تلفزيون العربي: البرهان يظهر خارج مقر قيادة الجيش لأول مرة منذ بدء الحرب ولم يتضح كيف استطاع مغادرة الخرطوم
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
ظهر قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في تسجيل مصور تداوله الجيش اليوم الخميس وهو خارج مجمع قيادة الجيش وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر.
ويقاتل الجيش منذ 14 إبريل/نيسان قوات الدعم السريع من أجل السيطرة على العاصمة وعدة مدن رئيسية. ولم تفلح محاولات للوساطة بينهما إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه.
وتنتشر قوات الدعم السريع في مناطق واسعة في الخرطوم والمدينتين التوأم للعاصمة السودانية بينما يستخدم الجيش القوة الجوية لمحاولة طردها من مناطق رئيسية.
وأدى القتال، الذي لم يحرز أي طرف تقدماً واضحاً فيه، إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وشرد أكثر من 4.5 ملايين بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وظهر البرهان في التسجيل المصور الذي قال الجيش إنه التقط في قاعدة وادي سيدنا الجوية في أم درمان، ويبعد حوالي 30 كيلومتراً من مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، وهو يلوح للجنود المرحبين به.
وقال في التسجيل: “أحييكم، وأنتم شغالين شغل فعلاً يخلي الناس تطمئن إن الجيش فيه رجال، وإن السودان يحرسه الجيش”.
وظل البرهان منذ اندلاع الحرب يتواجد داخل القيادة العامة للجيش، ويدير شؤون العمليات الحربية من هناك، ويرجع آخر ظهور له إلى 18 يوليو/تموز الماضي، إذ ظهر حاملاً سلاحاً رشاشاً ومسدساً وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعاً عسكرياً بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم.
يأتي هذا التسجيل في الوقت الذي تشن فيه قوات الدعم السريع هجوماً مستمراً منذ أيام على قاعدة سلاح المدرعات في جنوب الخرطوم وهي القاعدة الرئيسية الوحيدة الأخرى للجيش بعيداً عن مقر القيادة والتي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصرها. ولم يتضح كيف استطاع البرهان مغادرة الخرطوم.
ويسيطر الجيش أيضاً على قواعد في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري المدينتين التوأم للعاصمة بما فيها قاعدة وادي سيدنا الجوية التي حاولت قوات الدعم السريع مهاجمتها لكنها ما تزال محمية بشكل جيد.
وكثيراً ما سخر الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع من البرهان بسبب ما وصفه باختبائه في قبو رغم أن دقلو نفسه لم يظهر سوى في تسجيل مصور واحد منذ بدء الحرب وهو يتحدث إلى جنوده خارج منزل في موقع غير محدد الشهر الماضي.
وتسبب القتال في أزمة إنسانية مع إغلاق المستشفيات وانقطاع الكهرباء والمياه ونقص الغذاء كما يهدد موسم الأمطار الذي بدأ الشهر الماضي بتدهور الأوضاع.
وقالت الأمم المتحدة أمس الأربعاء إنه تم رصد تفش للحصبة وكذلك تزايد لحالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد والملاريا وحمى الدنج.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
استنفار وتهديد.. هل أصبحت الدعم السريع في مرحلة الانهيار؟
الفاشر- في خطوة مفاجئة لجأت قوات الدعم السريع إلى تعبئة شاملة، مستنفرة جميع الفئات المجتمعية في مناطق سيطرتها (ولايتا جنوب وشرق دارفور)، في مؤشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي باتت تهدد مواقعها.
وتعكس هذه التعبئة -التي تعد الأولى من نوعها بهذه الشمولية- إدراك قيادة الدعم السريع حجم الضغوط العسكرية المتفاقمة مع تصاعد الاشتباكات في محاور عدة بالبلاد.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع تحقيق الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تقدما ملحوظا في شمال وغرب كردفان، إضافة إلى عمليات توسع باتجاه دارفور.
ويفرض هذا التطور معادلات جديدة في ميزان القوى، حيث تسعى الفصائل المتحالفة مع الجيش إلى استكمال السيطرة على مناطق رئيسية بدارفور، مما يضع الدعم السريع في موقف دفاعي أكثر صعوبة.
تعبئة وحشدوفي جنوب دارفور غرب السودان، أصدرت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع قرارات تعبئة عامة تشمل مختلف شرائح المجتمع، وسط توجيهات صارمة تلزم الشباب والطلاب وحتى القطاعات التجارية والدينية بالمشاركة في الجهود العسكرية الجارية حاليا.
ويرى مراقبون ومحللون أن هذه الخطوة تمثل محاولة لتعزيز الصفوف أمام التقدم العسكري السريع للجيش السوداني وحلفائه، في حين يُطرح تساؤل بشأن مدى فعالية هذه التعبئة في تغيير موازين القوة على الأرض.
إعلانوفي تصريح الجزيرة نت، قالت إحدى القيادات الأهلية من مدينة نيالا -لم يكشف هويتها- إن "التعبئة الإجبارية الجارية حاليا في المنطقة تكشف أزمة حقيقية داخل صفوف الدعم السريع، حيث تواجه قواتها نقصا حادا في المقاتلين بعد الخسائر الأخيرة التي تعرضوا بها في ولاية الخرطوم وأم درمان".
وأضاف أن هناك "حالة من التململ بين بعض الفئات المجتمعية التي باتت ترى في هذا الاستنفار محاولة يائسة لتعويض خسائر غير قابلة للتعويض"، مشيرا إلى أن "الضغط المتزايد على السكان قد يؤدي إلى موجة رفض، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعاني منها بعض المناطق".
