أهلي سداب يتوج بطلاً لدوري الناشئين للهوكي.. والسيب وصيفا

كتبت – مريم البلوشية

تصوير: حسين المقبالي

توج نادي أهلي سداب بطلاً لدوري الناشئين للهوكي لعام 2025، بعد أن قدم عرضا هجوميا مميزا في المباراة النهائية، وحقق من خلاله فوزا عريضا على نادي السيب بنتيجة 10-1، ليكتفي السيب بالمركز الثاني، وفي مباراة تحديد المركز الثالث، تمكن نادي الاتحاد من حسم المواجهة أمام نادي مصيرة بهدف دون رد، لينال المركز الثالث في الدوري، وعلى صعيد الجوائز الفردية، فاز اللاعب العباس بن سليمان النوفلي من نادي مصيرة بلقب هداف الدوري بعد إحرازه 10 أهداف، فيما نال عيسى بن سامي الرئيسي من نادي السيب جائزة أفضل حارس مرمى، وحصد سعد بن سالم الفزاري من نادي أهلي سداب جائزة أفضل لاعب في الدوري، وأقيم حفل ختام الدوري برعاية الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة، رئيس الاتحاد العماني للهوكي، على ملعب هوكي عمان بولاية العامرات.

المباراة النهائية

في بداية اللقاء النهائي بالدوري، اظهر لاعبي أهلي سداب عزيمة واضحة لحسم اللقب مبكرًا، حيث فرضوا إيقاعهم الهجومي وسيطروا على مجريات المباراة بفضل التمريرات السريعة والتحركات الذكية، ما أربك دفاع السيب وأجبره على التراجع، وفي الدقيقة الثالثة، تمكن سعيد الفزاري من تسجيل الهدف الأول عبر كرة قوية سكنت الشباك، مانحًا فريقه الأفضلية والتقدم، وحاول السيب الرد سريعًا عبر تحركات عبدالكريم البلوشي واليزن البلوشي اللذين هددا المرمى بتسديدات قوية، إلا أن براعة حارس أهلي سداب وتركز دفاعه حالا دون الوصول للشباك، وفي الدقيقة التاسعة، استغل أهلي سداب هجمة مرتدة سريعة أسفرت عن ركنية جزائية، نفذها راشد العلوي بإتقان ليضاعف النتيجة، قبل أن يواصل فريقه إحكام قبضته على مجريات الربع الأول الذي انتهى 2-0.

دخل السيب الربع الثاني بنية تعديل الكفة، وضغط على مرمى أهلي سداب محاولًا تقليص الفارق، لكن سرعة لاعبي أهلي سداب كانت السلاح الفتاك، وبعد أربع دقائق فقط، سجل إياد العلوي الهدف الثالث، ولم تمض سوى دقيقة حتى أضاف سعيد الفزاري هدفه الشخصي الثاني والرابع لفريقه، ومع استمرار التراجع البدني لفريق السيب، نجح ميثم الوهيبي في الدقيقة 27 في إضافة الهدف الخامس من متابعة كرة أمام المرمى، قبل أن يختتم سعد الفزاري الربع الثاني بهدف سادس في الدقيقة 30، وسط فرحة كبيرة من جماهير أهلي سداب التي لم تتوقف عن الهتاف.

في الربع الثالث، حافظ أهلي سداب على نفس النسق الهجومي، وواصل سعيد الفزاري كتابة اسمه كنجم اللقاء بتسجيله الهاتريك والهدف السابع في الدقيقة 34، ورغم إضاعة الفريق لعدة فرص محققة نتيجة التسرع أمام المرمى، عاد راشد العلوي ليهز الشباك مجددًا في الدقيقة 38 مسجلاً الهدف الثامن، ليختتم هذا الربع بتفوق كاسح 8-0.

الربع الأخير شهد محاولة أخيرة من السيب للخروج بهدف وحيد، ونجح اليزن البلوشي في تسجيله بعد هجمة منسقة اخترقت دفاع أهلي سداب، إلا أن رد الفريق البطل جاء سريعًا، حيث أضاف سعد الفزاري الهدف التاسع من ركنية جزائية في الدقيقة 52، ليواصل الفريق سعيه، وقبل صافرة النهاية، اختتم محمد الناصري الأهداف بتسديدة قوية من مسافة قريبة، ليؤكد فوز أهلي سداب الكبير 10-1، ويحقق لقب الدوري.

مباراة المركز الثالث

في مواجهة تحديد المركز الثالث بالدوري، نجح نادي الاتحاد في خطف المركز الثالث بعد فوزه على نادي مصيرة بهدف دون رد، في مباراة شهدت تنافسا قويا وإثارة حتى اللحظات الأخيرة، وسط أداء منظم وحاسم من جانب الاتحاد، ومع صافرة البداية، اندفع لاعبو مصيرة بحثا عن هدف مبكر، معتمدين على تحركات خطيرة للثلاثي العباس النوفلي، حسن البلوشي، والفضل النوفلي، الذين حاولوا اختراق دفاع الاتحاد بتمريرات سريعة، في المقابل، رد الاتحاد بهجمات منظمة بقيادة عوض بن سامح برزحن وسالم بن رائد وأبرز لحظات هذا الربع جاءت من تسديدة قوية للفضل النوفلي تصدى لها الحارس ببراعة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

ارتفع إيقاع المباراة في الربع الثاني، حيث كثف مصيرة ضغطه عبر محاولة دخول العمق والتسديد من مسافات بعيدة، فيما لجأ الاتحاد إلى الهجمات المرتدة السريعة التي هددت مرمى الخصم، كاد مصيرة أن يفتتح التسجيل بعد تسديدة قوية من حسن البلوشي مرت بجوار القائم، ورد الاتحاد بمحاولة خطيرة تصدى لها الدفاع في اللحظة الأخيرة، وعلى الرغم من السرعة في الأداء، بقي التعادل السلبي مسيطرًا حتى نهاية هذا الربع.

دخل الاتحاد الربع الثالث بعزيمة أكبر للسيطرة على مجريات اللعب، ونجح في تسجيل هدف التقدم عبر اللاعب عمير عوض، الذي استغل تمريرة بينية متقنة داخل منطقة الجزاء ليضع الكرة في الشباك، وهذا الهدف زاد إثارة المباراة ودفع مصيرة إلى تكثيف هجماته بحثًا عن التعادل، لكن الحارس وخط الدفاع كانوا في الموعد لإبعاد الخطر والحفاظ على التقدم حتى نهاية الربع الثالث.

شهد الربع الأخير إثارة كبيرة، حيث دفع مصيرة بكل أوراقه الهجومية، محاولًا تعديل النتيجة عبر التسديد المباشر والاختراق من الأطراف، وعلى الجانب الآخر، كاد الاتحاد أن يضيف الهدف الثاني من هجمة مرتدة سريعة، لكن الكرة مرت بجوار القائم، ومع اقتراب صافرة النهاية، تماسك الاتحاد دفاعيًا وأغلق المساحات بإحكام، ليحافظ على تقدمه حتى النهاية، محققا فوزا ثمينا.

اكتشاف المواهب الواعدة

وبعد ختام الدوري، قال أحمد بن ناصر الدرمكي، عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للهوكي: اختتمنا دوري الناشئين تحت 18 سنة بنجاح كبير، وهو من المسابقات المحورية التي يحرص الاتحاد العماني للهوكي على تنظيمها سنويا، نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة في استراتيجية إعداد المنتخبات الوطنية وبناء قاعدة قوية للمستقبل، وأكد الدرمكي أن الدوري مثل فرصة مثالية لاكتشاف أبرز المواهب الواعدة، واختيار العناصر التي ستمثل المنتخب الوطني تحت 18 سنة في الاستحقاقات المقبلة.

وأضاف الدرمكي أن العناية بهذه المرحلة العمرية أمر لا غنى عنه، إذ تعد بمثابة اللبنة الأولى في صرح تطوير اللعبة، وهي التي تضمن استدامة الإنجازات الرياضية على المدى الطويل، وأشار الدرمكي إلى أن الاتحاد يولي اهتماما كبيرا بمتابعة أداء اللاعبين خلال الدوري من خلال الأجهزة الفنية التي تعمل على تقييم مهاراتهم البدنية والفنية والنفسية، ووضع خطط تدريبية فردية وجماعية لتطوير مستواهم، وبين أن العمل مع هذه الفئات العمرية لا يتوقف بانتهاء الدوري، بل يتواصل عبر معسكرات وبرامج تدريبية، بهدف تعزيز نقاط القوة ومعالجة أي جوانب تحتاج إلى تحسين.

واعتبر الدرمكي أن الاهتمام بهذه المراحل السنية هو السبب الرئيس في الإنجاز الكبير الذي تحقق هذا العام، والمتمثل في فوز المنتخب الأول ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، مؤكدًا أن معظم عناصر المنتخب الحالي هم نتاج هذه البرامج والخطط، وهو ما يعكس نجاح رؤية الاتحاد في الاستثمار بالمواهب الشابة لخدمة الرياضة العمانية.

دافع كبير للمزيد من النجاحات

من جانبه، أعرب عادل الجرادي، مساعد مدرب نادي أهلي سداب، عن سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بلقب دوري الناشئين للهوكي، مؤكدًا أن هذا الإنجاز جاء نتيجة الجهود المتواصلة من اللاعبين والجهازين الفني والإداري طوال فترة الإعداد والمنافسات، ووجه الجرادي شكره وتقديره للاتحاد العماني للهوكي على تنظيم هذا الدوري وإتاحة الفرصة للأندية للتنافس، مشيرًا إلى أن مثل هذه المسابقات تمثل حافزًا قويًا لتطوير مستوى اللعبة وصقل مهارات اللاعبين الشباب، متمنيا أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من والمسابقات التي تتيح للاعبين الاحتكاك واكتساب الخبرة.

