عربي21:
2025-05-28@14:05:46 GMT

ترامب - نتنياهو: تشابه قد يصل إلى التصادم

تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتفاخر بأنه أول زعيم أجنبي التقاه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض بعد انتخابه في الولاية الثانية. ولكن اللقاء الذي عقد بينهما، أول من أمس، حسب تقديرات العديد من الخبراء والمحللين، كان مخيباً لآمال نتنياهو الذي على ما يبدو خرج منه بخفّي حُنين، خاصة في الملفات التي يعتبرها نتنياهو مهمة جداً بالنسبة له، وكان أن يأمل أن يعود من واشنطن وهو يحمل البشرى للإسرائيليين.



وأول مؤشرات عدم النجاح كان إلغاء المؤتمر الصحافي للزعيمَين والاكتفاء بالرد على أسئلة محدودة للصحافيين في المكتب البيضاوي، وهذا على الرغم من التشابه الكبير بين الرجلين. وكان نتنياهو في اللقاء محرجاً وأشبه بالتلميذ النجيب الذي يخشى إغضاب معلمه.

نتنياهو يشبه إلى حد بعيد ترامب في أن الاثنين يفكران بنفسَيهما فقط حتى لو كان هذا على حساب الدولة والشعب لا يباليان بما قد يحدث من تبعات لهذه السياسة الأنانية؛ فنتنياهو يجر إسرائيل إلى مواصلة الحرب على الرغم من أنه لم يعد هناك طائل منها وتشكل خطراً على حياة الأسرى الإسرائيليين؛ فقط ليهرب من المساءلة ويستمر في الحكم لأطول فترة ممكنة. وترامب يفرض رسوماً جمركية على شركاء الولايات المتحدة وخصومها في نفس الوقت، ما يعرض الاقتصاد الأميركي لهزات عنيفة قد تؤثر سلباً على استقراره وعلى مستوى حياة المواطن الأميركي. ويذهب إلى صفقة مع الرئيس فلاديمير بوتين على حساب حلفائه في أوروبا، وعلى حساب أوكرانيا التي صرفت الولايات المتحدة أموالاً طائلة لدعمها في مواجهة روسيا، بل ويريد أن تدفع أوكرانيا ثمن الحرب باتفاق مذل تتخلى بموجبه عن معادنها الثمينة لصالح الولايات المتحدة.

وكلاهما يريد الانقضاض على الدولة العميقة وتغيير نظام الحكم؛ بحيث يبقيان حاكمَين بلا منازع لأطول فترة ممكنة ولا يتعرضان لأي مساءلة أو إزعاج في الحكم، بما في ذلك بتغيير القوانين وأعمدة نظام الحكم والتخلص من الفصل بين السلطات وإرث النظام «الديمقراطي». ولا يتورع الرجلان عن القيام بأي شيء في سبيل تحقيق مصالحهما، بما في ذلك اللجوء للتزوير ومخالفة القانون.

ولكن هذا التشابه في الأنانية والعناد قد لا يقود إلى تفاهمهما بل ربما العكس، أي التصادم إذا اختلفت مصالحهما. وهذا على الأغلب ما حصل في اللقاء الأخير أول من أمس.

خرج نتنياهو للولايات المتحدة وهو يحمل معه أربعة ملفات مهمة بالنسبة له، وهي: ملف إيران النووي، ملف التعرفة الجمركية، ملف السيطرة التركية على سورية، والملف الأخير الرهائن والمحتجزون الإسرائيليون والحرب على غزة.

ولكنه على ما يبدو لم يحقق أي اختراق حقيقي في أي منهم، ربما باستثناء ملف الرهائن الذي لم يفصح ترامب عن موقفه الواضح منه عندما أجاب عن أسئلة الصحافيين حول الموضوع بالقول: إنه كان يأمل أن تنتهي الحرب، وإنه يفترض أن تنتهي في مرحلة ما. ولديه مشكلة مع الرهائن وهو يحاول إخراجهم. وعملياً هو لم يفصح عن أي شيء.

أما القضايا الأخرى فتلقّى فيها نتنياهو صفعات متتالية. أولها إعلان الرئيس ترامب أنه سيبدأ مفاوضات مباشرة مع إيران السبت المقبل حتى لو حمل كلامه بعض التهديد، من قبيل القول: إنه إذا فشلت المفاوضات «فسيكون ذلك يوماً سيئاً لإيران». وهناك تقديرات بأن يلجأ ترامب لمساومة إيران على العراق مقابل السماح لها بملف نووي سلمي، وليس كما تطلب إسرائيل التفكيك الكامل للملف على طريقة ما جرى في ليبيا. والضربة الثانية التي تلقّاها نتنياهو كانت برفض ترامب إلغاء الرسوم الجمركية التي ستفرض على الصادرات الإسرائيلية بقيمة 17%، بل إن ترامب تحدث عن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار سنوياً، وأن هذا المبلغ كبير، وهو تلميح ربما للمستقبل ببحث مصيرها. في حين أن نتنياهو رد على ترامب بأنه سيمحو العجز في الميزان التجاري بين الدولتين، وهو أمر مشكوك في قدرته على تحقيقه حسب الخبراء الاقتصاديين في إسرائيل.

وحول السيطرة التركية على سورية، قال ترامب: إن علاقته مع الرئيس رجب طيب أردوغان رائعة وإنه يحبه، وإذا كانت لنتنياهو مشكلة مع تركيا فترامب قادر على حلها طالما نتنياهو يتصرف بعقلانية، وعليه أن يتصرف بعقلانية.. أي أنه رفض بشكل واضح مطلب نتنياهو بوضع حد لسيطرة تركيا على سورية وتهديد مصالح إسرائيل. ويبدو أن على نتنياهو القبول بمعادلة جديدة في سورية ليس لإسرائيل وحدها حرية الحركة والتصرف بل والقدرة على احتلال أجزاء من هذا البلد الذي يجري تقسيمه بين مستعمرين كثر، الولايات المتحدة أحدهم.

باختصار تمثل الصفات المتشابهة بين نتنياهو وترامب عوامل جذب وتنافر؛ فهما يمكن أن يلتقيا في مرحلة ويتصادما في أخرى طالما أن لكل واحد منهما مصالحه الأنانية التي تصل إلى مستوى التضحية بالمصالح العامة. فعقلية كهذه لا تقيم وزناً إلا لما تعتبره يخص الشخص نفسه دون سواه. ونتنياهو هو الأضعف في هذه المعادلة، ويعلم أن قدرته على المناورة مع ترامب محدودة تماماً، وليست كما هي مع أي رئيس من الحزب الديمقراطي. لهذا ابتلع الإهانة بصمت وعاد إلى إسرائيل يجر أذيال الخيبة.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نتنياهو ترامب امريكا نتنياهو ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عقبات تواجه تصنيع آيفون في الولايات المتحدة

يواجه مسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتصنيع هواتف “آيفون” التي تنتجها شركة “أبل” داخل الولايات المتحدة الكثير من التحديات القانونية والاقتصادية أقلها تثبيت “البراغي الصغيرة” بطرق آلية، وفق خبراء.
فقد هدد ترمب الجمعة بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على “أبل” في حال بيعها هواتف “آيفون” مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة، وذلك في إطار سعي إدارته لدعم سوق العمل.
وقال ترمب للصحفيين الجمعة إن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبق أيضًا على شركة “سامسونغ” وغيرها من صانعي الهواتف الذكية. ويتوقع أن تدخل الرسوم حيز التنفيذ في نهاية يونيو/ حزيران.
صناعة تتطلب تكنولوجيا غير متوفرة
وقال ترمب ط: “لن يكون من العدل” عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة، مشيرًا إلى تفاهم مبرم مع (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك.
وبحسب ترمب، قال (كوك) إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع. ورد ترمب له “لا بأس أن يذهب إلى الهند ولكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية”.
وكان وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك قال لشبكة “سي.بي.إس” الشهر الماضي إن عمل “الملايين والملايين من البشر الذين يثبتون البراغي الصغيرة جدًا لصنع أجهزة آيفون” سيأتي إلى الولايات المتحدة وسيصبح آليًا، مما سيوفر وظائف للعمال المهرة مثل الميكانيكيين والكهربائيين.
لكنه قال لاحقًا لقناة “سي.إن.بي.سي” إن كوك أخبره بأن القيام بذلك يتطلب تكنولوجيا غير متوفرة بعد.
وأوضح قائلًا: “لقد قال أحتاج إلى أذرع روبوتية وأن أقوم بذلك على نطاق ودقة يمكنني بهما جلبها (الصناعة) إلى هنا. وفي اليوم الذي أرى ذلك متاحًا، ستأتي إلى هنا”.

“قصة خيالية غير ممكنة”
وقال محامون وأساتذة بقطاع التجارة إن أسرع طريقة لإدارة ترمب للضغط على شركة “أبل” من خلال الرسوم الجمركية هي استخدام نفس الآلية القانونية التي تفرض الرسوم على شريحة واسعة من الواردات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دان إيفز المحلل في “ويدبوش” إن عملية نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد تستغرق ما يصل إلى 10 سنوات وقد تؤدي إلى أن يصل سعر جهاز آيفون الواحد إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حاليًا في حدود 1200 دولار.
وأضاف إيفز: “نعتقد أن مفهوم إنتاج أبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة”.
وبحسب “رويترز”، قال بريت هاوس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، إن فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة “أبل”. وأوضح قائلًا: “لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين”.

قناة العربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغرب
  • صحيفة صهيونية: لماذا لم تستطع “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة هزيمة اليمنيين في اليمن؟
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • وزير خارجية الاحتلال يشيد بـ ترامب لالتزامه بدعم إسرائيل
  • قرقاش: كلمة الرئيس الأمريكي في الرياض تعكس تحولاً في توجه الولايات المتحدة
  • عقبات تواجه تصنيع آيفون في الولايات المتحدة
  • ساعر: الولايات المتحدة أقرب حلفاء إسرائيل في العالم
  • هل يمكن تصنيع آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
  • زيلينسكي يندد بصمت الولايات المتحدة بعد الهجوم الروسي بالطائرات المسيرة والصواريخ
  • إسرائيل تستدعي سفيرها لدى الولايات المتحدة بسبب تصريحاته عن معارضي نتنياهو