دعوات ماليزية باكستانية لتحركات عملية لنصرة غزة
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
تصاعدت التحركات الشعبية الاحتجاجية في كل من باكستان وماليزيا للتنديد بجرائم الإبادة الجماعية التي يواصلها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتعالت الأصوات في البلدين مطالبة بفتح باب التطوع لنصرة غزة.
وفي كوالالمبور، نددت عشرات المنظمات والأحزاب الماليزية بما وصفته بـ"التبني الأميركي لجرائم الإبادة الجماعية في فلسطين".
ودعت هذه المنظمات والأحزاب في بيانات مختلفة إلى "رد عسكري على الجرائم الصهيونية وفتح باب التطوع للقتال من أجل إنقاذ الفلسطينيين من الإبادة وتحرير فلسطين".
وفي باكستان، أكد مؤتمر "فلسطين ومسؤولية الأمة الإسلامية" الذي عقد أمس الخميس لنصرة القضية الفلسطينية أن "الجهاد بات واجبا شرعيا على الأمة الإسلامية جمعاء، وذلك استنادا إلى نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأصول الفقه الإسلامي".
وحمل المؤتمر "حكام المسلمين والأمة المسؤولية الكاملة أمام الله"، كما دعا منظمة التعاون الإسلامي إلى "إنشاء صندوق عاجل لإغاثة الفلسطينيين، وتنظيم آلية فعالة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين".
كما طالب الدول الإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية أو تجارية مع إسرائيل بـ"تعليق تلك العلاقات، وسحب سفرائها، وطرد سفراء الاحتلال، حتى يتم إعلان وقف إطلاق النار دون شروط".
إعلانوأدان المؤتمر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دعا فيها الفلسطينيين إلى "مغادرة وطنهم والاستيلاء الكامل على غزة". مشددا على أن "كامل فلسطين، بما فيها ما يُسمّى بإسرائيل، هي أرض فلسطينية، يملكها الفلسطينيون بحق فطري وقانوني".
وندد المشاركون في المؤتمر بالدور الأميركي الغربي الداعم لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة من خلال التمويل المالي والعسكري وإعطاء الضوء الأخضر من قبل إدارة ترامب لإسرائيل لاستمرار الجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وانتقد المؤتمر -في بيانه الختامي- الأمم المتحدة ومجلس الأمن و"تخليهما عن دوريهما، مع استمرار الولايات المتحدة في استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار أي قرار بوقف إطلاق النار، في ظل عجز مؤسسات حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل، ومحكمة العدل الدولية".
ونظم المؤتمر "مجلس اتحاد الأمة في باكستان" الذي يضم الأحزاب الدينية الرئيسية في البلاد بحضور عدد من كبار العلماء في باكستان على رأسهم مفتي باكستان الشيخ محمد تقي الدين عثماني.
واجب وليس خياراوشارك في المؤتمر حزب جمعية علماء الإسلام بقيادة الجماعة الإسلامية، وقيادات أحزاب وجماعات إسلامية أخرى، وممثلون عن المدارس الدينية، بحضور ممثل عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي كلمته أمام المؤتمر طالب زعيم جمعية علماء الإسلام فضل الرحمن الحكومة الباكستانية بأن "تتحرر من ضغوط القوى الكبرى وألا تملي عليها واشنطن سياستها الخارجية". معتبرا الدفاع عن فلسطين "واجبا دينيا وأخلاقيا وتاريخيا".
من جهته، أشار مفتي باكستان محمد تقي عثماني إلى ضرورة تبني الأمة الإسلامية "واجب النصرة والجهاد، مؤكدا "أن الجيوش الإسلامية يمكنها أن تجد طرقا لنصرة أهل فلسطين مثلما قاموا بنصرة شعوب أخرى في مواطن الجهاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يفتتح المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء: «ارحموا عجز أهل غزة» ودعوة لإنسانية ضمير العالم وتحذير من استغلال الذكاء الاصطناعي في العدوان على فلسطين
مفتي الجمهورية يفتتح المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء..ويؤكد:
"ارحموا عجزَ أهلِ غزَّة".. مفتي الجمهورية يوجِّه نداءً إنسانيًّا إلى أصحاب الضمائر الحيَّة في الشرق والغرب
- إذا انفصل الذكاء الاصطناعي عن القيم تحوَّل إلى أداة قمعٍ وعدوان
- غزة ليست مجرد مأساة إنسانية بل اختبار فقهي وأخلاقي يفضح صمتَ الضمير العالمي
- ما يحدث في غزة يكشف خطورة تسليح الذكاء الاصطناعي دون ضوابط
- على علماء الأمة أن يدركوا أن نصرة غزة ليست خيارًا سياسيًّا، بل فريضةٌ وواجب أخلاقيٌّ
- مصر تؤدي واجبها تجاه فلسطين بوعي وشرف رغم حملات التشويهافتتح فضيلةُ أ.د نظير محمد عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- فعاليات المؤتمر العالمي العاشر للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي». ورحَّب مفتي الجمهورية بالضيوف من مختلف دول العالم، مُعبِّرًا عن اعتزازه الكبير بالرعاية الكريمة التي يُوليها فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الحدث العِلمي المتميز، مؤكدًا أنَّ الرعاية تمثل دعمًا مستمرًّا من القيادة السياسية لمسيرة الإفتاء الرشيد، وتهيئة بيئة علمية متقدمة تُعِدُّ جِيلًا جديدًا من المُفْتينَ القادرين على مواكبةِ التحولات الرَّقْمية وتِقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أوضح مفتي الجمهورية أنَّ العالم اليوم يشهد تحوُّلات غير مسبوقة بفِعل ثورة الذكاء الاصطناعي، التي أثَّرت بشكل جذري على مختلف المجالات، مثل الطب والتعليم والإدارة، وفتحت آفاقًا جديدة للبحث العلمي وتطوير العمل المؤسسي، ولكنه شدَّد على أنَّ هذه التطورات التقنية تستوجب توظيفًا مسؤولًا يخدم الإنسانية، خصوصًا في مجال الفتوى التي تتطلَّب توازنًا دقيقًا بين المرجعية الشرعية وأدوات العصر الرقمي. وأشار إلى أن الخطر يكمن في برمجة الفتوى دون ضوابط دقيقة؛ ما قد يحوِّل الدينَ من خطابِ هدايةٍ إلى خطابٍ ماديٍّ جامد، ينفصل عن روحه وأهدافه.
وقد طرح فضيلة المفتي مجموعةً من الأسئلة الفقهية الجوهرية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى، مثل قدرة الآلة على فَهْم تعارض النصوص، ومراعاة النيَّات الإنسانية، والسياقات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، وأَثَر اختلاف الزمان والمكان في صياغة الفتاوى، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعيَّ يجب أن يكون أداة مساعدة للمفتي، لا بديلًا عنه، بحيث يظل المفتي هو صاحب الرؤية المسؤولة، المبنية على خشية الله وبصيرة القلب وحكمة المقصد.
وشدَّد فضيلة المفتي على أهمية تطوير الفتوى لتواكب تحوُّلات العصر الرقْمي، حيث لا يكفي أن تكون دقيقة فحسْب، بل يجب أن تحمل ضميرًا حيًّا ووعيًا أخلاقيًّا، مؤكدًا دَوْرَ المؤسسات الدينية في وضع أُطُرٍ رقابية وأخلاقية صارمة لإدارة نُظم الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، عبر إشراف هيئات علمية متخصصة تضم علماء شرعيين وخبراء تقنيين وفلاسفة الشريعة، لضمان شرعية المُخرجات وموثوقيتها.
في السياق ذاته أوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن إدماج تِقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى لا يمكن أن يكون بديلًا عن المفتي الرشيد، وإنما وسيلةٌ لتوسيع أدواته وتعزيز وعيه بمتغيرات العصر، محذرًا في الوقت ذاته من مخاطر استحواذ الخوارزميات الجامدة على مرجعية الفتوى الدينية، وما قد يترتب على ذلك من ترويج لأقوال شاذة، وتشويه للوعي الديني، وفصلٍ للنصوص عن مقاصدها الشرعية والأخلاقية. كما أكَّد أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى ينبغي أن يكون بحذر عميق، وأن يظلَّ مرتبطًا بمركزية الإنسان بوصفه فاعلًا أخلاقيًّا ومجتهدًا مسؤولًا أمام الله والتاريخ، مشددًا على أنَّ الأنظمة الذكية لا تملك خشية الله، ولا بصيرة القلب، ولا حكمة المقصد، وهي الأركان الأساسية التي تقوم عليها صناعة الفتوى الرشيدة.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي قد يكون مفيدًا في المراحل التحضيرية للعملية الإفتائية، لا سيما في تصوير المسائل، وتحليل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والقانونية، وجمع النصوص وتنظيمها، لكنه لا يملك صلاحية إصدار الحكم الشرعي الذي يظل منوطًا بالمجتهد الرشيد، القادر على الترجيح بين الأدلة، ومراعاة سياقات النوازل، لافتًا النظرَ إلى أنَّ من أبرز التحديات التي تواجه الفتوى في هذا العصر الرقمي هو ما يُعرف بـ"هلوسة الذكاء الاصطناعي"، حيث قد تنتج هذه النماذج فتاوى مختلقة بصياغة مقنعة، ما يُظهر ضرورة أن تظل المؤسسات الدينية حارسةً لشرعية الوعي، وقائدة لعَلاقة واعية بين النص والآلة.
ودعا فضيلته إلى ضرورة بناء نماذج ذكاء اصطناعي شرعية، مدرَّبة على قواعد الاستنباط، والضوابط اللُّغوية، وفهم المقاصد الشرعية، مع ضرورة إخضاعها لإشراف علمي مشترك بين علماء الشريعة وخبراء الذكاء الاصطناعي وفلاسفة المقاصد، مشيرًا إلى أهمية إنشاء مِنصَّات رقْمية موثوقة للفتوى تخضع لمراجعة مستمرة من لجان شرعية مؤهَّلة، ويُحدَّد لعملها ميثاق أخلاقي خاص، على غرار ما هو معمول به في المجالات الطبية والقضائية.
وفي جزء مؤثر من كلمته، ركَّز فضيلةُ مفتي الجمهورية على ما تتعرض له غزَّة من عدوان ممنهج، قائلًا: "إنَّ غزة اليوم ليست مجرد بلد منكوب يُعاني الجوع والتشريد وبطش الاحتلال، بل هي اختبار حقيقي لنبض الفقه، ومرآة لصدق كلمة الفتوى، وصيحة مظلومين لا يجوز أن تغيب عن ضمير الأمة".
وأشار إلى أن الفتوى في جوهرها ليست محصورة في مسائل العبادات، بل هي أداة لبناء الوعي، وغرس قيم العزة والكرامة والدفاع عن الأرض، داعيًا المُفتينَ والعلماء إلى عدم الصمت إزاء المظالم التي يتعرض لها أهل غزَّة. وفي هذا السياق، كشف فضيلة المفتي عن توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مروِّع في استهداف سكان غزَّة، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدمه لتحليل الصور والتنبؤ بالتحركات واستهداف الأحياء بدقَّة قاتلة؛ ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا وتدمير البنية التحتية، وقال: "إن هذا المشهد يبرز خطورة التقنية إذا انفصلت عن القِيَم، ويؤكد الحاجة إلى وضع ميثاق عالمي يضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي على أساس العدل والرحمة، وصيانة الكرامة الإنسانية"، مؤكدًا أن التقدم التقني إذا لم يصحبه ضمير أخلاقي، تحوَّل إلى أداةِ قمعٍ وعدوان.
كما وجَّه فضيلة المفتي نداءً إنسانيًّا إلى أصحاب الضمائر الحيَّة في الشرق والغرب، قائلًا: "ارحموا عجزَ أهلِ غزَّة، فإنَّ لهم عند الله موقفًا يُقتصُّ فيه من الطغاة الذين سفكوا دماءهم ودمَّروا بيوتَهم، وشرَّدوا مَن بَقِيَ من أطفالِهم ونسائِهم وشيوخِهم". كما وجَّه تحيةَ إجلالٍ لأهل غزة الصامدين، القابضين على جمر الكرامة، وبشَّرهم بأنَّ النصر آتٍ لا محالة، وإن تأخرت بوادرُه أو بعدت أسبابُه.
وفي خلال حديثه عن الموقف المصري، أكَّد مفتي الجمهورية أنَّ مصر ما زالت تؤدي واجبها التاريخيَّ تجاه القضية الفلسطينية بوَعْيٍ وشرف، على الرغم من الهجمة الشرسة التي تستهدف دَورها، مشيرًا إلى أن القيادة المصرية رفضت بكلِّ وضوح محاولات تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، وتمسَّكت بحقوقهم الثابتة في وجه الابتزاز السياسي، في موقف سيخلِّده التاريخ بمِداد الشرف والكرامة.
وفي ختام كلمته، توجَّه فضيلةُ المفتي بالشكر إلى السادة العلماء والوزراء والمُفتين المشاركين في المؤتمر، كما عبَّر عن تقديره العميق للجهات الرسمية والتنفيذية والإعلامية التي ساهمت في نجاح فعاليات المؤتمر.