بعد انضمام مصر لـ "بريكس".. المصريون بالخارج: وداعًا لأزمة الدولار وضغوط الاستيراد
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
أعلن زعماء مجموعة بريكس، انضمام 6 دول جديدة إلى التكتل الاقتصادي، من بينهم 3 دول عربية هم مصر والسعودية والإمارات، في خطوة تستهدف تقوية التحالف وتعزيز دوره العالمي.
ونظرًا للتحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر الفترة الحالية، فإن الإعلان عن انضمامها إلى "بريكس" اعتبارا من يناير 2024، جاء بمثابة نقطة ضوء تلقاها المصريون في الداخل والخارج أيضًا بترحيب وتفاؤل كبير .
وبدوره علق علاء سليم، الأمين العام للاتحاد العام للمصريين بالخارج، على دخول مصر لمجموعة بريكس.
دخول مصر مجموعة بريكس اعتبارا من يناير 2024
وقال "علاء سليم": " دخول مصر مجموعة بريكس اعتبارا من يناير 2024 بقيادة الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وهو التجمع الموازي للكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وتواجد مصر مع هذا الكيان الاقتصادي العملاق اللي بيتحكم في سوق عدده اكتر من 3 مليار إنسان، سيغير خريطة أسعار صرف العملات مقابل الجنيه في مصر وتنتهي سيطرة الدولار الأمريكي على الجنيه المصري وسوف تتخلص الحكومة من ضغوط الاستيراد ونقص العملة.
وتابع في تصريحات له: " بمجرد دخول مصر للكيان الضخم هتوفر حوالي 25 مليار دولار هي مجموعة وارداتها من دول البريكس واللي هتتحول للتعامل بالجنيه المصري واللي هيبقى عملة معتمدة في دول البريكس في التعاملات الدولية وهيبقى الجنيه عملة رسمية للتداول في نصف الكرة الأرضية تقريبا وبكده مركزه هيبقى كبير .
مصر ستكون إضافة كبيرة لمجموعة بريكس
واستكمل: “ بالنسبة للأرقام والمليارات اللي هتوفرها مصر من الدولار في تعاملاتها مع دول البريكس وهنلاقي مثلا مصر بتستورد في حدود 15 مليار دولار من الصين حسب أرقام 2022 وبتستورد ب3 مليار دولار من الهند وحوالي 4 مليار من روسيا و100 مليون من جنوب افرقيا وحوالي مليار ونص من البرازيل وحسب بيانات الإحصاء ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة البريكس لتصل إلى 31.2 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 28.3 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 10.5%”.
وأشار إلى أن مصر ستكون إضافة كبيرة لمجموعة بريكس ولن تكون دولة عالة عليها لأن لديها حجم اقتصاد من بين الأضخم في افريقيا وبناتج 400 مليار دولار، بالإضافة إلى أن مصر تتحكم في أهم شرايين التجارة والطاقة في العالم وستكون في خدمة دول المجموعة .
السوق السوداء للدولار ستنتهي اكلينيكيا بمجرد دخول مصر البريكس
وبالنسبة للسوق السوداء للدولار، فاكد “سليم” أنها ستنتهي اكلينيكيا بمجرد دخول مصر البريكس، قائلًا: “ الدولار اللي هيتوفر من التبادل التجاري والمعاملات مع دول البريكس هتسد الفجوة الدولارية وهتضرب الأسعار في الأرض لانه بجانب تقليل الاعتماد على الدولار في الاستيراد برقم ضخم فيه ارتفاع في إيرادات مصر من الدولار من قطاعات الاقتصاد المختلفة وضيف عليهم سياسة توطين الصناعة والاستفتاء عن عشرات السلع الأجنبية وتصنيعها في مصر”.
كما قال بهجت العبيدي الكاتب المصري المقيم بالنمسا مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن المصريين بالخارج استقبلوا باستبشار كبير انضمام مصر لمجموعة بركس.
وأكد بهجت العبيدي أن الدعوة التي وجهتها دولة جنوب أفريقيا التي شهدت التئام اجتماع مجموعة بريكس لمصر بالإضافة لخمسة دول أخرى هي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وأثيوبيا والأرجنتين وإيران لتنضم للخمس دول التي تضمهم المجموعة الآن وهم: روسيا والهند والبرازيل والصين بالإضافة لجنوب أفريقيا إنما يعكس أهمية الدولة المصرية من ناحية، والتأكيد على مكانتها من ناحية أخرى بالإضافة لأن هذه الدعوة تعد برهانا عمليا على صحة الطريق الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي في النهوض بالدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وفي كافة المجالات وفي القلب منها المجال الاقتصادي حيث أن التجمع في الأساس تجمعا اقتصاديا.
بهجت العبيدي: إنضمام مصر لمجموعة بريكس سينعكس بالإيجاب على اقتصاد الدولة المصرية
وأضاف بهجت العبيدي أن انضمام مصر لمجموعة بريكس سينعكس بكل تأكيد بالإيجاب على الدولة المصرية في عديد المجالات وفي مقدمتها المجال الاقتصادي حيث أن من بين مزايا هذا التجمع التعامل بالعملات المحلية للدول المنضوية تحته، وهو ما سيرفع الضغوط المتزايدة على الاحتياط التقدي من العملة الأجنبية التي تعاني مصر من نقصها بشدة في الآونة الأخيرة.
الفوائد المنتظرة من الانضمام لمجموعة بريكس
وواصل مؤسس الاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج: إن تحالف مجموعة بريكس يسعى لأن يكون بديلا للبنك الدولي وهو ما يعني خروج الدول المنضوية تحت لوائه بعيدا عن تلك الشروط المجحفة للمؤسسة المالية العالمية والتي لا تنظر بعين الرحمة للفئات الأكثر فقرا في الدول التي تقوم بتمويلها بقروض مشروطة شروطا مجحفة.
وتابع العبيدي: إن من الفوائد المنتظرة من الانضمام لمجموعة بريكس هو التبادل التجاري مع تلك الدول الإحدى عشرة والتي تمثل أهم الاقتصادات الناشئة في العالم وهو ما سيعود بالنفع على كل هذه الدول في ذات الوقت الذي سيرفع الضغط عن الدولار حيث أن هذا التبادل التجاري سيصبح بالعملات المحلية كما ذكرنا آنفا.
بينما علقت الدكتورة جيهان جادو، عضو مجلس الحي بفرنسا، على موضوع إنضمام مصر لمجموعة بريكس، قائلة: “ دخول مصر في دول البريكس وانضمامها مع السعودية والإمارات بجانب الهند والصين والارجنتين ودول اخري اثار جدلا كبيرا بالنسبه للاقتصاديين والمحللين والخبراء، حول فائده ذلك وهل سيعود بالنفع علي اقتصادها الفترة المقبلة؟”.
فوائد انضمام مصر لمجوعة بريكس
وقالت “جادو”، في تصريحات للوفد، “ من وجه نظري المتواضعه اننا في زمن التحالفات الاقتصاديه الكبري فبعد الازمه الروسيه الاوكرانيه عانت دول متعدده مثل اروبا ودول كبري اخري من الازمات الاقتصاديه المتكرره والارتفاع الملحوظ في السلع والخدمات ومن ضمن هذه الدول مصر التي تعاني ايضا من ارتفاع الاسعار نتيجه الازمات الازمات العالميه الاقتصاديه وبعد هيمنه امريكا علي معظم دول العالم واستيراد السلع الاساسيه بالدولار وفرض هيمنته الاقتصاديه علي العالم اجمع كان لابد من الخروج من تلك السيطره بنظام اقتصادي جديد وتحالفات اقتصاديه اكبر”.
وأضافت عضو مجلس الحي بفرنسا: “ حتي تتضح الصوره اكثر فانضمام مصر لمجموعه البريكس له ايجابيات واكيد له سلبيات وحتي نقيم الوضع ففي وجه نظري المتواضعه ان انضمام مصر للبريكس له ايجابيات متعدده منها علي سبيل المثال فتح المجال للتعامل بعمله جديده والحفاظ مؤقتا علي عمله البلد ليتسنى لاعضاء البريكس عمل اتحاد اقتصادي قوي مثل الاتحاد الاوروبي وصدور عمله موحده لتلك الدول وتقليل الاعتماد علي الدولار مما يعمل علي احداث عمليه توازن القوي الشرائية في العالم ، بالاضافه الي فتح باب أسواق اقتصاديه جديده ودفع بقدرات وموارد دول المجموعة في دعم خطط التنمية وتوسيع الفرص التنموية في مصر”.
وتابعت: “ كما أن الانضمام لمجموعه البريكس سوف يعمل علي تعزيز التأثير والقوة الدولية حيث إن دعوة الدول الجديدة للانضمام لتجمع دولي قوي مثل “بريكس سيعزز من تأثير وقوة تلك الدول خاصة في المشهد الدولي وسيجعل هذه الدول أكثر قدرة على التأثير في صياغة السياسات العالمية وتحقيق مصالحها، كل هذا بجانب القوي التي تتمتع بها مصر وغيرها من الدول المنضمة للبريكس فمصر لها ثقلها السياسي والاستراتيجي في القاره الافريقيه بالاضافه للسعوديه التي تعتبر ثان اكبر مصدر للنفط والصين والهند من كبري الدول الصناعيه ايضا لذلك اعتقد انها سوف تفتح افاقا اقتصاديه غايه في الاهميه للتحالفات الجديده ”.
سلبيات انضمام مصر لمجموعة بريكس
أما بالنسبة للسلبيات التي قد تعتري هذا الانضمام، أشارت “جيهان جادو” أنها تتتمثل في الخوف من وجود سيطره اقتصاديه للجانب الصيني فيما بعد بالاضافه الي خساره الجانب الامريكي والدول العربيه من ناحيه المشروعات العملاقه، ومن وجه نظري لايوجد نظام عالمي في العالم اجمع الا وله سلبياته وايجابياته ودائما يوجد هيمنه للدول الاكبر اقتصاديا لكن نستطيع القول بان الخروج من تلك الازمات باقل الخسائر هو فائده وفتح افاق اقتصاديه عالميه بشكل مختلف للخروج من عنق الزجاجه.
من جانبه، قال نصر مطر، مسؤول الملف السياسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، إن المصريين بالخارج استقبلوا دعوة مصر للانضمام لمجموعة بريكس بتفاؤل وأمل لمستقبل بلادهم الإقتصادي.
تغيير المعادلة الاقتصادية في العالم
وأضاف نصر مطر، في تصريحات خاصة للوفد، أن الدعوة التي وجهتها دولة جنوب أفريقيا لمصر للانضمام لهذه المجموعة الاقتصادية الكبيرة إنما تؤكد على أهمية مصر لهذه المجموعة التي تسعى إلى تغيير المعادلة الاقتصادية في العالم.
توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وصفقات استثمارية
وأكد مطر أنه سيكون هناك مردود قوي لهذا الانضمام خاصة لو علمنا أن الدور الكبير التي تقوم به هذه المجموعة حيث ستزيد العلاقات المصرية الدولية مع أكبر الدول الاقتصادية بالإضافة لأنه سيتم توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وصفقات استثمارية بين مصر وهذه الدول المؤثرة في العالم.
فتح المجال للنمو الاقتصادي السريع وإنهاء الأزمات
كما توقع مسؤول الملف السياسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج، أن يتم فتح المجال للنمو الاقتصادي السريع وإنهاء الأزمات التي تسبب في تفاقمها الاعتماد على الدولار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر لمجموعة بریکس التبادل التجاری مجموعة بریکس ملیار دولار دول البریکس انضمام مصر فی العالم هذه الدول دخول مصر
إقرأ أيضاً:
FT: العالم خذل الفلسطينيين وتجويع غزة وصمة عار
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن العالم لم يشهد في تاريخه المعاصر مشهدا بهذا القدر من الوضوح لمعاناة بشرية جماعية كما يحدث اليوم في قطاع غزة.
وحذرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، من أن فشل المجتمع الدولي في وقف الإبادة بغزة، سيبقى وصمة تلاحق الدول الغربية على وجه الخصوص.
وأشارت إلى أن الصور القادمة من القطاع المحاصر تفضح حجم المأساة التي تسببت بها إبادة الاحتلال المستمرة منذ نحو 22 شهرا، حيث تظهر مشاهد لأمهات يحتضن أطفالا يعانون من الهزال الشديد، ومستشفيات مدمرة تكافح لإنقاذ الجرحى، وجثثا مصفوفة داخل أكياس سوداء.
وحذرت الصحيفة من أن المجاعة الجماعية باتت تهدد القطاع، رغم استمرار القصف واستهداف مئات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، في ظل نظام إغاثة وصفته بـ"المعيب"، تدعمه كل من الولايات المتحدة والاحتلال، وينحرف عن النماذج الإنسانية المعمول بها دوليا.
وبحسب بيانات رسمية من وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين يقترب من 60 ألفا، فيما دمرت مدن بأكملها، ودفع معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى أراض قاحلة.
وأكدت الصحيفة أن ما يجري اليوم يحمل بصمات "هجوم انتقامي" تقوده حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، في محاولة لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتمزيق نسيجه، مشيرة إلى أن هذا النمط يتكرر أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث أجبرت الاعتداءات العسكرية وهجمات المستوطنين آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وقالت إن عددا متزايدا من خبراء الإبادة الجماعية بدأوا يرون في السلوك الإسرائيلي ما يرقى إلى "إبادة جماعية".
وأضافت أن منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية خلصت إلى أن السياسة الإسرائيلية تؤدي إلى "تدمير منسق ومتعمد للمجتمع الفلسطيني في غزة".
وشددت الصحيفة على أن الأدلة على التطهير العرقي تتزايد، مشيرة إلى أن السكان أجبروا على النزوح مرارا تحت التهديد العسكري، وأن المساعدات باتت تستخدم كسلاح، فيما يعاقب مجتمع بأسره.
وقال إن التصريحات الغربية التي تعرب عن "القلق" لا تكفي، داعية إلى فرض عقوبات على حكومة نتنياهو، ووقف مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال.
كما دعت الصحيفة مزيدا من الدول الغربية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار ما قامت به فرنسا، مطالبة الدول العربية مثل مصر والأردن والإمارات بأن توضح أن علاقاتها مع الاحتلال لا يمكن أن تستمر دون تغيير جذري في سياساتها.
ولفتت إلى أن إعلانات الاحتلال عن وقفات تكتيكية، وممرات إنسانية مزعومة، لا يعد كافيا، وإخفاق العالم في إنقاذ الفلسطينيين من كارثة متفاقمة سيبقى شاهدا على عجز أخلاقي لن يمحى بسهولة.