مراسلات مسربة بالخطأ تكشف خططا أمريكية للهجوم على الحوثيين
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
كشف تسريب مراسلات سرية أرسلت بالخطأ للصحفيين عن خطط أمريكية لمهاجمة الحوثيين في اليمن، وتضمنت هذه المراسلات تفاصيل حول الضغوط التي يتعرض لها المسؤولون الأمريكيون بسبب تأثير هجمات الحوثيين على حركة التجارة الدولية، وخاصة في البحر الأحمر.
وفي 16 أذار/ مارس، شنت الولايات المتحدة ضربات عسكرية واسعة على الحوثيين في اليمن، وذلك ردًا على تهديدات الجماعة باستئناف الهجمات على السفن العابرة للبحر الأحمر.
وقد أسفرت الضربات عن مقتل 31 شخصًا على الأقل، وجاءت هذه الضربات بعد إعلان الحوثيين في 12 أيار / مارس عن استئنافهم الهجمات على السفن الإسرائيلية في المنطقة.
منذ تشرين الثاني / نوفمبر 2023، شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن في البحر الأحمر، وذلك في إطار تضامنهم مع الفلسطينيين في حرب غزة.
وتسببت الهجمات في تأثيرات اقتصادية ضخمة على حركة التجارة الدولية، خاصة مع قناة السويس التي شهدت انخفاضًا في حركة المرور بنسبة 75 بالمئة في عام 2024، بالإضافة إلى ذلك، زادت أوقات العبور في القناة بين 7 إلى 14 يومًا، ما أدى إلى زيادة التكاليف على شركات الشحن العالمية.
ووفقًا لبيانات شركة "بروجيكت 44" الأمريكية، تضررت مصالح أكثر من 85 دولة نتيجة لهذه الهجمات، التي استهدفت سفن شحن تابعة لشركات كبرى مثل "ميرسك" و"هاباج لويد".
في رده على هذه الهجمات، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشيال" بأن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يتوقف الحوثيون عن هجماتهم.
وأكد البيت الأبيض في بيان له أن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة تأتي في إطار التصدي للإرهاب وحماية التجارة الدولية، مشيرًا إلى أن الحوثيين هاجموا أكثر من 300 سفينة منذ عام 2023، بما في ذلك سفن تجارية وسفن حربية أمريكية.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أعلنت عن تشكيل تحالف دولي يضم 20 دولة على الأقل لحماية الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر، يشمل التحالف دولًا مثل بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا والنرويج وغيرها.
كما أطلق الاتحاد الأوروبي في شباط / فبراير 2024 عملية حماية إضافية، أسفرت عن اعتراض العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون، وقدمت بريطانيا دعمًا لوجستيًا في عمليات تزويد الطائرات بالوقود جواً، حيث تم مناقشة تعزيز الضربات الأمريكية في محادثات بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي ترامب.
وفي 18 مارس آذار، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للصحفيين إن رئيس الوزراء وترامب ناقشا الضربات الأمريكية لأهداف الحوثيين، والتي دعمتها بريطانيا بعمليات تزويد بالوقود جوا بشكل روتيني. وكانت السفن الحربية الفرنسية ترافق في السابق سفن شركة الشحن الفرنسية سي.إم.إيه-سي.جي.إم، لكن الشركة أوقفت شحناتها عبر البحر الأحمر في فبراير شباط 2024. وقالت الشركة في يناير كانون الثاني إنها لا تزال غير مستعدة لاستئناف عملياتها بسبب استمرار المخاوف الأمنية.
هذه الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر تهدد بزيادة التوترات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، مع استمرار انعكاسات هذه الهجمات على حركة التجارة الدولية. ورغم الحملة العسكرية المكثفة من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، لا يزال الحوثيون مصممين على الرد بالتصعيد، مما يجعل الأزمة مفتوحة. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه العمليات العسكرية ستؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار أو إلى تسوية قريبة مع الحوثيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الحوثيين غزة امريكا غزة الحوثيين البحر الاحمر المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجارة الدولیة البحر الأحمر هذه الهجمات على السفن
إقرأ أيضاً:
الإسناد اليمني جرأة غير مسبوقة وتخطيط متقن .. تقرير
حين صمتت الجيوش، أطلق اليمن صواريخه. لم يبعث اليمن "رسائل قلق" إلى العدو، لم يرسل لجان تفاوض، لم يكتفِ بالدعاء، بل أطلق طائراته المسيّرة وصواريخه الباليستية، التي عبرت البحار، وضربت عمق الكيان، وأعلنت للعالم أن الأمة الحقيقية لا تموت، بل تنبعث من بين الرماد.
رغم الحصار الخانق منذ سنوات، رغم الحرب والعدوان، رغم الفقر والدمار قال اليمن: "ما دامت غزة تُقصف، فنحن في حالة حرب". لم ينتظر "إذنًا عربيًا"، ولم يخشَ تهديدًا غربيًا. قرر أن يمارس حقه الطبيعي كجزء من أمة يُذبح أحد أطرافها، وأن يضرب العدو حيث يتوجع. المعادلة الجديدة: صاروخ من اليمن مقابل دمعة من غزة.
