- مسارات خطرة متاحة للزوار بحاجة إلى تعزيزها بوسائل الأمان.
كانت إجازة عيد الفطر السعيد فرصة مناسبة للتفكير برحلة في ربوع سلطنة عمان، رغم أنني لم أتمتع بكامل أيامها، إذ تخللتها ثلاثة أيام من جدول مناوبات العمل، لكن ما بقي منها كان جديرًا بأن يُملأ ببرنامج رحلة. اتفقت الآراء مع الأصدقاء على أن تكون الوجهة نحو ولاية الجبل الأخضر.
صحيح أن الاقتراح بدر مني، ولم يكن مدروسًا بعناية، وكان الهدف منه اختيار وجهة فحسب، لأطوي صفحة تعدد الآراء
التي تمنهي غالبا في الموكوث حيث نحن، إلا أن الآراء سرعان ما اتفقت، إذ يصادف هذا التوقيت موسم حصاد الورد في ولاية الجبل الأخضر. هذا الموسم الذي يشد إليه محبو الطبيعة رحالهم، ليستمتعوا بمنظر الورد الزهري الذي يملأ مزارعها الممتدة على مساحات متعددة وبأحجام مختلفة، إضافة إلى زيارة مصانع استخلاص ماء الورد، تلك المصانع التقليدية التي تجذب إليها أعدادًا كبيرة من السياح، حيث تم استثمار عدد منها لتكون مزارات تعطي السياح نبذة عن طريقة استخلاص ماء الورد، الذي يدخل في صناعات غذائية وعطرية كثيرة.
انطلقنا من مسقط في الواحدة ظهرًا يوم الأربعاء، متجهين إلى ولاية الجبل الأخضر، متسلحين بالوقود اللازم وأكياس البطاطس وغيرها من "الخفايف"، التي لم تُشبع شغف صديقنا ملاح الرحلة أحمد الكلباني. فإذا به يقودنا نحو ولاية نزوى، أملًا في تناول طبق "آساي" بارد من أحد المقاهي، فكانت محطة دخيلة على الخطة، لكنها كفيلة بكسر حرارة الأجواء، التي بدت تتصاعد تدريجيًا مع مرور الأيام، غير أن هذه الحرارة بدأت تتناقص كلما سلكنا طريق الصعود باتجاه الجبل الأخضر.
لم تبدُ لنا مزارع الورد فور وصولنا إلى ولاية الجبل الأخضر، ولا حين توجهنا إلى وادي بني حبيب حيث تتركز مزارع الورد.
كان الطريق مزدحمًا بالسيارات المركونة على جانبيه، فلسنا الوحيدين الذين خططوا لأن تكون وجهتهم "الورد".
ركنا السيارة، ثم سلكنا الطريق مشيا خلف ملاح الرحلة أحمد الكلباني، العارف بمواقع المزارع، والتي يتطلب الوصول إليها مشيًا لمسافة لا بأس بها. كانت المسافة كفيلة بزيادة نبضات قلوبنا وصوت أنفاسنا المجهدة، إذ كان الطريق بين صعود وهبوط. وما إن اقتربنا من مزارع الورد، حتى شعرنا بروائح الورد قبل أن تقع أعيننا عليه، وكأن تلك المزارع التي تجود بالورد تستقبلنا بعطرها وشذاها الذي يملأ المكان.
ولم يكن غريبًا أن يستقبلنا مجموعة من الأطفال في إحدى المزارع بروح مرحة وفكاهة، متبسمين قبل أن نصل إليهم. وجدناهم يعرضون منتجات الجبل الأخضر من ماء الورد وزيت الزيتون وغيرها من المنتجات، لافتين إلى أن قطف الورد مسموح به في حدود مزرعتهم، مقابل شراء سلة من السعف ذات أحجام متعددة، اخترنا أنسبها، وهناك لم يبرحنا منظر العمال وهم يحملون أكياس الورد على رؤوسهم باتجاه مصانع التقطير.
رغم زيارتي لولاية الجبل الأخضر مرات عديدة، إلا أن هذه التجربة كانت فريدة حقًا. فالولاية، التي يشتهر أهلها وأرضها بزراعة الورد واستخلاص منتجاته، لم أزرها سابقًا في هذا الموسم. كان التجول بين حقول الورد مصحوبًا بشعور جميل، إذ لطالما شممت رائحة الورد الطائفي من خلال العطور والزهور، تلك الرائحة التي أعشقها وأبحث عن زجاجاتها في محلات العطور، لكنني اليوم بين تلك الروائح دون حائل صناعي، ولا زجاجة مرت بمراحل تصنيع وتغليف وتسويق. ها أنا هنا، أعيش روعة المنظر، والشذى المنتشر بالأرجاء.
