رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
#ياـصديق
نحن من جيل تقوت أواصره على قوة مركزية النسيج الإنساني المخلق لروابط في مرات كثيرة لا تفسر ! وأحيانا لا تدرك لمن في روحه جرثومة وضاعة أو بغض من باكتريا معامل الظنون . نحن من جيل طاف صغير في حلقات لدوائر الذاكرين تحت أكمام (الجلاليب) المستقبلة لاتردادات الصفقة في حضرة محمد كرم الله أو النعام او صديق أحمد .
2
لست بصدد نعي الفنان الكبير صديق أحمد أو تأبينه . فقطعا هناك من هم اقرب مني وأولى . معرفة ومعاصرة .غير أنني أشعر بالامتنان نحو إنسان جميل . أسهم مع آخرين . مطربون .شعراء . أهل كرة ورياضة بل وعامة من السابلة في سوقنا إلى عافية الذات وتحصين النفس . فكانوا آحادا كل بسهمه لكنهم جميعا طيبوا دواخلنا فحصنوها ضد الكراهية والجهالة . وجعلوا إيماننا بالإنسان غاية ادركانها بغير كتب وهتافيات . وغرسوا السودان في دواخلننا علامات للارشاد . وقد كنت وكتبت هذا غير مرة أستعجب من حب عتيق عند والدي للراحلين محمد كرم الله والنعام أدم . أو تمسكه بالولاء لمدينة كسلا التي عاش فيها لسنوات لدرجة إفتخاره بأن اوراق الثبوتية عليها أختام الإقليم الشرقي . ومثلما حرت في حبه الشديد للمريخ والجيلي عبد الخير وفي ذات الوقت قاقرين وعبد الله السماني وحديثه المفتخر بموسى جودة وخليفة عمر وصداقته العميقة مع رجل من آل الهاشماب ممن استطونوا بري . جمع الشيخ الوالد خيوط والعرض على جغرافية إنسان وسطي ربما بسبب ذلك عصمنا عن فتنة أدارت بعض ممن ظننت أنهم من أهل العقول . وسطية تشربنا منها منه حب صديق أحمد لدرجة أنه إن أطل في سهرة تلفازية كان مع كل رمية يرتد صبيا .حتى تشرق أنوار وجه أمي ببعض التعابير الساخرة .
3
لاحقا صرت أقتفي أخبار (صديق) أصدق في مواقيت ظهوره . تألمت قبل سنوات حينما الم به طارئ صحي . فكتبت عنه أشتم إهمال الدولة للمبدعين .والصحافة ببلادنا لا توفر لك في كثير سوى سبيل السباب .فالمناشدات المطلقة السراح من غير ذلك تموت . لا النداء عندنا رافعته الإبتزاز . وقد فشلت في بلوغ الشمالية رغم وعدي لذاتي بتتبع مباحث عن أكسوم إلى تمساح ود الماحي . ووعد غير منجوز بالوصول إلى (شقوري) وعبوره قدما كرفيق موسى إلى كجي الرباطاب حيث لي موعد مع آل شبيكة .
4
رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا . كل الذين كانوا في أنفسنا يقينا وعافية وروح فوق تجاذبات الشيطان . اللهم أحينا على ما تركونا عليه من جوامع بذلوها بغير تصنع وأمتنا عليها . وهي لهم أجر وحسنات . عرف الناس قيمتها ودلالاتها .والصابرات روابح
محمد حامد جمعة نوار إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: صدیق أحمد
إقرأ أيضاً:
عمال النظافة.. جنود الظل الذين يصنعون الجَمال بصمت
الثورة/ عادل حويس
في كل صباحٍ تُشرق فيه شمس صنعاء، يسبقها صمتٌ مهيبٌ تتكسره خطوات عمال النظافة وهم يحملون المكانس والمعاول والهمم العالية، ليبدأوا يوماً جديداً من العطاء في شوارع المدينة القديمة، بين أزقتها الضيقة، وعلى أرصفتها المنهكة، وفي قلب العاصمة المتعبة.
جهودٌ عظيمة، لا يراها كثيرون، لكنها تلمع تحت ضوء الفجر، وتبقى شاهدة على إخلاص هؤلاء الجنود المجهولين الذين يجعلون من المدينة لوحة تليق بأحلامنا، وبما نحب أن نراه ونفتخر به أمام الزوار والعالم.
إن ما تبذله فرق النظافة في صنعاء القديمة وفي أمانة العاصمة عمومًا ليس أمرًا عابرًا أو عملاً روتينيًا، بل هو رسالة صامتة عن الانتماء، عن حب المكان، وعن الإيمان العميق بأن الجمال لا يولد من فراغ، بل من تعب الأيادي التي لا تنتظر الشكر، لكنها تستحقه.
ولكن مسؤولية النظافة ليست مهمة محصورة في ثوب العمل البرتقالي، الذي يرتديه عمال النظافة وهم يجوبون شوارع وأحياء أمانة العاصمة والمدن اليمنية، بل هي ثقافة، وسلوك، وتربية، تبدأ من البيت ولا تنتهي عند باب المدرسة أو زاوية الحي.
ومن المؤلم أن نرى من يلقي القمامة من نوافذ السيارات أو يترك مخلفاته في الحدائق والأسواق، ثم يتذمر من تراجع الخدمات. فكيف نطالب بمدينة نظيفة ونحن لا نحترم شوارعها؟ كيف نطلب من العامل أن يكنس ما لوثته أيدينا ولا نمد له يد العون؟
إن أقل ما يمكن أن يقدم لهؤلاء الكادحين من قبل المواطنين هو التقدير الحقيقي، لا بالكلام فقط، بل بالفعل والوعي والسلوك، من خلال الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، وعدم إلقاء النفايات بشكل عشوائي، ودعم مبادرات النظافة، وتربية الأجيال على احترام من يرفع عنهم أعباء الأوساخ والقمامة.
فلنُحيي في أنفسنا قيمة الجَمال، ولنُكرم من يصنعه لنا كل يوم في صمت.
ولنرددها صادقة من القلب: شكرًا لعمال النظافة… أنتم وجه المدينة النقي.