نهيان بن مبارك: علاقات الإمارات وفرنسا تاريخية
تاريخ النشر: 14th, April 2025 GMT
أبوظبي (وام)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط بين الإمارات والجمهورية الفرنسية.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل العشاء السنوي لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الإمارات «CCI France UAE»، والذي أُقيم مساء أمس في منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات في أبوظبي بحضور نخبة من كبار الشخصيات والسفراء وقادة الأعمال من كلا البلدين، إلى جانب ممثلين عن شركات محلية وعالمية.
وجمع الحدث بين الحوار الاقتصادي والثقافي في أجواء احتفالية عكست متانة العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويُشكل حفل العشاء السنوي لغرفة CCI France UAE، منصة استراتيجية لتعزيز التعاون التجاري وتبادل الرؤى وصنع القرار، كما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الغرفة في تعزيز العلاقات الفرنسية - الإماراتية.
وحملت نسخة هذا العام شعار «من التراث إلى الابتكار»، تأكيدًا على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والإرث التاريخي بالتوازي مع تبني مفاهيم الحداثة والابتكار.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك، إن هذا الحفل السنوي يشكل فرصة للاحتفاء بالعلاقة العميقة والمتجذرة بين دولة الإمارات وفرنسا، وهي علاقة بنيت عبر عقود من التعاون البنّاء والتفاهم المشترك وعلى مدار مسيرة الاتحاد، لعبت غرفة التجارة الفرنسية في الإمارات دورًا إيجابيًا ومحوريًا في بناء جسور ثقافية واقتصادية بين بلدينا.
وأضاف: اختياركم لموضوع «من التراث إلى الابتكار» يعكس وعيًا عميقًا بالقيم التي تشكل أساس التنمية المستدامة ونحن في دولة الإمارات، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نؤمن بأن بناء المستقبل لا يتم إلا من خلال فهم عميق لماضينا ففخرنا بإرثنا وتقاليدنا هو الأساس الذي نبني عليه رؤيتنا للمستقبل.
وقال معاليه: «أسعدني بشكل خاص أن أتعرف على أن هذا الحدث يُسلط الضوء على حلول مبتكرة تحترم الهوية الثقافية والموارد الطبيعية، وفي الوقت ذاته تدفع نحو التقدم المستقبلي. هذا التوازن هو بالضبط ما تحتاجه مجتمعاتنا اليوم، وأُشيد بكل من يعمل في هذا الاتجاه النبيل».
وشدد على أن الابتكار لا يعرف حدودًا، قائلاً «لتحقيق نتائج ملموسة، علينا تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وبناء شبكات محلية ودولية تدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام».
وأضاف «هذا هو بالضبط ما يجعل غرفة CCI France UAE نموذجًا ديناميكيًا للتفاهم والتعاون المشترك. أنتم بناة جسور، تربطون بين الثقافات والاقتصادات، وتلعبون دورًا محوريًا في تعزيز السلام والازدهار المشترك». أخبار ذات صلة
واختتم كلمته قائلًا: «يسعدني أن أشارك في تكريم الأفراد والشركات المتميزة هذا المساء، والذين يجسدون روح الابتكار والتميز والالتزام. إنهم يعكسون الدور المشرق والبنّاء للمجتمع الفرنسي في دولة الإمارات وأتطلع إلى مستقبل يعزز علاقاتنا بشكل أقوى، من خلال التعاون في مجالات العلوم والاقتصاد والثقافة والابتكار. فلنواصل المسيرة، مستلهمين تراثنا، ومتفائلين بالمستقبل الذي نصنعه معًا».
ومع حضور أكثر من 800 مشارك، أبرزت الأمسية ديناميكية وتنوع منظومة الأعمال، وسلطت الضوء على مبادرات رمزية ومشتركة بين الجانبين كما تم تقديم جوائز الأعمال إلى شركة SYP - Shake Your Plants، وهي شركة ناشئة مبتكرة، وإلى Nojoom، وهي مشروع مشترك فرنسي رائد في دولة الإمارات، وذلك تقديرًا لإبداعهم وابتكارهم وتأثيرهم المحلي.
وشهدت الأمسية عرضًا لمشاريع رائدة تمزج ببراعة بين التراث والحداثة، مجسدة روح الابتكار المرتكز على احترام الهوية الثقافية. كما تخلل الحفل تكريم شخصيات ومؤسسات ساهمت بشكل بارز في مجالات الابتكار الثقافي، وتطوير الأعمال، والتنمية الاقتصادية.
تُعد غرفة CCI France UAE أكبر تجمع للمحترفين والمؤسسات الناطقة بالفرنسية أو المرتبطة بالثقافة الفرنكوفونية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تضم أكثر من 500 عضو من الشركات الصغيرة والمتوسطة وصولًا إلى الشركات العالمية الكبرى. وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود، لعبت الغرفة دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الفرنسية-الإماراتية من خلال دعم الشركات الفرنسية العاملة في الدولة، وتنظيم فعاليات رفيعة المستوى لتعزيز التواصل المهني والتعاون الثقافي.
وبصفتها عضوًا رئيسيًا في شبكة CCI France International، التي تضم أكثر من 120 غرفة تجارة فرنسية في 95 دولة، تتمتع غرفة CCI France UAE بمكانة عالمية مرموقة، وتُعد بوابة رئيسية للشركات الساعية لدخول السوق الإماراتي وأسواق الخليج.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نهيان بن مبارك الإمارات فرنسا التجارة جزيرة السعديات دولة الإمارات أکثر من
إقرأ أيضاً:
الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة
نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن" عملية الفارس الشهم 3"، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.
وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية "التراساوند" وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وبعد مرور 500 يوم على إطلاق "عملية الفارس الشهم 3"، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.
ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
أخبار ذات صلة