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح العقيد أحمد حسين مصطفى إن "الدعوات التي تطلقها مليشيات الدعم السريع لانضمام الشباب للحرب ليست سوى استمرار لمشروع آل دقلو الذي يخدم مصالحهم الضيقة"، مؤكدا أن "المليشيا تمثل امتدادا لأجندات خارجية توفر لها الدعم العسكري بهدف إيجاد نفوذ داخل السودان لنهب ثرواته".
وأضاف العقيد مصطفى للجزيرة نت أن "القوة المشتركة والقوات المسلحة لا تعادي أي جهة مجتمعية، بل تركز على دحر هذه المليشيا التي ارتبطت بالانتهاكات والجرائم".
أما يعقوب الدموكي المستشار السابق لقائد الدعم السريع فأكد في تصريحات للجزيرة نت أن قوات الدعم السريع فقدت كل قدراتها العسكرية وقواها البشرية بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بها في ولاية الخرطوم وأم درمان.
وأضاف الدموكي أنه بعد تلك الهزائم أصبحت كل قبيلة تدافع عن مناطقها فقط، وليست لديها القدرة الكافية للمشاركة مرة ثانية في القتال بشكل أقوى، مبينا أن التعبئة والاستنفار الحاصلين لا يعدوان كونهما تأكيدا على ضعف هذه القوات في الموارد البشرية واللوجستية.
إعلانوأشار إلى أن الاستعدادات الحالية تعكس الوضع الصعب الذي تواجهه قوات الدعم السريع، مما يدل على تآكل قدراتها القتالية، وذكر أن هذه التحديات قد تؤثر بشكل كبير على موقفها، مرجحا انهيارها في المستقبل القريب.
تدمير للمجتمعويرى مراقبون أن سياسات التعبئة الإجبارية والتهديد بالعقوبات بدأت تلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي في مناطق سيطرة الدعم السريع، حيث تلوح في الأفق بوادر انقسامات مجتمعية تهدد استقرار تلك المناطق.
وقال الناشط السياسي آدم سليمان للجزيرة نت إن الإجبار على المشاركة في القتال يثير حالة من "الاستياء الواسع" بين القيادات الأهلية والسكان المحليين، إذ يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للانخراط في الصراع رغم رفضهم له.
وقد تؤدي هذه السياسات -وفق سليمان- إلى تفاقم الانقسامات الداخلية التي تشهدها المجتمعات منذ فترة، مشيرا إلى حادثة مقتل الطاهر إدريس يوسف وكيل ناظر قبيلة الفلاتة داخل سوق منطقة تلس بجنوب دارفور، وما أعقبها من حملة اعتقالات نفذتها قوات الدعم السريع طالت عددا من القيادات الأهلية -بينها العمدة أحمد محمد إسماعيل، والعمدة محمد آدم الله جابو، والعمدة إسحق عبد الجبار- بتهم تتعلق بالحادثة وأخرى إضافية.
ولفت سليمان إلى أن الضغط العسكري المستمر والتعبئة "القسرية" المفروضة على الأهالي قد يتسببان في موجات نزوح جديدة، إضافة إلى زيادة التوتر بين الفئات الاجتماعية المختلفة، مما يعمق الفجوة بين مكونات المجتمع ويزيد حالة عدم الاستقرار.
وقالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع اعتقلت 178 شخصا -بينهم كوادر طبية- في مدينة الضعين بولاية شرق دارفور، وأجبرتهم على خيارين، إما الانضمام إلى القتال في صفوفها أو دفع فدية مالية.
وفي تدوينة نشرتها على فيسبوك أدانت الشبكة هذه الإجراءات، ووصفتها بأنها "عملية اعتقال قسري وزج بالمدنيين في الصراع"، مؤكدة أن إجبار الأشخاص على القتال يخالف القوانين الإنسانية الدولية.
واستنكرت الشبكة اقتياد كادر التمريض حمدان عبد الله موسى ضمن المعتقلين، حيث تم تخيير أسرته بين دفع الفدية أو الزج به في القتال.
إعلانوأكدت أن ما يحدث في مدينة الضعين يمثل جريمة واضحة ضد المدنيين العُزل، مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على قوات الدعم السريع لإيقاف "الانتهاكات التي تتعارض مع كافة الأعراف الدولية".
ومع اشتداد المواجهات يرى محللون أن المعارك القادمة ستحدد ما إذا كانت التعبئة العامة للدعم السريع ستنجح في تثبيت مواقعها، أم أنها مجرد تحرك يسبق انهيارا محتملا، وأن الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة.
وبحسب الباحث في علم الاجتماع بجامعة الفاشر الدكتور آدم حسن، فإن التعبئة القسرية لا تؤثر فقط على ميزان القوى العسكرية، بل تمتد تداعياتها إلى المدنيين، خصوصا الفئات الأكثر ضعفا مثل النساء والأطفال وكبار السن.
وأشار حسن إلى أن "الإجراءات القسرية المفروضة على الأهالي تجبر العائلات على تقديم أفرادها للقتال، مما يخلق حالة من الذعر وعدم الاستقرار داخل المجتمعات المحلية"، ومع التحاق الرجال بالقوات تجد النساء أنفسهن أمام تحديات معيشية صعبة، في ظل نقص الخدمات وانعدام مصادر الدخل.