تصاعدت الصراعات الداخلية في صفوف قيادات مليشيا الحوثي المصنفة على قائمة الإرهاب، وتنامت الانقسامات داخل بنية الجماعة، واتسعت أزمة ثقة بشكل متفاقم بين الأجنحة المختلفة.

ذكر مراقبون لوكالة خبر، أن مليشيا الحوثي اتخذت إجراءات مشددة بحق قيادات نافذة، في مؤشر واضح على تصاعد الصراعات الداخلية، حيث وضعت المليشيا قيادات تحت الإقامة الجبرية ومنعتهم من السفر.

واعتبر المراقبون هذه الإجراءات تعكس حالة تنامي الانقسامات وانتشار أزمة الثقة فيما بين القيادات الفاعلة في صنعاء، حيث طالت القرارات قيادات عسكرية وأمنية، وشخصيات قبلية بارزة، إضافة إلى رجال أعمال، ووزراء في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، ووكلاء وزارات، ومديري عموم ومشرفين على مؤسسات الدولة، بحجة خضوعهم لـ"المساءلة".

وبينوا بأن الإجراءات الجديدة جاءت على خلفية خلافات داخلية حادة وتبادل للاتهامات بالتقصير والتخوين، ما يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين الأجنحة المختلفة داخل الجماعة.

وبالتوازي مع هذه التطورات، كثفت الجماعة من وجودها الأمني في العاصمة المختطفة صنعاء، حيث استحدثت نقاط تفتيش جديدة في مداخل المدينة وشوارعها الحيوية، معززة بدوريات وعربات مدرعة، في مسعى لتشديد الرقابة على تحركات القيادات المشمولة بالقيود.

ويرى مراقبون، أن هذه التحركات تعكس حالة ارتباك داخلية وتخوفاً متصاعداً من احتمال حدوث انشقاقات مفاجئة، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة الناتجة عن الضربات الأمريكية التي تستهدف قيادات ومواقع استراتيجية تابعة للحوثيين منذ منتصف مارس/آذار الماضي.

وتشهد العملية العسكرية الأمريكية تصعيداً تدريجياً، حيث توسعت من استهداف المخازن والمنشآت العسكرية إلى تنفيذ ضربات دقيقة ضد تحركات قيادات الحوثي وتجمعاتهم، ما زاد من حالة التوتر والقلق داخل صفوف الجماعة، وفضح هشاشة بنيتها الأمنية والتنظيمية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

خطر التقسيم يلوح في الأفق.. السودان يقترب من نموذج الدولة المزدوجة

الخرطوم – الوكالات
بينما تتواصل الحرب الطاحنة في السودان، تتكشف مؤشرات تنذر بتجاوز القتال التقليدي إلى ما يشبه "التقسيم الوظيفي" للدولة، في ظل إعلان مجموعة "تأسيس" تشكيل حكومة موازية، وتصاعد المعارك في نيالا وحول الفاشر، وإلغاء اجتماع كان مرتقبًا للرباعية الدولية في واشنطن.

ويرى مراقبون أن هذه التطورات تضع السودان أمام مفترق طرق حاسم: إما المضي في مسار السلام وفق خارطة الرباعية، أو الانزلاق نحو نموذج مشابه للتجربة الليبية، بما يحمله من انقسام شرعي وصراع مزمن.

وتتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالسعي لترسيخ سلطتها في إقليم دارفور عبر أدوات مدنية تحت غطاء "تحالف مدني"، فيما يصفه محللون بأنه "سلطة أمر واقع" تهدف إلى خلق إقليم مستقل فعليًا يُستخدم كورقة تفاوضية في أي تسوية سياسية مقبلة.

بالتوازي، تشهد مدينة نيالا معارك عنيفة تعتبرها قوات التمرد حاسمة للسيطرة على جنوب دارفور، ما يمنحها ثقلًا سياسيًا قبل أي مفاوضات، في وقت تتمسك الحكومة المعترف بها دوليًا بمركزها في بورتسودان.

وتثير المقارنة مع التجربة الليبية مخاوف من انزلاق السودان إلى وضع مشابه، مع اختلافات تجعل السيناريو أكثر تعقيدًا، أبرزها التداخل القبلي والاجتماعي، والامتداد الشعبي للجيش، وحدود السودان المفتوحة مع سبع دول.

ويحذر مراقبون من أن استمرار غياب إرادة دولية قوية لوقف دعم القوى الإقليمية للتمرد، والاكتفاء بردود فعل متأخرة، قد يسرّع من تثبيت واقع الانقسام، ويقود السودان إلى مرحلة أكثر دموية وفوضوية.

مقالات مشابهة

  • خطر التقسيم يلوح في الأفق.. السودان يقترب من نموذج الدولة المزدوجة
  • صنعاء.. وجهاء ومشايخ الحيمتين ينظمون وقفة احتجاجية رفضاً لتدخل قيادات حوثية بإيقاف حكم إعدام
  • خمسة أعوام من المماطلة... مليشيات الحوثي تواصل التهرب من القصاص لقاتل رجل المرور بقلب العاصمة صنعاء
  • كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات
  • هجوم سيبراني يستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة الحوثي في صنعاء
  • مجدى عبدالغنى عن أزمة محمد الشناوي مع الأهلى: فيه شرخ موجود
  • حملة حوثية ضد سلطان السامعي.. تهمة العمالة والتطبيع في مواجهة الانتقاد
  • هل تعلم نظرية الحصان الميت؟.. «الدكتور أحمد الشعراوي» يناقش تداعيات أزمة الإنكار داخل المؤسسات الحكومية
  • أزمة نفسيّة متفاقمة داخل “الجيش” الإسرائيلي
  • بين التحلل والانحراف.. كيف تركت الشرعية الساحة للفكر الحوثي المتطرف؟