسرائيليين. وأضافوا أن أكثر من 12 مستوطنًا هاجموا القرية، حاملين الهراوات والسكاكين وبندقية هجومية واحدة على الأقل، عقب نزاع مع مستوطن إسرائيلي كان يرعى الماشية بالقرب من منزل فلسطيني.

قالت جينا، وهي ناشطة طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، إنها وزملاءها تعرضوا لهجوم من حوالي 20 مستوطنًا ملثمًا عندما اقتربوا من سوسيا تلك الليلة. ولم تشهد مجموعتها اعتقال بلال.

وقالت لشبكة CNN: "حاولنا التراجع إلى السيارة، فضربوني بالعصي"، مضيفةً أن المستوطنين حطموا العديد من نوافذ السيارة ومزقوا أحد إطاراتها. ويُظهر مقطع فيديو من كاميرا لوحة القيادة التي نشرتها "CJNV" شخصًا ملثمًا يرمي حجرًا مباشرة على الزجاج الأمامي، وتُظهر الصور زجاجًا مكسورًا متناثرًا داخلها.

وقال جوش كيملمان، الذي كان ضمن المجموعة نفسها، إن الجنود الإسرائيليين شهدوا الحادث لكنهم لم يفعلوا شيئًا لمنعه.

وأوضح كيملمان لشبكة CNN: "أخبرناهم أنهم هاجمونا. قالوا إن كل شيء سيكون على ما يرام، ثم وقفوا إلى جانبنا ولم يتبعوا المستوطنين".

في وقت سابق من هذا الشهر، وقف بلال وأدرا وإبراهام جنبًا إلى جنب لتسلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي. ويروي الفيلم الذي صنعه الفريق الإسرائيلي - الفلسطيني عملية إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة.

وبلال هو مزارع فلسطيني، سبق أن تعرض للترهيب والتهديد من قبل المستوطنين الإسرائيليين. وروى لشبكة CNN العام الماضي كيف وضع المستوطنون ماشيتهم في أرضه أثناء نومه. وقال لمراسلنا نيك روبرتسون، إن المستوطنين خططوا للاستيلاء على أرضه ومزرعته، وإن عدوانهم اشتد بعد هجمات حماس الدامية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووثّق بلال تفاعلاته مع المستوطنين، بما في ذلك تهديدات بالعنف من مستوطن ادعى أن الله قد منحه أرض بلال، وقال إنه اتصل بالشرطة ولكن دون جدوى.

ويوثق فيلم "لا أرض أخرى" استمرار السلطات الإسرائيلية في هدم قرية مسافر يطا، وهي مجموعة قرى في جبال الخليل بالضفة الغربية حيث يعيش عدرا مع عائلته. ويُسلّط الفيلم الوثائقي الضوء على جهود الحكومة الإسرائيلية لإخلاء القرويين بالقوة، بما في ذلك هدم ملعب القرية، ومقتل شقيق عدرا على يد جنود إسرائيليين، وهجمات أخرى شنّها مستوطنون يهود بينما يحاول أهل القرية البقاء على قيد الحياة.

واستمرّ عنف المستوطنين في تدمير القرى الفلسطينية في الضفة الغربية. وقد ازداد عدد البؤر الاستيطانية الرعوية - التي أنشأها المستوطنون لإثبات ملكيتهم - بنسبة تقارب 50% منذ اندلاع الحرب، وفقًا لتقرير مشترك أطلعت عليه CNN منظمتا السلام الآن وكيرم نافوت، وهما منظمتان إسرائيليتان تُعارضان المستوطنات وتتابعان تطورها، ويغطي البيانات حتى نهاية ديسمبر 2024.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأوسكار بالضفة الغربية الضفة الغربية فی الضفة الغربیة لشبکة CNN

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يرفض تحديد سقف زمني لعملياته بالضفة.. ويقر بعنف المستوطنين

نقلت شبكة "بي بي سي" عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الاحتلال يتبنّى في الوقت الحاضر "استراتيجية جديدة" في الضفة الغربية كما وصفها، تقوم على استهداف قدرات المسلحين الفلسطينيين الموجودين هناك، قبل أن تتشكّل لديهم نية لتنفيذ هجمات، بحسب تعبيره.

ويأتي ذلك في ظل ارتفاع ملحوظ في وتيرة التحركات الأمنية والعسكرية لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة خلال الأسابيع والأشهر الماضية، والتي يُرجّح أن تستمر، ولا سيما مع مزاعم اكتشاف الجيش أسلحة في مناطق مختلفة هناك بشكل شبه يومي، على حد قوله.

المسؤول العسكري قال إن مناطق مثل طوباس وطولكرم وجنين تُشكل، وفق تقييمه، تعد "بؤراً مركزية" للنشاط المسلح ، وهو ما يبرر شن عمليات بشكل "استباقي"، مشيرًا إلى اعتقال أعداد كبيرة ممن وصفهم بالمطلوبين، إلى جانب فرار آخرين باتجاه ما سمّاها المناطق المفتوحة "بعد انهيار مراكز نفوذهم داخل المخيمات"، وتابع المسؤول الإسرائيلي الذي رفض الكشف عن اسمه في إحاطة مع الـ"بي بي سي" نيوز عربي بالقول إن الجيش "غير مستعد لإنهاء العمليات قريبًا.

وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية لـ"بي بي سي" إن الضفة الغربية شهدت في عام 2023 مستوى مرتفعًا من العمليات، شمل إطلاق نار وعمليات طعن ودهس، حيث سُجّل نحو 870 هجومًا خلال العام، وهو من أعلى المعدلات في السنوات الأخيرة.

ما سر توقيت إطلاق الاحتلال عمليته في طوباس وطمون؟
ورغم الإعلان عن انتهاء العملية العسكرية في طوباس وطمون، إلا أن الجيش لا يزال ينفّذ عمليات في مناطق أخرى، ويقول إنه يواصل محاولاته للعثور على أسلحة في مدينتَيْ جنين وطولكرم، حيث بدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة مطلع عام 2025 إلى جانب مناطق أخرى في الضفة الغربية.

وتابع المسؤول العسكري الإسرائيلي قائلًا إن: "إمكانية التصعيد الواسع لا تزال قائمة، خصوصًا مع ارتفاع مستوى ما وصفه بـ"الاحتكاك والاشتباك اليومي"، موضحًا أن الجيش "غير مستعد للسماح بظهور بؤر تسلح جديدة"، ما يعني أن العمليات التي توصف في بعض التقارير بـ"الاستباقية" لن تتوقف قريبًا.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن نهاية الشهر الماضي، تنفيذ عملية عسكرية في مناطق بشمال الضفة الغربية هي الأكبر منذ سنوات تحديداً في طوباس وطمون، أما عن سبب اختيار التوقيت الحالي لتنفيذ هذه العملية، رغم قوله إن سببها يعود إلى تحركات شرع فيها المسلحون منذ بداية العام الجاري، فأجاب المسؤول الإسرائيلي بأن هذا النوع من العمل العسكري يحتاج وقتًا طويلًا للتخطيط وجمع المعلومات.

تبرير عنف المستوطنين
وخلال الإحاطة، سألت الـ"بي بي سي" المسؤول العسكري الإسرائيلي عن أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون في الضفة الغربية، حيث أجاب زاعمًا: "الجيش لا يميّز بين الخارجين عن القانون، سواء كانوا يهودًا أم فلسطينيين"، لكنه أقرّ بأن حجم الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون أصبح أكبر من أي وقت مضى، موضحًا أن وجود "نحو 500 ألف مستوطن مقابل 2.5 مليون فلسطيني" يخلق بيئة "قد تؤدي إلى انفجار كبير إذا لم يتم ضبط الوضع"، من دون توضيح الأساليب التي يمكن أن تُعتمد لذلك.

وشهدت الضفة الغربية خلال العامين الماضيين ارتفاعًا غير مسبوق في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، وفق بيانات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية. ففي عام 2023 سُجّل أكثر من 1190 اعتداءً، قبل أن يقفز العدد في عام 2024 إلى نحو 1420 هجومًا استهدف أشخاصًا وممتلكات فلسطينية، وترافق هذا التصعيد مع توسّع النشاط الاستيطاني في مناطق مختلفة من شمال الضفة الغربية وجنوبها، إضافة إلى زيادة عدد حالات تحويل التلال والأراضي الزراعية الفلسطينية إلى نقاط استيطانية جديدة.

هجمات المستوطنين.. جزء من نمط متصاعد من "العنف المنهجي"
ووفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أدى عنف المستوطنين خلال العامين الأخيرين إلى استشهاد ما لا يقل عن 28 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1450 آخرين، بينهم مزارعون وناشطون وصحفيون. كما تسبب في تهجير ما لا يقل عن 2800 فلسطيني من عشرات التجمعات الريفية، نتيجة الاعتداءات المباشرة أو الضغط المستمر على السكان.

تقول منظمات حقوقية دولية إن وتيرة هذه الهجمات، إلى جانب "محدودية المحاسبة القانونية" للمتورطين فيها، تجعلها جزءًا من نمط متصاعد من "العنف المنهجي" المرتبط بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ويعتبر المجتمع الدولي، جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وبالأخص المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر نقل سكان القوة المحتلة إلى الأراضي المحتلة. وقد أعلنت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، أن التوسع الاستيطاني يشكل "عقبة أساسية" أمام حل الدولتين، وتقويضاً لأي عملية سياسية مستقبلية.

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة بني مطر أن على المدعى عليه بلال سعيد أحمد الحضور إلى المحكمة
  • الزمالك يضغط لحسم صفقة الفلسطيني حامد حمدان
  • الاحتلال يرفض تحديد سقف زمني لعملياته بالضفة.. ويقر بعنف المستوطنين
  • تصاعد عنف المستوطنين يدفع آلاف الفلسطينيين للنزوح في الضفة
  • مصابون ومواجهات بالضفة المحتلة واستمرار هجمات المستوطنين
  • إدانة أممية: المستوطنات باطلة.. وغوتيريش يحذّر من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة
  • وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين
  • قبل مقتلهم في غزة.. فيديو يظهر 6 رهائن إسرائيليين يحتفلون بعيد حانوكا في نفق
  • أوضاع اقتصادية صعبة في الضفة الغربية وغزة.. وزير الحكم المحلي الفلسطيني يكشف المأساة
  • تقرير: تسليح المستوطنين.. دعم من "الدولة" لترهيب أهالي الضفة