جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@18:32:06 GMT

الوطن ومكتسباته أمانة

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

الوطن ومكتسباته أمانة

 

ناصر بن حمد العبري

تاريخ سلطنة عُمان الحديث هو قصة كفاح وإصرار؛ حيث لم تكن نهضة عُمان الجديدة مفروشة بالورود أمام والدنا المرحوم بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- فقد واجهت عُمان في مسيرتها نحو التقدم العديد من العقبات، بدءًا من الظروف الاقتصادية الصعبة، وصولًا إلى التحديات الاجتماعية والسياسية.

لكن بفضل فكره السامي وحكمته السديدة، استطاع السلطان قابوس، رحمه الله، أن يضع عُمان على خريطة العالم كدولة تسعى نحو التنمية والازدهار.

لقد كانت رؤية السلطان قابوس واضحة؛ حيث عمل على بناء دولة حديثة تعتمد على التعليم والصحة والبنية التحتية، مع الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة. وقد ساهمت الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى جانب المخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز، في تحقيق الاستقرار والأمان، مما أتاح الفرصة للنهضة العُمانية أن تتجلى في مختلف المجالات.

إن المكتسبات التي حققتها عُمان خلال العقود الماضية هي أمانة في أعناقنا جميعًا. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو تاريخ وثقافة وقيم يجب أن نحافظ عليها وننقلها للأجيال القادمة. إن مسؤوليتنا اليوم هي الحفاظ على هذه المكتسبات وتعزيزها، والعمل بجد واجتهاد من أجل مستقبل أفضل لعُمان.

وعلينا أن نتذكر دائمًا أن التحديات لا تزال قائمة، وأن العمل الجماعي والتعاون بين جميع فئات المجتمع هو السبيل لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوطن يحتاج إلى كل فرد من أبنائه ليكون جزءًا من مسيرة البناء والتطوير، ولنسعى جميعًا نحو عُمان أكثر ازدهارًا وتقدمًا.

وفي عصر النهضة المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تم البناء على تلك الإنجازات، وأصبحت سلطنة عُمان تتمتع بموقعها الاستراتيجي، حيث أخذت عجلة التنمية الشاملة تعم الجبال والسهول والوديان. إن المشاريع التنموية التي تم إطلاقها في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والسياحة، والصناعة، تعكس التزام القيادة العُمانية بتحقيق التنمية المستدامة.

والتعليم هو أساس النهضة، وقد أولت الحكومة العُمانية اهتمامًا كبيرًا بتطوير النظام التعليمي، حيث تم إنشاء العديد من الجامعات والمدارس الحديثة التي تسهم في تأهيل الشباب العُماني لمواجهة تحديات المستقبل. كما إن الاستثمار في الصحة العامة قد ساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين، مما يعكس الرؤية الشاملة التي تتبناها القيادة.

وعلى صعيد التنمية الاقتصادية، فإن سلطنة عُمان تسعى إلى تنويع مصادر دخلها، بعيدًا عن الاعتماد على النفط. وقد تم إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية التي تستهدف قطاعات متنوعة مثل السياحة، والتكنولوجيا، والصناعات التحويلية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الاقتصاد الوطني.

إنَّ الأمانة التي نحملها تجاه وطننا تتطلب منا الإخلاص في العمل، والتفاني في العطاء، والتعاون من أجل تحقيق رؤية عُمان المستقبلية؛ فالمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع، وعلينا جميعًا أن نكون على قدر هذه المسؤولية لضمان مستقبل مشرق لعُمان وأجيالها القادمة، وأن نكون الحارس الأمين على هذا الوطن ومكتسباته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الهجرة النبوية بين دروس الإيمان وحب الوطن .. مفاتيح تربوية للكبار والصغار

مع حلول كل عام هجري جديد، تعود قصة الهجرة النبوية الشريفة لتُحيي في نفوس المسلمين معاني عظيمة من الصبر والإيمان والتوكل، خاصة لدى الآباء والمربين الراغبين في غرس تلك القيم لدى أبنائهم. 

وتُعد رحلة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة لحظة محورية في تاريخ الإسلام، أسست لمبادئ الدولة الإسلامية الأولى، وامتزجت فيها المشقة بالتخطيط، والإرادة بالتسليم، والحب الصادق للوطن بالتضحية في سبيل الرسالة.

الشيخ يسري عزام سلّط الضوء على دروس هذه الرحلة في حديثه عبر برنامج "الحياة أخلاق"، مبينًا أن الهجرة ليست مجرد انتقال مكاني، بل نموذج رباني لاختيار الإيمان على الراحة، والثبات على الحق في وجه المحن. 

وشدد الشيخ على أن من أهم ما يجب أن يتعلمه الأطفال والكبار من الهجرة، هو أن المسلم لا يسير في الحياة عشوائيًا، بل يُخطط ويأخذ بالأسباب، مع يقين تام أن التوفيق من الله وحده.

كما أشار إلى مشهد بالغ الأثر في غار ثور، حين كان النبي ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مختبئين من أعين المشركين.

دعاء العام الهجري الجديد ..ابدأ السنة بالتقرب إلى الله بالدعاء والطاعةدعاء نهاية العام الهجري 1446.. 20 كلمة في وداع سنة واستقبال أخرىدعاء بداية العام الهجري الجديد 1447.. ردده للرزق وكشف الهمكيف تستقبل الأمة الإسلامية العام الهجري الجديد 1447؟

 وعندما شعر أبو بكر بالخطر قائلاً: "لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا"، أجابه النبي مطمئنًا: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا".

وتجلّت عناية الله بنبيه وصاحبه في تلك اللحظات العصيبة، كما جاء في قوله تعالى:
"إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ.. فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا" [التوبة: 40].


وقد أوضح العلماء أن "سكينته عليه" تعني نزول الطمأنينة على قلب النبي ﷺ، ومنها انسابت السكينة إلى قلب أبي بكر الصديق، الذي طالما فهم رسوله من دون كلمات، بفراسة الإيمان وصحبة الصدق.

ويبرز من هذه القصة أن الإسلام لم يفصل بين حب الوطن والإيمان، فالنبي ﷺ غادر مكة بقلبٍ يعتصر ألمًا، قائلاً: "والله إنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"، لتبقى الهجرة درسًا خالدًا في التضحية، والتوكل، وحب الوطن، وتوحيد القلب مع الله في كل قرار مصيري.

طباعة شارك الهجرة النبوية قصة الهجرة النبوي دعاء العام الهجري دعاء بداية العام الهجري الجديد

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: 30 يونيو أنقذت الوطن من الفوضى وأرست دعائم الدولة الحديثة
  • ليلة في حب مصر.. الأوبرا تحتفي بذكرى ثورة 30 يونيو بفقرات وطنية مميزة
  • جلالة السلطان يتبادل التهاني مع قادة الدول العربية بمناسبة العام الهجري الجديد
  • متى نقول إن شاء الله أو بإذن الله؟.. خالد الجندي يوضح الفرق
  • الهجرة النبوية بين دروس الإيمان وحب الوطن .. مفاتيح تربوية للكبار والصغار
  • ندوة ثقافية في مديرية الصافية بذكرى الهجرة النبوية
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم جميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها
  • جلالة السلطان وزعماء العالم يرحبون بوقف إطلاق النار بين ايران وإسرائيل
  • الشيخ خالد الجندي: النبي عبّر عن حب الوطن في لحظات الهجرة
  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي