كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة، عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة داخل معبد الرامسيوم بالبر الغربي في الأقصر، بعد عملية بحث وتنقيب دامت 34 عاماً، مما ألقى الضوء على جوانب جديدة من تاريخ هذا المعبد التاريخي.

ونجحت البعثة، التي تضم قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والمركز القومي الفرنسي للأبحاث، وجامعة السوربون، في الكشف عن مجموعة من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، بالإضافة إلى مخازن لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، وأقبية مخصصة لتخزين النبيذ، إلى جانب عدد من الورش والمخابز والمطابخ التي تسلط الضوء على الحياة اليومية في هذا الموقع التاريخي.

معبد الرامسيوم يكشف عن كنوزه الخفية

بحسب بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية، فإنه خلال أعمال الحفائر، تم التوصل إلى اكتشاف استثنائي داخل المعبد، وهو ما يُعرف باسم "بيت الحياة"، وهي مؤسسة تعليمية كانت ملحقة بالمعابد الكبرى في مصر القديمة.

ولأول مرة، يتم العثور على دليل أثري واضح يثبت وجود مدرسة داخل معبد الرامسيوم، حيث تضمنت الاكتشافات بقايا رسومات وألعاب مدرسية، مما يكشف عن دور تعليمي لم يكن معروفاً من قبل لهذا المعبد، الذي كان يُعرف أيضاً باسم "معبد ملايين السنين".

وفي الجهة الشرقية من المعبد، تم العثور على مجموعة من المباني الإدارية، مما يشير إلى أن المعبد لم يكن مجرد موقع ديني، بل كان أيضاً مركزاً لإدارة الشؤون الاقتصادية واللوجستية.

أما المباني والأقبية الواقعة في الجهة الشمالية، فقد أظهرت الدراسات أنها كانت تستخدم لتخزين الزيوت والعسل والدهون، إلى جانب أقبية النبيذ التي عُثر بداخلها على ملصقات جرار النبيذ، مما يؤكد الدور الاقتصادي المهم الذي لعبه المعبد في مصر القديمة.

كما كشفت الحفائر في الجهة الشمالية الشرقية عن عدد كبير من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، احتوت على حجرات وآبار دفن تضم أواني كانوبية وأدوات جنائزية محفوظة بحالة جيدة، إضافة إلى توابيت متراكبة داخل بعضها البعض. كما تم العثور على 401 تمثال من الأوشابتي المصنوع من الفخار، إلى جانب مجموعة من العظام البشرية المتناثرة، وهو ما يساهم في تقديم رؤى جديدة عن الطقوس الجنائزية في تلك الفترة.

أهمية اكتشافات معبد الرامسيوم 

في هذا السياق، أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه الاكتشافات تساهم في فهم أعمق لتاريخ المعبد، حيث كشفت الحفائر عن نظام هرمي متكامل من الموظفين المدنيين الذين أداروا هذا المعبد، مما يعكس دوره البارز في الحياة السياسية والاقتصادية لمصر القديمة.

وأضاف أن الرامسيوم لم يكن مجرد معبد ديني، بل كان مركزاً لإعادة توزيع المنتجات المخزنة والمصنعة، والتي استفاد منها سكان المنطقة، بما في ذلك الحرفيون في دير المدينة، الذين كانوا يعملون ضمن النظام الملكي.

وكشفت الدراسات أن الموقع كان مأهولًا قبل بناء رمسيس الثاني لمعبده، حيث أعيد استخدامه في فترات لاحقة، ليصبح مقبرة كهنوتية ضخمة بعد تعرضه للنهب، قبل أن يتحول إلى موقع صناعي في العصرين البطلمي والروماني.

أسرار الحضارة المصرية القديمة

وفي إطار الاكتشافات الجديدة، أعلن الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة المصرية، أن الفريق الأثري نجح في إعادة الكشف عن مقبرة "سحتب أيب رع" الواقعة في الجانب الشمالي الغربي للمعبد، والتي سبق أن اكتشفها عالم الآثار الإنجليزي كويبل عام 1896.

وتعود هذه المقبرة إلى عصر الدولة الوسطى، وتتميز جدرانها بمناظر جنائزية لصاحبها، وهو ما يمثل إضافة مهمة لفهم الطقوس الجنائزية في تلك الفترة.

وأضاف الليثي أن البعثة تواصل أعمالها للكشف عن المزيد من أسرار المعبد، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من ترميم الجهة الجنوبية بالكامل من قاعة الأعمدة إلى منطقة قدس الأقداس، كما تم تجميع وترميم تمثال تويا، والدة الملك رمسيس الثاني، وإعادته إلى موقعه الأصلي جنوب تمثال الملك.

أما على صعيد أعمال الترميم، أوضح الدكتور كريستيان لوبلان، رئيس البعثة الفرنسية، أن الفريق قام بترميم القصر الملكي المجاور للفناء الأول للمعبد، مما ساهم في إعادة اكتشاف تخطيطه الأصلي، حيث كشفت الحفائر عن قاعة استقبال وغرفة العرش التي كان الملك يعقد فيها اجتماعاته أثناء وجوده في الرامسيوم.

