هذه الخطة، التي يتصدرها مطلب الإفراج الكامل عن الرهائن مقابل وقف شامل لإطلاق النار ونزع سلاح حركة "حماس"، فجّرت من جديد الجدل حول مستقبل القطاع وشروط أي تسوية محتملة.

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، خلال زيارته إلى إسرائيل، أبدى تفاؤلًا حذرًا بقرب التوصل إلى حل، لكنه أكد أن المفاوضات الآن تعتمد مبدأ "الكل أو لا شيء".

وفي حديثه لعائلات الرهائن، أشار إلى أن إدارة ترمب تضغط باتجاه اتفاق شامل، يتضمن وساطة عربية، ونزع سلاح "حماس"، ووقف كامل للعمليات العسكرية.

في المقابل، ردت "حماس" برسالة واضحة، مؤكدة في بيان رسمي تمسّكها بالسلاح باعتباره "حقًا وطنيًا مشروعًا لا يمكن التنازل عنه إلا بتحقيق الاستقلال الكامل وقيام الدولة الفلسطينية".

ويتزامن هذا التصعيد السياسي مع حملة إعلامية قادتها "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، عبر نشر مقاطع تظهر رهائن إسرائيليين في حالة إنسانية صعبة، ما زاد الضغط على الحكومة الإسرائيلية وأعاد إشعال الرأي العام.

مصادر مصرية وفلسطينية نقلت لـ«الشرق الأوسط» أن الرد الإسرائيلي الأخير كان "سلبياً وغير مشجع"، إذ تواصل تل أبيب الإصرار على إبقاء قواتها في نقاط استراتيجية داخل غزة، ورفض أي ضمانات باستقلال القرار الفلسطيني. الخبراء السياسيون، من جانبهم، انقسموا حول فرص نجاح الطرح الأميركي.

فبينما يرى البعض أن الصفقة الشاملة قد تفتح الباب أمام حل سياسي أوسع، يُنهي الحرب ويبدأ مسارًا لإقامة دولة فلسطينية، يرى آخرون أن العقبات الجوهرية – وعلى رأسها رفض حماس نزع سلاحها – قد تجعل هذه المبادرة تولد ميتة.

الكرة الآن في ملعب الأطراف المتصارعة، بينما يراقب العالم بصمت مآسي غزة اليومية، بين الأنقاض والجوع، بانتظار ما إذا كانت "الصفقة الكبرى" مجرد مناورة سياسية جديدة، أم بداية النهاية لحرب استنزفت الجميع. 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم

تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة لدى حماس تزامناً مع زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الخميس، وحثّته على استغلال زيارته لإسرائيل للمساهمة في التوصل إلى اتفاق "تاريخي" لإطلاق سراحهم. اعلان

وتجمع المتظاهرون بالقرب من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، حيث التقى ويتكوف بعد وصوله إلى إسرائيل.

ودعت إحدى المتظاهرات، داليا كوزينر، التي تضم عائلتها رهينتين، أحدهما لا يزال أسيرًا، ويتكوف إلى "صنع التاريخ" من خلال ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن معًا.

وقالت كوزينر للحشد: "اجعلوا هذه الزيارة تاريخية. اجعلوا رئيس الوزراء نتنياهو، وحماس، وجميع الدول المعنية توقع على هذه الاتفاقية التي ستنهي هذه الحرب. لا نريد أن نفقد المزيد من الأرواح. نريد إعادة الرهائن، جميعهم، معًا".

جهود لوقف الحرب

ووصل ويتكوف، الذي يقود جهود إدارة ترامب لإنهاء الحرب التي استمرت قرابة 22 شهرًا وإطلاق سراح الرهائن الذين أُسروا في هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل القتال، إلى إسرائيل الخميس لإجراء محادثات حول الوضع في غزة.

ولا يزال نحو 50 رهينة في الأسر بينهم نحو 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة. أُطلق سراح معظم الرهائن المتبقين في اتفاقات وقف إطلاق النار أو غيرها من الاتفاقات.

Related محادثات الدوحة تصل إلى طريق مسدود.. إسرائيل تتهم حماس والحركة: ويتكوف خالف سياق المفاوضات ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة "محتملة" إلى قطاع غزةلبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل

أسفرت الحرب في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني نتيجة للهجمات الإسرائيلية، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

في غضون ذلك، وتحت ضغط دولي شديد، أعلنت إسرائيل عن سلسلة من الإجراءات خلال نهاية الأسبوع لتسهيل دخول المزيد من المساعدات الدولية إلى غزة، لكن عمال الإغاثة يقولون إن هناك حاجة إلى المزيد.

تنفي إسرائيل وجود أي مجاعة في غزة، رافضةً روايات شهود عيان ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة التي تُخالف ذلك، وتقول إن التركيز على الجوع يُقوّض جهود وقف إطلاق النار.

تعثّر مفاوضات الدوحة

وقبل أيام، استدعت إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليهما المشاركين في مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بدعوى إجراء مزيد من المشاورات. واستغربت حركة حماس اتهامات المبعوث الأميركي ويتكوف الذي قال إنها "لا تبدي حسن نية" وتتصرف "بأنانية".

بينما اعتبر الرئيس الأمريكي ​دونالد ترامب​ أن استسلام حركة "​حماس​" والإفراج عن الأسرى هو أسرع حل للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل. نتانياهو يندد بمشاهد الرهائن ويصف تصرفات حماس بـالدنيئة والمقيتة
  • مظاهرات في تل أبيب بعد فيديو "الرهائن الجوعى"
  • أكسيوس : ترامب يريد اتفاقًا كاملاً بشأن غزة
  • حماس تنفي تصريحات المبعوث الأميركي: لا تخلي عن سلاح المقاومة إلا بزوال الاحتلال
  • ويتكوف وسط احتجاجات ساحة الرهائن.. عائلات المحتجزين: مقاطع أبنائنا من غزة دمّرتنا
  • رئيس أركان جيش الاحتلال: القتال مستمر إذا تعثرت المفاوضات
  • «فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح».. سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية
  • المبعوث الأميركي يزور مركز المساعدات في رفح.. وحماس: مسرحية
  • تزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهم