تاريخ شعوب الصحراء الشرقية.. بدو رُحل صنعوا التاريخ حائرون بين قارتين
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
تؤكد الوقائع الحديثة أن معظم الدراسات التي تناولت مشاكل الصحراء الشرقية لم تهتم كثيرا بالشعوب التي عاشت على رمال هذه المنطقة، وأن هذه الصحراء، على الرغم من أهميتها التاريخية، وإن لاقت اهتماما كبيرا بالجانب التاريخي نتيجة الصراع والحروب التي جرت على رمالها، فإنها قوبلت بإهمال كبير، ولم تلقَ الاهتمام الكافي لدراسة شعوبها من الناحيتين الأنثروبولوجية والاقتصادية.
وبقي إنسان هذه الصحراء مهملا ومهمشا على مر التاريخ، يوظف فقط في جولات الحروب لصالح الجانب المهيمن، أما معرفة هموم ومشاكل هذا الإنسان فلم تكن في حسبان أي من الأطراف المتصارعة، ونتج عن هذا الإهمال عدم فهم لطبيعة هذه الشعوب، مما يصعب احتواءها في أوقات الانتفاض أو الانفصال.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انتعاش الكتاب الكرمانجي.. هل كسرت الثورة السورية عزلة الثقافة الكردية؟list 2 of 2سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأمل فلسطينend of listومن أجل هذا، تأتي أهمية كتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" لمؤلفيه هانز برنارد وكم دايشترمات، بترجمة وتقديم عاطف معتمد، وشارك في الترجمة أسامة حميد وعزت زيان، والصادر عن المركز القومي للترجمة.
يقدم الكتاب دراسة شاملة لتاريخ وتطور المجتمعات التي عاشت واستوطنت الصحراء الشرقية لمصر والسودان وسيناء عبر عصور مختلفة.
الكتاب يتناول موضوعا حيويا، وهو شعوب الصحراء الشرقية (الممتدة من البحر الأحمر إلى النيل، وتشمل سيناء وتمتد جنوبا في السودان وإلى إثيوبيا وإريتريا، وترتبط بصحراء الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر)، ويتتبع تاريخهم الطويل من الاستقرار والتجوال عبر مئات آلاف السنين وصولا إلى العصر الحديث، ويؤكد على أهمية فهم تاريخ هذه الشعوب، خاصة البجا والعبابدة، لفهم حاضرهم.
المؤلف عالم آثاري، قدم من خلال هذا الكتاب تاريخا كاملا للشعوب التي عاشت في الصحراء الشرقية، ونبّه إلى أن الصحراء الشرقية لم تكن مفتوحة للبحث الأثري بشكل واسع بسبب الظروف الأمنية وامتداد الحروب في تلك المنطقة من مصر، مما أدى إلى قلة الاكتشافات الأثرية فيها.
إعلانالصحراء الشرقية، هنا، هي المسرح الذي شهد فصولا طويلة من الحراك السكاني والتنوع الحضاري والتفاعل البيني منذ عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالدولة المصرية القديمة، وفترات الغزو الفارسي واليوناني والروماني والعربي، حيث قامت علاقات وثيقة بين قبائل صحراء مصر الشرقية (خاصة البجا والعبابدة) وبقية الشعوب في السودان والنوبة والحبشة من جانب، وشبه الجزيرة العربية من جانب آخر.
أكثر من 30 عالما وضعوا خلاصة خبراتهم العلمية في هذا الكتاب الشامل المهم، الذي يطرح موضوعات متنوعة عن جذور الإنسان السلالية وأصوله وهجراته في هذه الصحراء، وما تركه من أدلة على اهتمامه بالفنون والأديان والأنشطة الاقتصادية والتجارية، وعلاقاته المتشابكة والشائكة مع سكان المركز في وادي النيل.
وفي تقديمه للكتاب، يشير الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة، إلى أن كتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" يعد مرجعا فريدا شاملا وموسوعيا عن شعوب وقبائل صحراء مصر الشرقية، حيث يأخذنا في مسيرة متلاحقة عبر مئات آلاف السنين. والكتاب نتاج جهود أكثر من 30 عالما متخصصا قدموا فيه خلاصة أبحاثهم المعمقة، فضلا عن المستوى العالي من الدقة العلمية للكتاب من خلال احتوائه على نحو 1500 مصدر مرجعي.
