قضية السودان ضد الأمارات: بعيداً عن الأثر القانوني
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
(1)
خلال يوم امس كانت غالب الوكالات والمحطات الكبري فى العالم تشير إلى جلسات محكمة العدل الدولية ، وتفاصيل شكوى السودان ضد الأمارات العربية المتحدة ، تقارير تلفزيونية ومقاطع فيديوهات وتقارير اخبارية تعود للواجهة ، صور مجموعة من مليشيا الدعم السريع وهى تطلق النار على والي غرب دارفور خميس ابكر وتدهسه بالعربات ، وآلاف الضحايا يتم دفنهم أحياء ، وحكايات مرعبة ، يستعيد العالم تلك المشاهد مربوطة بصورة الأمارات العربية المتحدة.
ولئن كانت الصورة الذهنية مهمة للدول كافة ، فإنها بالنسبة لى أبوظبي و دبي أهم القواعد فى تدابيرهم وخططهم ومشروعاتهم ، حيث تمثل الصور الزاهية عنصر جذب للسياح وللاقتصادات الناشئة وللأسواق الحرة ..
ومثل قضية السودان هذه تمثل ضربة قاسية على اقتصاد الدولة وصورتها أمام العالم..
(2)
اصبحت للمجتمع الدولي حساسية بالغة مع قضايا حقوق الانسان ، واكثرها مرارة ما يرتبط بالإبادة الجماعية ، حيث عرفتها اتفاقية 1954م ، بإنها ( من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية …“، بما في ذلك:
قتل أعضاء من الجماعة؛
إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة؛
إخضاع الجماعة، عمداً، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً؛
فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة؛
نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.
وتؤكد الاتفاقية أن الإبادة الجماعية، سواء ارتكبت في زمن السلم أو الحرب، هي جريمة بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد الأطراف ’’بمنعها والمعاقبة عليها‘‘ (المادة 1). وتقع المسؤولية الأساسية في منع الإبادة الجماعية ووقفها على عاتق الدولة التي تقع فيها هذه الجريمة)..
وهذا محور شكوى السودان ضد الأمارات العربية المتحدة ، وكلما تطاولت مدة المحاكمة وجلساتها ، فانها تشكل صورة تراكمية عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومن الصعب انتزاعها ومحوها ، إن تلك الصورة النمطية التى تم بناءها خلال سنوات طويلة فى طريقها للتفتت وكشف الغطاء..
(3)
رد دولة الإمارات العربية المتحدة لم يفند أى إتهام ، حول دعمه لمليشيا آل دقلو الارهابية بالسلاح والعتاد والذخائر والعربات القتالية ، وهناك أدلة موثقة أثبتها الجانب السوداني ، وإنما لجأ إلى :
– الطعن فى عدم اختصاص المحكمة حسب البند 9 من الاتفاقية حيث تحفظت الأمارات على هذا البند عند التوقيع ، وهو أمر وإن بدأ مشروعاً من ناحية شكلية ، إلا أن ذلك لا يعفي من المسؤولة الاخلاقية والسياسية..
– جنح الرد الاماراتي فى جانبه السياسي إلى إشارات تعبر عن تناقض وارتباك ، فمثلاً تم الاستشهاد باتفاقية 2020م ودور البرهان ، بينما غالب ردود الوفد الاماراتي لا تعترف بسلطة البرهان (سلطة القوات المسلحة) ، وانتقاد للسلطة السياسية ، وهذا جانب لن تتحمل الامارات عواقبه لو اراد السودان التعامل معه بالمثل..
– وتركيز الأمارات العربية على الجانب السياسي فى ردها يشير إلى إنها تفتقد القدرة على رد الاتهامات والادلة السودانية..
– كما أن استعانتها ببعض متعهدي خدمات العلاقات العامة من النشطاء السودانيين يكشف ضيقها من فعالية تأثير الرأى العام السوداني ، فى داخل البلاد وخارجها..
لقد خسرت الأمارات العربية ورغم كل امكانياتها صورة امارة (الخير)..
د.ابراهيم الصديق على
11 ابريل 2025م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأمارات العربیة العربیة المتحدة
إقرأ أيضاً:
قتيل و9 إصابات بينها حرجة في تفجير حقل ألغام بقوة من قصاصي الأثر شرق خانيونس
قتل جندي وأصيب 9 آخرون على الأقل، أغلبهم بجراح بين حرجة وخطيرة، في كمين وقعت فيه قوة لجيش الاحتلال، بخانيونس جنوب قطاع.
وقالت مواقع عبرية، إن قوة من قصاصي الأثر بجيش الاحتلال، دخلت منطقة شرق خانيونس، بهدف تأمين ممر للقوات وكشف المكان، لتسقط في حقل ألغام أعدته المقاومة مسبقا، وجرى تفجيره بهم.
وأشارت حسابات عبرية، إلى أن قائد الوحدة بين المصابين،و 3 بحالة حرجة و4 بحالة الخطر.
ولفتت إلى أن الطيران المروحي، تدخل في المنطقة من أجل إخلاء الجنود، إلى مستشفى يخلوف.
ويأتي الكمين، يوم واحد من قيام المقاومة بإيقاع قوة من لواء غولاني، في كمين آخر، بعد تفجير القسام ناقلتي جنود، بعد رزع عبوتين ناسفتين في قمرتي قيادتهما في رفح.
واعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط وجندي، في صفوفه، في الكمين الذي نصبته كتائب الاحتلال، لقوات الاحتلال في بلدة عبسان شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إن القتيلين هما، النقيب أمير سعد، 22 عاما، وهو ضابط تكنولوجيا وصيانة في لواء غولاني للمشاة، وهو الطائفة الدرزية، والآخر هو الرقيب إينون نوريئيل فانا، عنصر في التكنولوجيا والصيانة كذلك بلواء غولاني.
ولفت الجيش إلى أن القتيلين سقطا في معارك بجنوب القطاع، دون أن يحدد المكان.
وأشارت حسابات عبرية، إلى أن الضابط في لواء "جولاني أمير سعد حصل قبل أسبوع فقط على رتبة جديدة، وهو قريب لعليم سعد، نائب قائد اللواء 300 في فرقة الجليل، بجيش الاحتلال، والذي قتل بنيران مقاومين من الجهاد الإسلامي حاولا اقتحام حدود فلسطين من جهة لبنان، في 10 تشرين أول/أكتوبر 2023.
وكانت حسابات عبرية تتخطى الرقابة العسكرية، أعلنت أن قوات الاحتلال تعرضت لكمين صعب مساء أمس في خانيونس، ولفتت إلى أن عدد القتلى أكثر من الذي أعلن عنه الناطق باسم الجيش.
لكن كتائب القسام، وعلى غير المعتاد، قامت خلال وقت وجيز من وقوع الكمين، بنشر بلاغ عسكري، كشفت فيه تفاصيله.
وقالت القسام في بلاغها، "خلال كمين مركب.. تمكن مجاهدو القسام من استهداف ناقلتي جند صهيونيتين بعبوتي العمل الفدائي تم وضعهما داخل قمرتي القيادة مما أدى إلى احتراق الناقلتين وطاقمهما، وبعدها استهدف مجاهدونا ناقلة جند صهيونية ثالثة بقذيفة الياسين 105 وذلك في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع".
وأضافت "ورصد مجاهدونا قيام حفار عسكري بدفن الناقلات لإخماد النيران وهبوط الطيران المروحي للإخلاء".