لم تشهد صفقة بيع، ضمن سياسة الخصخصة والتفريط في الأصول المصرية، جدلا واسعا كما تشهده صفقة بيع بنك القاهرة، وما يترد عنها، حيث حصل بنك الإمارات دبي الوطني على موافقة البنك المركزي المصري على عملية الفحص النافي للجهالة للبنك، وهي خطوة تمهيدية للاستحواذ على البنك. وهذا الاستحواذ نفسه تباينت الآراء في شأنه سواء كان كليا أو يشمل حصة تصل لنحو 60 في المئة منه، وطرح حصة منه في البورصة.
وفي إطار هذا الجدل تقدم نواب في البرلمان المصري ببيانات عاجلة إلى رئيس مجلس النواب يطالبون فيه بوقف الصفقة، معبرين عن مخاوفهم من تأثيرها على الاقتصاد المصري، كما اتجه بعض المحامين إلى القضاء لوقف تنفيذ الصفقة.
وقد خرج رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي بعد تفاقم الأمر ليعلن أن الحكومة كانت قد أعلنت عن برنامج الطروحات، وبيّنت أن ضمن خطط الطرح هناك بنكان هما: المصرف المتحد، وبنك القاهرة، وأن ما يتم حاليا يتمثل في أن هناك استشاريا يقوم بعمل الفحص النافي للجهالة لبنك القاهرة، أي ما يعني تقييما لبنك القاهرة لتحديد قيمته، أما ما أثير حول تقييمه بمليار دولار، وأنه كان قد سبق تقييمه بأكثر من ذلك، فهو حديث عار تماما عن الصحة، وما يتم الآن هو تقييم للبنك بوضعه الحالي بعد مرور الوقت الذي تم فيه التقييم السابق؛ حيث يتم تحديث هذا التقييم فيإذا كنت تمتلك دجاجة تبيض لك ذهبا فلماذا تبيعها بأبخس الأثمان؟ إن الإجابة على هذا السؤال تبدو في تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن الوضع في مصر، ضوء المستجدات الواقعة حاليا، وبناء على ذلك ستقوم الدولة والبنك المركزي بتحديد النسبة التي سيتم طرحها من هذا البنك؛ سواء كانت لمستثمر استراتيجي، أو طرح في البورصة، مُؤكدا أن هذا ما يتم الآن بكل وضوح.
والماضي والواقع يكشف أن بنك القاهرة تم تقييمه من البنك الأهلي اليوناني لشرائه بمبلغ 2.25 مليار دولار في العام 2008م، فكيف يقل المبلغ المعروض حاليا عن هذا المبلغ بـ1.25 مليار دولار رغم مرور سبعة عشر عاما اتجه فيها البنك لزيادة أصوله وأرباحه؟! ولا عبرة بتغير سعر الصرف، فالعملة المصرية لا قياس عليها، بل الأصل التقييم بالدولار باعتباره العملة الدولية المستقرة.
إن بنك القاهرة يمثل البنك الثالث والأخير في قائمة البنوك الحكومية المصرية بعد بنكي الأهلي ومصر، ويرجع تأسيسه إلى العام 1952م، وتكشف القوائم المالية للبنك عن ارتفاع إجمالي أصوله بقيمة 81.45 مليار جنيها، لتصل إلى 483.1 مليار جنيه بنهاية كانون الأول/ ديسمبر2024 ، مقارنة مع 401.6 مليار جنيه بنهاية 2023، بنمو قدره 20.28 في المئة. كما ارتفعت محفظة القروض والتسهيلات للعملاء في البنك بقيمة 37.038 مليار جنيه لتتخطى 210.946 مليار جنيه بنهاية 2024، مقابل 173.908 مليار جنيه بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، محققة نموا بنسبة 21.3 في المئة. وارتفع إجمالي ودائع العملاء في البنك لتصل إلى 352.27 مليار جنيه بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024، مقارنة بـ302.07 مليار جنيه بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، بنسبة 16.62 في المئة. كما حقق البنك صافي أرباح 12.369 مليار جنيها بنهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024، مقارنة بـ6.660 مليار جنيه بنهاية نفس الفترة من عام 2023، بنمو 85.7 في المئة.