500 ألف سنةويغطي الكتاب فترة زمنية واسعة تمتد من عصور ما قبل التاريخ (قبل 500 ألف سنة) وصولا إلى العصر الهيلينستي (حوالي 2500 سنة مضت). وهو مقسم إلى قسمين، و32 فصلا، ويتناول جوانب متعددة تشمل: تطور المجتمعات في هذه المناطق، بما في ذلك الأنشطة الدينية والمعتقدات التي تجسدت في "آلهة الأرض الحمراء"، وأنماط الدفن التي تكشف عن الاستمرارية الثقافية.
ويعرب المترجم عن سعادته بتقديم هذا العمل المهم للقارئ العربي، لكنه في الوقت نفسه يبدي أسفا شديدا لقلة الباحثين المصريين المشاركين في مثل هذه الأعمال الرائدة، ويعزو ذلك إلى عدم وجود مدرسة علمية متكاملة وفرق بحثية متفرغة في الجامعات المصرية، قادرة على إجراء بحوث ميدانية معمقة في الصحاري المصرية، بسبب الأعباء التدريسية ونقص التمويل.
ويقول الدكتور عاطف معتمد: علماء الجغرافيا والجيولوجيا في دول أوروبا يقولون إن مصر كان من المفترض أن تتقدم دول العالم في علم الجغرافيا، لأن فيها دروسا مفتوحة، بل متاحف جيولوجية مكشوفة لفهم مبادئ العلم وتطوره.
وخلال جولاته في الصحراء الشرقية، يسوق لنا الدكتور معتمد على صفحته الأدلة على وجود أودية كبرى تبدو جافة اليوم، كانت تحوي قبل عشرات آلاف السنين نهرا عامرا بالمياه، وبه كهوف يسكن فيها إنسان العصر الحجري، الذي ذهبت الأبحاث إلى أن تاريخ وجوده هنا يتجاوز 100 ألف سنة مضت.
فضلا عن أودية أخرى، هي جزء من منظومة واد كبير، كانت تتدفق فيه جداول وبحيرات، وتتجمع فيها قبل عشرات آلاف السنين حيوانات عاش عليها إنسان الصيد والقنص، وكانت أدواته وأسلحته محلية الصنع من صخور المكشف الجيولوجي الموجود بالمنطقة، ولم يستوردها من مناطق أخرى. وقبل ما يزيد على 100 ألف سنة، صنع الإنسان في العصر الحجري أسلحته لصيد الحيوان وذبحه وتقطيعه، كما استخدمها في الدفاع عن نفسه، أو في قتل أخيه الإنسان، واستخدمها أيضا لإشعال النار.
إعلانوعن مكانة سيناء في الصحراء الشرقية، يوضح لنا الكتاب كيف كانت علاقة سكان الصحراء الشرقية بالحضارات المجاورة، مثل الحضارة المصرية القديمة، والمشرقيين، وبني إسرائيل.
ويناقش الكتاب أيضا دور النبات الطبيعي في حياة سكان الصحراء وإدارتهم للمشهد الثقافي، بالإضافة إلى استعراض حياة البدو وعلاقتهم بالنيل، ويقدم فصولا خاصة تستعرض تاريخ سكان مناطق صحراوية محددة مثل مرمريكا.
قصة الكتاب
وتبدأ قصة هذا الكتاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، حيث عقد مؤتمر في المعهد الفلمنكي بالقاهرة تناول دراسة سكان الصحراء الشرقية، الذين هم في أكثرهم شعب مرتحل، وخُصص جزء كبير من المؤتمر للنقاش مع ممثلي القبائل البدوية من سيناء وساحل البحر الأحمر.
وبدا أن البدو مدركون للتغيرات الحديثة التي طرأت على بيئتهم ونمط حياتهم، حيث اشتكوا جميعا من عوامل "طرد الصحراء" وبيئتها الآخذة في التدهور، وعوامل جذب المدن في الوادي بما فيها من مغريات مثل المدارس والمستشفيات والوظائف والتلفاز والهواتف المحمولة، وكلهم مشغولون بهاجس فقدان عاداتهم وتقاليدهم المتأصلة في تاريخهم الشفوي وهويتهم الجذرية.
ومن هذا المؤتمر انطلقت فصول هذا الكتاب، التي تكشف عن أن للصحراء الشرقية سكانا محليين وتاريخا مميزا، رغم البيئة القاسية والإهمال البحثي. وكانت الصحراء الشرقية موضع تركز للنشاط البشري لأن المياه الباطنية كانت قريبة نسبيا من سطح الأرض، مما سمح بنمو نبات متناثر، فضلا عن أن هذه المنطقة تحوي ثروة معدنية من الذهب وأحجار الزينة.
