شبكة اخبار العراق:
2025-08-03@06:39:15 GMT

ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد

تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT

ليس أمام حماس سوى الانسحاب من المشهد

آخر تحديث: 27 مارس 2025 - 11:27 صبقلم: فاروق يوسف ولا تزال حركة حماس مصرة على الاستمرار في حكم غزة. ألم تفشل التجربة الثورية بعد ما يقارب العشرين سنة من الانفصال؟ لست في صدد الحديث عن سلطة رام الله وخيباتها وتعثرها، بل وفشلها. ذلك موضوع آخر لا يقل وجعا. ولكن غزة بعد كل الذي انتهت إليه وانتهى إليه أهلها تستحق أن تُعالج بطريقة مختلفة.

يليق بها أن يتخذ أبناؤها موقفا من العشرين سنة الماضية التي لا يمكن إلقاء تبعاتها كلها على العدو الإسرائيلي. إسرائيل ليست خصما شريفا، بل هي عدو، شعاره قتل الفلسطينيين أينما وُجدوا ومتى تسمح له الفرصة بالقيام بذلك. غزة محاصرة ومن غير أمل. كانت حماس مجرد حجة. ذلك صحيح. ولكن ما حدث في السابع من أكتوبر 2023 قلب الموازين كلها لصالح العدوّ. ذلك ما كان ينتظره قياسا لما قام به فيما بعد. أما موقف العالم فقد ارتبط بالموقف الإسرائيلي. لذلك فإن حرب الإبادة التي تعرض لها أهل غزة لم يعتبرها أحد جريمة ضد الإنسانية. تداعيات حرب غزة غيّرت كل المعايير والمقاييس القديمة. فما كان مقبولا إلى حد ما وبنسب مختلفة حسب طريقة التعامل معه صار لا يتطابق مع ما يقبله العقل السليم على أساس الجدل. أهل غزة محاصرون اليوم بطريقة أشد عنفا من الحصار الإسرائيلي القديم. أولا هناك جريمة يجب أن تستمر ليُقتل المزيد منهم بعد أن فقدوا كل أسباب الحياة الكريمة، وثانيا هناك قوى إقليمية ودولية صارت تدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مشروعه الهادف إلى ترحيل أهل غزة والبحث من جديد في مستقبلها خارج إطار هويتها الفلسطينية والعربية. وإذا ما كانت إسرائيل قد تمددت على أراض سورية مستغلة ما جرى هناك من انقلاب جذري فإن ما هو أقرب إلى الواقع منه إلى التكهن أن تفكر إسرائيل بضم غزة، لكن بعد أن تُفرغها الولايات المتحدة من سكانها. أما ريفييرا ترامب فهي مجرد كلام لا قيمة له. لا أعتقد أن ذلك كله غائب عن العقل السياسي لحركة حماس التي صار قادتها يغيبون تدريجيا بفعل التصفيات. وهو ما يعني أن لا أحد يمكن أن يضمن لأولئك القادة حياتهم. كان هناك دائما حديث مراوغ عن الضمانات. ولكن مَا هي الجهة التي يمكنها أن تقدم تلك الضمانات وتؤكدها واقعيا في ظل إصرار إسرائيل على الانتقام؟ التفكير في الولايات المتحدة هو مزحة سخيفة. لا تقدر الولايات المتحدة على القيام بذلك، بل إنها لا تريد أصلا سوى أن تزيد من حجم تأييدها لنهج بنيامين نتنياهو في الانتقام. نسمع بين حين وآخر عن مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع حركة حماس ولكن لا أحد في إمكانه التكهن بموضوع تلك المفاوضات. ليست سلامة قادة حماس واحدة من مفردات التفاوض. منطقيا وبعد كل ما جرى فإن حماس أثبتت أنها لم تعد مؤهلة للبحث في خيارات ما بعد الحرب. كانت طرفا في حرب، هدمت غزة وقتلت وشردت أهلها لكنها واقعيا لن تكون كذلك اليوم وغدا. خارج السياسة الفلسطينية بكل مطباتها ودسائسها وتعارضاتها واختلاف توجهاتها هناك ما يمكن أن يشكل بعدا إنسانيا يتعلق بمصير الفلسطينيين وأهل غزة في مقدمتهم. من المؤكد أن سلامة قياديي حركة حماس ليست أهم من سلامة شعب غزة وقد صارت القضية الفلسطينية بين قوسين بعد أن تحولت إلى مجرد إجراء إيراني يقع على هامش المشروع التوسعي الذي بدأ انهياره في غزة ولبنان وسوريا. سيكون من الصعب أن يستمر منطق حماس القديم من غير مراجعة. ستكون تلك جريمة مضافة. ربما لا أحد يرغب في الحديث عن الجريمة الأصلية بسبب الخوف من الاعتراف بحقيقة ما جرى ولكن الزمن لا يسمح بذلك. ذلك زمن ساهمت حركة حماس في صناعته. وهو ما لا يمكن إنكاره. ترفض حركة حماس أن تكون من الماضي. وهو ماض مؤلم وفجائعي بالنسبة إلى أهل غزة. أيّ استعادة للسنوات التي حكمت فيها حركة حماس غزة هي ليست لصالحها. بل تشكل إدانة للحركة كونها أولا عزلت غزة عن فلسطين وثانيا أفرغت القضية الفلسطينية من محتواها النضالي العربي وسلمتها لإيران مستظلة بشعار المقاومة الإسلامية. قبل أن يتم السماح للعدو الإسرائيلي بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق أهل غزة كانت هناك جريمة تحوّل أهل غزة بموجبها إلى بضاعة إيرانية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حرکة حماس أهل غزة

إقرأ أيضاً:

عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!

بدر بن صالح القاسمي

أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.

عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.

لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.

تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.

الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.

والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.

منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.

عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.

وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.

قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.

هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.

مقالات مشابهة

  • الجولات التي يتوقع غياب كوليبالي وبونو عنها بسبب كأس إفريقيا
  • تعرّف على تفاصيل لائحة الانسحاب في موسم 2025/2026
  • حركة فتح تعلن رفضها لأي تصريحات مسيئة لمصر أو الأردن
  • «لا تُمثل الفلسطينيين».. حركة فتح تُدين تصريحات حماس ضد مصر والأردن
  • حماس تدعو للتصعيد الشعبي والتظاهر أسبوعيا أمام سفارات الاحتلال وأميركا
  • «فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح».. سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية
  • الذايدي يشيد بموقف الخنيني بعد انسحابه من الترشح لرئاسة الهلال
  • الاتحاد حصد الذهب والهلال خطف المشهد والمجد والاهلي دخل التاريخ
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • منظومة الإفراج الجمركي.. مدبولي: إزالة العوائق التي تعرقل حركة التجارة