ترامب يتسلّح بالأوهام: لا صورة انتصار في اليمن
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
لطالما فشلت الولايات المتحدة، طوال فترة عدوانها على اليمن، في خلق «صورة» يمكن أن ترتكز عليها في حربها الدعائية والنفسية، كما في تعزيز معادلات ردعها - إن كانت الأخيرة موجودة فعلاً -، في وجه عدو «غير مرئي» يتخفّى في التضاريس والتشعّبات، ويستفيد من تكنولوجيا الاستخدام المزدوج، للتصدي باستمرار لأي عدوان يواجهه.
وعليه، اكتفت «القيادة الوسطى الأميركية»، خلال جولتي الحرب على اليمن، بنشر مقاطع فيديو، عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، للطائرات الأميركية وهي تقلع من حاملات الطائرات في عرض البحر، لاستهداف الأراضي اليمنية، ما جعل العدوان الأميركي، وقبله الأميركي - البريطاني - الإسرائيلي، وقبلهما السعودي، تفتقر كلها ولو إلى صورة رمزية توحي بالانتصار والسيطرة والتفوّق، أو يمكن استخدامها كجزء من التكتيكات العسكرية والحرب النفسيّة وأرشيف المعارك المصوّرة في اليمن.
والواقع أن الحرب الإسرائيلية – الأميركية على قوات صنعاء والمقاومة في غزة شكّلت علامة فارقة، ولا سيما في ما يتعلق بمعركة السردية، بعدما «احتكرت» واشنطن وتل أبيب هذه الأخيرة، لعقود، مستفيدتَين من «إمبراطورية» إعلامية ضخمة، تتولى، عادة، الترويج لـ«انتصارات» جيوشهما على «قوى الشر»، بهدف إحلال «الخير والسلام».
إلا أنه بعد ثلاثة أسابيع من إعلانه بدء هجوم أميركي واسع على اليمن، تصوّر ترامب، أخيراً، أنه استطاع «تقديم» الصورة المنتظرة لـ«معجبيه»، من خلال نشر مقطع فيديو يظهر استهداف تجمع على الأراضي اليمنية، قبل أن يتضح أن المستهدَف هو مجرد تجمع قبلي تقليدي بالقرب من الحديدة.
وعلى الرغم من تبجّح الرئيس الأميركي بالمقطع، وكأنه وجد «ضالته» التي ستثبت، أخيراً، أن غاراته على اليمن تنجح في استهداف مواقع عسكرية، فقد بدا واضحاً، بالنسبة إلى المشاهد العادي حتى، أنّ من استُهدفوا كانوا من المدنيين الذين يشاركون في مناسبة عيدية، وفي موقع مخصّص للمدنيين.
على أنّ الخطوة الأخيرة غير نابعة من مجرد «سوء تقدير» من جانب ترامب، بل إن الأخير، على الأرجح، على اضطلاع على التقارير والاستنتاجات التي خلصت إليها وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع، والتي تولّت شبكة «سي أن أن» الأميركية، أخيراً، نشر جزء منها.
وتشير التقديرات المشار إليها، بوضوح، إلى «النتائج المحدودة جداً للضربات الجوية على اليمن وتكلفتها الباهظة»، والتي لطالما عارضها ترامب نفسه.
أما في الكونغرس، فهناك «من ينتظر الرئيس الأميركي ليسأله عن حقيقة وجود استراتيجية للتعامل مع الأزمة في البحر الأحمر، وما إذا كان الحل الفعلي يكمن في اليمن أم في قطاع غزة»، فيما يحتمل البعض أن تكون الإدارة الأميركية في طور تمهيد الطريق لطلب المزيد من الأموال لاستكمال عدوان، يقرّ الخبراء وكثير من أعضاء الكونغرس بأنه «ليس ذا جدوى».
وإزاء ذلك، يأتي مقطع الفيديو الأخير الذي يزعم استهداف مقاتلين «كانوا يخططون للزحف إلى البحر الأحمر» طبقاً لترامب، كمحاولة للإيحاء بأنّ الأخير يمتلك أجوبة على الأسئلة المشار إليها.
على أنّ تلك المحاولة قوبلت بمزيج من السخرية والازدراء، ليس لدى الشعب اليمني والعربي فحسب، بل في أوساط الخبراء وحلفاء الرئيس الأميركي والمقرّبين منه حتى.
وفي مقابل تعثّر السردية الأميركية، فإن «فيديو ترامب» يأتي في وقت لا يزال فيه المقطع المصوّر للمواطن اليمني، وهو جالس في بقالته إبان استهداف منطقة تبعد عنه أمتاراً قليلة بأربع غارات متتالية، يتصدّر وسائل التواصل الاجتماعي منذ عشرة أيام على التوالي، ولا سيما أن الرجل أدهش العالم بشجاعته، بعدما حافظ على ثباته، محاولاً تهدئة طفله، غير آبه بالقنابل التي تسقط بالقرب منه.
إلى ذلك، وفي محاولة على ما يبدو لتحقيق نتائج فعلية على أرض المعركة، كشف موقع «War Zone» العسكري الأميركي، الثلاثاء، عن استخدام واشنطن قنابل «ارتجاجية فتّاكة» لأول مرة في حربها ضدّ «أنصار الله»، من بينها القنبلة الانزلاقية «StormBreaker GBU-53/B»، باستخدام طائرات «أف -18»، وقنبلة «AGM-154»، ذات سلاح المواجهة المشتركة «JSOW»، جنباً إلى جنب الصواريخ المضادة للإشعاع وذخائر «الهجوم المباشر المشتركة» (JDAM)
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: على الیمن
إقرأ أيضاً:
قرارات ترامب تهدد المتنزهات الوطنية الأميركية: نقص في الطواقم يجبر العلماء على تنظيف المراحيض
تشهد المتنزهات الوطنية الأميركية أزمة حادة في نقص الموظفين هذا الصيف، ما اضطر علماء وخبراء إلى القيام بأعمال تنظيف المراحيض واستقبال الزوار، بسبب تقليصات في التوظيف والميزانية خلال عهد الرئيس دونالد ترامب. اعلان
تشهد المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة أزمة حادة في الطواقم العاملة هذا الصيف، مع نقص غير مسبوق في الموظفين أجبر حتى العلماء والخبراء على القيام بمهام تنظيف المراحيض واستقبال الزوار، في ظل تداعيات خفض الإنفاق الحكومي في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ففي متنزه "يوسمايت" الوطني بولاية كاليفورنيا، أحد أقدم وأشهر المحميات الطبيعية الأميركية، أصبح على موظفين متخصصين في علم المياه ومكافحة الأنواع الغازية أن يتناوبوا على تنظيف دورات المياه والعمل على مداخل المتنزه لاستقبال الزائرين، وهي مهام كانت في السابق من اختصاص موظفين موسميين بأجور متدنية.
Relatedوالد إيلون ماسك يعلق على خلاف ابنه مع ترامب: صراع الزعماء الأقوياءمسلسل ترامب-ماسك: الرئيس يهدد الملياردير بالويل والثبور إذا دعم الديمقراطيينترامب يُرسل 2000 الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس وسط تصاعد الاحتجاجات حول الهجرةوتعود جذور الأزمة إلى تقليصات كبيرة في الموازنة الاتحادية، وتحديدًا في وظائف إدارة المتنزهات الوطنية (NPS)، خلال فترة إدارة ترامب، إلى جانب سياسات تقشف فرضها ما يُعرف بـ"وزارة كفاءة الحكومة" التي أنشأها الملياردير التقني إيلون ماسك. وقد أفادت جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية أن الخدمة فقدت 13% من موظفيها منذ تولي ترامب الرئاسة.
وتشير الجمعية إلى أن هذا التراجع في الموارد البشرية ترافق مع ازدياد كبير في أعداد الزوار، الذين بلغ عددهم أكثر من 331 مليونًا العام الماضي، في رقم قياسي جديد. ورغم هذه الزيادة، تواجه المتنزهات صعوبات متزايدة في تأمين خدمات الإنقاذ والحفاظ على السلامة العامة، وسط تحذيرات من تداعيات ذلك على الزوار الذين قد يتعرضون لمخاطر مثل الإنهاك الحراري أو الاقتراب من الحيوانات البرية والمواقع الخطرة.
وفي متنزه "كريتر ليك" بولاية أوريغون، استقال مدير المتنزه كيفن هيتلي من منصبه في أيار/مايو بعد خمسة أشهر فقط، بسبب ما وصفه بعجزه عن ضمان سلامة موظفيه وزوار المتنزه الذي يشهد تساقط ثلوج كثيف يصل إلى 11 مترًا سنويًا. وأكد أن المتنزه يعاني من نقص حاد، حيث تبقى 18 وظيفة شاغرة من أصل 63.
ورغم محاولات إدارة ترامب تلميع الصورة، إذ صرحت آنا كيلي، نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، بأن المتنزهات "ستكون في حالة مثالية"، إلا أن المعطيات الميدانية تنذر بصيف صعب، خصوصًا مع استمرار الفجوة بين حجم التوظيف المطلوب والعدد الفعلي للعاملين، حيث لم يتجاوز عدد الموظفين الموسميين الذين تم توظيفهم حتى منتصف مايو 3,300 من أصل 7,700 مخطط لهم.
ويرى مراقبون أن إدارة المتنزهات ستضطر للتضحية بمشروعات الأبحاث والإدارة البيئية على المدى الطويل لصالح أولويات آنية مثل إبقاء الطرق مفتوحة وتنظيم الجولات السياحية والحفاظ على النظافة. وقد اختصر أحد المسؤولين السابقين الأمر بالقول: "إذا كانت التوقعات تشير إلى تقديم نفس مستوى الخدمات كما في العام الماضي، فهذا أمر غير واقعي".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة