وصف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ديمتري نوفيكوف، مطالبات الحكومة السورية بتسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى السلطات الجديدة في دمشق بأنها "أمر غريب"، محذراً من أن خطوة كهذه قد تعرضه لـ"الانتقام والتصفية" في حال إعادته إلى بلاده.

ونقل موقع "لينتا" الإخباري الروسي عن نوفيكوف قوله إن تلك المطالبات "تبدو غير منطقية"، مذكراً بأن الأسد "كان رئيساً منتخباً بموجب التشريعات السورية"، مضيفاً أن موسكو لا يمكن أن توافق على أي إجراء قد يعرض حياته للخطر.



وجاءت تصريحات نوفيكوف بالتزامن مع أول لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع، الذي عقد في موسكو الأربعاء الماضي، وهو اللقاء الأول منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

وبحسب الكرملين، تناولت المحادثات بين بوتين والشرع ملفات متعددة، من بينها مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، والعلاقات الاقتصادية، وجهود إعادة الإعمار، إلى جانب ملفات سياسية تتعلق بالوضع الإقليمي في الشرق الأوسط.

وخلال اللقاء، أكد بوتين أن العلاقات الروسية السورية "تعود إلى أكثر من 80 عاماً"، مشيراً إلى أنها "قامت على أسس من الصداقة والاحترام المتبادل حتى في أكثر الفترات العصيبة". وأضاف: "لطالما استرشدنا في تعاملنا مع سوريا بمصالح الشعب السوري قبل أي شيء آخر، وقد حافظنا على شراكتنا رغم التحولات التي شهدتها المنطقة."

الشرع: نعيد بناء العلاقة مع موسكو
من جانبه، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن حكومته الجديدة تسعى إلى "إعادة بناء علاقاتها مع روسيا وتعريفها بسوريا الجديدة"، مؤكداً رغبة بلاده في الحفاظ على الاستقرار الداخلي والإقليمي. 

وأوضح أن دمشق "تولي أهمية كبيرة لدور موسكو في إعادة الإعمار"، معلناً نية الحكومة "إعادة ضبط العلاقات الروسية-السورية بما يحقق مصالح الطرفين".

وشدد الشرع على أن "السلطات الجديدة تحترم الاتفاقيات القائمة مع روسيا" التي وُقعت خلال حكم النظام السابق، في إشارة إلى العقود العسكرية والاقتصادية التي منحت موسكو نفوذاً واسعاً في سوريا.


موسكو: دعم لوحدة سوريا ورفض للعقوبات
وكان الكرملين قد أكد في بيان رسمي أن المباحثات ركزت على "الوضع الراهن في سوريا وآفاق تطوير التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية"، مشيراً إلى أن بوتين جدّد موقف بلاده الداعم لـ"وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها".

وفي اتصال هاتفي جرى في شباط/فبراير الماضي، كان بوتين قد أبلغ الشرع استعداد موسكو لإعادة النظر في بعض الاتفاقيات التي أبرمتها مع نظام الأسد، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا "لإتاحة المجال أمام جهود إعادة الإعمار".

زيارات متبادلة واتصالات متسارعة
تأتي زيارة الشرع إلى موسكو بعد شهر من زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى دمشق في 9 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث بحث مع مسؤولين سوريين قضايا الطاقة والمساعدات الإنسانية، في إطار مساعي روسيا للحفاظ على حضورها الاقتصادي في البلاد رغم تغير المشهد السياسي.

كما تعد الزيارة الأولى للرئيس السوري الجديد إلى روسيا منذ توليه منصبه عقب سقوط النظام السابق، في وقت تسعى فيه دمشق لتطبيع علاقاتها مع القوى الكبرى وإعادة تموضعها على الساحة الإقليمية.

وكانت نهاية عام 2024 قد شهدت انهيار نظام المخلوع بشار الأسد بعد عقد من الثورة السورية، لتتولى حكومة انتقالية بقيادة أحمد الشرع السلطة بدعم من تحالف فصائل معارضة وشخصيات مدنية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الأسد الشرع سوريا روسيا سوريا الأسد روسيا تسليم الشرع المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد

يحتفل السوريون، الإثنين، بالذكرى الأولى للإطاحة ببشار الأسد، في حين تكافح الدولة التي تعاني من الانقسامات من أجل تحقيق الاستقرار والتعافي بعد حرب دامت لسنوات.

