أهمية اللغة الصينية في التعاملات التجارية
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
قبل عدة عقود، بدأت المؤسسات التعليمية والجامعات حول العالم بإدخال اللغة الصينية في مناهجها. وقد مكّن ذلك المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية من الاستفادة من التطورات التي يشهدها الاقتصاد الصيني.
ويعود ذلك إلى إصرار الصين على الجودة في العمل والتصميم والتصنيع، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من السياح الصينيين الذين يسافرون إلى الخارج، مما يتطلب معرفة لغتهم والتفاعل معهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم.
ومن هذا المنطلق، تهتم دول العالم باللغة الصينية، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية. ففي عام 2016، أطلقت جامعة السلطان قابوس مقررًا للغة الصينية كمادة اختيارية لجميع طلاب الجامعات من مختلف الكليات الراغبين في تعلمها. وبعد عدة سنوات وبالتحديد في ديسمبر 2024، نفذت وزارة التربية والتعليم برنامجًا تمهيديًا للغة الصينية لعدد من مديري المدارس وأخصائيي التوجيه المهني حي يمهد هذا البرنامج الطريق لإدخال اللغة الصينية وإنشاء آلية تنسيق لتدريسها في المدارس العُمانية حيث سيتم تدريسها كلغة اختيارية بدءًا من العام الدراسي القادم 2025/2026 في العديد من المدارس الحكومية.
يعلم الجميع اليوم أنَّ اللغة الصينية أصبحت واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب؛ منها النمو الاقتصادي الكبير للصين، بحيث أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وهذا يجعل اللغة الصينية (وخاصة الماندرين) ضرورية للأعمال والتجارة العالمية. كما إنها توفر فرص عمل في العديد من المجالات، بما في ذلك التجارة والتمويل والسياحة والاستشارات وغيرها.
كما يتيح تعلم اللغة الصينية للأفراد فرصة فهم الثقافة المحلية بشكل أفضل وتعزيز التفاهم بين الثقافات. وقد بدأ العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الصينية طرح برامج للدراسات الصينية للأجانب، مما يعكس أهمية اللغة عالميًا.
هذا الاهتمام باللغة الصينية له العديد من النتائج الإيجابية، محليًا ودوليًا. فعلى المستوى الدولي، يُساعد تعلم هذه اللغة على فتح آفاق جديدة للوظائف والشراكات الدولية، مما يعزز الأعمال التجارية، ويزيد من التبادل الثقافي، ويخلق جسرًا بين الصين والعالم لتحقيق مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما يساهم في تحسين العلاقات الدولية.
كما يُعزز تعلم اللغة الصينية المهارات الشخصية للأفراد، والقدرات العقلية، والتفكير النقدي، مما يساعد على تطوير مهارات الاتصال. ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يتعلمون اللغة، فإنَّ هذا يفتح أسواقًا جديدة، مما يتيح للأفراد والشركات الوصول إلى هذه الأسواق واستغلال فرص التنمية. وهذا يعني أن تعلم اللغة الصينية أصبح استثمارًا مهمًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ويُعزز التبادل الثقافي.
وقد بدأت العديد من المؤسسات التعليمية والجامعية في الدول العربية والإسلامية في إدخال اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية استجابة للطلب المتزايد على تعلم اللغة. وتشمل هذه الدول مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وماليزيا وتركيا وإندونيسيا وتونس، إضافة إلى سلطنة عُمان.
وتوفر هذه اللغة للطلاب في دول العالم فرص عمل جديدة في المستقبل. كما يتم التحدث بهذه اللغة اليوم في العديد من مناطق العالم بجانب جمهورية الصين الشعبية، وبما في ذلك تايوان وسنغافورة وهونغ كونغ وماكاو ودول أخرى في العالم، ولكن معظمهم يستخدمون لغة الماندرين بشكل خاص، وهي اللغات الأكثر انتشارًا في العالم، في عدد من المجالات التجارية والسياحية.
كما نعلم اليوم، يشهد العالم بناء مشاريع ضخمة ومتميزة في الصين ودول أخرى لتعزيز بنيتها التحتية وتنمية اقتصادها المحلي والعالمي، بالإضافة إلى إنجازاتها في جميع مجالات الابتكار والتكنولوجيا العالية والتصنيع وذلك بالاعتماد على لغتهم الصينية المحلية. وهذا ما يتطلب من الحكومات الخليجية الاعتماد على اللغة بقدر الإمكان؛ الأمر الذي سوف يُتيح فرص عمل عديدة للكوادر الوطنية بالعمل في كثير من القطاعات الاقتصادية المتاحة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايات المتحدة
أعلنت الشركات الصينية العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي عن تأسيس تحالفين جديدين من أجل مواجهة القيود التي تضعها حكومة الولايات المتحدة عليهم وبناء منظومة ذكاء اصطناعي محلية متجانسة، وفق ما جاء في تقرير "رويترز".
وجاء الإعلان عن هذه التحالفات الجديدة ضمن فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي المقام في شنغهاي، وتضمّن الكشف عن مجموعة ابتكارات جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي، مثل منظومة هواوي للذكاء الاصطناعي.
ويشير التقرير إلى أن المؤتمر ضم العديد من الابتكارات الجديدة، ومن بينها تقنية النسخ التي طورتها "بايدو"، وأصبحت قادرة على نسخ البشر وإعادة إنتاج أصواتهم وحركاتهم رقميا باستخدام مقطع فيديو مدته 10 دقائق فقط.
ويأتي التحالف الأول -وهو تحالف ابتكار نظام بيئي للنماذج والرقائق- من أجل التقريب بين الشركات العاملة في تطوير الشرائح والشركات التي تطور نماذج اللغة العميقة من أجل تعزيز التوافق بين طرفي معادلة الذكاء الاصطناعي، وذلك وفق ما نقله التقرير على لسان تشاو ليدونغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفليم" (Enflame) المصنعة للشرائح والمشاركة في التحالف.
ويضم هذا التحالف مجموعة من أبرز مصنعي الشرائح في الصين، بما فيهم "هواوي" و"بيرين" (Biren) وغيرهم من مصنعي الشرائح الذين تعرضوا للعقوبات الأميركية، فضلا عن شركات الذكاء الاصطناعي مثل "ستيب فان" (Stepfun) التي أعلنت عن التحالف، وفق التقرير.
ويهدف التحالف الثاني -الذي يدعى "لجنة الذكاء الاصطناعي بغرفة التجارة العامة في شنغهاي"- إلى توطيد العلاقة بين شركات الذكاء الاصطناعي والشركات الصناعية، وذلك من أجل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصناعات المختلفة.
ويضم التحالف العديد من الشركات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، من بينها "سينس تايم"، و"ستيب فان"، و"ميني ماكس"، وفق ما جاء في التقرير.
إعلانوبينما لم يكشف الإعلان الأولي عن مخططات هذه التحالفات أو آلية عملها فإن التقرير يشير إلى محاولة هذه التحالفات للتقريب بين الشركات المصنعة والشركات التي تستخدم التقنيات في محاولة لتخطي التقنيات الأميركية.