سلام في سوريا وعون يوجّه رسائل حاسمة للكونجرس.. بين دمشق وبعبدا.. مساران متكاملان لتعافي وسيادة لبنان
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
البلاد – بيروت
وسط سعي لبناني لإعادة ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود ومواجهة ملفات شائكة كالسلاح غير الشرعي والتهريب وفوضى الميليشيات، قاد رئيس الحكومة نواف سلام وفدًا وزاريًا رفيعًا إلى دمشق في زيارة تُعدّ الأبرز منذ سنوات. تزامن ذلك مع استقبال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لمسؤول في مجلس الشيوخ الأمريكي، مؤكدًا التزام الجيش اللبناني بواجباته في الجنوب، ومسار الإصلاحات الذي بدأ لخدمة لبنان أولًا.
في تطور لافت على مستوى العلاقات اللبنانية السورية، وصل رئيس الحكومة نواف سلام إلى العاصمة السورية دمشق أمس الاثنين، على رأس وفد وزاري ضمّ وزراء الخارجية والدفاع والداخلية. والتقى الوفد الرئيس السوري أحمد الشرع في زيارة وُصفت بأنها “تصحيحية للمسار”، تهدف إلى إعادة بناء العلاقة بين البلدين على قاعدة الندية والاحترام المتبادل.
وركّزت المباحثات على ملفات سياسية وأمنية واقتصادية شديدة الحساسية، أبرزها ضبط الحدود ومنع التهريب، وتشديد الإجراءات على المعابر الرسمية، وإغلاق غير الشرعية منها، إضافة إلى ترسيم الحدود بشكل نهائي. كما طرُحت مسألة المفقودين اللبنانيين في سوريا، واللاجئين السوريين في لبنان، في إطار خطة لتهيئة الظروف التي تضمن عودتهم الآمنة والكريمة.
واتفق الطرفان على “تعزيز التنسيق الأمني بما يحفظ استقرار البلدين”. كما اتفقا على “تشكيل لجنة وزارية مؤلفة من وزارات الخارجية، والدفاع، والداخلية والعدل لمتابعة وحل كل الملفات ذات الاهتمام المشترك”.
وأشارت مصادر لبنانية إلى أن المناخ السياسي في الزيارة اتسم بالإيجابية، مع تلمّس استعداد سوري لإطلاق مرحلة جديدة من التنسيق الأمني والمؤسساتي. كما كُشف عن نية لعقد اتفاقات تعاون استثماري في قطاعات حيوية، في ظل سعي الحكومة اللبنانية إلى تعويض ما لحق بالاقتصاد من انهيارات خلال السنوات الماضية، وهو ما ينطبق أيضًا على الحكومة السورية الجديدة.
في موازاة ذلك، وفي قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون عضو اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بول غروف، بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. وأكد عون أن مسار الإصلاحات في لبنان “انطلق بالفعل”، وهو يأتي أولًا في مصلحة لبنان وليس فقط استجابة لرغبات المجتمع الدولي.
وأوضح أن ما تحقق خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ انتخابه وتشكيل الحكومة الجديدة ليس قليلًا، مشيرًا إلى إجراءات وتدابير مرتقبة في ملفات إصلاحية شتى. وشدد الرئيس عون على أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستُجرى في موعدها، ما يعكس التزامًا باستحقاقات الداخل اللبناني.
وفي رسالة واضحة للمجتمع الدولي، لفت الرئيس عون إلى أن الجيش اللبناني يقوم بدوره الكامل في القرى التي انسحب منها الاحتلال الإسرائيلي جنوبًا، تنفيذًا للقرار الدولي 1701، مؤكدًا مصادرة الأسلحة والذخائر وملاحقة المخالفين، ما يبرهن على جاهزية المؤسسة العسكرية لحماية المدنيين وتثبيت الاستقرار.
وعبّر الرئيس عون عن تقدير لبنان للمساعدات الأمريكية، لا سيما المقدّمة للجيش والمؤسسات الأمنية، داعيًا مجلس الشيوخ إلى مواصلة هذا الدعم بما يتناسب مع التحديات القائمة.
ومن جهته، أكد بول غروف استمرار بلاده في دعم لبنان في المجالات كافة، مشيرًا إلى أن انطباعاته من اللقاءات في بيروت كانت إيجابية وسيبلغ بها اللجنة المختصة في مجلس الشيوخ.
بهذا المسار المزدوج، بين بوابة دمشق ورسائل بعبدا إلى واشنطن، يخطو لبنان نحو استعادة أمنه وتعزيز سيادته، في محاولة لتجاوز أزماته المركبة بسياسة واقعية وانفتاح محسوب على القوى الإقليمية والدولية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأوكراني: لن نسلم أرضنا للمحتل ونكافئ روسيا
قال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، اليوم السبت إن كييف مستعدة لاتخاذ قرارات حقيقية من شأنها تحقيق السلام، مضيفا أن أي قرارات ضدنا، وبدون أوكرانيا، هي في الوقت نفسه قرارات ضد السلام لن تحقق شيئا وولدت ميتة، وغير قابلة للتطبيق ونحن جميعًا بحاجة إلى سلام حقيقي وصادق سلام يحترمه الناس.
لقاء ترامب وبوتين في ألاسكاجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني، بعد الإعلان عن لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا منتصف أغسطس الجاري، بشأن اتفاق سلام ينهي الحرب الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.
وأشار زيلينسكي عبر صفحته الرسمية بمنصة “إكس” إلى أن الرئيس ترامب أعلن عن استعداداته لاجتماعه مع بوتين في ألاسكا بعيدًا كل البعد عن هذه الحرب المستعرة على أرضنا، ضد شعبنا، والتي لا يمكن إنهاؤها بدوننا، بدون أوكرانيا.
التنازل عن الأراضي الأوكرانيةوأكد زيلينسكي أن الحل لمسألة الأراضي الأوكرانية موجود بالفعل في دستور أوكرانيا ولن يحيد أحد عن هذا، ولن يستطيع أحد ذلك ولن يتنازل الأوكرانيون عن أرضهم للمحتل.
ووجه الرئيس الأوكراني الشكر للشعب قائلا "أشكر جميع شعبنا على وقوفهم معًا، أوكرانيا هي أوكرانيا، أشكر جميع جنودنا على صون استقلالنا، صمدوا، هذه أرضنا، نحن أوكرانيا. المجد لأوكرانيا!".
وتابع "نحن مستعدون للعمل مع الرئيس ترامب، ومع جميع شركائنا من أجل سلام حقيقي، والأهم من ذلك، سلام دائم. سلام لن ينهار بسبب رغبات موسكو".
وأضاف أنه يجب إنهاء هذه الحرب، وعلى روسيا أن تنهيها؛ روسيا هي من بدأتها وتستمر في إطالة أمدها، متجاهلةً جميع المواعيد النهائية، وهذه هي المشكلة، لا شيء آخر، وبالطبع، لن نكافئ روسيا على ما ارتكبته، والشعب الأوكراني يستحق السلام، لكن على جميع الشركاء أن يفهموا معنى السلام الكريم".