ومن المقرر أن تشهد ساحة الأمويين في العاصمة دمشق احتفالات رسمية، وامتلأت بالفعل بحشود مبتهجة استعدادا للثامن من ديسمبر، كما ستقام احتفالات في أماكن أخرى بأنحاء البلاد.

وفر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على دمشق، وأطاحت به بعد حرب دامت لأكثر من 13 عاما اندلعت عقب انتفاضة ضد حكمه.

وتشهد بعض مناطق سوريا احتفالات منذ عدة أيام وامتلأت شوارع حماة بالآلاف يوم الجمعة ملوحين بالعلم السوري الجديد احتفالا بذكرى اليوم الذي سيطر فيه مسلحون بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على المدينة خلال تقدمهم السريع صوب دمشق.

إظهار الوحدة

هنأت الإدارة بقيادة الأكراد التي تسير شؤون الشمال الشرقي السوريين بالذكرى السنوية، لكنها حظرت التجمعات والفعاليات لأسباب أمنية، مشيرة إلى تزايد نشاط "خلايا إرهابية" تسعى إلى استغلال المناسبة.

وفي خطاب ألقاه في أواخر نوفمبر بمناسبة الذكرى الأولى لبدء حملة المعارضة التي تكللت بالانتصار، حث الشرع جميع السوريين على الاحتشاد في الساحات لإظهار الفرحة والوحدة الوطنية.

وأجرى الشرع تغييرات جذرية، فأعاد تشكيل علاقات سوريا الخارجية بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وحظي بدعم دول الخليج مبتعدا عن نفوذ إيران وروسيا، داعمي الأسد، فيما رفع الغرب بدوره الكثير من العقوبات المفروضة على البلاد.

منتدى الدوحة

وقال الشرع للمشاركين في منتدى الدوحة بمطلع الأسبوع إن "سوريا تعيش أفضل ظروفها الآن"، على الرغم من نوبات العنف التي شهدتها متعهدا بمحاسبة المسؤولين عنها.

وأضاف أن الفترة الانتقالية بقيادته ستستمر 4 سنوات قادمة لإقامة المؤسسات وسن القوانين ووضع دستور جديد يُطرح على الشعب للاستفتاء وأنه باكتمال هذه المرحلة ستجري البلاد انتخابات.

وحكمت عائلة الأسد، المنتمية إلى الأقلية العلوية، سوريا لمدة 54 عاما.

وحصدت الحرب السورية أرواح مئات الآلاف وشرّدت الملايين بعد اندلاعها في عام 2011، ولجأ نحو خمسة ملايين إلى البلدان المجاورة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو : الرئيس أحمد الشرع وزوجته يذرفون الدموع عند سماعهم لقصص معاناة الشباب السوري خلال حكم الأسد
  • الجيش السوري يهتف لغزة خلال عرض عسكري بذكرى انتصار الثورة (شاهد)
  • بريطانيا: سنواصل دعم الحكومة السورية للوفاء بالتزاماتها
  • ‏الرئيس السوري أحمد الشرع: علاقة سوريا مع دولة الإمارات والسعودية وقطر وتركيا "مثالية"
  • عام على سقوط الأسد.. ماذا حقق السوريون؟ وهل نجحت حكومة الشرع في إعادة بناء سوريا؟
  • من سقوط الأسد إلى حكم الشرع.. كيف تبدو سوريا بعد عام من الجمهورية الجديدة؟
  • هدية من ولي العهد.. الرئيس السوري يضع قطعة من كسوة الكعبة في المسجد الأموي
  • عام على سقوط الأسد.. ماذا حققت الحكومة السورية؟
  • سوريا تحتفل بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد
  • برقية تهنئة من بوتين إلى الشرع في ذكرى مرور عام على سقوط الأسد