ويأتي هذا الفيديو بعد أسبوع من قيام الهلال الأحمر الفلسطيني في 30 مارس/آذار الماضي بانتشال جثامين 14 شهيدا فُقد الاتصال معهم لأكثر من 7 أيام، وهم 8 مسعفين و5 من رجال الدفاع المدني وموظف أممي، بالإضافة إلى فقدان المسعف التاسع الذي لا يزال مصيره مجهولا حتى الآن.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد نشر بيانا رسميا اتهم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل هؤلاء المسعفين ورجال الدفاع المدني بالرصاص في رفح، ودفنهم في مقبرة جماعية لطمس جريمته.

وفي اليوم الموالي، نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمته مركبات إسعاف بطريقة عشوائية، وزعم أنه قتل 9 مسلحين من عناصر المقاومة الفلسطينية كانوا يستقلون مركبات اقتربت من قواته في رفح بشكل "مريب"، مدعيا أنها كانت تسير من دون تشغيل الأضواء الأمامية أو تفعيل إشارات الطوارئ، ولا تحمل أي علامات واضحة، وهذا شكل تهديدا على قوات الاحتلال التي قامت بإطلاق الرصاص نحو السيارات الفلسطينية.

غير أن الحقيقة تكشفت أمس من خلال مقطع فيديو مدته 7 دقائق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، بعد حصولها عليه من دبلوماسي أممي، وصله من الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأوضحت الصحيفة أن الفيديو تم استخراجه من هاتف المسعف الشهيد رفعت رضوان، الذي وُجد مقتولا برصاصة في رأسه، حيث قامت أسرته بتفريغ محتويات هاتفه وتسليمها للجهات المعنية.

إعلان

وأكدت الصحيفة أن الفيديو يدحض الرواية الإسرائيلية تماما، إذ يُظهر بوضوح أن سيارات الإسعاف والإطفاء كانت تسير بشكل طبيعي وتحمل علامات واضحة، كما أن مصابيح الطوارئ فيها كانت مضاءة، وأفراد الطواقم كانوا يرتدون أزياءهم الرسمية المميزة.

رواية كاذبة

وعلق الهلال الأحمر الفلسطيني على الفيديو قائلا إنه "جاء ليفنّد بشكل واضح وصريح رواية الاحتلال الذي يستهدف بشكل متعمد مركبات الإسعاف والطواقم الطبية والصحية، ويقوم أيضا بتسويق رواية كاذبة" لتبرير استهدافه للكوادر الطبية.

وفي محاولة للتبرير بعد ظهور الفيديو، علّق جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن جنوده ظنّوا أنهم يتعرضون لهجوم، وأن الادعاء بعدم وجود أضواء أو إشارات طوارئ بسيارات الإسعاف "لم يكن كذبا متعمدا"، وزعم أن جرافاته غطّت على جثث القتلى بهدف "حمايتها من الذئاب والكلاب".

وأبرزت حلقة 2025/4/6 من برنامج "شبكات" إجماع مغردون على أن الفيديو يمثل دليلا دامغا يدين الاحتلال بشكل قاطع، وأن الجريمة أصبحت موثقة بما لا يدع مجالا للشك أو التبرير.

وبحسب المغرد خالد صافي فإن المقطع "ليس مشهدا من فيلم حرب، ولا إعادة تمثيل لجريمة ماضية، إنه توثيق حقيقي بالصوت والصورة لواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجريمة لا يمكن نفيها ولا الالتفاف حولها".

وأكدت الناشطة عبير مهدي على رأي صافي، وكتبت تقول: "اليوم لا حجة لأحد، لا لمدافع عن الاحتلال، ولا لمتخاذل يتذرع بعدم وضوح الرواية، فالجرم موثق، والدم مشهود، والصمت بعد اليوم مشاركة في الجريمة".

وفي السياق ذاته، لفت المغرد حمزة الانتباه إلى أن هذه الجريمة ليست سوى جزء من نمط أوسع، وأوضح أن "هذا المشهد خرج بالصدفة وشاهده العالم، لكنه واحد من مئات المشاهد التي لم تخرج وبقيت طي الكتمان والمواراة"، وأكمل مؤكدا "جرائم الكيان كبيرة وقاسية ولا أحد يحاول في العالم أجمع إيقافها".

