أسبوع أبوظبي للصحة يناقش مستقبل الطبيب في عصر التكنولوجيا المتقدمة
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
ناقش أعمال "أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025" ، آفاق مهنة الطب في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، مسلطاً الضوء على مفهوم "الطبيب في المستقبل" وما يرافقه من تحديات ومتغيرات.
وجمع الحدث نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين استعرضوا تطورات القطاع الصحي، وركزوا على أهمية جاهزية الأطباء لمواكبة التحول الرقمي، والتوازن بين استخدام التقنيات الحديثة والحفاظ على التفاعل الإنساني مع المرضى.
وقال الدكتور راشد عبيد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، إن الهيئات التنظيمية تلعب دورًا محوريًا في تمكين الأطباء من مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات، وتحديدًا إمارة أبوظبي، نجحت في الاستثمار في بنية تحتية رقمية متقدمة، أثبتت جدارتها خلال جائحة كوفيد-19 من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، عبر تقنيات مثل "التلفزيون الطبي" و"الذكاء الاصطناعي".
وأكد أن الإمارة عملت على تطوير كفاءات الكوادر الطبية من خلال تدريب أكثر من 10.000 من العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وذلك بالتعاون مع أكاديمية محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بهدف سد الفجوات في المهارات التي ظهرت لدى بعض الخريجين الجدد، عبر برامج تدريبية وتأهيلية تضمن جاهزيتهم لمواكبة التطورات الحديثة في القطاع الصحي.
ولفت إلى أن الدولة تواصل جهودها لتأسيس نظام صحي يُعد من بين الأكثر تطورًا عالميًا، من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في تقديم الرعاية، بما في ذلك استخدام النماذج اللغوية الكبيرة “LLM” في تحليل البيانات الطبية، الأمر الذي يسهم في دعم الأطباء وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.
أخبار ذات صلةمن جانبه، تطرق سوي تشاي كويك، المدير التنفيذي لمعهد الجودة السريرية في النظام الصحي الوطني التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، إلى أهمية تحول الطبيب المستقبلي ليكون "طبيبًا متعدد المهارات"، مؤكداً ضرورة أن يكون الطبيب قادرًا على البحث المستمر والاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، مشيرًا إلى أن الطبيب يجب أن يظل متمسكًا بالجانب الإنساني في العلاقة مع المرضى.
من جهتها، قدّمت شيري ليم، الرئيس التنفيذي لمستشفى ماونت إليزابيث نوفينا في سنغافورة، طرحًا معمّقًا حول أبرز التحديات التي تعترض القطاع الصحي في ظل تسارع التحولات التكنولوجية، مؤكدة أن التحدي الأبرز يتمثل في ضرورة تأسيس بنية تحتية متينة وسريعة الاستجابة قادرة على استيعاب هذه المتغيرات، إلى جانب توفير منصات رقمية موحّدة تتيح للأطباء الاطلاع على بيانات المرضى بشكل شامل ومنظم.
وأوضحت أن هذا التوجه يتطلب تكاملًا للبيانات بين مختلف التخصصات الطبية، كتحليلات الجينوم والبيانات الإحصائية السريرية، بما يسهم في تسريع عمليات التشخيص ورفع معدلات الدقة.
كما سلّطت الضوء على التفاوت بين الأطباء الجدد، الذين يمتلكون قدرة فطرية على التعامل مع الأدوات التقنية الحديثة، وزملائهم من الأطباء ذوي الخبرة، الذين قد يواجهون صعوبات في التكيّف مع هذه التحولات الرقمية.
وأشارت شيري ليم إلى أهمية المحافظة على البعد الإنساني في تقديم الرعاية الصحية، رغم التوسع في استخدام التقنيات، مشددة على أن المستشفى يضع في صميم أولوياته تحسين جودة رعاية المرضى من خلال الاستثمار المستمر في تحديث الأجهزة، وتأهيل الأطباء والكوادر التمريضية لمواكبة المستجدات المتسارعة في القطاع.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة من خلال
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: الحصول على الرعاية الصحية بالسويداء يشكل تحديا
قالت منظمة الصحة العالمية إن الحصول على الرعاية الصحية في مدينة السويداء السورية بات يشكل تحديا، مؤكدة أن المراكز الصحية تتعرض لـ"ضغط هائل"، وأن العاملين الصحيين يشتغلون في ظروف بالغة الصعوبة.
وقالت كريستينا بيثكي القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا، الجمعة، إن المستشفيات تواجه نقصا في الموظفين والكهرباء والمياه والإمدادات الأساسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياعlist 2 of 2قضية "التآمر" في تونس.. شهود بلا هوية وأحكام بعشرات السنينend of listوأضافت أن المستشفى الرئيسي في المدينة أصبح مكتظا، وأن "مشرحته وصلت إلى أقصى طاقتها في وقت سابق من هذا الأسبوع".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت وقوع 5 هجمات على مرافق الرعاية الصحية في السويداء، بما في ذلك مقتل طبيبين وعرقلة واستهداف سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى احتلال المستشفيات مؤقتا أو تضررها.
وقالت بيثكي إنه "يجب ألا تكون الرعاية الصحية هدفا أبدا، ويجب حماية المرافق الصحية والمرضى والعاملين الصحيين بشكل فعال".
وشددت على أن ضمان وصول الأطباء والممرضين والإمدادات إلى الناس بأمان "ليس أمرا حيويا لإنقاذ الأرواح فحسب، بل هو مسؤولية بموجب القانون الدولي يجب على جميع الأطراف الالتزام بها".
ومنذ مساء الأحد، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت مئات القتلى والجرحى.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن 814 شخصا على الأقل قُتلوا، وأصيب ما يزيد عن 903 في محافظة السويداء منذ 13 يوليو/تموز الجاري.
وذكرت القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا أن هذه الأحداث أدت إلى نزوح أكثر من 145 ألف شخص، واضطر الكثيرون إلى مغادرة منازلهم بلا أي شيء والاحتماء في مراكز استقبال مؤقتة في درعا وريف دمشق ودمشق.
وسجلت بيثكي أن فرق المنظمة زارت العديد من هذه المواقع في ريف دمشق، الخميس، وستتوجه إلى درعا يوم الأحد.
إعلانوقالت إن "ما رأيناه وسمعناه هو تذكير قوي بالمخاطر، الآباء يبحثون عن دواء لأطفالهم، وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة، والعاملون الصحيون الذين يبذلون قصارى جهدهم تحت ضغط غير عادي".
وتم نشر فرق طبية متنقلة تدعمها منظمة الصحة العالمية في مناطق النزوح لتقديم استشارات عاجلة للمرضى وخدمات صحة الأم والطفل ودعم الصحة النفسية والأدوية الأساسية.
ووصلت هذه الجهود بالتنسيق مع وزارة الصحة والسلطات المحلية إلى آلاف الأشخاص من ريف السويداء والمجتمعات المتضررة الأخرى، إذ أكدت ممثلة المنظمة أن الوصول الإنساني المستمر ودون عوائق "أمر ضروري لاستدامة الاستجابة الصحية، بما في ذلك الإحالات الطبية في الوقت المناسب وتقديم الرعاية الحرجة دون انقطاع".
واعتبرت أن سوريا "عند مفترق طرق حيث تواجه أزمات متعددة ولكنها أيضا أمام فرصة حقيقية لإعادة الإعمار". وشددت على أن الحفاظ على استمرار الخدمات الصحية الإنسانية "ليس أمرا بالغ الأهمية لحالات الطوارئ اليوم، بل هو جسر للتعافي".
وتمكنت منظمة الصحة العالمية من إيصال الإمدادات الحيوية إلى المرافق الصحية في درعا وريف دمشق، بما في ذلك إمدادات الإصابات والأدوية الأساسية ودعم المستشفيات في كلتا المحافظتين، في الوقت الذي لا يزال الوصول إلى السويداء محدودا وغير متسق.
يشار إلى أن القافلة الإنسانية الأولى إلى السويداء كانت قد دخلت الأحد الماضي، تلتها قافلة ثانية الأربعاء بالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية الصحة والهلال الأحمر السوري.