2 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: علي مارد الأسدي
حسب البيانات والتقديرات المستخلصة من نتائج التعداد السكاني العام الذي جرى مؤخرًا، على علاته، فإن نسبة الشيعة في العراق تبلغ حوالي 65%. هذه النسبة تعكس واقعًا ديموغرافيًا راسخًا، وتؤكد حقيقة وبديهية معروفة للجميع: أن ثلثي سكان العراق هم من الشيعة، في حين أن الثلث الآخر يتوزع بين السنة من العرب والكرد والتركمان وبقية المكونات الدينية والقومية.
لكن المفارقة الكبرى تكمن في أن هذا الواقع لم ينعكس بصورة عادلة على هيكل الدولة ونظام توزيع السلطات بعد عام 2003. فقد جرى تثبيت عرف سياسي مختل منذ البداية، يقوم على ما يسمى بـ”توازن المكونات”، لكنه في الحقيقة كرّس اختلالاً جسيمًا في تمثيل الأغلبية السكانية، عبر منح الشيعة ثلث المناصب السيادية فقط، واحتكار السنة للثلثين الآخرين.
ومن باب تثبيت الحقوق وترسيخ العدالة أقول: آن الأوان لتصحيح هذا الخلل الجذري الذي سببه يرجع بالدرجة الأولى لضعف وتخاذل وفساد المفاوض الشيعي الذي يفترض به تمثيل الأغلبية بما يتناسب مع حجمهم وتضحياتهم ودورهم في بناء الدولة.
ولذلك أقترح ما يلي:
1. إعادة النظر في توزيع جميع المناصب السيادية وفي مقدمتها (رئاسة الجمهورية، رئاسة الوزراء، رئاسة البرلمان)، بحيث يحصل الشيعة على منصبين باعتبارهم يمثلون الثلثين من الشعب، على أن يتبادل العرب السنة والكرد السنة المنصب الثالث.
2. إلغاء مبدأ المحاصصة العرفية الذي جرى تثبيته بلا سند دستوري، واستبداله بمبدأ التمثيل السكاني الواقعي وفق نتائج التعداد السكاني.
3. تحقيق شراكة عادلة وحقيقية، وليس صورية، في القرار السياسي والاقتصادي والأمني، لكل المكونات العراقية في الحكومة الاتحادية، وفي الحكومات المحلية، وفي الإقليم الشمالي شبه المستقل، الذي يمثل حالة شاذة وغير دستورية بكل المقاييس، بما يضمن لكل مكون حقه دون غبن أو تهميش أو تغول.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الأوقاف: انطلاق حملة بمساجد الجيزة لتصحيح السلوكيات والممارسات خلال عيد الأضحى
شهدت مساجد محافظة الجيزة انطلاق حملة توعوية لتصحيح السلوكيات والممارسات خلال عيد الأضحى المبارك، وذلك في إطار التعاون المشترك مع مؤسسات الدولة، وبمشاركة فعالة من ممثلي وزارات: الأوقاف، والصحة والسكان، والموارد المائية والري، والبيئة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تحت شعار: "أضحيتك عبادة.. وعيدك صحة وسعادة".
وشهدت الحملة إقبالًا جماهيريًا واسعًا في عدد من المساجد الكبرى بمحافظة الجيزة، من بينها مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر، ومسجد مصطفى محمود بالمهندسين، ومسجد المتناوي بالبدرشين.
وتم تنظيم فعاليات الحملة من خلال وزارة الأوقاف بالتنسيق الكامل مع الجهات المشاركة، لتكون بمثابة انطلاقة قوية نحو تصحيح المفاهيم المغلوطة والسلوكيات السلبية التي قد تظهر في بعض الممارسات خلال أيام عيد الأضحى.
وتركزت محاور الحملة على رفع الوعي بالطريقة المثلى لاختيار الأضاحي، والكيفية السليمة لذبحها، بالإضافة إلى التعريف بالطرق الصحية والآمنة للتخلص من المخلفات الناتجة عن عملية الذبح، بما يضمن الحفاظ على البيئة والصحة العامة، ويحقق المصلحة العامة للمجتمع.
وأكد المشاركون في الحملة أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف تدعو بوضوح إلى المحافظة على البيئة من المخاطر، وتنهى عن جميع السلوكيات الضارة التي قد تُسبب أذى للفرد أو للمجتمع، مشيرين إلى أن الشعائر الدينية ينبغي أن تُؤدى بما يليق بروح الإسلام ومقاصده، دون أن تمسّ نظافة البيئة أو الصحة العامة أو النظام العام في المجتمع.
وقالت وزارة الأوقاف، إن هذه الحملة تأتي في إطار جهود الدولة المستمرة نحو تصحيح مفاهيم الوعي المجتمعي، وغرس السلوكيات الإيجابية، وربط الممارسات الدينية بالقيم الحضارية والإنسانية الراقية التي تحث عليها الشريعة الإسلامية.