19 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:ألقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قنبلة سياسية في أروقة الإطار التنسيقي الشيعي بإعلانه ترشحه للانتخابات البرلمانية المقررة في 11 تشرين الثاني 2025، مما أعاد إشعال الجدل حول تعديل قانون الانتخابات.

و أكد السوداني عزمه خوض السباق الانتخابي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدد التوازنات الداخلية للتحالف الحاكم.

وتزامن ذلك مع منشور عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، سرعان ما حُذف، أشار فيه إلى نيته الترشح “ببركة الله”، مما أثار تساؤلات حول خلفيات هذا القرار.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة من داخل الإطار التنسيقي، عن حالة ارتباك اجتاحت التحالف إثر إعلان السوداني.

واعتبرت المصادر،أن هذه الخطوة تمثل “خرقاً لاتفاقات مسبقة” كانت تقضي بعدم ترشح رئيس الوزراء مقابل الإبقاء على قانون الانتخابات دون تغيير.

وأثار إعلان السوداني ترشحه للانتخابات  توترات مع نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، إذ يرى المالكي أن هذه الخطوة تهدد نفوذه داخل الإطار التنسيقي.

وكشفت مصادر عن “حرب باردة” بين الطرفين، حيث يسعى المالكي لاستعادة هيمنته السياسية، بينما يطمح السوداني لتعزيز موقعه عبر تحالفات جديدة.

وترى تحليلات أن ترشح السوداني يُضعف موقف المالكي، خاصة مع دعم محتمل من قوى شيعية أخرى وتيار الفراتين.

و الخلافات المكتومة حول “الشراكة” داخل الإطار تُنذر بتصعيد، وقد تدفع إيران للتدخل .
يُشار إلى أن الإطار التنسيقي، الذي تأسس في تشرين الأول 2021، كان قد حسم موقفه بأغلبية أعضائه لصالح الإبقاء على القانون الانتخابي الحالي، معتبراً أن أي تعديل قد يؤخر موعد الانتخابات. ويعكس هذا الخلاف توترات داخلية متصاعدة داخل التحالف، خاصة بعد انسحاب التيار الصدري من المشهد السياسي، مما منح الإطار فرصة لإعادة ترتيب أولوياته. وتشير تقارير حديثة إلى أن الإطار عقد اجتماعات مكثفة خلال الأسبوع الماضي لمناقشة تداعيات إعلان السوداني، دون التوصل إلى توافق حتى الآن.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی

إقرأ أيضاً:

الجنود الذين لا يراهم أحد: كيف بقيت أميركا في العراق دون ضجيج؟

22 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

خفَت صوت المطالبات بانسحاب القوات الأميركية من العراق، رغم أنها شكّلت لسنوات شعاراً سياسياً مركزياً لبعض القوى الشيعية المتحالفة مع طهران.

وتمادت بعض تلك القوى سابقاً في تبنّي خطاب المواجهة، ووصلت في يناير 2020 إلى حد تمرير قرار برلماني يدعو إلى إخراج كل القوات الأجنبية، في أعقاب اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بضربة أميركية.

وغيّرت الظروف الإقليمية والأمنية الكثير من الاصطفافات، وراحت جماعات شيعية، حتى تلك ذات التاريخ المسلح، تتحوّل إلى تنظيمات سياسية تسعى لضمان نفوذها داخل الدولة، بدلاً من رفع شعارات المقاومة.

وأكدت مصادر أمنية عراقية مؤخراً أنّ قرابة 2500 جندي أميركي ما زالوا منتشرين في قواعد محدودة في العراق، يعملون ضمن مهام استشارية وتدريبية وتحت إشراف قيادة التحالف الدولي، دون مهام قتالية مباشرة.

وأظهر استطلاع  في مارس 2025 أن 61% من المواطنين لا يرون أولوية لخروج القوات الأميركية حالياً، مقابل 23% فقط يطالبون بانسحاب فوري، فيما عبّر الباقون عن عدم اهتمامهم أو عدم امتلاكهم معلومات كافية عن الموضوع.

واستعادت هذه الأرقام سجالاً مشابهاً شهدته البلاد عام 2011، حين انسحبت القوات الأميركية وفقاً للاتفاقية الأمنية، ليعود الحديث عن ضرورة عودتها بعد اجتياح تنظيم داعش في صيف 2014.

وشهدت تلك الفترة تجربة أمنية مريرة، خصوصاً في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، حيث انهارت قوات الجيش والشرطة خلال أيام، ما اضطر الحكومة العراقية لطلب الدعم الدولي العاجل.

وتجلت ظاهرة مماثلة في العراق مطلع التسعينيات بعد انسحاب الحرس الجمهوري من الكويت، إذ دفعت ظروف الحصار وغياب التوازن العسكري إلى تدخلات خارجية لاحقة، أبرزها قصف “ثعلب الصحراء” في ديسمبر 1998، الذي نُفّذ بالتنسيق بين واشنطن ولندن واستهدف مواقع استراتيجية داخل العراق.

وأوضحت دراسة صدرت عن مركز السياسة العالمية في أبريل 2025 أن القدرات الدفاعية الجوية للعراق ما زالت تعتمد بنسبة 78% على تغطية استخبارية من التحالف، وأن الطائرات العراقية القادرة على المهام القتالية لا تتجاوز 28 طائرة فعالة، معظمها سوفييتية المنشأ من طراز MiG-29 تم تحديثها جزئياً في أوكرانيا قبل الحرب.

وذكرت الدراسة أن العراق يسجل ثالث أعلى معدل في الشرق الأوسط لاعتماد القوات الأمنية على الدعم الفني الأجنبي، بعد اليمن وليبيا، ما يجعله في وضع هش إذا ما تم تنفيذ انسحاب مفاجئ أو غير منظم.

واعتبر مراقبون أن تراجع الخطاب الداعي للانسحاب يمثل في جوهره توازناً مؤقتاً بين الحاجة للاستقرار والضغوط السياسية، في ظل تعقيد الملف الأمني الداخلي واحتدام التنافس الإقليمي، مشيرين إلى أن الانسحاب، إن حصل، سيكون تدريجياً وتحت مظلة تفاوضية، لا قراراً أحادياً يصدر عبر البرلمان.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السوداني يوجه بتكثيف الجهود وعدم السماح باستخدام موارد الدولة في الانتخابات
  • السوداني للنزاهة: يجب منع استغلال موارد الدولة في الانتخابات
  • دولة القانون: المالكي مستعد لتسنم رئاسة الحكومة المقبلة
  • ستة أحزاب إطارية تدخل الانتخابات المقبلة عن نينوى
  • انتخابات 2025: تحالفات تتحدى هيمنة القوى التقليدية
  • نائب رئيس أركان الجيش اللبناني الأسبق: المرحلة الحالية بداية عهد جديد
  • حزب تقدم يتحدى التحالفات: يراهن على 40 مقعداً في برلمان 2025
  • مخاوف العزوف الانتخابي: 8 ملايين عراقي بلا تسجيل بايومتري
  • الجنود الذين لا يراهم أحد: كيف بقيت أميركا في العراق دون ضجيج؟
  • الدعم السريع تعلن انتهاء المعركة العسكرية على نحو مفاجئ بعد سيطرة واسعة للجيش السوداني