بيروت – شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، امس الجمعة، على وجوب حصر السلاح بيد الدولة، داعيا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف بالكامل.

جاء ذلك في كلمة بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

وقال سلام: “منذ خمسين سنة انطلقت شرارة حرب دموية مزقت لبنان بكل مناطقه وطوائفه وفئاته الاجتماعية على مدى 15 عاما”.

وأوضح أنه خلال تلك الحرب “سقط عشرات الآلاف من الضحايا، وتشرد مئات الآلاف، وضاع من ضاع من الأهل والأحبة بين مفقودين ومخطوفين لا يزال مصيرهم مجهولا”.

واعتبر أن “غياب الدولة أو عجزها كان هو المشكلة”، مؤكدا أنه “لا حلّ إلا بإعادة بنائها”.

وتابع: “لنعد إذن إلى ما ارتضيناه ميثاقا في ما بيننا لا لوقف الحرب فحسب، بل لإعادة بناء الدولة على قاعدة متينة من الإصلاح، وعنيت بذلك اتفاق الطائف”.

و”اتفاق الطائف” وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما.

وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية، حيث نُقلت بعض صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى مجلس الوزراء والبرلمان، وأضحت مراكز السلطة توزع مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بدل النظام السابق الذي كان يميل لصالح المسيحيين.

وشدد رئيس الوزراء اللبناني: “فلنطبق بنود اتفاق الطائف بالكامل، ولنصوّب ما طبق منه خلافا لنصه أو روحه، ولنعمل على سد ما تبيّن فيه من ثغرات”.

وزاد: “اتفاق الطائف قال ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وهو ما تخلّفنا عنه طويلا، فلا بد من التشديد اليوم أن لا دولة حقيقية إلا في احتكار القوات المسلحة الشرعيّة للسلاح”.

وحث على ضرورة العمل من أجل “دولة حديثة نعيد بناء مؤسساتها على أساس الكفاءة لا الزبائنية، دولة مدنية تضع في قلب سياساتها الإنسان الفرد، المتساوي في الحقوق والواجبات مع شريكه في المواطنة، لا الطائفة أو المذهب”.

وفي وقت سابق الخميس، أكد وزير خارجية لبنان يوسف رجي، أن مسألة إعادة عمار بلاده وتلقيها المساعدات مرهونة بحصرة السلاح بيد الدولة في شمال نهر الليطاني وجنوبه.

وقال إن المجتمع الدولي يريد من الدولة اللبنانية أن تبسط سيادتها على كامل أراضي البلاد وليس فقط جنوب الليطاني.

وتتصاعد ضغوط دولية على لبنان لسحب سلاح حركة الفصائل اللبنانية، منذ أن بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار، ارتكبت إسرائيل 1434 خرقا له، ما خلّف 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى عصر الأربعاء.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: اتفاق الطائف

إقرأ أيضاً:

نائب من “الليكود” يتهم الحكومة بالفشل في إدارة الحرب ضد حماس

صراحة نيوز ـ شهد اجتماع في الكنيست الإسرائيلي مشادة حادة بين النائب عن حزب “الليكود” عميت هليفي ووزير الجيش يوآف كاتس، على خلفية الانتقادات الموجهة إلى أداء الحكومة في إدارة الحرب ضد حركة حماس، المستمرة منذ نحو 20 شهراً.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال هليفي إن إسرائيل تخوض حربًا “بخطط فاشلة” دون أن تحقق هدفها المعلن بتدمير حركة حماس، مضيفًا: “عرفنا في كل الحروب السابقة كيف نخضع أعداءنا، لكننا الآن نعجز عن إخضاع حماس”.

واتهم النائب الحكومة بممارسة “الخداع”، قائلاً: “كذبوا علينا بشأن الإنجازات التي تم تحقيقها. ما نراه ليس إلا حرب خداع”، في إشارة إلى التناقض بين ما يُعلَن رسميًا والواقع الميداني على الأرض.

ويعكس هذا التوتر المتزايد داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية حالة من الإحباط والانقسام بشأن استمرار العمليات العسكرية وغياب رؤية استراتيجية واضحة لإنهاء الصراع.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اللبناني: فرحتنا ستكتمل عندما تحرر أراضينا
  • سلام في عيد التحرير: فرحتنا لن تكتمل ما لم تحرر كامل أراضينا
  • نائب عن الليكود: “لا نستطيع إخضاع حماس ونتنياهو يكذب”
  • نائب من “الليكود” يتهم الحكومة بالفشل في إدارة الحرب ضد حماس
  • إيران والولايات المتحدة تحرزان “بعض التقدم” في الجولة الخامسة للمحادثات
  • “حزب الله” يستنكر الهتافات ضد رئيس الحكومة اللبنانية في المدينة الرياضية
  • اتفاق لبناني فلسطيني على سحب سلاح المخيمات منتصف يونيو
  • اعتداءات اسرائيلية لتعطيل انتخابات الجنوب واجتماع للجنة اللبنانية الفلسطينية اليوم
  • تفاصيل اجتماع الرئيس عباس مع رئيس الوزراء اللبناني
  • بعد إجتماع السرايا.. هذا ما أكّده سلام والرئيس الفلسطينيّ