البورصات الآسيوية تتراجع مجددا إثر احتدام حرب ترامب التجارية
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
تراجعت البورصات الآسيوية بشكل حاد اليوم الجمعة بعدما هوت أسهم وول ستريت، مما يظهر حالة عدم اليقين التي تتسبب بها حرب دونالد ترامب التجارية، وفي وقت يهدد فيه الاتحاد الأوروبي بفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.
وأعلنت الإدارة الأميركية أمس الخميس أن الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الصينية بلغت نسبتها 145%.
وكان ترامب بدل موقفه الأربعاء بصورة مفاجئة، وجمد التعرفات الإضافية المطبقة على حوالي 60 دولة لمدة 90 يوما، مستثنيا فقط الصين التي باتت معزولة بمواجهة واشنطن.
وفي مواجهة إصرار بكين على الرد بالمثل، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء أن الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية ستبلغ 125%.
وأوضح البيت الأبيض الخميس في مرسوم رئاسي أن القرار يرفعها في الواقع إلى 145%، بعد احتساب الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها ترامب على الصين لمعاقبتها على إيواء مصانع تساهم في إنتاج الفنتانيل (مادة أفيونية) حسب زعم واشنطن.
وفي مواجهة حالة عدم اليقين الناجمة عن سياسة ترامب وتصاعد التوترات الصينية الأميركية، تسود حالة من الاضطراب أسواق المال العالمية.
وبعد هبوط بورصة وول ستريت:
انخفض مؤشر طوكيو بنسبة 4.22% قرابة الساعة 3:00 بتوقيت غرينتش. تراجع مؤشر سول بنسبة 1.18%. انخفضت أسهم تايوان أكثر من 3%. تراجعت أسهم سنغافورة 3% أيضا في المعاملات المبكرة إعلانوأنهت وول ستريت تعاملاتها على تراجع حاد الخميس مع خسارة مؤشر داو جونز 2.5% ومؤشر ناسداك 4.3%.
وتعاني الأسواق الصينية أيضا مثل شنغهاي التي خسر مؤشرها 0.23%.
وكانت البورصات انتعشت الخميس بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على حوالي 60 دولة لمدة 90 يوما، مبقيا فقط على الرسوم المعممة بنسبة 10% السارية منذ مطلع أبريل/نيسان الحالي.
وأثناء تلك المهلة، سيعقد شركاء الولايات المتحدة محادثات مع ترامب للتوصل إلى تسوية بشأن الضرائب.
رسوم أوروبية على الشركات الأميركيةوقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، قد تفرض بروكسل ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة التي أصبحت الآن داعمة لدونالد ترامب.
وقالت في صحيفة "فايننشال تايمز"، "هناك مروحة واسعة من التدابير المضادة"، وتحدثت عن "فرض ضريبة على عائدات الإعلانات من الخدمات الرقمية" واللجوء إلى أداة "الردع التجاري ومكافحة الإكراه" الخاصة بها المعروفة باسم "بازوكا".
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة على منصة "إكس" إن على أوروبا "حشد كل الأدوات المتاحة لحماية نفسها".
لكن ترامب (78 عاما) قال بكل هدوء أثناء اجتماعه مع وزراء في البيت الأبيض "ستكون للمرحلة الانتقالية مكلفة وستطرح مشكلات، لكن في نهاية المطاف، ستكون أمرا جيدا".
وأكد وزير المالية الأميركي سكوت بيسنت أنه لا يرى "شيئا غير عادي اليوم" في الأسواق، في حين قدّر نواب ديمقراطيون أن الرئيس الجمهوري ربما تلاعب بهم بشكل غير قانوني من خلال التشجيع على شراء الأسهم قبل تغيير موقفه الأربعاء.
بكين.. القتال حتى النهايةمن جهتها، تعهّدت بكين "القتال حتى النهاية"، وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغ تشيان إن "باب الحوار مفتوح للتفاوض، لكن الحوار يجب أن يقوم على احترام متبادل وأن يجري على قدم المساواة".