ورغم كثافة الناس هناك وزحمة الزوار والسياح، التي قد تعكر صفو المكان وهدوءه، إلا أن للورد سطوة أقوى لإراحة الأعصاب وتعديل المزاج، بل وجذب الكاميرات إليه. فالروعة هناك لا توفيها اللقطات، حيث لسحر الطبيعة وقع خاص.
وبينما كنا نعيش تلك الأجواء الرائعة، أخذتنا الدقائق واللحظات عن ملاح الرحلة الذي بدا غاضبًا علينا. فقد كان ينتظرنا لننطلق نحو مسار خطير – إن صح الوصف – وهو مسار يمتد على مجرى ساقية تنتهي بهاوية تطل بشكل رهيب على مدرجات الجبل الأخضر الشهيرة. صحيح أنها تجربة مخيفة، لكنها لا تُنسى. وحريٌّ بالقائمين على الشأن السياحي في الولاية، والجهات المعنية، أن تعزز المكان بوسائل الأمان والحماية، حفاظًا على سلامة الزوار والسياح، الذين لا يعرفون تفاصيل المكان وماذا يخبئ لهم المسار المتاح للجميع.
السوجرة
لم يكن الكلباني غاضبًا بلا سبب منطقي، فقد أخرناه عن الوجهة التالية، وهي قرية السوجرة. انطلقنا مسرعين – نوعًا ما – نحو القرية، التي لم أزرها سابقًا، رغم مشاهدتي لها عدة مرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قرية أستطيع وصفها بـ"الحالمة"، تحتضنها الجبال العملاقة، وكأنها نسجت من صخور الجبال طرقًا وبيوتًا أصبحت اليوم مستثمرة سياحيًا.
يصل إلى السوجرة الناس من مختلف الأماكن، لقضاء وقت بصحبة الهدوء والسكينة والظلام والجو الرائع. استطاعت عدة جهات أن تستثمر السوجرة، وتعرّف الزوار بتاريخها عبر لوحات فنية مليئة بالمعلومات. فالقرية بناها أبناء قبيلة الشريقي قبل أكثر من 500 عام، وعاشوا فيها، وكانوا مصدر إلهام للكثيرين، إذ تثير فيهم سؤالًا: "كيف وصلوا إلى هنا؟ وكيف بنوا بيوتهم". وقد حظيت القرية بالاهتمام في الألفية الجديدة، فتحولت إلى مشروع سياحي، بعد أن غادرها آخر سكانها عام 2014، وفق الوصف التعريفي للقرية.
مكثنا هناك حتى غابت الشمس، ثم عدنا أدراجنا إلى مسقط، محملين بكمٍّ هائل من الصور وبعض الورد. حاولتُ مشاركة بعض المقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باحثًا عن أغنية مناسبة تحمل شذى الورد وعطر الحياة. فمرت عليّ أغنية طلال مداح، التي علقت في لساني حتى وصلنا إلى مسقط، بل حتى أثناء كتابة هذه الأسطر، وهي تراودني:
"وردك يا زارع الورد فتح ومال ع العود
كلك ربيع الورد منك الجمال موعود
وردك يا زارع الورد
وردك جميل محلاه فتح على غصنه
لما الندى حياه نوَّر وبان حسنه
ومال يمين وشمال .. وردك يا زارع الورد
جميل وماله مثال .. وردك يا زارع الورد
وردك يا زارع الورد
وردك يميل ويقول مين في الجمال قدي
دي سلوة المشغول في عيني وفي خدي".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية:
ولایة الجبل الأخضر
إقرأ أيضاً:
في ميس الجبل.. هذا ما فعله الجيش
أنهت وحدات من الجيش أعمال إغلاق خندق كبير أقامه الجيش الإسرائيلي مساء أمس في منطقة كروم الشراقي شرق مدينة ميس الجبل - جنوب لبنان. كذلك، عملت وحدات الجيش على إزالة سواتر ترابية كان رفعها العدو الإسرائيلي في المحلة نفسها. مواضيع ذات صلة مصدرٌ أمنيّ إسرائيليّ: هذا المُستهدف في "غارة ميس الجبل"
Lebanon 24 مصدرٌ أمنيّ إسرائيليّ: هذا المُستهدف في "غارة ميس الجبل" 05/06/2025 18:52:02 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش يتحرك لإزالة الساتر الترابي الإسرائيلي في ميس الجبل Lebanon 24 الجيش يتحرك لإزالة الساتر الترابي الإسرائيلي في ميس الجبل 05/06/2025 18:52:02 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش توجه نحو الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل Lebanon 24 الجيش توجه نحو الأطراف الشرقية لبلدة ميس الجبل 05/06/2025 18:52:02 