إن وصف مصر بالمفلسة ليس جديدا، فالكل يعرف أن السياسة التي تتبعها الحكومة هي ترقيع الديون. ومسألة الإفلاس الرسمي هي مسألة وقت، ومن أجل سياسة ترقيع الديون جاءت سياسة التفريط في الأصول وما يرتبط بذلك من فساد ملحوظ وتدمير لمقدرات الدولة الاقتصادية وأصولها المنتجة الناجحة، فضلا عن تهديد الأمن القومي المصري ببيع أصول لدول بعينها، لا سيما وأن دولة الإمارات العربية تستحوذ على العديد من القطاعات الرئيسة في مصر
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا كنت تمتلك دجاجة تبيض لك ذهبا فلماذا تبيعها بأبخس الأثمان؟ إن الإجابة على هذا السؤال تبدو في تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن الوضع في مصر، وذلك في معرض رده على سؤال بشأن تأثير الأوضاع في قطاع غزة على دول الجوار، وما إذا كان ذلك يثير نوعا من القلق، حيث ذكر أن البيانات في مصر تشير إلى معدل بطالة ضخم، نحو 45 في المئة، ولا يُمكن أن تستمر دولة هكذا، وهم مفلسون بصورة كبيرة وبحاجة إلى الكثير من المساعدة وإذا ما حصل شيء سيئ في مصر، فقد يدفعنا ذلك إلى الوراء.. ولهذا علينا حل موضوع غزة.
إن وصف مصر بالمفلسة ليس جديدا، فالكل يعرف أن السياسة التي تتبعها الحكومة هي ترقيع الديون. ومسألة الإفلاس الرسمي هي مسألة وقت، ومن أجل سياسة ترقيع الديون جاءت سياسة التفريط في الأصول وما يرتبط بذلك من فساد ملحوظ وتدمير لمقدرات الدولة الاقتصادية وأصولها المنتجة الناجحة، فضلا عن تهديد الأمن القومي المصري ببيع أصول لدول بعينها، لا سيما وأن دولة الإمارات العربية تستحوذ على العديد من القطاعات الرئيسة في مصر منها قطاع الصحة وقطاع التعليم، وتمتلك خمسة بنوك في القطاع المصرفي المصري.
إن ويتكوف كل همه حماية أمن الكيان الصهيوني، وأن تكون مصر حارسة لهذه الحماية، لذا يريد هو وصندوق النقد الدولي أن تنغمس مصر في الديون والحاجة لتظل دولة لا تموت ولا تحيا، وهذا لا يليق بمصر وتاريخها ومكانتها، وما هذا البيع لبنك القاهرة إلا حلقة في سلسلة الإملاءات التي يفرضها صندوق النقد الدولي لصرف شرائح قرض الـ8 مليارات دولار المشؤوم، لذا فإنه قد آن الأوان لمصر للخروج من عباءة هذا الصندوق ووقف سياسة ترقيع الديون وبيع الأصول، والعمل على خصخصة إدارة الشركات الحكومية التي تعاني من صعوبات اقتصادية بدلا من بيعها، وفي الوقت نفسه التوجه نحو خصخصة شركات الجيش التي تمارس أعمالا مدنية، والتركيز على تطوير البنية العسكرية ليكون سلاحنا من صنع أيدينا وكلمتنا من صنع عقولنا، ونحمي أمننا القومي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بروح وطنية خالصة.
x.com/drdawaba
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الخصخصة المصرية بنك القاهرة البنوك مصر بنوك خصخصة بنك القاهرة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بنک القاهرة ملیار دولار فی المئة فی مصر
إقرأ أيضاً:
عبد الغفار: مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة تجاوزت تكلفته 2.175 مليار جنيه
توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عقب انتهاء جولته بمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالقليوبية، لتفقد سير العمل في مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة الجديدة، ورافقه الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان.
