سودانايل:
2025-06-19@16:08:08 GMT

التلفزيون السوداني

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

أفكار علامية

بقلم: خالد البلوله
رغم مرور عقود على انطلاق البث التلفزيوني في السودان، لا تزال الصورة /بوصفها حاملاً جماليًا وفكريًا /تعاني من الثراء البصري في معظم ما يُقدَّم على الشاشة الرسمية،فبرامج كثيرة تُنتَج وكأنها خصصت للإذاعة،لا تُولي اهتمامًا للصورة كمكوّن أساسي للجاذبية بل تعتمد على حوار مباشر، ولقطات جامدة وزوايا تصوير تبدو مكررة، تفتقر إلى الروح والتكوين البصري المحكم.


لقد آن الأوان في ظل انتشار المنصات الرقمية لأن يتحوّل التلفزيون السوداني من(شاشة مسموعة)إلى (شاشة بصرية) تقوم على بناء مشهد بصري جاذب،لا مجرد بث محتوى مرئي. يوظف الصورة توظيفا مبهرا بكل أدواتها الإضاءة والإخراج والزوايا والمونتاج في التعبير عن الفكرة وتوسيع أثرها.
*مالذي يجعل التلفزيون عاجزا عن القيام بذلك ؟
اولا :-وفي هذا السياق، من المهم أن تعيد القنوات الرسمية النظر في بنيتها المؤسسية،بحيث تعتمد صيغ التعاقد المرن مع المبدعين والفنيين، في مجالات الإخراج والتصوير والديكور والمونتاج،بدلاً من حصر الإبداع في القوالب الوظيفية الجامدة.وفي ذات الوقت،تُبقي على صيغ التوظيف الإداري في الأقسام التي تستدعي الاستقرار الوظيفي،مع مراعاة الكفاءات الخلّاقة داخل المؤسسة،التي تفهم طبيعة العمل التلفزيوني وتملك أدوات التجديد،بدلا أن تُكبّل بالرُّتب الوظيفية والمكاتبية بهذه الرؤية المتوازنة،يمكن للتلفزيون أن يجمع بين الاحترافية والإبداع والهوية البصرية ويصنع تحولًا حقيقيًا نحو شاشة تُنتج مشاهد بصرية تُلامس وجدان الانسان السوداني.
ثانيا :-إن هذا التحوّل نحو بناء المشهد يتطلب وعيًا بصريًا واستثمارًا حقيقيًا في الطاقات المبدعة التي أثبتت جدارتها في تشكيل هوية بصرية سودانية،سواء في الدراما أو الوثائقي أو البرامج الإنسانية.
ثالثا:-لايمكن الحديث عن المشهد البصري في السودان دون الوقوف على تجارب درامية خالدة أسهمت في هذا المسار، من خلال تكامل النص،الأداء، التكوين، لمسة اخراجية عبر الكاميرا. نذكر منهم:جمال حسن سعيد،الفاتح البدوي، الصلحي، وفرقة الأصدقاء،التي كانت وما زالت مثالًا لصناعة صورة درامية لها عمق وشخصية،وفي الانتاج الوثائقي،تلمع عدة أسماء اجتهدت في تقديم محتوى بصري توثيقي وإنساني في غاية الرصانة مثل المخرج سيف الدين حسن،وصالح مختار عجب الدور وعبد الحفيظ مريود ود.الأرقم الجيلاني الذي جمع بين التنظير الأكاديمي واللمسة الإخراجية،وحاتم بابكر الذي أخرج وثائقيات ذات روح معاصرة ووعي اجتماعي،ولا ننسى المجلات الوثائقية مثل برنامج دنيا الذي يُعد من البرامج التي ساهمت في ابراز الحياة السودانية بتقديم معالجات بصرية عبر افلام قصيرة جدا Semi decumantray
رابعا :-إن مستقبل التلفزيون السوداني،في ظل ثورة المنصات الرقمية يعتمد على قدرته في ابتكار صورة تحكي،وتؤثر،وتُدهش ويتحقق ذلك بالأتي:-
١-إعادة النظر في فلسفة الإنتاج التلفزيوني.(تكوين فرق انتاج في المجالات الثقافية والدراما والبرامج الوثائقيات والمنوعات والغناء والتراث الشعبي).
٢-الاستثمار في تدريب الكوادر البصرية.(العاملين في مجالات الجرافيك والمونتاج والتصوير وكتاب السيناريو والاضاءة )
٣-فتح المجال للموهوبين بغض النظر عن خلفياتهم السياسية والفكرية.
٤-واستقطاب الخبرات السودانية الإعلامية المتميزة التي تعمل في المؤسسات الإعلامية بالخارج.(الجزيرة / BBC/ CNN/DW MBC رويترز وغيرها)
5-اعتقد إن من واجب التلفزيون السوداني،أن ينحاز إلى المجتمع في لحظة هشاشته وانكساره، وأن يكون صوتًا للناس لا صدى للسلطة فقط,فمن أولى مسؤولياته في هذه المرحلة العصيبة،أن يُسلّط الضوء على بطولة الناس العاديين، أولئك الذين صنعوا من جراحهم تضامنًا، ومن فقرهم نجدة،ومن شظف العيش مقاومة يومية، وأن يُبرز الدور الإنساني العميق للسودانيين في المهاجر،الذين لم ينقطع دعمهم ولا تراجع عطاؤهم.لقد غابت كثير من هذه المواقف النبيلة عن شاشة التلفزيون،وهي تصنع يوميًا في القرى والفرقان والريف البعيد. فهناك،تدور بطولات صامتة،يصوغها إنسان بسيط يقتسم اللقمة الحلال مع غيره،ويفتح قلبه وبيته للمُهجّرين وأهل الحاجات ..
أخيرا :-
إن السودان زاخر بالحكايات والمشاهد والوجوه التي تنتظر من يرويها بصورة مغايرة،وحينما تنجح الشاشة في أبراز ملامح الانسان السوداني والوجه المشرق للسودان من عادات وقيم وتقاليد وتراثه نكون قد خطونا نحو تلفزيون يُشبهنا… ويُشبه العالم.
خالد البلولة ..صحفي وباحث في الإعلام.

