أكد الإعلامي عمرو الليثي أنه مع حلول شهر رمضان كل عام، تظل الدراما التلفزيونية محط أنظار الجمهور، إذ تمثل انعكاسا لواقع المجتمع وتوجهاته الثقافية. لكن فى السنوات الأخيرة، شهدنا تزايدًا ملحوظًا فى استخدام لغة الشارع أو ما يُعرف بـ «لغة السرسجية» فى الحوارات داخل بعض المسلسلات، مما أثار جدلاً واسعًا بين النقاد والجمهور حول تأثير هذه اللغة على الذوق العام، وما إذا كانت تعكس الواقع أم تسهم فى تكريسه.

واضاف خلال تصريحات صحفية خاصة انه لم يعد استخدام الألفاظ السوقية والتعبيرات العنيفة مقتصرا على أعمال محددة، بل باتت منتشرة فى العديد من المسلسلات، حتى تلك التى لا تدور أحداثها حول البيئات الشعبية، يبدو أن بعض صناع الدراما يعتمدون على هذه اللغة باعتبارها وسيلة لجذب المشاهدين، سواء لإضفاء طابع الواقعية أو لتحقيق نجاح تجارى يعتمد على الجدل والإثارة. لكن هذا الاستخدام المفرط، بدلاً من أن يكون وسيلة لعرض الواقع ومعالجته، أصبح وسيلة لإعادة إنتاجه وتكريسه، خاصة فى ظل غياب أى محاولة لتقديم بدائل لغوية أكثر عمقا وثراء.

لا يمكن إنكار أن اللغة تؤثر فى الوجدان الجمعى للمجتمع، خاصة مع الانتشار الواسع للدراما التلفزيونية. عندما تصبح العبارات المتدنية والألفاظ الحادة جزءا من الحوار اليومى، فإن ذلك ينعكس على السلوكيات العامة، خصوصا لدى الأجيال الصغيرة التى قد تعتبر هذه اللغة نموذجا يُحتذى به. الدراما، بدلاً من أن تكون أداة للارتقاء بالوعى، تتحول فى بعض الأحيان إلى وسيلة لترسيخ مظاهر الانحدار اللغوى والاجتماعى.

للخروج من هذا المأزق، يجب على صناع الدراما تبنى عدة استراتيجيات، أهمها:

تحقيق التوازن بين الواقعية والجودة الفنية حيث يمكن تقديم لغة الشارع بذكاء دون أن تكون هابطة أو مسيئة، كما كان الحال فى أعمال درامية سابقة استطاعت أن تعكس الواقع دون أن تنحدر بمستوى الحوار. تعزيز دور الرقابة الواعية فالرقابة ليست مجرد أداة للحذف أو المنع بل يمكن أن تكون وسيلة لتوجيه صناع الدراما نحو إنتاج أعمال تحمل قيمة فنية ولغوية حقيقية. تشجيع الكتابة الإبداعية فيجب الاستثمار فى تطوير كتابة السيناريو والحوار بحيث تكون أكثر تنوعا، وتعكس ثراء اللغة العربية بمستوياتها المختلفة دون أن تقع فى فخ التسطح أو التكلف. 

الاهتمام بالأعمال التى تقدم نماذج إيجابية، فمن الضرورى تقديم شخصيات تستخدم لغة راقية ومؤثرة بحيث تكون قدوة للمشاهدين، دون أن تفقد المصداقية أو تصبح بعيدة عن الواقع.

تبقى الدراما واحدة من أقوى الوسائل الثقافية التى تؤثر فى المجتمع، ولذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق صناعها فى تقديم محتوى يحترم عقل المشاهد ويرتقى بذائقته. لغة الحوار ليست مجرد وسيلة للتواصل داخل المسلسل، بل هى عنصر جوهرى يعكس مدى وعى وتطور المجتمع، وإذا استمرت الدراما فى الانحدار اللغوى فقد نصل إلى نقطة يصعب عندها استعادة القيمة الحقيقية للفن وتأثيره الإيجابى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإعلامي عمرو الليثي الدراما التلفزيونية السلوكيات العامة المزيد دون أن

إقرأ أيضاً:

الناتو: يجب ضمان أن تكون القدرات النووية للحلف محل التفعيل

قال الأمين العام لحلف الناتو إن تعزيز الردع هو الركيزة الأساسية لأمن دول الحلف.

جاء ذلك حسبما أفادت قناة القاهرة الأخبارية فى نبأ عاجل لها.

القدرات النووية للحلفمستشارة الاتحاد الأوروبي والناتو: لا يكفي أن ننفق أكثر دفاعيًاالأمين العام للناتو: دعم أمريكا لأوكرانيا يعزز الالتزام الغربي ويزيد الإنفاق العسكريالبيت الأبيض: ترامب سيحضر قمة الناتومسئول سابق في الناتو: بريطانيا وألمانيا تنسقان دفاعيا لضمان نجاح قمة الحلف المقبلةخبير استراتيجي: انضمام أوكرانيا للناتو مستحيل.. وروسيا تحقق مكاسب إقليمية

وتابع الأمين العام للناتو أنه يجب ضمان أن تكون القدرات النووية للحلف في محل التفعيل.

وأشار الأمين العام للناتو إلى أنه يتم السعى لتعزيز قوة دول الحلف من خلال التعاون المشترك.

وأكد الأمين العام للناتو: نريد أن نرى نهاية للحرب في أوكرانيا من خلال اتفاق سلام دائم وعادل.

طباعة شارك الناتو حلف الناتو اخبار التوك شو صدى البلد

مقالات مشابهة

  • فعاليات ترفيهية وعروض مبهرة تزيّن احتفالات دبي
  • وقفات احتجاجية بعدة مدن في اليمن عقب صلاة عيد الأضحى تضامنا مع غزة
  • ترامب: تأخر الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة كارثة
  • صفقة ضخمة على البوسفور: بيع قصر تاريخي في إسطنبول بـ 23 مليون دولار
  • مصادر تكشف لـCNN عن تحويل الجيش الأمريكي وسيلة تستخدمها أوكرانيا لمكافحة المسيرات إلى قواته بالشرق الأوسط
  • امرأة تعيد تشكيل ذاتها في رواية عن الفقد والتحقق
  • الناتو: يجب ضمان أن تكون القدرات النووية للحلف محل التفعيل
  • ندوات وعظ وحلقات أدعية بمخيمات الخمس نجوم في عرفات
  • أسعار الخضروات والفواكه بأسواق عدن الخميس, 5 يونيو 2025
  • «المؤلفين والملحنين» تُلاحق محمود الليثي بسبب «يا مسهرني» لـ سيد مكاوي