نائب لبناني يدعو إلى "تطبيع مشروط" مع إسرائيل... ما مدى واقعية هذا الطرح؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
نائب لبناني يدعو إلى "تطبيع مشروط" مع إسرائيل... ما مدى واقعية هذا الطرح؟.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الرسوم الجمركية إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس سوريا دونالد ترامب الرسوم الجمركية إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس سوريا إسرائيل فلسطين لبنان حزب الله دونالد ترامب الرسوم الجمركية إسرائيل الاتحاد الأوروبي حركة حماس سوريا حروب أبو محمد الجولاني البرنامج الايراني النووي إيمانويل ماكرون اقتصاد أورسولا فون دير لايين
إقرأ أيضاً:
«واقعية» كوزمين تتحدى «مثالية» لوبيتيجي
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
عندما تنطلق مباراة منتخبنا الوطني أمام قطر في الدوحة، لن تكون مجرد مواجهة عادية، بل اختباراً فلسفياً وتكتيكياً، بين مدربين قادمين من مدرستين مختلفتين، كوزمين أولاريو «الواقعي المنهجي»، وجولين لوبيتيجي «المثالي» والذي الباحث عن «الهيمنة الكاملة».
ويرفع «الأبيض» بقيادة الروماني كوزمين، شعار الفوز والحسم، للتأهل المباشرة إلى كأس العالم، في معركة كروية بامتياز، سيكون الفوز فيها أكبر دوافع كلا الطرفين يوم الثلاثاء..
لذلك سيكون لقاء الليلة بمثابة مباراة الحسم على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد أن قدّم المنتخبان أداءين متباينين أمام المنافس ذاته، وهو منتخب عُمان، ما يجعل المقارنة الرقمية مدخلاً حقيقياً لفهم ما قد يحدث على أرض الملعب مساء اليوم.
وقاد كوزمين «الأبيض» إلى فوز ثمين على عُمان 2-1، بأداء اتسم بالذكاء أكثر من الجاذبية، حيث بلغت نسبة الاستحواذ 62%، وهي نسبة مرتفعة، لكنها لم تكن «استحواذاً بلا معنى»، بل أداة للتحكم في إيقاع المباراة وتدوير الكرات بوعي، ومرر المنتخب 447 تمريرة صحيحة، بنسبة نجاح عالية في مناطق الملعب كافة، مع صنع 8 فرص حقيقية للتسجيل وفاعلية هجومية جعلت من هدفين واقعيين محصلة منطقية لتكتيك منضبط.
ورغم أن مؤشر «الأهداف المتوقعة» يتجاوز 0.94، إلا أن «الأبيض» ترجم القليل إلى كثير، بفضل دقة التبديلات التي غيّرت ديناميكية الشوط الثاني، عبر أوراق رابحة غيرت سيناريو اللقاء، بدخول حارب عبد الله وكايو كانيدو ويحيى نادر، ما حرّر الفريق من تحفّظ البداية، وإيجاد ممرات جانبية هجومية أربكت دفاع عُمان.
وبنى كوزمين أداء الفريق على مبدأ «الكثافة المنظمة»، عبر تقارب الخطوط، مساندة ثنائية بين المحاور «ميلوني ويحيى»، وانطلاقات الأطراف التي تعتمد على السرعة، لا على العرضيات الكثيرة «علي صالح، حارب عبد الله»، ومن الناحية الدفاعية، امتلك المنتخب 71% تدخلات ناجحة و9 اعتراضات، ما يؤكد نضوج المنظومة في التحكم في الكرة دون اندفاع أو تهور.
وفي المقابل، حافظ لوبيتيجي على هوية «الاستحواذ الإسباني»، لكنه افتقد النجاعة، واستحوذ منتخب قطر أمام عُمان على الكرة بنسبة 70% ونفذ 526 تمريرة صحيحة، أي أكثر من ضعف ما قام به «الأحمر».
ودفع المدرب الإسباني فريقه للعب في نصف ملعب الخصم معظم الوقت «316 تمريرة في نصف عُمان»، مع ضغط متقدم واستخدام دائم للأطراف «26 عرضية، نجح منها 31%»، ورغم صناعة 12 فرصة، فإن الفعالية غابت تماماً، ليبقى مؤشر الأهداف المتوقعة «1.01» أهداف متوقعة شاهداً على عدد الفرص الضائعة.
ويؤمن لوبوتيجي بـ «التحكم الذهني الكامل» في المباراة، لكنه أحياناً يسقط في فخ البطء الزائد، ما يسمح للمنافسين بإعادة التموضع، ولم يملك وقتها المنتخب العُماني الجرأة الفنية لمعاقبته بالمرتدات، لكن منتخبنا الوطني يملك السرعة والمرونة التكتيكية التي تجعله قادراً على ضرب خطوط «العنابي»، وفق هذه الطريقة من خلف الظهيرين المتقدمين.
ويتوقّع أن يبدأ كوزمين مباراة الليلة، كما فعل أمام عُمان بخطة 4-3-2-1، تتحول إلى 4-2-3-1، بكتلة متوسطة، هدفها امتصاص الضغط القطري «المتوقع»، ثم التحول السريع إلى انطلاقات سريعة نحو المرمى.
ويصر لوبيتيجي على أسلوب التمرير المتواصل والبناء من الخلف، باستخدام محور مزدوج لتدوير الكرة وتحريك الظهيرين إلى الأمام.
والفارق أن «الأبيض» أكثر اختصاراً للطريق إلى المرمى، بينما يبحث منتخب قطر عن الأداء الجمالي، ولو على حساب الإيقاع، وفي هذا النوع من المباريات، «الفريق الذي يملك خطة لإنهاء الهجمة، وليس بدايتها فقط، هو من يتأهل».
وبنظرة تحليلية لما يمكن أن يحدث، نجد أن كوزمين يملك ميزة «عقلية» وهي «الواقعية الهادئة» أمام جمهور وضغط أرض المنافس، ويعرف أن النقطة تكفيه في أسوأ الأحوال، وفي المقابل، يحتاج لوبيتيجي إلى الفوز ولا بديل عنه، ما قد يدفعه إلى «المجازفة» مبكراً.
وهنا تكمن المفارقة، حيث إنه من المتوقع أن يفتح المدرب الإسباني المساحات التي ينتظرها كوزمين بهدوء أعصاب، ليحوّلها إلى «مصيدة تأهل»، وفي ليلة الدوحة، لن تحسم المباراة بعدد التمريرات أو نسب الاستحواذ، بل بمن يملك القدرة على الحسم في الثلث الأخير، وحتى اللحظة تقول الأرقام إن «الأبيض» أكثر نجاعة، و«العنابي» أكثر استحواذاً، و«المونديال» يرحّب بمن يسجّل، وليس صاحب التمريرات الأكثر.