في الوقت الذي تقف فيه دول تملك أساطيلَ وطائرات، وتعجز عن منع شحنة سلاح تُرسل للعدو، اختار اليمن أن يقف في الجبهة لا في المؤتمرات، أن يضرب لا أن يفاوض، أن يقاوم لا أن يراوغ. لقد غيّر اليمن معادلة الصراع، وأثبت أن من يملك الإرادة، لا يحتاج إلى أسلحة بمليارات بل إلى شرف، والشرف لا يُشترى.
اليمن قالها بوضوح: "لن تتوقف ضرباتنا ما دام العدوان قائمًا على غزة، ولا مهادنة مع من يقتل الأطفال، ولا حياد حين يكون الحديث عن قضية الأمة الأولى".
في زمن الردة والخيانة والخنوع، كان اليمن هو الثبات والوفاء والصمود. غزة ستذكر اليمن كما يذكر الجريح يدًا ضمّدته، لا يدًا صفقّت لقاتله. سيُكتب اليمن في كتب التاريخ كما يُكتب الشرفاء: "اليمن.. لم يصمت، بل قاتل".
في ظل العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني سواء ضد سفنه التجارية أو مواقعه ومنشآته الحيوية في فلسطين المحتلة، يدرك الصهاينة أن اليمن بات تهديدا استراتيجيا لا يمكن تجاوزه، خاصة بعد فشل التحالف الأمريكي البريطاني "حارس الازدهار" والتحالف الأوروبي "أسبيدس"، وكذلك العدوان الإسرائيلي المتكرر، في إحداث أي تغيير على القدرات العسكرية اليمنية أو الحد منها، بالرغم من أن اليمن تعرض لأكثر من (2843) غارة جوية وقصف بحري.
وحتى مستقبلا لا يمكن التأثير على الموقف اليمني، نظراً لحالة النفير القائمة في البلاد رسميا وشعبيا، ناهيك عن بُعد اليمن عن الكيان، وكذلك افتقار العدو الإسرائيلي للمعلومات الدقيقة، في ظل عجزه عن اختراق الجبهة الداخلية اليمنية. وقد أقر العدو الإسرائيلي بعدم قدرته على الوصول إلى المواقع العسكرية الحساسة في اليمن، في ظل تزايد الكلفة الاقتصادية لأي عملية عدوانية من حيث تكاليف تذخير ووقود طائرات الـ إف 35 والـ إف 16. والأهم في الأمر ما كشفت عنه القوات المسلحة من امتلاكها لمنظومات دفاعية اعتراضية تشكل تهديدا للطيران الحربي الإسرائيلي المتقدم، وقد ظهرت مفاعيل هذا التهديد في العدوان الإسرائيلي الأخير على الحديدة، بعدها فضّل العدو استخدام الطائرات المسيرة عوضا عن الطائرات الشبحية.
ويتجلى العجز الإسرائيلي أيضا في تقارير الصحافة الغربية، حيث وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية محاولة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي التسلل في البحر الأحمر بأنها مقامرة محفوفة بالمخاطر، قد تودي في نهاية المطاف إلى التضحية بحياة البحارة، خاصة وأن العمليات اليمنية الأخيرة أظهرت تنسيقا جديدا وإصرارا واضحا على إغراق السفن بدلا من إصابتها. مشيرة إلى أن المخاطر لا تقف عند هذا الحد، فقد خسر مالك السفينة "إيترنيتي سي" عشرات الملايين من الدولارات بعد فشله في تأمين مخاطر الحرب، الأمر الذي أدى بالسفن الأخرى إلى استخدام أجهزة اللاسلكي لإبلاغ القوات المسلحة عن جنسياتهم.
اختراق التكنولوجياإنجازات اليمن لم تقتصر على البحر الأحمر فقط، بل امتدت لتشمل اختراق عمق الكيان الصهيوني، وإسقاط كل منظوماته الدفاعية، من "ثاد" و"حيتس 1 و 3"، التي كانت تُعتبر فخر الصناعات الدفاعية الإسرائيلية. ورغم ضيق المساحة والإنذار المبكر، استطاعت الصواريخ والمسيرات اليمنية تحقيق أهدافها بدقة، ما عطّل الحركة اليومية داخل الكيان، وشوّه صورته الإقليمية كقوة عظمى.
وتمكن اليمن، على الرغم من الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية المتواضعة مقارنة بالعدو الصهيوني وحلفائه، تمكن من ردم الفجوة بفضل الله وبفضل العقول الذكية التي تدير الأسلحة، والدفاعات القوية، والبيئة الحاضنة. وقد شهد العالم لأول مرة صواريخ باليستية يمنية تضرب أهدافًا متحركة في البحر، وصواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومُسيّرات تصل إلى يافا بدقة عالية من مسافات بعيدة جدًا، ما يدل على قدرات تكنولوجية متقدمة.