 

 

khalidoof2016@yahoo.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التلفزیون السودانی

إقرأ أيضاً:

واشنطن ستفحص حسابات الطلبة على مواقع التواصل لدى النظر في طلبات التأشيرة

سيُطلب من الطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة في الولايات المتحدة الكشف عن حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتدقيق فيها بحثًا عن أي محتوى يمكن أن يعد معاديا لأميركا، وذلك وفق إرشادات أصدرتها الأربعاء وزارة الخارجية التي استأنفت دراسة طلبات التأشيرة.
علَّقت الخارجية موقتًا إصدار تأشيرات للطلاب الأجانب في نهاية مايو بانتظار إعداد الإرشادات المتعلقة بالشبكات الاجتماعية، وستستأنف الآن إعطاء المواعيد.فخص شخصي
أخبار متعلقة جيش الاحتلال: أسقطنا مسيرة ودمرنا ثلثي منصات إيران الصاروخيةعراقجي للإسرائيليين: إيران لا تقصف المستشفيات وانظروا إلى ما فعلتم في غزة"سيتيح تعزيز عمليات التدقيق في وسائل التواصل الاجتماعي فحص كل شخص يحاول زيارة بلدنا، بالشكل الصحيح" على ما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية.
وسيجري مسؤولون قنصليون أميركيون "فحصا شاملا ودقيقا لجميع الطلاب والزوار المشاركين في برامج التبادل" وفق المصدر.
ولتسهيل عملية الفحص أوضح أنه سيُطلب من الطلاب مقدمي الطلبات ضبط إعدادات الخصوصية في جميع حساباتهم وجعلها "عامة".مواقف عدائية
في أول أيام ولايته الرئاسية أصدر دونالد ترامب أمرا تنفيذيا طلب فيه زيادة التدقيق في الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة للتأكد من "عدم وجود مواقف عدائية لديهم تجاه مواطنيها أو ثقافتها أو حكومتها أو مؤسساتها أو مبادئها التأسيسية".
وتأشيرات الطلاب من جولات المعارك التي خاضتها إدارة ترامب بشأن التعليم العالي، إذ ألغت آلاف التأشيرات وسعت إلى منع جامعة هارفرد من قبول الطلاب الدوليين.
وألغى وزير الخارجية ماركو روبيو تأشيرات عدد كبير من الطلاب الذين قادوا تظاهرات احتجاج على الهجوم الإسرائيلي على غزة، بموجب قانون غامض يسمح بترحيل أشخاص يعدون مناهضين للسياسة الخارجية الأميركية.نشاط معاد للسامية
في أبريل أعلنت وزارة الأمن الداخلي ان حسابات الطلاب الأجانب على المنصات الاجتماعية ستخضع للتدقيق بحثا عن أي "نشاط معاد للسامية" من شأنه أن يفضي إلى رفض منحهم التأشيرة.
وتقوم الحكومة الأميركية منذ أكثر من عقد بالتدقيق في حسابات الأشخاص الساعين للهجرة إلى الولايات المتحدة أو الحصول على البطاقة الخضراء.

مقالات مشابهة

  • واشنطن ستفحص حسابات الطلبة على مواقع التواصل لدى النظر في طلبات التأشيرة
  • بعد ضبط المتهم الهارب.. النيابة العامة تستأنف النظر في قضية قتل متظاهرين قي غرغور
  • الروح قبل الجسد.. لماذا يجب أن نعيد النظر في علاقتنا النفسية بالرياضة؟
  • «صحفيات بلاقيود» تحذر من استنساخ الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بحق الصحافة والصحفيين وتدين قصف مبنى التلفزيون الإيراني
  • لابتوبات ثورية بتصاميم فريدة.. فيفو تطلق جهازي Vivobook S14 وS16
  • بحجم شاشة كبيرة .. iQOO تقلب الأسواق بـ تابلت رائد لعشاق الألعاب فقط
  • عاجل | الحرس الثوري يعلن قصف القاعدة الإسرائيلية التي استهدف التلفزيون الإيراني
  • الحرس الثوري: استهدفنا القاعدة التي انطلق منها الهجوم على مبنى التلفزيون الإيراني
  • براءة بعد الإدانة.. 5 حالات تُمكّنك من إعادة النظر في حكم قضائي نهائي
  • الدرس الخفي للتضخم: إعادة النظر في القيمة في اقتصاد متحول