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن مشروع مستشفى التأمين الصحي الشامل بالعاصمة يتم تنفيذه بتكلفة تتجاوز 2.175 مليار جنيه، في موقع متميز يطل على ثلاثة شوارع رئيسية وقريب من «المونوريل»، ومحوري محمد بن زايد والأمل.
وقال نائب رئيس الوزراء: «يُعد المشروع صرحًا طبيًا متقدمًا يضم 7 مبانٍ رئيسية، ويوفر إجمالي 390 سريرًا هي «220 سرير إقامة داخلية، و94 سرير رعاية مركزة تتضمن 28 سرير رعاية باطنة مركزة، و20 سرير رعاية قلب مفتوح، و11 سرير رعاية قلب، و10 أسرة رعاية حروق، و10 أسرة رعاية جراحية، و15 سرير رعاية أطفال مركزة، و10 أسرة رعاية متوسطة ورعاية سكتة دماغية»، بالإضافة إلى 25 حضانة للمبتسرين.
كما يشمل المستشفى منظومة جراحية متكاملة تضم 12غرفة عمليات متقدمة تشمل: «جراحات القلب المفتوح، وزراعة الأعضاء، والجراحات المتخصصة عالية الدقة»، ووحدتين للقسطرة القلبية والمخية والأوعية الدموية، بالإضافة إلى وحدة مناظير جهاز هضمي متكاملة «3 غرف»: منظار علوي وسفلي ومناظير القنوات المرارية ERCP، كما تضم وحدات تشخيصية ودعم حيوي على أعلى مستوى «8 معامل تحاليل طبية متخصصة، و2 غرفة أشعة عادية + 2 أشعة مقطعية + جهاز رنين مغناطيسي واحد، ووحدة غسيل كلوي»، «30 ماكينة للكبار + 10 ماكينات للأطفال»، فضلا عن بنك للدم، ووحدة تعقيم مركزي، ومغسلة، ومطبخ مركزي، علاوة على صيدليات مركزية ومخازن أدوية ومستلزمات، وورش صيانة طبية وهندسية مركزية.
وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن هناك 45 عيادة خارجية تغطي جميع التخصصات الطبية والفحوصات، و5 عيادات أسنان مجهزة، بالإضافة إلى صيدليتين خارجيتين.
وفي الوقت نفسه، أشار نائب رئيس الوزراء إلى توافر مرافق إضافية، تضم جراجا تحت الأرض يسع 79 سيارة، و15 أسانسير عالية السرعة، ومبنى سكنيا متكاملا للأطباء والتمريض «72 سريرًا».
وأوضح مسئولو الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، الجهة المشرفة على تنفيذ المشروع، أنه تم بدء العمل في المشروع في ديسمبر 2023، وتبلغ نسبة التنفيذ الحالية 67%، وتصل مساحة الأرض إلى أكثر من 26 ألف م² «تعادل أكثر من 6 أفدنة»، فيما تبلغ المساحة البنائية 75% منها.
وفي ختام جولته، وجه رئيس الوزراء بالإسراع في إنهاء التشطيبات وتوريد التجهيزات الطبية المتخصصة واعتماد أي تعديلات هندسية لازمة، لضمان تسليم المستشفى خلال المدة التعاقدية، لتبدأ في تقديم خدمات طبية متميزة بمعايير عالمية لمنتفعي التأمين الصحي الشامل في العاصمة الجديدة والمدن الجديدة المحيطة.
اقرأ أيضاًاستجابة فورية.. مدبولي يأمر محافظ القليوبية بإنهاء مشكلة مواطن طالبه بالعودة إلى عمله
رئيس الوزراء: مكتبات مصر العامة تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي وتنمية مهارات الشباب
رئيس الوزراء يتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر