لجريدة عمان:
2025-12-14@07:12:43 GMT

موت النفوس حياتها

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

قد تكون الحياة مجردة قنطرة عبور عند آخرين، وعند آخرين هي اتساع أفق ممتد لما بعد القنطرة، وإذا نظر إلى أن تجارب الحياة، والمواقف التي يتخذها الإنسان، والظروف التي تمر عليه هي مجموعة قناطر، فماذا إذن بعد هذه القناطر؟ لذلك تذهب حياة الكثيرين منا هباء منثورا لا قيمة لها، ولا طعم ولا رائحة، يأتي الغد؛ كما يذهب اليوم، لا تغيير فـي القناعات، ولا إعادة جدولة لكثير منها، فمن هو ظالم - وفق موقف معين - يظل هو ظالما بحكم بقائه، ومن هو سخي وعدل - وفق موقف معين -يظل هو سخيا وعدلا كذلك، وهذا ليس صحيحا إطلاقا، فقد تتغير ظروف الحياة اليومية، فتتغير؛ فـي المقابل القناعات، والمواقف، ولولا هذا التغير الدائم، والتشكيل المستمر لصور الحياة المختلفة، لما وصلنا اليوم إلى هذا الإنجاز المادي والمعنوي فـي حياة الناس، مع أن هناك حقيقة غائبة عن البعض؛ وهي: لهاثهم الشديد، نحو التغيير، الكل يود التغيير؛ إلا الاستثناء؛ والذين لا يؤمنون بحقيقة الوجود المتغير فـي كل لحظة وحين، ومع أن هذا اللهاث نحو التغيير، ونحو الجديد، إلا أن هؤلاء الغالبية، ليس من اليسير أن تتغير قناعاتهم، ومواقفهم من الآخرين، حيث أنه وفق قناعاتهم أن الظالم يراكم فـي ظلمه، وأن الصالح يضاعف من صلاحه، وهي مسألة نسبية، وهذا الأمر يتنافى مع الحقيقة الإنسانية التي تعيش متضاداتهم المستمرة، والإنسان محكوم بالأهواء، وبكثير من هواجسه النفسية لا تسعفه على البقاء صامدا طوال سنوات عمره الممتدة، وهذه من الفطرة، وليس حالة مكتسبة، نعم؛ قد يكون هناك ثبات نسبي محكوم بزمن ما، ولكن أن يظل كذلك، فهذا مما يتنافى مع الحقيقة الإنسانية.

ولفظة الموت الواردة فـي العنوان، ليس شرطا أن يكون الموت البيولوجي الملتحم بالكائن الحي، ولكن قد يكون شدة الجهد المبذول؛ وهو الملتحم بحقيقة الحياة، فلكي تنجز أمرا حقيقيا، ويكون لك فـيه فضل الحياة، فلا بد أن تموت من الجهد والمشقة، والتضحية، سواء على مستواك الشخصي، أو على مستواك الجمعي، أو على مستواك الوطني، فالذين يموتون دون أعراضهم، ودون حياة مجتمعاتهم، ودون أوطانهم؛ هم فـي المقابل «يُوَلِّدُونَ» حيوات أخرى لمن يأتي بعدهم، من أبنائهم، ومن أصدقائهم، ومن أفراد مجتمعهم الكبير فـي الوطن، فقيد الحياة مرتبط ارتباطا كبيرا ووثيقا بما ينجزه الإنسان فـي حياته، ولذلك فالذين يبذلون الغالي والنفـيس؛ ليس شرطا أن يحققوا مآلات هذا البذل لأنفسهم، وإنما يتحقق ذلك لآخرين يأتون من بعدهم، وهذا مصداقا لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» - وفق المصدر - فعدم انقطاع جريان الخير عن الفرد بعد موته من هذه المصادر المذكورة فـي الحديث، هي فـي مجملها ديمومة لحياة آخرين، يأتون بعد هذا الفرد الذي استطاع؛ بتوفـيق الله أن ينجز هذه المشاريع الحيوية، له وللآخرين من بعده، ولذلك قيل: «السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان هناك حياة أخرى بعد الموت، السؤال الحقيقي هو هل كنت على قيد الحياة قبل الموت؟»- انتهى النص؛ حسب المصدر. والسؤال الاستنفاري؛ يذهب إلى حث الإنسان لأن يبذل ما يستطيع بذله قبل أن يغادر هذه الحياة، فحياته بعد موته، وليس قبلا، وكما يقال أيضا: «من لم يزد طوبة على بنيان الحياة؛ فهو عبء على الحياة».

«موت النفوس حياتها»: دعوة للبقاء الموسوم بترك الأثر، والبذل والعطاء، فحياة الإنسان قصيرة؛ مهما طالت، فـ «لا يغر بطيب العيش إنسان» وتكملة البيت «إن شئت أن تحيا فمت» ويقال أن قائله عنترة بن شداد.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الصين تعيد إحياء علامات السيارات الأوروبية القديمة من الموت

بعد غياب دام قرابة 15 عامًا، تعود علامة السيارات الإسبانية التاريخية "سانتانا موتورز" (Santana Motors) إلى دائرة الإنتاج مجددًا، ولكن هذه المرة بفضل استراتيجية جديدة قائمة على الشراكة مع عمالقة الصناعة الآسيويين مثل بايك الصينية.

تؤكد هذه العودة، التي بدأت في منشأة "ليناريس" التاريخية بإسبانيا، على النفوذ المتزايد للشركات الصينية في إنقاذ وإعادة إحياء العلامات الأوروبية القديمة مثل ساناتا موتورز، مستفيدة من منشآت الإنتاج الأوروبية.

إرث أوروبي يمتد لسبعة عقود

قد لا تكون "سانتانا موتورز" اسمًا مألوفًا للجيل الجديد، لكنها تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي (1956)، وبدأت في عام 1958 بإنتاج سيارات "لاند روفر" بموجب ترخيص. 

وقد انتشرت هذه المركبات المصنوعة في إسبانيا في جميع أنحاء أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، واشتهرت بمتانتها وقدراتها على الطرق الوعرة. 

وبعد تطويرها لسياراتها الخاصة في الثمانينيات، دخلت ساناتا موتورز في شراكة مع "سوزوكي" لإنتاج طرازات شهيرة مثل "جيمي" و "فيتارا". 

ومع توقف الإنتاج في عام 2011 بسبب الصعوبات المالية، يمثل هذا الإحياء نقطة تحول رمزية واقتصادية كبيرة للمنطقة.

عودة ساناتا موتورز بشاحنة بيك أب صينية

أعلنت "سانتانا موتورز" عن استئناف الإنتاج في إسبانيا بطراز جديد وهو شاحنة بيك أب صينية. 

وقد كشفت الشركة عن إطلاقها لنموذجين رئيسيين في خط إنتاجها الأولي: البيك أب ذات الكابينة المزدوجة 400D المجهزة بمحرك ديزل بقوة 190 حصان، والنسخة الهجينة القابلة للشحن (PHEV) 400 PHEV التي توفر قوة 429 حصان ومدى كهربائي يصل إلى حوالي 120 كم. 

ومن المرجح أن هذه الشاحنات تستند إلى طرازات صينية، ويُعتقد أن تصميمها يشبه إلى حد كبير شاحنة دونج فينج Yuanye Z9، مع بدء التجميع بنظام SKD (تجميع الأجزاء شبه الجاهزة) اعتبارًا من أوائل عام 2026.

شراكة استراتيجية مع "بايك" الصينية

لم يقتصر الأمر على شاحنة البيك أب فحسب، بل أعلنت الشركة أيضًا عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع مجموعة "بايك" (BAIC) الصينية العملاقة. 

تتضمن هذه الاتفاقية إنتاج وترخيص وتسويق مجموعة جديدة من مركبات الدفع الرباعي وسيارات الكروس أوفر الصينية في أوروبا، على أن تصل هذه الطرازات إلى مصنع "ليناريس" بنظام SKD ابتداءً من منتصف العام المقبل. 

ومن المتوقع أن تبدأ "سانتانا" بتجميع طرازات SUV من "بايك" في المصنع حتى عام 2027، بما في ذلك بعض الطرازات الكهربائية أو الهجينة.

يؤكد المدير التنفيذي لـ "سانتانا"، إدو بلانكو، أن عودة العلامة التجارية ستكون قوية، حيث أعلن عن مشاركة "سانتانا موتورز" في سباق رالي داكار 2026 بسيارة إسبانية من فئة T1+. 

ويهدف بلانكو من خلال هذه المشاركة إلى إعادة إطلاق العلامة التجارية كأيقونة في عالم الطرق الوعرة، وتوسيع شبكة وكالات بيع البيك أب والـ SUV المنتجة حديثاً في أوروبا.

طباعة شارك ساناتا موتوز علامات أوروبية سيارات إسبانية الصين بايك

مقالات مشابهة

  • الصين تعيد إحياء علامات السيارات الأوروبية القديمة من الموت
  • العربية لغة الحياة
  • الموت يغيّب النائب غسان سكاف
  • المنخفض الجوي يضاعف محنة النازحين بمخيمات غزة
  • لو هتجوز تاني مش هقول .. ياسمين عبد العزيز تكشف أسرارا عن حياتها
  • المطربة أنغام البحيري تكشف عن الجندي المجهول في حياتها الفنية دعم غير محدود
  • ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
  • الصعيد وطرق الموت
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • صحة غزة: 100 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الموت بردا