وكان وصول جماعات الصيد والرعي من المناطق شديدة الجفاف إلى وادي النيل آنذاك من بين العوامل الكثيرة التي أدت إلى ظهور حضارة مصر القديمة. وتشير المصادر التاريخية إلى الذين سكنوا الصحراء منذ ذلك الحين، مثل قبائل "المجاي" للفترة من 2250-1800 ق.م، و"البليمي" للفترة من 600 ق.م-600 م.
وعن التاريخ البشري المبكر في ربوع ومتاهات الصحراء الشرقية، تشير المصادر التاريخية إلى أنه ربما وصل البشر المحدثون -وفق ما يسميهم علماء التشريح- إلى المنطقة الواقعة شمال ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض الحالي في العصر الحجري القديم الأوسط، منذ حوالي 120 ألف سنة، وكان ذلك أثناء واحدة من الفترات الرطبة العديدة خلال آخر فترة بين جليدية (130-110 آلاف سنة).
وفي نهاية المطاف، انتشروا شمالا حتى ساحل الشام على البحر المتوسط، حتى أوقفت هجرتهم تحركات إنسان نياندرتال، وما نتج عنها من فترة جليدية أخيرة، فيما بين 110 آلاف و12,500 سنة مضت، شاملة ذروة العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 21 ألف سنة، ثم تناقص هطول الأمطار بشكل جذري في كل من الصحراء الكبرى والصحراء الشرقية، مما جعل معظم المنطقة غير صالحة لحياة البشر، فتراجع البشر المحدثون نحو الجنوب وإلى مناطق وادي النيل المعاصر، في حين استطاعت مجموعة صغيرة نسبيا من البشر المحدثين عبور البحر الأحمر ثانية نحو شبه الجزيرة العربية، وصولا إلى باب المندب عبر شبه جزيرة سيناء.
ولعل هناك من التغيرات الجغرافية التي وقعت بالمنطقة، في ضوء اتجاه التحركات التكتونية المحلية ومستويات سطح البحر المنخفضة في ذلك الوقت، ما يشير إلى أن المعبر من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية كان أقصر من المسافة الحالية البالغة (30-40 كم)، ومن الواضح أن شبه جزيرة سيناء كانت سهلة الوصول والعبور.
وقد وجدت مصنوعات يدوية من العصر الحجري القديم في الصحراء الشرقية، في كل من وادي أبو حاد، وشمال غرب الغردقة في وادي بلي، وكهف صدمين، وشمال غرب مدينة القصير، ما يعني أن الصحراء الشرقية وساحل البحر الأحمر الشمالي ربما كانا طريقين جاذبين للبشر الأوائل لفترة أطول مما كنا نفترض سابقا، وربما كان هذان الطريقان من طرق الهجرات البشرية "خروجا من أفريقيا".
وظلت الصحراء مهجورة حتى أدى تزامن "النيل الشرس" وبداية الفترات المطيرة الهولوسينية إلى دفع البشر إلى خارج وادي النيل، وجذبهم مجددا إلى المناطق الصحراوية الحالية، حيث توغلوا أكثر في الصحراء الشرقية ليستعيدوا الحياة في المواقع التي هجرها أسلافهم منذ آلاف السنين.
إعلانوشهدت منطقة النوبة هجرات كبرى وتقلبات في سكانها، حيث تبدو النوبة السفلى في بعض الأوقات مهجورة تماما، وفي أزمان أخرى قد غزتها شعوب عدة، مثل "النوبا" من الجنوب الغربي، و"الفونج" من الجنوب، و"بنو الكنز" من الشمال الشرقي، والأكسوميون، والمصريون. وكذلك شهدت الصحراء الشرقية وصول بدو "المعازة" و"الرشايدة" من الجزيرة العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
ومع نشأة مصر الفرعونية، حل خوف كبير من المناطق الجافة الشاسعة التي تسمى بالمصرية القديمة "الأرض الحمراء"، ونشأت عاطفة قوية تجاه "كمت" (الأرض السوداء)، أي وادي النيل الخصيب، الذي كان المصريون يتجنبونه سابقا بسبب مستنقعاته وحياته البرية وحيواناته.
وكان تأثير مصر الفرعونية في المنطقة التي تقع جنوب الجندل الأول (النوبة) يقتصر على الصلات التجارية (بل إن اسم مدينة أسوان المصرية وتنويعاتها "سوينت" SWENET و"سييني" SYENE مشتق من الكلمة المصرية القديمة وتعني "التجارة").
