بوابة الوفد:
2025-12-12@09:38:20 GMT

ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً

تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT

تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية 

 

فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.


فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة  بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار. 
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منظمات الإغاثة الدولية قطاع غزة الشعب الفلسطينى وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مأساة النازحين تتضاعف بغزة وسط غياب مستلزمات الإيواء

غزة - خاص صفا تتفاقم معاناة النازحين في قطاع غزة مع كل منخفض جوي يضرب فلسطين، في ظل غياب مستلزمات الإيواء، وعدم وجود جدران تقيهم البرد القارس ولا أسقف تحميهم من المطر، بسبب العيش داخل خيام مهترئة تفتقد لأبسط مقومات الحياة. ومع هطول الأمطار الغزيرة، يتسلل البرد إلى عظام الأطفال، فتراهم يلوذون ببطانيات رطبة وملابس لا تقي جسدًا ولا تحفظ حرارة، مما يُهدد حياتهم وصحتهم. وتسبّبت الأمطار الغزيرة يوم الأربعاء، بغرق المئات من خيام النازحين في قطاع غزة، ما فاقم معاناتهم ومأساتهم، في ظل غياب كل مستلزمات الإيواء. ومنذ فجر اليوم، تلقى الدفاع المدني في قطاع غزة، أكثر من ألف مناشدة غرق لخيام نازحين، مغ ارتفاع المياه في مراكز إيواء لأكثر من متر. ويطالب النازحون المؤسسات الدولية والعالم بالتدخل العاجل للضغط على "إسرائيل" لأجل إدخال الخيام ومستلزمات الإيواء بشكل عاجل، لإنهاء معاناتهم، وتجنب حدوث أي كارثة إنسانية. أوضاع لا تحتمل المواطنة أم محمد منون تقول لوكالة "صفا": "أوضاعنا الإنسانية تتفاقم وتزداد خطورة مع كل منخفض جوي، حيث نمنا والماء يقطر فوقنا، استيقظنا وأجسامنا مبللة". وتضيف أن "غياب الصرف الصحي، ونقص الأغطية، وندرة المواد العازلة، كلّها تجعل من كل ليلة شتاء في غزة معركة بقاء". وتتابع "كل ما نملكه الآن هو الدعاء إلى الله أن ينحرف المنخفض ويرد عنا البرد والمطر، فالخيام التي نعيشها لا تقي من الرياح ولا من الأمطار الغزيرة، ونعيش كل يوم على أمل ألا يصيب أطفالنا مكروه". منون التي تعيش وأبنائها في مخيم أنصار غرب مدينة غزة، تعمل يدًا بيد مع زوجها ورجال المخيم، لأجل تثبيت الخيم وتفادي اقتلاعها مع هبوب الرياح القوية التي حذرت منها دائرة الأرصاد الجوية. وتردف "عملنا ما بوسعنا وقمنا بإغلاق الثقوب وتثبيت الخيام لئلا تذهب مع الريح، لكن لن يسعف ذلك بشيء، لأن الخيام مهترئة بعد عامي النزوح، ولا تتحمل موجه هواء واحدة فكيف بعاصفة قوية". وتكمل حديثها "في المنخفضات السابقة غرقنا وابتلت فراشنا وأغطيتنا ولم تكن بالقوة العاصفة القادمة والتي يتحدثون عنها". "نحن لا نملك شيئًا سوى انتظار انحراف المنخفض، وأن يتلطف ربنا بنا وبصغارنا، بعدما يئسنا من مناشدة العالم لإدخال الكرفانات ولوازم الايواء". وفق منون حاجة ماسة للخيام وأما الخمسينية نهى شعبان، فتبكي حالًا وصلت إليه، بعدما كانت تتّنعم في منزل من عدة طبقات وغرف كثيرة، أصبحت تعيش في خيمة بالية من قماش رديء.  تقول لوكالة "صفا": "الخيام لا تقي البرد، فالثقوب تملؤها وسقفها مال ظهره ولم يعد يقوى على مقاومة الرياح العاتية، والمطر يزيد معاناتنا سوءًا، والأغطية قليلة جدًا، ولا تدخل مساعدات، كما أننا لا نملك المال للشراء بسبب غلاء الأسعار". وتضيف شعبان "طالما لا يوجد بديل عن الخيام ولا حلول بالأفق لإدخال موارد الإيواء، فنحن بحاجة ماسة إلى شوادر جديدة نضعها فوق سقف الخيمة، علها تمنع تسلل مياه الأمطار إلينا كذلك نحتاج لفافات نايلون لإغلاق الثقوب في محاولة لمنع تسرب هبات الرياح". وتردف "نحن نعيش هنا عقوبة جماعية، وننظر إلى السماء ونترجى بقلوب يعتصرها الألم بأن ينحرف المنخفض ليس كرهًا في المطر، وإنما رأفة بحال وصلنا إليه". 

مقالات مشابهة

  • وفيات بينها أطفال نتيجة المنخفض الجوي في غزة وحصار الاحتلال
  • صحة غزة: 100 ألف طفل دون الخامسة يواجهون خطر الموت بردا
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نبذل كل الجهود الممكنة لإغاثة مواطني القطاع جراء المنخفض الجوي
  • وفاة طفلة رضيعة بردا في غزة.. والأمطار تغرق خيام النازحين (شاهد)
  • وفاة طفلة بردا في غزة.. والأمطار تغرق خيام النازحين (شاهد)
  • غزة: الدفاع المدني تلقى أكثر من 2500 استغاثة من مواطنين فلسطينيين تضررت خيامهم
  • “أونروا” : هطول الأمطار في غزة يفاقم الأوضاع المعيشية المتردية ويجعلها أكثر خطورة
  • مشاهد مأساوية في غزة.. وفاة طفلة وغرق وتضرر أكثر من 90% من الخيام بفعل المنخفض
  • مأساة النازحين تتضاعف بغزة وسط غياب مستلزمات الإيواء