أبوظبي (وام)
أشادت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، بالنهج الذي تتبعه أبوظبي في بناء اقتصاد متوازن، يجمع بين القوة واللين، والرؤية والاستدامة، مؤكدة أن القيادة الحديثة تُقاس بقدرتها على الاحتواء لا السيطرة، وعلى التأثير العميق لا مجرد زيادة الأرقام.


وقالت خلال جلسة حوارية تحت عنوان «النساء يشكّلن الثقافة ورأس المال» عُقدت أمس الأول، في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي المالي «ADFW»، إن النساء في بيئات العمل متعددة الثقافات يقمن بدور محوري في تفسير السياقات المختلفة وتحويل التباينات إلى طاقة إبداعية، واصفةً النساء بأنهن «مهندسات إعادة تنظيم الفوضى».
واستهدفت الفعالية، استكشاف الدور المتصاعد للنمو الشامل ورأس المال الثقافي في إعادة تشكيل المشهد المالي العالمي، وكيف تقود أبوظبي هذا التحول في المنطقة من خلال رؤية اقتصادية وإنسانية بعيدة المدى.
وأضافت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، أن قيمة رأس المال تتحدّد بيد من يمسكه وكيفية توجيهه، معتبرةً أن مصطلح «تمكين المرأة» لم يعد يعكس الواقع الاقتصادي الحديث، وأن المرأة اليوم ليست بحاجة إلى مقعد على الطاولة، لأنها أصبحت «هي الطاولة التي يُبنى عليها الاقتصاد الجديد».
وأوضحت أن النظام المالي القديم، القائم على المنافسة الحادة والقرارات الأحادية، لم يعد قادراً على مواكبة تعقيد العالم، وأن الاقتصاد الحديث يحتاج إلى منظومات أكثر شمولاً ومرونة، تمثّلها القيادة النسائية، مشيرة إلى أن النظام المالي اليوم يحتاج إلى «الذكاء الأنثوي لكي ينجو».
وبيّنت أن العالم يعيش اليوم عصر اقتصاد المعنى ورأس المال الثقافي، إذ لم يعد المال مجرد أداة ربح، بل حاملاً للهوية والقيمة والمجتمع، مؤكدة أن المرأة تتمتع بقدرة فريدة على دمج رأس المال المادي بالثقافي، وعلى الربط بين الاستراتيجية والعاطفة، وبين التحليل و«الحدس»، معتبرة أن الحدس الذي ينسب غالباً للقيادات النسائية، هو «أعلى درجات معالجة البيانات»، وهي منطقة يعجز الذكاء الاصطناعي عن الوصول إليها.
وأشارت إلى أن الذكاء العاطفي أصبح اليوم «العُملة التي لا تفقد قيمتها أمام الذكاء الاصطناعي»، لأن الروبوت يمكنه حساب المخاطر، لكنه لا يستطيع استشعارها، ويمكنه إدارة محفظة لكنه لا يستطيع إدارة العلاقات.
وأكدت أن المرأة في أبوظبي تمتلك اليوم القلم والورقة والدعم والإرادة لكتابة مستقبل الاقتصاد، وأن دورها لا يقوم على المنافسة، بل على استكمال الصورة الاقتصادية التي كانت ناقصة لقرون، حيث إن النمو الذي تنشده أبوظبي هو نمو رأسي صاعد يتطلب مرونة لا تملكها إلا من تعرف كيف تكون أمّاً وقائدة، ومحاربة ومفاوضة، وحالمة ومنفّذة في آن واحد.
وختمت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، حديثها بالقول إن «رأس المال محايد، لكن قيمة المال تتحدد بمن يمسكه»، مردفة: «عندما يمسك الرجل المال، يبني غالباً برجاً، وعندما تمسك المرأة المال، تبني غالباً جسراً، ونحن اليوم بحاجة إلى الجسور التي تربط مفردات العالم، وفي أبوظبي، وفي هذا العالم المنقسم، نحن بحاجة إلى الجسور التي تربط الأبراج».
وشاركت في الجلسة الحوارية نخبة من القيادات النسائية هن عائشة المنصوري، وكارولين فيني من «PFI»، والدكتورة فيكي واليا، وأدارت الحوار إيميرا سكورّو من «PGIM».

أخبار ذات صلة مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية أبوظبي تستضيف قمة الهيئات التنظيمية المالية العالمية 2025

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أسبوع أبوظبي المالي محمد بن خالد آل نهیان ورأس المال

إقرأ أيضاً:

جلسة حوارية تبحث أثر الذكاء الاصطناعي على الفنون والأدب

نظم صالون نادي المرأة للرياضة والإبداع الثقافي جلسة حوارية بعنوان "الثقافة في عصر الذكاء الاصطناعي" في مقر النادي الثقافي، بمشاركة عدد من المهتمات بالشأن الثقافي والفني.

جاءت الجلسة ضمن سلسلة لقاءات يعقدها الصالون لمناقشة التحولات التي يشهدها المجال الثقافي في ظل التطور التقني المتسارع، وركزت على تأثير الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية والأدب والهوية الثقافية، وأدارتها الإعلامية سهى الرقيشية.

واستهلت الفنانة التشكيلية نائلة المعمرية حديثها عن علاقة الفنان بالتقنية، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة تساهم في تسريع الإنتاج الفني، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل الحس الإنساني الذي يشكل جوهر العمل الفني، مبينة أن الآلة تستطيع اقتراح حلول بصرية، لكنها لا تمتلك التجربة الإنسانية أو القدرة على التعبير عن المشاعر.

وقدمت الفنانة التشكيلية نائلة المعمرية رؤية فنية تركز على العلاقة الدقيقة بين الحس الإبداعي وبين الأدوات الرقمية التي باتت تحضر بقوة في مشاغل الفنانين، ووضحت أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في المشهد الفني، لكنه لن يكون يوما بديلا عن الفنان، لأن الآلة مهما بلغت دقتها، تفتقر إلى الإحساس، وإلى القدرة على تجربة الجمال كخبرة عاطفية وإنسانية، مبينة أن التقنيات الحديثة تقترح عناصر تشكيلية أو توليفات لونية وتسرع من عملية الإنتاج، لكنها لا تستطيع الإحساس بالجمال أو التعبير عن المشاعر الإنسانية التي تعد جوهر الفن الحقيقي.

وترى المعمرية أن الفنان هو من يمنح العمل روحه ويجعله قادرا على ملامسة المتلقي. أما الذكاء الاصطناعي، فهو يقلد ولا يبتكر، ويستند إلى بيانات مسبقة ولا يمتلك الخبرة الحياتية التي تشكل مخزون الفنان.

وأشارت إلى أن الأدوات الرقمية، رغم فائدتها في ترتيب العناصر البصرية وتحقيق التناسق، لا يمكن أن تنتج عملا متكاملا دون تدخل الفنان، لأن العمق الإنساني لا يبرمج، ولا يمكن تحويله إلى معادلة رياضية.

ومع انتشار هذه التقنيات بين الشباب، تؤكد المعمرية أهمية توعية الجيل الجديد بأن الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع ولا يصنعه، وأن لمساته لا يمكن أن تحل محل الحس الفني الذي يميز كل فنان، ولا التجارب الشخصية التي تشكل رؤيته. وتضيف: الذكاء الاصطناعي وسيلة قيمة للتجريب وتسريع العملية الإبداعية، لكنه غير قادر على التعبير عن المشاعر الإنسانية أو إنتاج الفن بعمقه الإنساني.

من جانبها تحدث الروائية شريفة التوبية عن أثر الخوارزميات على الكتابة الأدبية، مشيرة إلى أن النص الأدبي الحقيقي يحمل بصمة الكاتب وتجربته، وأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات مسبقة ولا يستطيع إنتاج عمق إنساني مماثل. وأكدت على أهمية توعية الأجيال الجديدة بعدم الاعتماد الكامل على الأدوات الرقمية، لما يترتب عليه من إشكالات تتعلق بالمصداقية الفكرية وحقوق الملكية. كما تناولت أثر الذكاء الاصطناعي على الكتابة الأدبية، وطبيعة النص الإبداعي باعتباره امتدادا لروح الكاتب وذاكرته وتجربته.

وترى التوبية أن الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج أدب حقيقي هو وهم شائع، لأن الأعمال المنتجة عبارة عن محاكاة تعتمد على ما جرى تغذيته به من نصوص، ولا تحمل البصمة الشخصية التي تجعل النص حيا. موضحة أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع إنتاج إبداع حقيقي يحمل البصمة الإنسانية للكاتب.

وما ينتجه يبقى نصا بلا روح، لأنه يعتمد على بيانات سابقة، لا على تجربة شخصية حقيقية.

وتشير التوبية إلى أن الكاتب الحقيقي هو من يعيش تجربته، ويتفاعل مع تفاصيلها، ويحولها إلى نص يحمل أثره الخاص. وهذا ما لا يمكن لأي آلة أن تستنسخه، فالتحديات تبدأ من جودة النص، وتمتد إلى قضايا الملكية الفكرية والمصداقية، خصوصا عندما تنسب نصوص جاهزة لأشخاص لم يكتبوها. وتعتبر أن هذا الخطر يشكل تهديدا مباشرا للأمانة الأدبية.

وتتابع بأن الباب مفتوح أمام توظيف التقنية، ولكن مع ضرورة التعامل معها بوعي، فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون محفزا للأفكار الإبداعية إذا استخدمناه كأداة مساندة، لا كبديل عن الكاتب. وحذرت الأجيال الجديدة من الاعتماد الكامل على التقنية، مؤكدة أن الطلاب بحاجة إلى تطوير حسهم الإبداعي الحقيقي، وأن التعليم يجب أن يعزز التفكير النقدي، لا مجرد استدعاء حلول آلية سريعة. فالذكاء الاصطناعي يساهم في نشر الثقافة، لكنه قد يتحول أيضا إلى أداة تضليل إذا جرى استخدامه لنشر أعمال غير أصيلة أو منسوبة لغير أصحابها.

ودعت التوبية إلى التمسك بالأخلاق والهوية الثقافية في ظل التحولات السريعة، فالتجربة الإنسانية والمعايشة الشخصية هي ما يعطي العمل قيمته وجاذبيته، ويبقى الإنسان هو محور الإبداع الحقيقي.

مقالات مشابهة

  • 62 تريليون دولار أصول المؤسسات المشاركة في أسبوع أبوظبي المالي
  • جلسة حوارية تبحث أثر الذكاء الاصطناعي على الفنون والأدب
  • مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025» لـ«الاتحاد»: أبوظبي أنموذج عالمي في قيادة التحولات المالية
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • الجامعة الهاشمية تعقد جلسة نقاشية حول العنف ضد المرأة
  • خالد بن محمد بن زايد: أبوظبي تقود جهود تطوير منظومات رأس المال القائمة على الابتكار والتقنيات المالية المتقدمة
  • 6 عادات بسيطة تغير شكل بشرتك في أسبوع… وصفات علمية دون تكلفة
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي المالي 2025