ومنذ عصور ما قبل الأسرات، كان سكان وادي النيل يستكشفون الصحراء الشرقية بحثا عن الذهب وأحجار الزينة لصنع الأواني والتماثيل، وكانوا يعبرون المنطقة في طريقهم ذهابا وإيابا إلى البحر الأحمر، وكانوا يتركون خلفهم أدلة من النصوص والصور، كالنقوش والكتابات الجدارية، بالإضافة إلى مواقع الاستيطان وما يرتبط بها من مبانٍ ولقى أثرية ومقابر وطرق اتصال.
ومن أشهر السجلات الفرعونية في الصحراء الشرقية: بقايا ميناء قديم عند مرسى جواسيس (يسمى أحيانا وادي جاسوس) قرب مدينة سفاجا المصرية الحالية، بالقرب من البحر الأحمر، وعدد من المناجم والمحاجر والنقوش.
500 ألف سنة هي موضوع هذا الكتاب، وصولا إلى العصر الهيلينستي قبل 2500 سنة، وينقسم إلى قسمين، و32 فصلا، في أكثر من 550 صفحة من الحجم الكبير.
يتناول القسم الأول تطور المجتمعات في هذه المناطق، بداية من عصر ما قبل التاريخ، ومرحلة الصحراء الشرقية النوبية، بما في ذلك المشاهد الفنية للفن الصخري في بئر نورايت (السودان)، والأنشطة الدينية والمعتقدات التي تجسدت في "آلهة الأرض الحمراء"، ومكانة سيناء عند المصريين والمشرقيين وبني إسرائيل، وأنماط الدفن التي تكشف عن الاستمرارية الثقافية.
وفي رحلة جيولوجية وأثرية في غاية الأهمية، يستعرض الكتاب الآثار والبقايا التي تدل على الوجود البشري في الصحراء الشرقية قبل ظهور الكتابة، بما في ذلك الفن الصخري وأدوات العيش.
أما القسم الثاني من الكتاب، فيركّز على الفترة اللاحقة، بدءا من العصر البطلمي، مرورا بالعصر الروماني والعصور القديمة المتأخرة، وصولا إلى العصور الحديثة، ويتناول صورة حية للصحراء الشرقية تحت الحكم البطلمي والروماني، بما في ذلك وجود الأنباط، وأهمية المنطقة في تعدين الذهب، وتفصيلات عن شعوب النوباديين والبليميين.
ويتعرّض لتأثير السكان المحليين من القرن الأول إلى القرن السابع الميلادي، وهناك فصل مستقل عن أسرار الظهور والاختفاء في حياة رهبان الصحاري في سير القديسين نهاية العصر الروماني، وصورة الصحراء والبدو والرهبان والشياطين والنساك حول دير القديس أنطونيوس، وكيف نشأت البداوة وحياة الرهبنة في الصحراء الشرقية بالذات؟
ولكن كيف تكيفت العشائر البدوية الرعوية مع بيئتها الصحراوية؟ هذا موضوع دراسة مستفيضة عن التنوع الثقافي في الإستراتيجيات الاقتصادية لشعوب البجا، والتي تشمل معظم العشائر الزراعية الرعوية التي تحتل الصحراء الشرقية بين وادي النيل والبحر الأحمر. وتشغل عشائر البجا السودانية ولاية البحر الأحمر شرق السودان، وتشمل 3 مناطق رئيسية: السهل الساحلي لمنطقة الجوينب، وتلال البحر الأحمر، وهضبة التمراب التي تمتد غرب هذه التلال نحو وادي النيل.
والكتاب يحتوي على تفصيلات موسعة حول التوثيق الأثري الثقافي الكامل لبدو جنوب سيناء، من خلال دراسة تجريبية في سرابيوم الخادم غرب شبه جزيرة سيناء، والتي تشمل أطلال منجم فيروز من عصر الدولتين الوسطى والحديثة، والعمل على مسح وتوثيق التراث الثقافي لبدو جنوب سيناء بالتعاون مع البدو المحليين.
وفيما يتعلق بسعي المؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف في السودان لإعلان سواكن "موقع تراث عالمي"، والتي تقع شمال شرق السودان، منذ أن وضعت على القائمة الأولية في عام 1994، تدور أحداث فصل مهم حول استحقاق سواكن لهذا الاهتمام، على الرغم مما لحق بها من دمار واضح لعدد من المباني التي تشتهر بها.
إعلانوتظهر القصة أن موقع سواكن يمثل جزءا أساسيا من الثقافة العالمية، إذ إن ما منح هذه المدينة شهرتها العالمية هو أنها بنيت من كتل من المرجان بين القرنين الخامس عشر والعشرين، ولم يتغير نمطها منذ العشرينيات عندما هجر الميناء رسميا لصالح ميناء بورتسودان المشيد حديثا.