إعلان

ومن زاوية أخرى، لفت الناشط أيمن إلى غياب المساءلة الدولية، وغرد يقول: "ما دام لا يوجد من يحاسب الاحتلال على جرائمه فسيظل يستغل غياب العدالة النائمة ويرتكب أفظع الجرائم بأقذر أساليب عرفها التاريخ المعاصر والقديم ولا يأبه بأحد".

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حادث إطلاق النار على قافلة الإسعاف برفح يخضع لتحقيق معمَّق وشامل، وإن القيادة الجنوبية سترفع نتيجة التحقيق إلى رئيس الأركان، وسيتم فحص الوثائق المتداولة بدقة وعمق.

الصادق البديري6/4/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الهلال الأحمر الفلسطینی جیش الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الرافعة الهوائية.. أبرز ابتكارات الهلال الأحمر في موسم حج 1446

شهد موسم الحج هذا العام 1446هـ استخدام الرافعة الهوائية عبر الإسعاف الجوي، ما عكس الجاهزية العالية والتطور المستمر في خدمات الطوارئ، وقد نجحت فرق الإسعاف الجوي بهيئة الهلال الأحمر السعودي، في تنفيذ عملية إخلاء نوعية لمريض باستخدام الرافعة الهوائية عبر الإسعاف الجوي.
وتُعد هذه العملية إحدى أبرز الابتكارات التشغيلية التي أدخلتها الهيئة هذا الموسم، لمواجهة التحديات الميدانية في المواقع الصعبة أو المزدحمة، حيث تمكّنت الفرق من الوصول إلى الحالة وتقديم الرعاية اللازمة ونقلها بكفاءة عالية، في وقت قياسي.
أخبار متعلقة المدينة المنورة.. 4,800 جولة تفتيشية للوقوف على الوفرة التموينيةمنى.. الوفود الإعلامية تطلع على أحدث الأنظمة بمركز القيادة والتحكم .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موسم الحج - واسالإسعاف الجويويأتي هذا التطور ضمن خطة شاملة نفذتها الهيئة لتوسيع قدرات الإسعاف الجوي، والارتقاء بمستوى الاستجابة السريعة، تماشيًا مع أهدافها الإستراتيجية في تقديم خدمة إسعافية بجودة وكفاءة، والاستعداد للحوادث الجسيمة، مع المحافظة على الموارد، والتكامل مع الجهات ذات العلاقة.
وأكدت الهيئة أن إدخال تقنيات مثل الرافعة الجوية يُجسد التزامها بتطبيق أفضل الممارسات العالمية، ويعكس حرص القيادة على تسخير كافة الإمكانيات لتأمين سلامة ضيوف الرحمن، والارتقاء بجودة حياتهم في أثناء أداء مناسكهم.
وواصلت الفرق الإسعافية الجوية عملها على مدار الساعة، مدعومة بكوادر مؤهلة وطائرات مجهزة، في مشاعر منى وعرفات ومزدلفة، وفي مختلف مناطق مكة المكرمة، ضمن منظومة متكاملة هدفت إلى سرعة الوصول للحالات الحرجة، وتحقيق استجابة ميدانية استباقية في الظروف جميعهم.

مقالات مشابهة

  • الرافعة الهوائية.. أبرز ابتكارات الهلال الأحمر في موسم حج 1446
  • العدو الإسرائيلي يصعد مجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين بغزة في 3 أيام العيد .. فيديو
  • الهلال الأحمر السوري يوزع أضاحي في ريف دمشق مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي
  • الهلال الأحمر يدعم مشروع كسوة العيد في الحديدة وتعز
  • «الهلال الأحمر» تدعم مشروع كسوة العيد في الحديدة وتعز باليمن
  • «الهلال الأحمر» تدعم مشروع الأضاحي في محافظتين يمنيتين
  • الهلال الأحمر يدعم مشروع الأضاحي في محافظتين يمنيتين
  • «الهلال الأحمر» يُدخل الفرحة على آلاف الأسر
  • استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال على حاجز الظاهرية
  • الاحتلال يُغيّب آلاف الأسرى في سجونه ويعزلهم بشكل غير مسبوق