إعلانأما الدول الآسيوية الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، فلم تتخذ أي تدابير مضادة.
ومثل فيتنام وكمبوديا، أعلن منتجو المنسوجات وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أنهم لن يتخذوا إجراءات انتقامية.
وعن طريق فرض ضرائب على الواردات، يعتقد دونالد ترامب أنه وجد الحل لإعادة توطين الإنتاج الصناعي في بلاده التي يعتبرها ضحية لشرور العولمة.
ويريد تحصيل رسوم جمركية ودفع شركائه لشراء المزيد من البضائع الأميركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بعد قرار قضائي ضد التعرفات الأميركية .. ما الخيارات المتبقية أمام ترامب؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
محكمة التجارة الدولية الأميركية قضت بأن الرئيس دونالد ترامب تجاوز صلاحياته باستخدام قانون "الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية" لفرض تعرفات جمركية واسعة على عدد من الدول.
وقضت المحكمة الفدرالية، التي تتخذ من مانهاتن مقراً لها، بوقف دائم لمعظم تعرفات ترامب، كما حظرت تعديلها في المستقبل.
كما منحت المحكمة البيت الأبيض مهلة 10 أيام لإتمام الإجراءات الرسمية لوقف هذه الرسوم، لكن إدارة ترامب سارعت إلى استئناف الحكم.
أدوات قانونية بديلة قيد الدراسة
رغم الحكم القضائي، أكد محللو لدى غولدمان ساكس على أن البيت الأبيض لديه عدد قليل من الأدوات القانونية تحت تصرفه، والتي قد تجعل قرار المحكمة مسألة مؤقتة.
وقال البنك في مذكرة بحثية: "يمثل الحكم نكسة لخطط الإدارة بشأن الرسوم الجمركية ويزيد حالة عدم اليقين، لكنه قد لا يغير النتيجة النهائية بالنسبة لأغلب الشركاء التجاريين لأميركا".
وأضاف: "في الوقت الحالي، نتوقع أن تجد إدارة ترمب وسائل بديلة لفرض التعرفات".
خيارات على الطاولة
وبحسب "غولدمان"، فإن الحكم يعرقل فرض رسوم بنسبة 10% على معظم الواردات والتي فرضتها إدارة ترامب، بالإضافة إلى الرسوم المضافة على الصين وكندا والمكسيك، لكنه لا يشمل الرسوم القطاعية مثل المفروضة على الصلب والألمنيوم والسيارات.
في الوقت نفسه، أشار المصرف الأميركي إلى أن إدارة ترامب لديها وسائل قانونية أخرى لفرض التعرفات، مشيراً إلى المادة 122 من قانون التجارة لعام 1974 والتي تقول إن التعرفات لا تتطلب تحقيقاً رسمياً وبالتالي يمكن أن تكون واحدة من أسرع الطرق للتغلب على الحكم القضائي.
وبالتالي يمكن لإدارة ترامب استبدال وبسرعة التعرفات الجمركية الشاملة بنسبة 10% بأخرى مشابهة تصل إلى 15%. كما أشاروا كذلك إلى أن هذه الخطوة قد تستمر فقط لمدة 150 يوماً، ثم يتطلب الأمر موافقة الكونغرس.
أما الخيار الثاني أمام ترامب، فهو إطلاق تحقيقات المادة 301 ضد شركاء تجاريين رئيسيين لأميركا، لكنه وبحسب غولدمان ساكس قد تستغرق عدة أسابيع على أقل تقدير.
فيما تتيح المادة 232 فرض رسوم جمركية لحماية الأمن القومي، وهي تُستخدم حالياً في الرسوم المفروضة على الصلب والألمنيوم.
هذا وتسمح المادة 338 لترامب بفرض رسوم تصل إلى 50% على واردات الدول التي تميّز ضد الولايات المتحدة، لكنها لم تُستخدم من قبل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام