الدورات الصيفية.. أداة لتربية جيل واعٍ في مواجهة تحديات الحرب الناعمة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
من أهم ما تحتاج إليه أمتنا وجيلها الناشئ هو تعزيز العلاقة بالقرآن الكريم ككتاب هداية وأن نتعلم منه معرفة الله وترسيخ الشعور بعظمته، لأنه بتعزيز الأمة لعلاقتها بالقرآن تستعيد به فاعليتها وتخرج من الحالة الرهيبة من انعدام الفاعلية والوزن إلى النموذج الأصيل المغيض للكفار.
وفي زمن تتعرض فيه الأمة الإسلامية لتحديات عديدة، وفي عالم تتسارع فيه التغيرات وتتعاظم فيه التحديات، تصبح الدورات الصيفية أداة حيوية لتربية الجيل الناشئ، فهي ليست مجرد أنشطة ترفيهية، بل هي فرصة ذهبية لتعزيز الهوية الإيمانية وتنمية المهارات والمعرفة، من خلال هذه الدورات، يمكننا توجيه الشباب نحو الهدى والبصيرة، ليكونوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم.
وتبرز أهمية تعزيز العلاقة بالقرآن الكريم ككتاب هداية، إن تعمقنا في فهم معانيه وتطبيق تعاليمه يمكن أن يكون لذلك تأثير عميق على الأجيال القادمة، مما يساعدها في استعادة هويتها الحقيقية وتجاوز حالة الانعدام الفاعلية.
* أهمية القرآن الكريم:
1 – القرآن كمرجع روحي:
– يعتبر القرآن الكريم المصدر الأول للتوجيه الروحي والأخلاقي، حيث يعزز من معرفة الله ويغرس في النفوس شعور العظمة والهيبة تجاهه، وتربية جيل مؤمن قرآني، تنشئة جيل يتمسك بقيم القرآن الكريم ويستمد منها القوة والإلهام.
وبناء جيل عزيز كريم: يجب أن يكون الشباب عزيزاً في دينه وكريمًا في تعاملاته، مما يعكس قيم الإسلام الحقيقية.
وتحفيز الشباب على التغيير غرس في نفوسهم الرغبة في التغيير الإيجابي، ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم ويواجهوا التحديات والأخطار.
2 – تعزيز الهوية الإيمانية:
– من خلال دراسة القرآن وتعلمه، يمكن للأجيال الناشئة أن تعزز من هويتها الإيمانية، مما يجعلها قادرة على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تتعرض لها.
– الحفاظ على الهوية الإيمانية يعد ركيزة أساسية لمواجهة التحديات، حيث تساهم الدورات الصيفية في تعزيز هذه الهوية من خلال التعليم الديني والقيم الأخلاقية.
-3 التحصين ضد الحرب الناعمة:
– إن تعزيز العلاقة بالقرآن هو وسيلة فعالة للتحصين ضد الحرب الناعمة التي تسعى لتغيير القيم والمفاهيم، فالقرآن يوفر الأساس المتين الذي يمكن الأجيال من التمسك بمبادئهم وقيمهم.
الحرب الناعمة لا تقتصر على الهجمات العسكرية، بل تشمل محاولات لتغيير القيم والثقافات، مما يتطلب من الجيل الناشئ أن يكون مسلحًا بالمعرفة والوعي.
أثر القرآن على الفاعلية الاجتماعية:
-1 استعادة الفاعلية:
– عندما ترتبط الأمة بالقرآن، فإنها تستعيد فاعليتها في المجتمع، مما يمكّنها من مواجهة التحديات والمشكلات التي تعصف بها.
-2 نموذج أصيل:
– القرآن الكريم يقدم نموذجًا أصيلاً يُظهر كيف يمكن للأمة أن تكون قوية ومؤثرة في العالم، بعيدًا عن الضياع والخضوع للضغوط الخارجية.
-3 تربية الأجيال على القيم:
– من الضروري أن نغرس في نفوس الأجيال القادمة قيم العزة والكرامة من خلال تعاليم القرآن، مما يساعدهم على أن يكونوا قادة فاعلين في مجتمعاتهم.
إن تعزيز العلاقة بالقرآن الكريم ليس مجرد نشاط تعليمي، بل هو ضرورة ملحة لاستعادة الهوية الإيمانية والفاعلية الاجتماعية، يجب أن نعمل جميعًا على توجيه الأجيال الناشئة نحو هذا الكتاب العظيم، لنضمن لهم مستقبلًا مشرقًا ومليئًا بالقيم والمبادئ التي تعزز من كرامتهم وهويتهم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جلسة «دور الإعلام في دعم الهوية العربية» تؤكد على الدور المحوري للإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية في تعزيز الهوية
استعرضت جلسة دور الإعلام في دعم الهوية العربية ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتختتم أعمالها غدا الأربعاء، وتزامناً مع اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، كيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية الهوية العربية حيث أجمع المشاركون في الجلسة أن الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية يقع على عاتقها دور محوري في تعزيز هذه الهوية، وترسيخها في عقول الأجيال، لتظل صمام الأمان في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي أدارها الاعلامي عبد الله المديفر من روتانا خليجية بحضور الباحث والكاتب الدكتور رشيد خيون، وعبد الله الغذامي الأكاديمي والناقد الثقافي تم التطرق إلى دور الإعلام في الحفاظ على الهوية العربية مع التأكيد على أهمية الإعلام كأداة قوية في تعزيز الوعي والتصدي للتحديات التي قد تواجهها الهوية في ظل العولمة، باعتبار أن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب..
وأوضح رشيد خيون أن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التي تضمن ترسيخ الهوية العربية وتعزيزها بكل رموزها ومكوناتها، مشيرا الى ضرورة تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية، إلى جانب تزويد المجتمع بالمعلومات الكافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع ضرورة رصد التحديات المجتمعية والعمل على التصدي للأفكار الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع العربي..
من جهته، قال عبد الله الغذامي أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية العربية، معتبرا أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية بما يتيح للإعلام بلورة رسالة معبرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية..
وأشار عبد الله الغذامي إلى أن الهوية الوطنية ليست كيانا جامدا أو ثابتا، بل هي كائن حي يتفاعل مع متغيرات الزمن، يستمد من الماضي جذوره العميقة، ومن الحاضر زخمه، ويتأهب للمستقبل بروح متجددة دون أن يفقد أصالته. وأضاف ان الإعلام قوة فاعلة ومؤثرة في التعبير عن الهوية وتحديد ملامحها وتفاعلها ومقوماتها وبالتالي تشكيلها..
وأوضح عبد الله الغذامي أن الإعلام باعتباره أداة رئيسية للتأثير المجتمعي، يحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الوطنية، مشيراً إلى أن حماية الهوية العربية تتطلب تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية والجودة، ويعمل على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة.