#سواليف

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المعطيات الميدانية الأخيرة جنوبي قطاع غزة تؤشر إلى اقتراب مرحلة جديدة من الاشتباكات العنيفة، مرجحا احتدام المعارك في المثلث الواقع بين محور موراغ وشارع صلاح الدين (المعروف إسرائيليا بمحور فيلادلفيا).

وأشار الدويري، في تحليل للمشهد العسكري في القطاع، إلى أن خزان النجار، جنوبي خان يونس (جنوبي القطاع)، يُعد من أبرز النقاط التي شهدت نشاطا لافتا خلال المرحلة الثانية من الحرب، حين دفعت إسرائيل بنحو 5 فرق عسكرية كان معظمها متمركزا في تلك المنطقة، مما يعكس أهميتها الإستراتيجية في عمليات المقاومة.

وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت تنفيذ سلسلة من العمليات في قيزان النجار، استهدفت من خلالها جرافات عسكرية إسرائيلية واستدرجت قوة خاصة إلى فتحة نفق مفخخة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، وفق بيان الكتائب.

مقالات ذات صلة “واقعية ودقيقة بعيدا عن التهجير”.. تفاصيل خطة مصرية عاجلة لإعمار غزة 2025/04/19

وأوضح الدويري أن خزان النجار شكّل نقطة ارتكاز لافتة خلال اقتحام جيش الاحتلال السابق للمنطقة، مشيرا إلى أن المقاومة تمكنت من تنفيذ عمليتين نوعيتين في اليوم نفسه، تضمنت إحداهما استهداف جرافات، بينما تم في الثانية استدراج قوة إسرائيلية إلى النفق وتفجيره بعد دخول عدد من الجنود إليه.

وأضاف أن العمليات الجديدة التي استهدفت 3 جرافات يوم الخميس، تميزت باستخدام عبوات مختلفة شملت عبوة “شواظ”، وعبوة برميلية، وصاروخ “الياسين”، لافتا إلى أن عودة استخدام هذا الصاروخ للمرة الثانية يعكس قرب مسافة الاشتباك ويشير بوضوح إلى وجود عناصر المقاومة على الأرض.

أساليب متنوعة
ورأى أن تنوع أساليب الاستهداف من عبوات مزروعة إلى صواريخ مباشرة يدل على أن المقاومة لا تزال تدير الاشتباك من مسافات قريبة وتتحكم في آلية التفجير، وهو ما يعزز فرضية أن المقاتلين لا يزالون يحتفظون بمرونة ميدانية رغم القصف المكثف.

وعن التغير في إدارة المعركة من الجانب الإسرائيلي، أكد الدويري أن وصول رئيس الأركان الجديد إيال زامير، ترافق مع اعتماد مقاربة جديدة، حيث باتت 80% من القوة النارية المستخدمة ضد غزة مصدرها سلاح الجو، مقابل 10% للمدفعية، و10% فقط للقوات البرية، ما يحدّ من فرص المواجهة البرية المباشرة.

واعتبر أن هذه المعادلة النارية تمنح إسرائيل سيطرة من الجو، لكنها تضعف فعالية القوات البرية، وهو ما تسعى المقاومة لاستغلاله من خلال الكمائن والهجمات النوعية التي تستهدف القوات المتحركة لا الجوية.

وبحسب الدويري، فإن المقاومة تُظهر قدرة تكتيكية بارزة في التوقيت والمكان، إذ تنجح في توظيف الفراغ الميداني الناتج عن الانسحابات الإسرائيلية المؤقتة لتوجيه ضربات محددة، كما تفعل في خزان النجار حاليًا، بعدما كانت قد نفذت عمليات مماثلة شرق حي التفاح وتل المنطار.

ولفت إلى أن مستوى الاشتباك الحالي يُعد محدودا نسبيا، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن منطقة موراغ الممتدة حتى شارع صلاح الدين، والبالغة نحو 75 كيلومترًا مربعًا، ستكون ساحة المعركة الأشد، خاصة مع إعلان الاحتلال عزمه ضمها إلى ما يُعرف بالمناطق العازلة.

ويرى الدويري أن إسرائيل لا يمكنها فرض سيطرتها الكاملة على تلك المنطقة دون تصفية ما تبقى من قدرات المقاومة، وهو ما يعني أن المواجهة المقبلة ستكون حتمية، ومفتوحة على كافة السيناريوهات العسكرية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدويري: 3 أهداف إيرانية ضربتها إسرائيل بعضها لا يمكن تعويضه

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن إسرائيل والولايات المتحدة نفذتا "خداعا إستراتيجيا" ضد إيران من حيث التوقيت، معربا عن قناعته بأن الرد الإيراني يجب أن يكون "مركبا، وإلا ستكون نتائجه ضعيفة".

وأوضح الدويري -في حديثه للجزيرة- أن المحللين السياسيين أجمعوا أن الضربة الإسرائيلية ستكون بعد جولة المفاوضات المقبلة بين واشنطن وطهران المقررة الأحد المقبل في العاصمة العُمانية مسقط.

وعلى صعيد الخسائر الإيرانية، فهناك أهداف "يمكن تعويضها" وأخرى "تحتاج إلى وقت لتقييمها" وأهداف ثالثة "يصعب تعويضها"، وفق الدويري.

وأكد الخبير العسكري أن قتل القادة العسكريين البارزين يندرج ضمن الأهداف التي يمكن تعويضها رغم تأثيرهم، إذ يوجد من يحل مكانهم في هذه المناصب العسكرية الرفيعة.

وفي هذا الإطار، كشف التلفزيون الإيراني عن تعيين المرشد على خامنئي قائد الجيش عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان، واللواء محمد باكبور قائدا عاما للحرس الثوري، واللواء علي شادماني قائدا لمقر خاتم الأنبياء التابع لهيئة الأركان.

وجاءت هذه التعيينات بعد اغتيال إسرائيل -فجر اليوم الجمعة- رئيس الأركان الإيراني محمد باقري وقائد الحرس الثوري حسين سلامي وغيرهما.

إعلان

أما الأهداف التي تحتاج إلى تقييم، فهي منظومة القيادة والسيطرة والقواعد الجوية ومنشأة نطنز النووية وأي أهداف عسكرية لمعرفة مدى وحجم الأضرار التي طالتها.

وبشأن الأهداف التي يصعب تعويضها، قال الخبير العسكري إن 6 إلى 9 علماء ذرة تم اغتيالهم في الهجوم الإسرائيلي، مشيرا إلى أنهم احتاجوا سنوات طويلة من التأهيل العلمي حتى وصلوا إلى هذا المستوى المتقدم، ليتساءل "كيف تم اصطيادهم بهذه السهولة؟".

وفي هذا السياق، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "أغلب علماء الذرة الإيرانيين الكبار لم يبقوا على قيد الحياة"، بعد ساعات من إعلان القناة ذاتها اغتيال أكثر من 10 علماء نوويين إيرانيين.

الرد الإيراني

أما بشأن الرد الذي توعدت به طهران، فإن إرسال 100 طائرة مسيّرة ليس ردا مؤثرا وموازيا للضربة الإسرائيلية -وفق الدويري- لأن هذه الطائرات تحتاج ساعات إلى الوصول، ويمكن التعامل معها بداء من القبة الحديدية وصولا إلى منظومة "السهم آرو-3" والطائرات.

وأعرب عن قناعته بأن الرد الإيراني يجب أن يكون مركبا وثلاثي الأبعاد، و"إلا نتائجه ستكون ضعيفة"،

ويقصد الدويري هجوما ثلاثيا يمزج بين المسيّرات من أجل الإغراق الجوي، وصواريخ باليستية تقليدية، وصواريخ فرط صوتية، بتوقيتات معينة بحيث يكون وصولها متزامنا.

وشنت إسرائيل -فجر اليوم الجمعة- ضربات واسعة النطاق على إيران، وقالت إنها استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية ومنظومات الدفاع الإيرانية وقادة عسكريين بارزين، مؤكدة أنها "بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي".

بدوره، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– الضربة بأنها "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، مؤكدا أن الهدف من هذه العملية غير المسبوقة هو ضرب المنشآت النووية الإيرانية.

إعلان

كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "حقق إنجازا كبيرا، وضرب بدقة قادة الحرس الثوري والجيش والاستخبارات وعلماء نوويين إيرانيين"، مؤكدا أن الجيش "مستمر في عملياته لإجهاض البرنامج النووي الإيراني، وإزالة التهديدات على إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • الدويري: 3 أهداف إيرانية ضربتها إسرائيل بعضها لا يمكن تعويضه
  • الدويري يوضح تحديات ضرب منشآت إيران النووية
  • هل تستطيع إسرائيل تدمير منشآت إيران النووية تحت الأرض؟ الدويري يجيب
  • أسطورة البطل جدعون وحرب الرموز بين الاحتلال والمقاومة
  • بمبادرة من المجتمع المحلي… جهاز طبقي محوري حديث لمشفى جاسم الوطني في درعا
  • مرحلة ما بعد الحرب تقتضي وجود شرطة (قوية ، فاعلة ، قادرة)
  • رحيل الزهرة البرية.. الأديب التونسي حسونة المصباحي
  • مزور: لدينا إمكاناتٌ فريدةٌ في مجال الهيدروجين الأخضر تؤهّلنا للعب دورٍ محوريٍّ في السوق الأوروبية
  • توغلات وتصعيد في الجنوب اللبناني.. جرافات إسرائيلية تحفر الخنادق
  • الأمير سعود بن نهار يوجه بتسهيل مهام الحجاج المغادرين عبر مطار الطائف والطرقات البرية