وأضاف الجرادي: نجحنا في الحفاظ على اللقب الذي أحرزناه في الموسم الماضي، وهو إنجاز نفخر به جميعًا، ويمثل دافعًا كبيرًا لمواصلة العمل لتحقيق المزيد من النجاحات، ونهدي هذا اللقب إلى جماهير نادي أهلي سداب التي وقفت خلف الفريق ودعمته في كل المراحل، مؤكدًا أن هذا الفوز هو ثمرة وفاء وانتماء بين الفريق وجماهيره.

دعم وتطوير المسابقات

بينما عبر اللاعب ميثم الوهيبي عن بالغ سروره وسعادته بتحقيق فريقه نادي أهلي سداب لقب دوري الناشئين للهوكي، مؤكدًا أن هذا الإنجاز يعد مصدر فخر واعتزاز لجميع لاعبي الفريق وجماهير النادي، وأضاف أن نادي أهلي سداب لطالما كان رمزًا للتميز في مختلف منافسات ومسابقات الهوكي، وأن الفوز بهذا الدوري يؤكد استمرار النادي في نهجه الساعي إلى التألق في تحقيق الإنجازات الرياضية في لعبة الهوكي.

وأكد الوهيبي أن هذا النجاح لم يكن لولا الجهد الجماعي والتعاون المستمر بين اللاعبين والجهاز الفني والإداري، مشيرًا إلى أن العمل المنظم والتخطيط المحكم كانا العاملين الرئيسيين في تحقيق هذه النتيجة الكبيرة أمام نادي السيب، وأعرب الوهيبي عن شكره العميق وتقديره لكل فرد ساهم في هذا الإنجاز، سواء على صعيد اللاعبين أو الطاقم الفني.

كما عبّر الوهيبي عن تقديره للاتحاد العماني للهوكي على التنظيم المتميز الذي سهل إقامة المنافسة بالشكل اللائق، مؤكدًا أهمية استمرار الاتحاد في تنظيم مثل هذه المسابقات التي تعزز من مستوى اللاعبين وتدعم تطوير اللعبة على المستوى المحلي.

تطور ملحوظ في التحكيم

وحول إدارة وتحكيم منافسات الدوري، قال مدير الحكام الحكم الدولي صالح البلوشي: يعتبر الجانب التحكيمي من أبرز عوامل نجاح دوري الناشئين للهوكي، حيث شهد الأداء التحكيمي تطورًا ملحوظًا طوال منافسات الدوري، وأظهر الحكام مستوى عاليًا من الالتزام بالقوانين واللوائح، وتمكنوا من إدارة المباريات بكفاءة كبيرة، مما ساهم في سير المنافسات بانسيابية، كما تم التركيز على تعزيز التواصل بين الحكام والفرق المشاركة، الأمر الذي ساعد في تقليل الأخطاء وتحقيق أجواء تنافسية عادلة، وأبدى الحكام المشاركون رغبتهم القوية في تطوير مهاراتهم، حيث شاركوا بفعالية في جلسات تقييم وتحليل الأداء، والتي كانت جزءًا أساسيًا من البرنامج التحكيمي المصاحب للدوري، ما يمثل خطوة مهمة نحو رفع المستوى التحكيمي في المستقبل.

وأعرب البلوشي عن تمنياته للحكام بالتوفيق والاستمرارية في مسيرة التطوير والعطاء، مؤكدًا أهمية الاستفادة من هذه التجربة في الارتقاء بمستوى التحكيم في المسابقات القادمة.

وأضاف البلوشي: شهد الدوري منافسات قوية بين الفرق التي تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات تنافست في إطار تنظيمي محكم، وتأهلت أربع فرق إلى المرحلة النهائية بعد مباريات شهدت تطورًا كبيرا في أداء بعض الفرق وظهور أجيال جديدة من اللاعبين الشباب، الذين يمثلون الأساس المتين لتشكيل الفريق الأول مستقبلاً.

دوري الشباب

من جانب آخر تنطلق مساء اليوم الخميس منافسات دوري الشباب للهوكي، حيث تقام في الجولة الأولى من الأدوار التمهيدية مباراتين، في المباراة الأولى، يلتقي نادي السيب بنادي مصيرة على ملعب هوكي عمان بولاية العامرات، بينما سيلعب في المباراة الثانية ناديا صلالة والنصر على ملعب الهوكي بمجمع السلطان قابوس للثقافة والترفيه بصلالة، وتبدأ المواجهتان في تمام الساعة الخامسة مساءً. ويشارك في هذا الدوري 8 أندية، تم تقسيمها على ثلاث مجموعات، حيث تضم المجموعة الأولى نادي أهلي سداب ونادي صحم، فيما تضم المجموعة الثانية أندية السيب وصحار ومصيرة، بينما تضم المجموعة الثالثة أندية الاتحاد وصلالة والنصر.

المصدر: لجريدة عمان