إعلام إسرائيلي: تراجع رغبة جنود الاحتياط بالعودة إلى القتال
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
إسرائيل – كشف إعلام عبري عن تراجع رغبة جنود الاحتياط الإسرائيليين بالعودة إلى الخدمة والمشاركة بحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك لأسباب سياسية وقضائية.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الجمعة، قالت فيه: “يُحذّر الجيش الإسرائيلي من أزمةٍ تتفاقم في صفوف قوات الاحتياط، في ظلّ خطط لتصعيد القتال في قطاع غزة، بما في ذلك استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط”.
وأضافت: “عقب قرار إسرائيل انتهاك وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى واستئناف القتال، لاحظ الجيش انخفاضا في حماسة جنود الاحتياط”.
وتابعت: “خلال الأسبوعين الماضيين، أبلغ العديد من جنود الاحتياط قادتهم بأنهم لن يعودوا إلى الخدمة إذا ما تمّ استدعاؤهم مجددًا”.
وبحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي بسبب “قرار الحكومة إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وتغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، بالإضافة إلى نيّتها إقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا، كما أعرب الجنود عن مخاوفهم من تجاهل الحكومة لأحكام المحكمة العليا”.
لكن الجنود، وفق الصحيفة، يتذرعون بأسباب “صحية أو مالية أو عائلية”.
وفي هذا الصدد، أشارت إلى بيان نشره الأسبوع الماضي الملاح القتالي ألون غور الذي خدم بسلاح الجو الإسرائيلي لمدة 16 عاما، قال فيه: “التقيت بقائد سربي هذا الصباح وأبلغته أنني قد انتهيت”.
وأضاف، وفق ما نقلته الصحيفة: “لقد تجاوزنا الحدود عندما تخلت الدولة عن مواطنيها عمدًا في وضح النهار، في لحظة تفوقت فيها الاعتبارات السياسية الساخرة الباردة على أي اعتبار آخر”.
وبحسب الصحيفة فإن (غور) “فُصل من الخدمة بعد ذلك”، فيما أعلن عدد آخر من جنود الاحتياط عزمهم التوقف عن التطوع أيضا.
ونقلت الصحيفة تحذيرات كبار قادة الاحتياط من تراجع معدل الالتحاق بالخدمة الاحتياطية بنسبة 50 بالمئة.
كما نقلت عن أحد كبار قادة الاحتياط (لم تسمه)، قوله بأن “قادة الألوية والكتائب يتعاملون مع عشرات الحالات التي أعلن فيها جنود الاحتياط عدم التحاقهم بالخدمة”.
وأضاف: “السبب في معظم الحالات هو انتهاك اتفاقية الرهائن (تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة)، أما السبب الثاني الذي يُذكر كثيرًا فهو قانون إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة والضغط من أجل الانقلاب القضائي”.
وأشار إلى أن استمرار هذه الظروف “قد لا تمكن العديد من الوحدات العسكرية في الجيش من الوصول إلى مستويات القوى البشرية اللازمة للقتال”.
وبحسب الصحيفة، فإن “ضباط وقادة في مواقع قتالية مهمة ومقرات الاستخبارات والإطفاء كانوا من بين جنود الاحتياط الذين أعلنوا بالفعل توقفهم عن التطوع”.
وقالت عن ذلك: “مؤخرا، أعلنت فرقة احتياط تابعة لوحدة النخبة أنها لن تلتحق بالخدمة العسكرية خلال فترة الاستدعاء المتوقعة بعد بضعة أسابيع”.
وأفادت الصحيفة نقلا عن ضابط احتياط (لم تسمه) بأن هذا التراجع لا يأتي فقط لأسباب سياسية “بل لأن الجنود متعبون بعد أشهر طويلة من الحرب”.
ويقضي القانون الإسرائيلي بسجن أو تغريم أو تسريح الجندي الذي يرفض الاستدعاء للخدمة العسكرية.