وفي منطقة باب الصرح الثاني، تم الكشف عن جزء من العتب الجرانيتي للباب، يظهر فيه الملك رمسيس الثاني في هيئة مؤلهة أمام المعبود آمون رع، إلى جانب بقايا الكورنيش الذي كان يعلوه إفريز من القرود.

كما قامت البعثة برفع الرديم من طريق المواكب الشمالية والجنوبية، حيث تم العثور على تماثيل حجرية لأنوبيس متكئاً على مقصورة صغيرة، وهو ما يشير إلى تصميم معماري متطور لطريق المواكب داخل المعبد.

جدير بالذكر أن البعثة المصرية الفرنسية بدأت أعمالها في معبد الرامسيوم منذ 34 عاماً، أي منذ عام 1991.

 وخلال هذه العقود الثلاثة نجحت في تنفيذ أعمال حفر وترميم شاملة، ساهمت في كشف النقاب عن كثير من الأسرار المدفونة في هذا المعلم الأثري الضخم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مصر الأقصر معبد الرامسیوم تم العثور على إلى جانب وهو ما

إقرأ أيضاً:

منذ مطلع يوليو.. أوروبا تواجه موجة جفاف غير مسبوقة

كشفت بيانات حديثة صادرة عن المرصد الأوروبي للجفاف أن أكثر من نصف أراضي أوروبا وحوض البحر المتوسط (بنسبة 52%) تأثرت بالجفاف منذ مطلع يوليو الحالي، في واحدة من أشد موجات الجفاف التي تضرب القارة منذ أكثر من عقد.

ووفقًا لتحليل أجرته وكالة فرانس برس، يُعد هذا المعدل الأعلى المُسجل خلال الفترة من 1 إلى 10 يوليو منذ بدء رصد المؤشر في العام 2012، متجاوزًا المتوسط التاريخي بنسبة 21% للفترة ذاتها بين عامي 2012 و2024.

أخبار متعلقة يهدد الأمن الغذائي.. جفاف قياسي يضرب أوروبا وحوض المتوسطبدءًا من أغسطس.. ترامب يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الهندبسبب موجة الحر.. أزمة غير مسبوقة في إمدادات المياه والكهرباء بإيران

ورغم تصاعد الأزمة، تشير البيانات إلى تراجع طفيف في مستوى الجفاف مقارنة بآخر 10 أيام من يونيو، والتي شهدت الذروة التاريخية للمؤشر عند 55.5% من الأراضي المتأثرة.

3 مستويات خطورة

يعتمد مؤشر الجفاف الأوروبي التابع لبرنامج "كوبرنيكوس" على صور الأقمار الصناعية، ويقيس الجفاف وفق 3 عناصر: معدلات هطول الأمطار - رطوبة التربة - صحة الغطاء النباتي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أوروبا الشرقية كانت الأكثر تضررًا من الجفاف - DW

ويصنف المؤشر الجفاف إلى 3 درجات: الرصد – التحذير – التنبيه، مع ارتفاع الخطورة تدريجيًا من الأولى إلى الثالثة.

أوروبا الشرقية الجفاف الأشد

أوروبا الشرقية كانت الأكثر تضررًا، إذ سُجلت نسب تأثر مرتفعة في كوسوفو، وصربيا، وبلغاريا التي تأثرت أكثر من ثلث أراضيها بحالة "تنبيه".

وأدى انقطاع المياه في بلغاريا منتصف يوليو إلى تأثر أكثر من 156 ألف شخص، وسط تزايد ندرة الموارد عامًا بعد عام.

وفي المجر، ارتفعت نسبة الأراضي المصنفة في مستوى التحذير أو التنبيه من 21% نهاية يونيو إلى 47% مطلع يوليو، ما يعكس تدهورًا حادًا.

مقالات مشابهة

  • مخاطر يواجهها غزيون في أقصى شمال القطاع في رحلة البحث عن الطعام
  • لوموند تكشف ضغوطا غير مسبوقة على الجنائية الدولية لحماية إسرائيل
  • هل لبنان على موعد مع موجة حر غير مسبوقة في الأيام المقبلة؟
  • أهم 7 مواقع أثرية في العالم.. ناشيونال جيوجرافيك تختار الأهرامات على رأس القائمة
  • القطب المغناطيسي يتحرك بسرعة غير مسبوقة من موقعه التقليدي.. ما القصة؟
  • بعد زيارة محمد صلاح .. 4 معلومات لا تعرفها عن معبد إيكو إن البوذي في اليابان
  • بجاية: البحث عن شخص مفقود في البحر بشاطئ تيقصرت
  • جنوب السودان واسرائيل
  • منذ مطلع يوليو.. أوروبا تواجه موجة جفاف غير مسبوقة
  • تركيا تلغي الرسوم الجمركية على واردات قطر وتعلن اكتشافات طاقية بقيمة 34 مليار دولار