هذا الواقع يثير مخاوف كبيرة لدى العدو، حيث باتت خطوط إمداده عبر الشرق معرضة للخطر الدائم. وقد وصف المجرم نتنياهو نفسُه سيطرةَ اليمنيين على باب المندب بأنها "أخطر على الصهاينة من النووي الإيراني"، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز اليمني.
ووفقًا لتقرير نشره موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي “يو إس إن آي” فإن سفينة الدعم القتالي “يو إس إن إس آركتيك” أنهت مؤخرًا واحدة من أصعب المهام في تاريخها، بعد انتشار استمر تسعة أشهر متواصلة في البحر الأحمر، حيث واجهت هجمات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ.
ونقل التقرير عن الأميرال فيليب سوبك، قائد النقل البحري العسكري الأمريكي، قوله: “إننا نواجه مواجهات بحرية لم نشهد مثيلًا لها منذ أربعينيات القرن الماضي”، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف التقرير أن طاقم السفينة “آركتيك” كان يعمل في ظل ظروف قتالية صعبة، حيث تطلب الأمر حالة تأهب دائمة لمواجهة التهديدات المتلاحقة، ما أدى إلى إرهاق غير مسبوق للطاقم والمعدات على حد سواء.
يذكر أن السفينة الأمريكية تتجه إلى ولاية ساوث كارولاينا لإجراء عمليات صيانة شاملة تستغرق ستة أشهر، وهي فترة استثنائية تعكس حجم الضرر الذي تعرضت له خلال مهمتها الأخيرة.
ويُعَد هذا التقرير وثيقة مهمة تكشف حجم الضغوط التي تعرضت لها القوات الأمريكية في البحر الأحمر، كما يمثل اعترافا بفعالية العمليات اليمنية التي تستهدف دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
في ذات السياق كشفت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية أن المهمة البحرية التي يقودها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تحت مسمى أسبيدس باتت عاجزة فعليًا عن حماية خطوط الشحن، في ظل التصعيد المتواصل من قبل الجيش اليمني وغياب قدرة أوروبية على تأمين المسارات البحرية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن الأدميرال فاسيليوس جريباريس قائد المهمة الأوروبية فإن عدد السفن الحربية التي تشارك في العملية لا يتجاوز سفينة واحدة في اليوم، وهو ما وصفه بعدم الكفاية لتأمين نطاق عمليات يمتد من البحر الأحمر إلى الخليج.
وأشار تقرير بيزنس إنسايدر إلى أن الهجمات اليمنية الأخيرة تمثل تحولًا نوعيًا في المشهد البحري، إذ استطاعت قوات صنعاء إغراق سفينتين خلال أسبوع واحد، بينما التزمت الولايات المتحدة بوقف العمليات الهجومية منذ مايو بموجب تفاهم وقف إطلاق النار مع صنعاء.
وأضاف التقرير أن هذا الواقع الميداني أحرج أوروبا والولايات المتحدة معًا، وأظهر أن ما يُعرف بـ"حرية الملاحة" لم يعد مضمونًا في ظل استمرار الهجمات اليمنية التي تستهدف السفن المتجهة نحو موانئ الكيان الإسرائيلي أو تلك المتورطة في دعمه.
كما كشف التقرير غياب التنسيق بين الشركات المالكة للسفن والقوة الأوروبية، إذ لم ترد شركتا Allseas Marine وCosmoship على استفسارات الصحيفة بشأن أسباب عدم طلب الحماية، ما يعكس تراجع الثقة العالمية بفعالية الجهود الغربية في البحر الأحمر.
خلاصة المعارك التي يخوضها اليمن أن القوات المسلحة تمكنت من تحقيق أهدافها في ظل العجز الصهيوني التام، فقد أكدت وسائل إعلام عبرية أن اليمنيين نجحوا بشكل استثنائي في تحقيق هدفهم المتمثل بإغلاق ميناء أم الرشراش المسمى إسرائيليا "إيلات".
وأقرت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير صادر عنها، أن العمليات العسكرية، التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، أثرت بشكل كبير على البوابة البحرية الجنوبية الاستراتيجية للكيان، والمتمثلة في ميناء "إيلات"، مبينة أن هذا الحصار أحدث موجات توتر كبيرة وانعكاسات اقتصادية جسيمة، مشيرة إلى أن قطاع النقل الثقيل في جنوب الكيان يتكبد أضراراً كبيرة نتيجة توقف الميناء عن العمل.
أما القدرة على إرباك الداخل الصهيوني فقد قالت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، إن العدو الإسرائيلي "يجد صعوبة في تفكيك التهديد اليمني أو ردعه، والذي يقع على بعد نحو 2000 كيلومتر منها، ولا يتوقف عن تعطيل حياة الملايين من المغتصبين الصهاينة.