لكن الصحيفة قالت: “يدرك الجيش أن تسريح مئات جنود الاحتياط أمرٌ مستحيل، ومن غير المعقول سجنهم أو تغريمهم بعد 18 شهرًا من القتال، قضوا خلالها حياتهم على المحك”.
وأضافت: “يعتقد الجيش أن قادة وحداته ستتلقى في الأيام والأسابيع المقبلة، ومع اشتداد القتال في غزة وضرورة استدعاء جنود الاحتياط على نطاق واسع، رسائل تُعلن عدم التحاق جنود بالخدمة، وفي الوقت الحالي، لا يملك الجيش الإسرائيلي حلاً”.
وتابعت: “صرح مسؤول عسكري كبير خلف الأبواب المغلقة أن العديد من الآباء يضغطون على الجنود الشباب للانتقال إلى مواقع في الخطوط الخلفية” في المعركة.
وفي 18 مارس الجاري استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية بغزة حيث أسفرت حتى صباح الخميس، عن مقتل 855 فلسطينيا وإصابة 1869 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: جنود الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
لم نستعد لحرب طويلة.. ضباط إسرائيليون يحذرون من استنزاف خطير للعتاد والجنود
كشفت حرب غزة المستمرة عن أزمة حقيقية في جاهزية ومعدات الجيش الإسرائيلي، إذ يعاني من استنزاف متزايد لوسائل القتال مثل الدبابات، المدفعية، وناقلات الجنود المدرعة، نتيجة طول أمد العمليات العسكرية وتكرر استخدامها.
وفق تقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، تواجه القوات مشكلة كبيرة في نقص قطع الغيار اللازمة لصيانة المعدات، مما يؤدي إلى تدهور فعاليتها وقدرتها القتالية.
وشهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في شكاوى الجنود وقادة السرايا والكتائب، بل وألوية كاملة، من الأعطال المتكررة في الدبابات وناقلات الجنود من طراز “نمر”، فضلاً عن مشكلات في أسلحة أخرى.
وأكد جنود في اللواء السابع أن مخازن قسم التكنولوجيا واللوجستيات تعاني نقصًا حادًا في المكونات الأساسية مثل محركات الدبابات، السلاسل، وأنظمة الدفع.
وقال قائد كبير في أحد الألوية: “نحن في حالة حرب منذ عامين في غزة ولبنان وسوريا، والآن نعود إلى غزة مرة أخرى. هناك استنزاف هائل للمعدات التي تنتقل باستمرار من مهمة إلى أخرى، ولم يستعد أحد لإمكانية حرب طويلة الأمد بهذا الشكل. كل جزء وكل مكون له عمر افتراضي”.
ولم تقتصر الأزمة على اللواء السابع، بل امتدت إلى جميع الألوية النظامية، بما في ذلك المدرعات والمدفعية وألوية المشاة. ففي حادث سابق، أدى خلل فني في ناقلة جنود من طراز “نمر” التابعة للواء جفعاتي إلى اندلاع حريق في أحد أحياء جباليا، تلاه كمين أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة آخرين بجراح خطيرة.
كما تواجه البنادق والمدافع الرشاشة وغيرها من الأسلحة أعطالًا متكررة، مما يجبر الجنود على القتال بمعدات غير موثوقة تقنيًا.
وخلص التقرير إلى أن هيئة التكنولوجيا واللوجستيات لم تتمكن حتى الآن من مواكبة حجم التآكل الكبير في معدات الوحدات النظامية التي تقاتل بلا توقف منذ ما يقرب من عامين.
قال قائد اللواء السابع: “أخطأنا في تقدير مدة المعركة، إذ توقعنا أن تكون قصيرة، لكن العدو استعد لاستنزاف طويل الأمد. نحن بحاجة إلى إجراء تعديلات استراتيجية، ليس لأننا لا نريد حسمًا سريعًا، بل لنكون مستعدين لعمل طويل الأمد بطريقة مناسبة”.
آخر تحديث: 6 يونيو 2025 - 15:08