العواصف الترابية.. خطر صامت يهدد الصحة العامة وهذه أبرز طرق الوقاية
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
يمانيون – منوعات
تشهد العديد من المناطق حول العالم، لا سيما في الفصول الجافة والحارة، عواصف غبارية أو ما يُعرف بـ”العواصف الترابية”، والتي لا تقتصر أضرارها على البيئة فحسب، بل تحمل آثاراً صحية خطيرة، خصوصاً لدى الفئات الهشة صحياً.
تحدث العواصف الترابية عندما تثير الرياح القوية التربة الجافة فتنقلها في الهواء على شكل سحب كثيفة داكنة.
من الربيع إلى الخريف.. موسم الغبار
تنتشر العواصف الترابية بشكل خاص من الربيع حتى الخريف، حيث تتكرر في مناطق صحراوية أو ذات تربة جافة. وتُعد هذه العواصف سبباً رئيسياً في تراجع جودة الهواء وانخفاض مدى الرؤية، كما قد تتسبب في أزمات صحية، خصوصاً للمصابين بأمراض تنفسية.
الجزيئات المعلّقة.. تهديد غير مرئي
تتنوع جزيئات الغبار من حيث الحجم والتركيب؛ فبعضها كبير وغير قابل للاستنشاق، بينما بعضها الآخر دقيق جداً ويمكن أن يصل إلى عمق الرئتين. وكلما صغرت الجزيئات، زادت خطورتها، لأنها تتوغل في الجهاز التنفسي وتُحدث التهابات أو مشكلات مزمنة.
ورغم أن غالبية جزيئات العواصف الترابية تُصنّف على أنها “خشنة”، إلا أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو أو انتفاخ الرئة، قد يواجهون أعراضاً شديدة حتى مع التعرض المحدود.
أبرز الأعراض الصحية
تُعد الأعراض التالية من أبرز ما يظهر على المتأثرين بالغبار:
تهيّج العينين والأنف والحلق
السعال
صفير في الصدر عند التنفس
ضيق في التنفس
الفئات الأكثر عرضة للخطر
بعض الفئات السكانية أكثر حساسية تجاه العواصف الترابية، وأبرزها:
الرُضّع والأطفال
كبار السن
مرضى الربو والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة
مرضى القلب
المصابون بداء السكري
وقد يؤدي التعرض للعواصف الغبارية في هذه الحالات إلى:
تفاقم نوبات الربو والحساسية
مشكلات تنفسية حادة
مضاعفات قلبية
أمراض رئوية مزمنة مع التعرض المتكرر
كيف تحمي نفسك أثناء العواصف الترابية؟
لتقليل التأثيرات الصحية الضارة، ينصح الخبراء باتباع الاحتياطات التالية أثناء العواصف الترابية:
الامتناع عن الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.
ارتداء كمامة محكمة أو قطعة قماش مبللة لتغطية الأنف والفم، ويفضل استخدام أقنعة “P2” أو “P3” لفعاليتها ضد الجزيئات الدقيقة.
تجنّب الأنشطة البدنية الشاقة، خصوصاً لمن يعانون من أمراض تنفسية أو قلبية.
إغلاق النوافذ والأبواب والبقاء في أماكن مغلقة ومكيفة إن أمكن.
الالتزام بخطة العلاج الموصى بها من الطبيب في حال وجود أمراض تنفسية.
الرجوع للمستشفى فوراً إذا استمرت الأعراض مثل ضيق التنفس أو ألم الصدر.
غسل الوجه والفم والأنف بعد العودة من الخارج.
عدم فرك العينين، واستخدام الماء لشطفهما عند دخول الغبار.
ارتداء نظارات واقية عند الخروج للحد من دخول الغبار إلى العين.
تنظيف المنزل جيداً بعد انتهاء العاصفة، خصوصاً الأسطح والأثاث.
متابعة نشرات الطقس لتوقع العواصف واتخاذ الإجراءات المسبقة.
السلامة على الطرق خلال العواصف
تشكل العواصف الرملية تهديداً كبيراً على السلامة المرورية، إذ تنخفض الرؤية بسرعة كبيرة. وفي هذا السياق يُنصح بـ:
تقليل السرعة تدريجياً مع بداية العاصفة.
التوقف على جانب الطريق إن انخفض مدى الرؤية لأقل من 100 متر.
إبقاء النوافذ مغلقة وتشغيل نظام التكييف على وضع “إعادة التدوير” لتقليل دخول الغبار.
العواصف الترابية ليست مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل تهديد حقيقي للصحة والسلامة العامة، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. والوعي بأساليب الوقاية هو السبيل الأمثل لتقليل آثارها الخطيرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العواصف الترابیة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف فوائد حليب الإبل لمرضى الربو التحسسي
توصل باحثون إلى أن تناول حليب الإبل قد يكون الحل الأمثل في مواجهة المرض الشائع والذي يصيب مئات الملايين حول العالم.
فوائد تناول حليب الإبلوأظهرت دراسة حديثة أجريت في معهد غولداسبيكوف في كازاخستان أن تناول حليب الإبل قلل بشكل ملحوظ من فرط استجابة مجرى الهواء، والتهاب الرئة في نموذج مختبري للربو التحسسي، لدى الفئران.
وفي الدراسة التي نقلها موقع "ميديكال إكسبريس"، صمم الباحثون تجربة لتقييم قدرة حليب الإبل على تخفيف استجابات الربو التحسسي.
وأُجريت تجربة على 30 فأرًا في ظروف خالية من مسببات الأمراض، وقُسِّمت إلى 3 مجموعات (مجموعة ضابطة، ومجموعة مُحسَّسة لعث غبار المنزل، ومجموعة مُعالجة بحليب الإبل)، كل مجموعة تضم 5 حيوانات، وذلك على مرحلتين من التجربة.
وتلقَّت الفئران تحسسًا أنفيًا بمستخلص عث غبار المنزل 5 أيام أسبوعيًا لمدة 3 أسابيع، تلا ذلك تحدٍّ أنفي بجرعة منخفضة.
وأُعطي حليب النوق، المُستخرَج من الإبل العربية، عن طريق التغذية الأنبوبية الفموية بكمية 0.5 مل 5 مرات أسبوعيًا، بدءًا من اليوم السابق للتحسس.
وقيسَت استجابة مجرى الهواء المفرطة باستخدام جهاز تنفس FlexiVent بعد تحريض الميثاكولين، وحُلِّل سائل غسيل القصبات الهوائية وأنسجة الرئة بحثًا عن الخلايا الالتهابية ومستويات السيتوكين.
نتائج مثيرة للاهتمام
وكشفت النتائج أن تناول حليب الإبل يؤدي إلى تراجع ملحوظ في أعراض الربو التحسسي لدى الفئران المعرضة لعث الغبار المنزلي - أحد أكثر مسببات الحساسية شيوعا.
ولم يقتصر التأثير على تخفيف الالتهابات فحسب، بل امتد ليشمل تحسنا كبيرا في استجابة الشعب الهوائية، وهي المشكلة الأساسية التي يعاني منها مرضى الربو.
وما يجعل هذه النتائج جديرة بالاهتمام هو الطريقة التي يعمل بها حليب الإبل على مستويات متعددة من الجهاز المناعي، فقد لوحظ انخفاض في أنواع الخلايا المناعية المسؤولة عن ردود الفعل التحسسية المفرطة، مثل خلايا Th2 التي تلعب دورا محوريا في الاستجابة للربو. كما سجل الباحثون تراجعا في مستويات السيتوكينات الالتهابية التي تزيد من حدة الأعراض.
وقد يكمن السر وراء هذه الفعالية في التركيبة الفريدة لحليب الإبل، الذي يشتهر بغناه بالبروتينات النشطة بيولوجيا والأجسام المناعية التي تختلف عن تلك الموجودة في أنواع الحليب الأخرى، وتعمل هذه المكونات بتناغم لتعديل الاستجابة المناعية دون تثبيطها بالكامل، وهو التوازن الدقيق الذي يحتاجه مرضى الربو.
ورغم النتائج الواعدة، حذر الباحثون من التعميم السريع لهذه النتائج، لافتين إلى أن ما يصلح للفئران قد لا ينطبق بالضرورة على البشر، كما أن الدراسة لم تتطرق إلى مقارنة فعالية حليب الإبل مع أنواع الحليب الأخرى.
وهذه التساؤلات تفتح الباب أمام حاجة ملحة لإجراء تجارب سريرية موسعة على البشر لتأكيد هذه النتائج واستكشاف الجرعات المثلى وفترات العلاج المناسبة.