فضلا عن ذلك، كانت سواكن، لأكثر من ألف عام، بوابة الثقافة الإسلامية إلى السودان، وميناء الحج الأفريقي الرئيسي، وميناء تجاريا حيويا على الطريق بين شمال شرق أفريقيا وآسيا عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقد تأسس الميناء في العصور المصرية الفرعونية، واستمر استخدامه من قبل التجار اليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب منذ ذلك الحين.
وتقف قبيلة العبابدة كأهم القبائل العربية في هذه المنطقة، ومن خلال دراسة ميدانية مهمة عن قبيلة العبابدة البدوية التي تقطن الصحراء الشرقية في مصر والسودان، فيما بين نهر النيل والبحر الأحمر، حيث يعيش عبابدة مصر على ساحل البحر الأحمر ومدينة أسوان، أما عبابدة السودان فيقطنون بورتسودان وأبو أحمد وكسلا، ويتكونون من عشائر عديدة، منها: العنقارباب، العقدة، عوادلاب، بلالاب، بطران، فليميداب، حارناب، عشباب، زيدان، جابرناب، كارجاب، وتحت مسمى "جماعاب" و"محاميداب" يتجمع عدد كبير من العائلات.
والعبابدة كلهم من أصل واحد، وجدهم الأكبر هو "الزبير بن العوام"، أحد أعظم المحاربين في عصر الرسول، وأحد صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما يعني أن العبابدة هاجروا من جزيرة العرب خلال الفتح الإسلامي لمصر، واستقروا في الصحراء الشرقية بمصر والسودان.
وتشتهر جبال العبابدة بالأعشاب الطبية، مثل: حلفا بر، وبلح السكر، والدمسيسة، والحنظل، وشجر العفين، وشجر الأراك، ونبات العشر، وشجر القلقلة، وترصد الدراسة كثيرا من التغيرات التي لحقت بأبناء قبائل العبابدة في الجبال والصحاري.
وكتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" ليس كتابا فقط، بل موسوعة كبرى يدشنها الفكر الغربي على أرض العالم الثالث، ربما تكون دراسة علمية بريئة قد تستفيد منها الإنسانية، وربما تكون مقدمة لغزو فكري، أو كتيبة استطلاع لآلة القتل الغربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات اجتماعي فی الصحراء الشرقیة الجزیرة العربیة المصریة القدیمة البحر الأحمر العصر الحجری جزیرة سیناء آلاف السنین هذا الکتاب وادی النیل بما فی ذلک وصولا إلى من خلال ألف سنة فضلا عن أکثر من فی هذه ما قبل إلى أن
إقرأ أيضاً:
والي البحر الأحمر يجتمع بالمنظمات بشأن الداخليات الطلابية
كشفت عدد من المنظمات العاملة في البلاد عن وضع خطة لصيانة المدارس بولاية البحر الأحمر، مؤكدة دعمها لمشاريع العودة الطوعية للنازحين إلى ولاياتهم في الخرطوم والجزيرة، القادمين من ولايات الشرق الثلاث.وعقد والي ولاية البحر الأحمر، الفريق ركن مصطفى محمد نور، اجتماعًا بمكتبه الثلاثاء، مع ممثلي عدد من الجهات الدولية، من بينها: الأمم المتحدة للمرأة، منظمة اليونسيف، برنامج الغذاء العالمي، الائتلاف السوداني للتعليم للجميع، وهيئة الأمم المتحدة. وقد أكدت هذه المنظمات دعمها للداخليات الخاصة بالطلاب والطالبات في محليات الولاية.وفي تصريحات صحفية عقب الاجتماع، قال الأستاذ ناجي منصور الشافعي، المدير العام للائتلاف السوداني للتعليم للجميع، إن الاجتماع تناول عددًا من القضايا المتعلقة بالعملية التعليمية، من بينها مشروع الداخليات للبنات والبنين في المحليات التسع بولاية البحر الأحمر، ودعم هذه الداخليات من خلال المنحة التي ستقدمها منظمة اليونسيف للمعلمين.وأشار إلى أن الاجتماع أقر إجراء مسح ميداني للمدارس التي كانت تأوي النازحين واللاجئين في الولاية، بهدف المساعدة في صيانتها وإعادة تأهيلها. وأضاف أن هناك خطة تمتد لأربع سنوات بدعم من المنظمات الدولية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب