هجرة الغزيين إشاعة ورحيلهم عن غزة هدفٌ مستحيل
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
#هجرة #الغزيين #إشاعة ورحيلهم عن #غزة هدفٌ مستحيل
بقلم د. #مصطفى_يوسف_اللداوي
بعد أن فشل العدو الإسرائيلي على مدى قرابة عامٍ ونصف العام، هي عمر عدوانه البغيض على قطاع غزة، في تحقيق هدفه القديم وحلمه المستحيل الذي بدأه خلال عدوانه الأول على قطاع غزة، ضمن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، عندما كان يحلم بطرد عدة آلافٍ من سكان قطاع غزة، ويخطط لتهجيرهم، ويجري اتصالاته مع مختلف دول العالم لاستيعابهم، أو القبول بطردهم إلى مصر وإقامتهم في صحراء سيناء، حيث كان عددهم لا يزيد حينها عن ثلاثمائة ألف فلسطيني فقط، وكانت الظروف مختلفة، والقهر شديداً، والقتل بشعاً.
ورغم فارق القدرات وقلة الإمكانيات الفلسطينية، وتآمر دول الاستعمار الكبرى في حينها مع الكيان الصهيوني، إلا أن الفلسطينيين ثبتوا على أرضهم، وبقوا في ديارهم، وأصروا على عدم الخروج من قطاعهم، وفشل العدو فشلاً ذريعاً في تحقيق حلمه.
مقالات ذات صلة موقف عمومي 2025/04/16لم يمت الحلم الإسرائيلي ولم ينتهِ، إذ عاد إليه وخطط له بعد حرب يونيو/حزيران عام 1967، ووضع البرامج ورسم الخطط وبنى المشاريع لاستيعاب فلسطينيي قطاع غزة في مدينتي العريش والشيخ زويد، ورحل عدة آلاف منهم بالقوة إليها، بعد أن هدم بيوتهم، وشتت جمعهم، وشق في مناطقهم شوارع كبيرة وطرقاً عديدة على حساب بيوتهم، لتسهل حركة جيشه، ويأمن في المنطقة جنوده، ويسلم من عمليات الفدائيين التي كانت تستفيد من ضيق الشوارع، وكثرة الأزقةٍ والطرق الملتوية المتعرجة والمنعطفات التي يحفظونها جيداً، ولا يفاجئون بها أو يصدمون عند الدخول إليها.
اليوم ورغم القتل المستعر في قطاع غزة، والحرب البشعة المجنونة، والإبادة الوحشية للجنس البشري الفلسطيني، بعد أكثر من 150 ألف شهيدٍ وجريحٍ، جلهم من الأطفال والنساء وعامة المواطنين، والدمار الواسع المهول في كل أرجاء قطاع غزة، وانعدام كل صور الحياة وسبل العيش الممكنة، إلا أن الفلسطينيين يرون أن قطاعهم المدمر وبيوتهم الخربة، وشوارعهم المحفورة، وأرضهم المبقورة، أجمل من سنغافورة، وأقرب إلى قلوبهم من ريفيرا الفرنسية، وأنه حلمهم الباقي، وأرضهم الموعودة، وهويتهم الباقية، وبقية أرضهم العزيزة ووطنهم الغالي النفيس، فلن يفرطوا فيه ولن يرحلوا عنه، ولن يتنازلوا عنه ولن يسمحوا للعدو بالفرح به والسعادة بتحقيقه.
أمام الفشل الإسرائيلي الذريع، وحمى المحاولات اليائسة، لم يجد العدو إلا أن يسرب أخباراً كاذبة، وأن ينشر إشاعاتٍ مغرضة، وتقارير لا تمت إلى الواقع والحقيقة بصلةٍ، يدعي فيها أن مئات الفلسطينيين قد غادروا عبر مطار رامون في صحراء النقب، إلى الجنوب من قطاع غزة، وعبر بواباتٍ خاصة على الحدود الأردنية الفلسطينية، نحو بعض الدول العربية، ومنها إلى دولٍ أجنبية، وأنهم اصطحبوا معهم عائلاتهم، وقرروا الهجرة طوعاً، ومغادرة قطاع غزة نهائياً وعدم العودة إليه أبداً.
لا يتوقف الإعلام الإسرائيلي عن شحن الأجواء الفلسطينية بهذه الأخبار الكاذبة، ولا ينفك ناعقاه النكدان الكذابان الأفاقان أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين عن الادعاء بأن مئات الفلسطينيين قد غادروا قطاع غزة، وأن مئاتٍ آخرين في طريقهم إلى المغادرة، وأن غيرهم قد سجل اسمه واتصل بالجهات المعنية بالسفر، وأنهم ينتظرون دورهم، ويتجهزون ليوم رحيلهم، وأنهم جادون في انتزاع جذورهم من قطاع غزة، وقطع روابطهم به، وعدم العودة إليه.
تلك هي افتراءاتهم وادعاءاتهم، أما الحقيقة التي يحاول العدو الاستفادة منها وبناء الآمال عليها، وإيهام الفلسطينيين بها، هي أن بعض المصابين الفلسطينيين، وهم عشرات بالمقارنة مع آلافٍ آخرين من ذوي الإصابات الخطرة والأمراض المستعصية، هم الذين يغادرون قطاع غزة، لتلقي العلاج في بعض المستشفيات العربية والأجنبية، بعد محاولاتٍ كثيرة وتنسيقاتٍ مستحيلة، وجهود كبيرة تبذلها المؤسسات الدولية والهيئات الصحية والإغاثية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي وغيرها، لإخراج بعض الحالات الصعبة، التي ربما لا يدرك بعضهم دوره ويستشهد قبل أن يأتي وقت سفره، حيث لا يسمح العدو لكل المصابين وأصحاب الحالات الحرجة بالسفر، ويصر على رفض منحهم تصاريح سفر ومغادرة لهم أو لمرافقيهم، رغم يقينه بأن حالاتهم الصحية مستعصية، وأن حياتهم في خطر، إلا أنه يرفض سفرهم ويعينه على رفضه آخرون.
لا أحد غادر قطاع غزة، أو هاجر منه ورحل، اللهم إلا المرضى الذين سمح لهم بالسفر للعلاج، أو بعض حملة الجنسيات الأجنبية، والذين غادروا منهم قلةٌ قليلة، هم دون المئات بكثيرٍ، وهم لا يشكلون ظاهرةً ولا يعبرون عن مزاجٍ عامٍ، بل إن الكثير ممن يتمتعون بجنسياتٍ أخرى يصرون على البقاء في قطاع غزة، أكثر من غيرهم المحرومين من مثل هذه الامتيازات، فلا تصدقوا العدو الحالم المتوهم، الكذاب الأشر، الذي قتل أهل غزة ودمر حياتهم، وأحالها إلى جحيمٍ لا يطاق، أن أهلها يغادرونها، وعنها يرحلون، ولها لا يريدون، وإلى غيرها يتطلعون ويهاجرون، وستنتهي الحرب لا محالة وقد طالت، وسيدرك العدو يقيناً عقم خياراته واستحالة مخططاته، وفشل أهدافه، وسيضطر إلى الاعتراف بأصحاب الأرض وأهلها، وسيادتهم عليها وحقهم فيها.
بيروت في 17/4/2025
moustafa.leddawi@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الغزيين إشاعة غزة مصطفى يوسف اللداوي قطاع غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
نحو 400 شهيداً وجريحاً بمجازر نازية جديدة ارتكبها العدو الإسرائيلي في غزة خلال 24 ساعة
يمانيون || تقرير _ خاص:
استشهد وأصيب مئات المدنيين الفلسطينيين بمجازر إبادة جديدة ارتكبها النازية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
ففي شمال القطاع:
استشهد أكثر من 20 مدنياً وأصيب أكثر من 100 أخرين بقصف جوي ومدفعي لقوات العدو الإسرائيلي استهدفهم منازل مأهولة وتجمعات للأهالي في جباليا البلد ومنطقة الفالوجا
وفي وسط القطاع:
استشهد نحو 25 مدنياً وأصيب أكثر من 120 أخرين بقصف جوي ومدفعي للعدو الصهيوني استهدف تجمعات للنازحين والمواطنين قرب نقطة توزيع مساعدات أمريكية في شارع صلاح الدين محيط مدخل مخيم البريج وبالقرب من محور “نتساريم” ومنازل مأهولة مدرسة تؤوي نازحين شرق وشمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ومنازل أخري بمحيط الهلال الأحمر منها منزلا لعائلة أبو شاويش في دير البلح.
وفي جنوب القطاع:
استشهد أكثر من 10 مدنيين وأصيب العشرات بقصف جوي ومدفعي وبحري للعدو استهدف منزلا بمخيم خان يونس وخيام النازحين في منطقتي طبريا ومواصي وأرض المجايدة ومجموعة مواطنين في منطقة معن وبطن السمين شرق خان يونس وتجمع للباحثين عن المساعدات قرب مركز مساعدات الشركة الأمريكية في رفح.
وبحسب مصادر طبية في غزة فإن نحو 80 مدنياً استشهدوا وأصيب المئات جراء القصف الصهيوني المكثف على قطاع غزة منذ فجر اليوم.
فيما قالت وزارة الصحة في غزة في بيان جديد لها صدر اليوم: إن 54 شهيدا و305 جرحى وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة جرائم العدو الإسرائيلي.
وأكد البيان ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023م إلى 54,981 شهيدا و126,920 جريحا .
مجازر الاحتلال في غزة