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو اغتال عنصرين من حزب الله في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو اغتال عنصرين من حزب الله في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان 05/06/2025 18:52:02 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً عبد المسيح: نؤيّد قرار سلام بإلغاء وثائق الاتصال Lebanon 24 عبد المسيح: نؤيّد قرار سلام بإلغاء وثائق الاتصال 11:38 | 2025-06-05 05/06/2025 11:38:52 Lebanon 24 Lebanon 24 عون يمنح رجل الأعمال شارل حنا وسام الإستحقاق اللبناني الفضي Lebanon 24 عون يمنح رجل الأعمال شارل حنا وسام الإستحقاق اللبناني الفضي 11:27 | 2025-06-05 05/06/2025 11:27:55 Lebanon 24 Lebanon 24 بدر زار سلام.. ماذا قيل عن بيروت؟ Lebanon 24 بدر زار سلام.. ماذا قيل عن بيروت؟ 11:17 | 2025-06-05 05/06/2025 11:17:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بين غزة ولبنان.. أين "حماس" الآن؟ Lebanon 24 بين غزة ولبنان.. أين "حماس" الآن؟ 11:01 | 2025-06-05 05/06/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أرسلان: صفحة الانتخابات طُويت وآن الأوان للتعاون والإنماء Lebanon 24 أرسلان: صفحة الانتخابات طُويت وآن الأوان للتعاون والإنماء 10:57 | 2025-06-05 05/06/2025 10:57:45 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة نجم "ستار أكاديمي" يحتفل بزفافه.. وعروسه الإماراتية تلفت الأنظار (فيديو) Lebanon 24 نجم "ستار أكاديمي" يحتفل بزفافه.. وعروسه الإماراتية تلفت الأنظار (فيديو) 02:09 | 2025-06-05 05/06/2025 02:09:44 Lebanon 24 Lebanon 24 توفي قبل ساعات من إحياء حفله.. فنان لبناني يُوارى الثرى اليوم وهذه تفاصيل الدفن (فيديو) Lebanon 24 توفي قبل ساعات من إحياء حفله.. فنان لبناني يُوارى الثرى اليوم وهذه تفاصيل الدفن (فيديو) 04:24 | 2025-06-05 05/06/2025 04:24:56 Lebanon 24 Lebanon 24 دولة عربية على رأس القائمة.. تعرفوا إلى "أفقر 10 دول في العالم"! Lebanon 24 دولة عربية على رأس القائمة.. تعرفوا إلى "أفقر 10 دول في العالم"! 12:00 | 2025-06-04 04/06/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 متفجرات دخلت لبنان جواً.. هذا ما فعلته إسرائيل Lebanon 24 متفجرات دخلت لبنان جواً.. هذا ما فعلته إسرائيل 14:00 | 2025-06-04 04/06/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خبر ينتشر... ما صحة وفاة رياض سلامة؟ Lebanon 24 خبر ينتشر... ما صحة وفاة رياض سلامة؟ 15:47 | 2025-06-04 04/06/2025 03:47:47 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:38 | 2025-06-05 عبد المسيح: نؤيّد قرار سلام بإلغاء وثائق الاتصال 11:27 | 2025-06-05 عون يمنح رجل الأعمال شارل حنا وسام الإستحقاق اللبناني الفضي 11:17 | 2025-06-05 بدر زار سلام.. ماذا قيل عن بيروت؟ 11:01 | 2025-06-05 بين غزة ولبنان.. أين "حماس" الآن؟ 10:57 | 2025-06-05 أرسلان: صفحة الانتخابات طُويت وآن الأوان للتعاون والإنماء 10:53 | 2025-06-05 بالصور: تفكيك جهاز تجسس للعدو الإسرائيلي في خراج بلدة يارون
فيديو "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو) 02:56 | 2025-06-05 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين 01:47 | 2025-06-05 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 سرقة.. مع رقصة خاصة (فيديو) Lebanon 24 سرقة.. مع رقصة خاصة (فيديو) 00:44 | 2025-06-05 05/06/2025 18:52:02 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات
2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24