بوابة الوفد:
2025-12-12@09:28:24 GMT

عفوًا يا «دولة التلاوة»

تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT

ما هذا الجمال والجلال، وما هذا الضبط والإتقان، وما هذا التجلى والتحلى، وما هذا الرقى والارتقاء.. كل هذا خيرك يا مصر؟!.. والله إنك لبلاد عامرة فعلًا، أخاذة فعلًا، مبهرة فعلًا، كنانة الله فعلًا.. وصدقوا أولئك الذين قالوا فيها: مصر أم الدنيا.. وأضيف إليهم: إن مصر أم الدنيا وأبوها وجدها وجدتها، إنها أصلها الأصيل، ومشهدها الجميل.

. إنها التاريخ فى وطن، وهى الجمال فى أفق العالم، وهى الرمز الحقيقى المنير للوجود.
ولَّادة أنت يا بلادى ما فى ذلك من شك.. ففى زمن تعالت فيه أصوات الناس - وأنا منهم - بأن زمن أساطير التلاوة قد انقضى وفات، ومرَّ وما عاد، وما له أن يعود بعد أن طغى الغث وساد.. أقول كنا قد اتفقنا كمصريين بشكل غير معلن على أن زمن الشيخ رفعت والحصرى وعبدالباسط والبنا والمنشاوى ومصطفى إسماعيل.. وغيرهم قد انتهى وذهب إلى غير عودة، فقد كان فلتة من عمر الزمان، وكان منحة من نَفَس الرحمن.
فى ظل هذه الأجواء يخرج علينا برنامج «دولة التلاوة» بحلاوته، وطلاوته، ومتعته، وروعته، وجاذبيته.. بارك الله فى صاحب فكرته، وأجزل العطاء لكل القائمين على نشأته واستمراريته، والمنشغلين بتطويره، والساعين إلى تقويته.. إنه برنامج جعل الأسرة المصرية تتحلق حوله فى صمت، وخشوع، وانبهار، واستمتاع.
لم تتحلق الأسر المصرية حول عمل تليفزيونى بهذا الشكل منذ أيام برنامج «العلم والإيمان» للعبقرى مصطفى محمود، أو فيلم «عمر المختار»، وكذلك منذ «ليالى الحلمية» للعبقرى أسامة أنور عكاشة، ومعهما مسلسل «أرطغرل» هذا العمل التركى الذى يحكى قصة فترة مضيئة من فترات تاريخ الإسلام الزاهر المضىء. 
إن «دولة التلاوة» ليس عبقرية فردية، بل هو عبقرى الفكرة، وعبقرى الإخراج، والتقديم، والتعليق.. أبطاله الحقيقيون هم هؤلاء الشباب الذين أتيحت لهم فرصة يستحقونها بكل جدارة واقتدار.. إنهم شباب من نور، يمثلون العقد المنثور، والجمال المسطور.. لو كان الأمر بيدى لكافأتهم جميعًا وما خذلت أحدًا منهم أبدًا. 
لقد جاء برنامج «دولة التلاوة» ليشعرنا بالجمال فى زمن القبح الإعلامى، والجعير التليفزيونى، والنهيق الغنائى.. فعلى رسلكم رجال التلاوة وعباقرة الأداء.. لقد تجاوزتم فى قلوبنا، ونفوسنا، وضمائرنا حد الإبهار.. إنكم ضياء فى عتمة، وطاقة نور فى ظلام قاتم، بكم أبنائنا الأعزاء عادت ثقة المشاهد المصرى فى إعلامه، ولولاكم لتعاظم صد المشاهد عن متابعة الغث المتواصل، والعفن المتلكس الذى تبثه القنوات كلها، العامة منها والخاصة على السواء.. فلا للاكتفاء بأى عدد من حلقات هذا البرنامج، ولا للإعلان عن انتهائه فى أول رمضان.
وخالص التحية لكل من يدعم هذا العمل ويباركه.. إنه من الأعمال التى تقول للمشاهد لا تبتئس فلا يزال فى وطننا شىء جميل.. وأظن أن هذا البرنامج ستقلده بلاد أخرى، وستنظر إليه أمم مغايرة بعين الغبطة وربما الحسد.. لتظل مصر قائدة قوافل العطاء.. وأنموذج التوهج والإبهار.. سلمت ياوطن.

أستاذ الثقافة والدراسات الإسلامية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دولة التلاوة

إقرأ أيضاً:

بحضور وزير الأوقاف.. أمسية دينية بمسجد سيدنا الحسين

شهد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف أمسية دينية بمسجد سيدنا الحسين -رضي الله عنه- بمشاركة كوكبة من المفتيين الماليزيين المتدربين بأكاديمية الأوقاف الدولية، ووفد من محكّمي ومتسابقي المسابقة العالمية للقرآن الكريم، ومتسابقي دولة التلاوة، وذلك في إطار الأنشطة العلمية والدعوية التي تنظمها الوزارة على هامش فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم.

وزير الأوقاف ووفد من متسابقي ومحكمي المسابقة العالمية للقرآن الكريم في زيارة للمتحف المصري الكبير وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل

بدأت الأمسية بتلاوات قرآنية لمتسابقي دولة التلاوة: محمد محمد كامل، ومحمد عبد الموجود، ومحمد أحمد حسن، وعمر علي. كما استمع الحضور إلى تلاوة مميزة للمتسابق محمد زكي من دولة إندونيسيا، أحد المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم.

وتضمنت الأمسية ابتهالات عطرة للمتسابق رضا محمد، ثم تعاقب متسابقو دولة التلاوة على إنشاد عدد من الأبيات المختارة، ومنها بيت أمير الشعراء أحمد شوقي: 


وللأوطان في دم كل حر ... يدٌ سلفت ودَينٌ مستحق

ثم بيت الإمام البوصيري: 
فهو الذي تمَّ معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبًا بارئُ النسم

كما أدى المتسابق وليد صلاح عطية أذان صلاة العشاء، وأقام الصلاة المتسابق عمر ناصر، فيما أمَّ المصلين المتسابق محمد وفيق حسن. واستكملت الأمسية عقب الصلاة بابتهالات روحانية للمنشد مصطفى عاطف، بمشاركة متسابقي دولة التلاوة، وسط أجواء إيمانية مبهجة امتلأت بخشوع التلاوة وجمال الأداء، ثم اختُتمت الأمسية بتلاوة مباركة للقارئ أحمد رشاد، أحد متسابقي دولة التلاوة.

وقد أبدى الحضور إعجابًا شديدًا بتلك الأجواء الروحانية الصافية، وتلك المواهب القرآنية الشابة، فتأكد لهم أن دولة التلاوة المصرية ما زالت أصيلة وولادة، وأن أبناءها يسيرون على نهج الرواد في حمل لواء التلاوة وإحياء فنونها العريقة.

شهد الأمسية كلٌّ من: الشيخ الدكتور السيد عبد الباري - رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور عبد الله حسن - مساعد الوزير للمتابعة، والدكتور أسامة رسلان - المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، والأستاذ محمود الجلاد - معاون الوزير لشئون الإعلام، والدكتور هشام عبد العزيز - رئيس مجموعة الاتصال السياسي بالوزارة، والدكتور أحمد نبوي - عضو المكتب الفني لوزير الأوقاف، والدكتور خالد صلاح - مدير مديرية أوقاف القاهرة.

مقالات مشابهة

  • ندوة لمناقشة كتاب زعماء دولة التلاوة بنقابة الصحفيين.. الأربعاء
  • ١٣ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ ﻣﻦ »اﻷوﻗﺎف« ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ
  • برلماني: دولة التلاوة مشروع يعيد لمصر ريادتها في فن الترتيل ويؤسس لنهضة قرآنية جديدة
  • برلماني: دولة التلاوة مشروع وطني لإحياء التراث القرآني وصناعة جيل جديد من القراء
  • برلماني: برنامج دولة التلاوة خطوة رائدة لتعزيز القيم الروحية والثقافية
  • ذكرى طه الفشني.. أحد مؤسسي دولة التلاوة وملك التواشيح
  • طه الفشني.. أحد مؤسسي دولة التلاوة وملك التواشيح في ذكرى رحيله
  • بحضور وزير الأوقاف.. أمسية دينية بمسجد سيدنا الحسين
  • 17 ديسمبر.. ندوة لمناقشة كتاب "زعماء دولة التلاوة"